سيظل السراب سراباً، والحقيقة أحياناً لا تقال ولكنها يجب أن تقال في وجه أعداء الحياة بصدق وبصراحة مطلقة من دون قيد أو شرط. لقد شاعت الأقاويل حول الوحدة الاندماجية وأيدها الكثيرون من اليمنيين خلاف التأييد الأسطوري الذي نالته من رموز النظام الغربي التي عرفت بعدائها التاريخي للوطن العربي وكان الحلم بالوحدة هو غاية المفكرين والفكر الراسخ في أعماق المبدعين وهو حقيقة اليمن واليمنيين وعندما ترتبط الهوية أرضا وإنسانا وباعتبار أن الوحدة اليمنية هي مكسب وحق شرعي واهم حدث ومطلب تاريخي كانت الوحدة هي الحلم الجميل والهاجس الذي ظل يراود شعبنا اليمني منذ ردح من الزمن بوصف الوحدة رمز الحضارة الإنسانية وهي ايضاً تعني التجدد والتطلع نحو المستقبل المشرق والعطاء الفكري والثقافي والنهوض والعودة للأصالة والحداثة والجذر الحقيقي الأصيل لكل يمني غيور على وطنه الحبيب، وقد تأثرت كثيراً من خلال ماقرأت في النصوص الشعرية لبعض الشعراء اليمنيين الذين احترقوا تطلعاً للوحدة وعانوا كثيراً من الهموم والمشاكل الاجتماعية والظروف الاقتصادية الخانقة ومرارات التمزق والحيرة والضياع. ومن خلال هذه القراءة الشعرية يخاطب الشاعر الدكتور المقالح الشعر اليمني في اثناء التشطير والتمزق باليمن رغم مآسي الفراق ويقول (وطن النهار ومعبد الزمن انا عائد لاراك ياوطني). ويقول محمد سعيد جرادة مخاطباً الوطن لا عرفت شمسك في سمائك المغيب ولا برحت دوحة تثمر مايطيب مباركاً مباركاً اراك .. شامخة شامخة ذراك مجتمع الشمل على ائتلاف ويقول عبدالله عبدالوهاب نعمان: ليس منا ابداً من فرقا ليس منا ابداً من مزقا ليس منا من يصب النار في ازهارنا كي تحرقا واذا تأملنا بعض النصوص الشعرية من ديوان ارض الشعر للشاعر الكبير اليمني محمد سعيد جرادة نجد انه يتحدث عن التشطير والتجزئة بآلام ويوضح دور العدو الحاقد في ان يستمر التشطير والتقسيم كي يبقى الوطن ضعيفاً ومجزأ ويأتي بصريح التدخل الأجنبي ب(الأمس كان المستشار هنا بيده خريطة التقسيم) وهذه التجزئة للوطن المشطر (للساحل الذهبي والوادي ثم يأتي بالجزء الآخر من الوطن صنعاء والإمام بها؛ ليشير إلى التخلف اً: شهدت أصناف الطفاة هنا .. يتآمرون على ثرى عاد بالأمس كان المستشار هنا يلوي اللسان بأحرف الضاد وخريطة التقسيم في يده .. للساحل الذهبي والوادي صنعاء كانت والإمام بها .. نعشا يسير بغير أعواد وفي كل شبر سلطنة تحني الجبين لشر جلادي ان النصوص الشعرية السابقة تؤكد أن الوحدة وجدت لتبقى وهي حق للشعب والوطن وهذه إشارات توحي لوحدة الأرض والإنسان ولن يتمكن احد من المزايدة باسم الشعب والوطن واما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الأرض ولذلك حقيقة الوحدة المجد والخلود واستشراقاً من المفكرين والمبدعين الذين يقرؤون المستقبل فان دلالة الوحدة هي حياة الأرض والإنسان والتفرق هو موت وجمود ومن يمجد الوحدة يعطي الحياة للأرض المجيدة ومن يمجد الفرقة قد يمجد الموت والجمود، والمجد لمن يعطي الناس الحياة والكل من أبناء الشعب اليمني ومعظم الدول العربية والغربية يعرف كيف استطاع الشطر الجنوبي من اليمن في فترة السبعينات ان يخوض اول تجربة سياسية رائدة وفريدة من نوعها في ظل قيادته الحكيمة والتي تجسدت من خلال تثبيت السلطة التشريعية وهي بما تسمى بالمرحلة الوطنية الديمقراطية وبناء دولته المستقلة وإقامة النظام الديمقراطي العادل وسيادة حرية الإنسان والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية والقانون والأمن والاستقرار وغرس المفاهيم والقيم والمبادئ الإنسانية في نفوس المواطنين اليمنيين وتحسين معيشة المواطن اليمني ونشر الوعي الإنساني والثقافي، كما ساهم في بناء المؤسسات الحكومية والاقتصادية والخدماتية والثقافية ولأجل بناء الدولة المدنية الحديثة.