مجسمات تراثية ومعمارية وجماليات بيئية وطبيعية ووجوه إنسانية وأشياء أخرى أبدعها ثلاثة من الفنانين التشكيليين وازدان بها المعرض التشكيلي الذي تحضنه قاعة المعارض الدائمة في بيت الثقافة بصنعاء للفترة (1- 28) من فبراير الجاري. المعرض التشكيلي الذي احتوى (12) مجسماً تراثياً ومعمارياً و (15) لوحة تشكيلية للفنانين (أروى اليريمي، ملكة الفضيل، مرشد الغذيفي) شكل حضوراً فنياً وجماهيرياً لما مثل من جماليات استثنائية وإبداعات متميزة حاولت التركيز على ملامح الجمال للبيئة والطبيعة اليمنية وما تزخر به من تراث شعبي أصيل وموروث معماري عريق. الفنانة أروى اليريمي التي قدمت أحد عشر مجسماً لعدد من الطقوس التقليدية في صنعاء القديمة والتي تعد بمثابة تراث شعبي لها وموروث ينبغي الحفاظ عليه قبل انقراضه، مثل (المدرهة، الزفة الصنعانية للرجال، البئر، الجلسات الصنعانية للولادة، الأزياء الصنعانية القديمة، المطبخ الصنعاني "الديمة"، المطحن التحطيب، المزمار، السبيل، المعلامة،.....) إلى جانب عدد من المشغولات اليدوية كالفخاريات والشنط وبعض الإكسسوارات التي تحمل أبعاداً تراثية لهدف الحفاظ على التراث الشعبي والعادات والتقاليد لصنعاء القديمة تحديداً خوفاً عليها من التلاشي والانقراض حسب حديث الفنانة أروى ل "رأي نيوز". وأشارت أروى أنها ركزت في هذا المعرض الأول لها على الحياة الاجتماعية بشكل عام والحياة اليومية في صنعاء القديمة بشكل خاص مع اشتغال بعض الأعمال اليدوية في إطار إبداعي بحت بعيداً عن الاستثمار التجاري، مستخدمة في ذلك عدداً من الأدوات الفنية كالخشب والعرائس (الدمى) والزجاج. ويزدهي الجناح الثاني من المعرض ب (15) لوحة تشكيلية أبدعتها ريشة الفنانة ملكة الفضيل التي انفردت في هذا المعرض بالجانب التشكيلي في حين قدم الفنانان أروى ومرشد مجسمات ومشغولات يدوية. وفي حديثها ل "رأي نيوز" أوضحت ملكة أن الحياة هي الفكرة الأساسية التي تحاول دائماً التركيز عليها في كل عمل فني تقوم به، معتبرة أن لوحات المعرض جزء بسيط من إحساسها بالحياة واهتمامها برصد التفاصيل الحياتية اليومية. وأشارت أنها لا تنتمي لأي مدرسة فنية رغم أن لوحاتها المعروضة يظهر عليها الانتماء للمدرسة الواقعية، مضيفة: أهم أدواتي الفنية التي ألجأ لاستخدامها لأسرد ما أريد من أفكار في قالب تشكيلي متميز هي الألوان المائية بالدرجة الأولى ومنها انتقلت إلى الزيت على الورق والقماش مع أن بداياتي كانت مع القلم الرصاص والفحم. أما الفنان مرشد الغذيفي فقد قام بعرض مجسم واحد فقط هو "دار الحجر" كمعلم يمني يجسد فن العمارة اليمنية وجمالياتها.