إن للصيام كعبادة يتعبد بها العبد لله فضائل عظيمة وأجورا كبيرة في رمضان وفي غير رمضان وان للصيام والأعمال الصالحة في رمضان مزية أعظم من غيره من الشهور فقد اجتمع في رمضان فضيلة الصيام مع فضيلة الزمان ألا وهو شهر رمضان، فمن فضائل عبادة الصيام بصورة عامة: 1 ان الصوم لا مثيل له: فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت مرني بعمل يدخلني الجنة قال "عليك بالصوم فانه لا مثيل له" رواه الترمذي وابن حبان. 2 ان الصوم أضافه الله إليه تشريفا لقدره وتعريفا بعظيم أجره: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا أجزي به..." رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل إلا الصوم فانه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي" رواه مسلم. 3 ان الصوم يرفع الدرجات : يقول الله عز وجل: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" الزمر/ 10 فهذا يدل على ان ثواب الصوم غير محدد لا يعلمه إلا الله. وفي ذلك إشارة إلى عظيم الثواب والأجر، فقد تكفل الله تعالى بمجازاة الصائم على صيامه بنفسه وذلك لأن الصيام عبادة سرية بين العبد وربه وما يتعلق بها من نصب وتعب وإخلاص ومراقبة واستجابة لله لا يطلع عليه إلا هو سبحانه وتعالى وحده ولهذا فكل عمل له أجر محدود يضاعف إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإن أجره غير محدود. 4 ان الصوم يكفر السيئات: فعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي" رواه البخاري ومسلم. 5 ان الصيام وقاية وجنة من النار: فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الصيام جنة يستجن به العبد من النار" وقال أيضا: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا" متفق عليه. 6 ان للصائمين بابا يدخلون منه يقال له الريان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" رواه البخاري ومسلم وفي رواية "ومن دخله لم يضمأ أبدا" رواه الترمذي. 7 انه يأتي شفيعا لصاحبه يوم القيامة: فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه.. قال: فيشفعان" رواه احمد. 8 ان دعوة الصائم لا ترد: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثلاث لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم". 9 ان "خلوف فم الصائم- أي تغير رائحة فمه- أطيب عند الله من ريح المسك..." رواه البخاري ومسلم. فهذه بعض فضائل عبادة الصيام في رمضان وفي غير رمضان فينبغي على المسلم ان يكون له نصيب من هذه العبادة طوال العام ولا يضيع الفرصة عليه وليدرك أن الصيام وقاية من النار وحاجز عن ارتكاب المعاصي والآثام والذنوب فالصوم يدرب النفس ويؤدبها حتى تألف العبادة والطاعة وتتعود البعد عن المعصية لينال الثواب العظيم والأجر الجزيل من عند رب العالمين.
