أكدت الدكتورة أمنه يوسف على وجود اتجاهات أدبية جديدة تنطلق من أبرز التقنيات السردية في النقد القصصي أو الروائي وعلى وجه الخصوص تقتني الرؤية أو وجهة النظر المنطلقة من تقنية السارد (الراوي) وتقنية الصورة أو الوصف بحسب ما يتضح عند المقاربة البنيوية للنماذج القصصية المتنوعة ما بين تقليدية ذات حساسية قديمة وحديثة ذات حساسية جديدة وأجد. وأوضحت الدكتورة أمنه في محاضرة لها بمنتدى الناقد العربي بصنعاء الخميس الماضي أن القصة التقليدية ذات الحساسية القديمة هي القصة التي تستعين في تكوين بنيتها الفنية بأبرز تقنيات هذا الاتجاه الأول وهي تقنية السارد كلي العلم أو مطلق العلم كقصة "ليته لم يعد" لمحمد عبد الولي التي يروي السارد الموضوعي فيها بالضمير هو. وأشارت الدكتورة أمنه أن قصة "الرحلة" للقاص والروائي زيد مطيع دماج أحد نماذج القصة الحديثة ذات الحساسية الجديدة للحضور الفني لتقنية السارد فيها الذي يبدو محدود العلم رغم افتقاد هذه القصة لعناصر الإيجاز والتكثيف والتركيز الضرورية في كتابة القصة ووقوف السارد على التفاصيل المهمة وغير المهمة للمواقف والأحداث والشخصيات مؤكدة أن الصورة السردية في هذا النوع من القصة تستعين بتقنيات تيار الوعي الحديثة كالحلم (الفانتازيا) والخيال الفني والتذكر والمونولوج وشتى أنواع تداعي المعاني. وقالت أن الاتجاه الثالث من الاتجاهات القصصية الأدبية والذي هو (الأجد) يقصد به الاستعانة من جهة تقنية السارد الموضوعي والرؤية الخارجية التي يبرز فيها القصة أشبه بمشهد أو مشاهد سينمائية يتسم فيها السارد بصفة المحايدة التامة كأنما هو مخرج سينمائي وعيناه عدسة كاميرا متحركة مشيرة أن الاتجاهات القصصية للقصة القصيرة تنطلق أساساً من التوظيف البنيوي لتقنيات السرد قديمة كانت أو جديدة أو أجد وفق رؤية نقدية معينة.