الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    شهداء بينهم أطفال إثر غارات ليلية على غزة وتصنيف جباليا وبيت حانون "منكوبتين"    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    جماعة الحوثي تطلب تدخل هذا الطرف الدولي لوقف تصعيد الشرعية وقرارات "مركزي عدن"    ضربات هي الإعنف على الإطلاق.. صحيفة تكشف عن تغير أسلوب ''التحالف'' في التعامل مع الحوثيين    يقتل شقيقه بدم بارد.. جريمة مروعة تهز مارب    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    فضيحة حوثية تُثير موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي و تُهدد الاقتصاد (صورة)    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    خراب    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ محسن محمد بن فريد أمين عام حزب "رأي" في حديث لصحيفة (الغد):
نشر في رأي يوم 26 - 05 - 2009

أكد الشيخ محسن محمد بن فريد أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" وقوف الرابطة في صف المدافعين عن الوحدة، وقال: الوحدة ليست صنماً يعبد، وما هي إلا وسيلة لإقامة الدولة المدنية الحديثة التي تشعر المواطن اليمني بعزته وكرامته واستقراره وأمانه، فإن حققت هذا الهدف فنحن معها، وإن عجزت عن ذلك فينبغي أن نسعى من أجل تحقيقه.
وأوضح بن فريد في حديث ل"الغد" ضرورة توفر الإرادة السياسية لدى الحزب الحاكم، ورئيس الجمهورية لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة بالحوار، متهما "الحاكم" بعدم الجدية في الحوارات التي تجرى معه، مشيراً إلى أن السلاح سيكون الوسيلة الأخرى البديلة للحوار.

راجعنا حساباتنا وأقرينا الصراع السلمي تحت مظلة الوحدة
(الحاكم) و(المشترك) يمارسون الإقصاء.. والأغلبية في الجنوب لا زالت صامتة
الحوار طوق النجاة والسلاح سيكون البديل
حاوره/ خالد الهروجي
- الوطن اليوم على مفترق طرق.. أين يقف حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"؟
** وسط مشاكل وآلام شعب اليمن، لأننا جزء من هذا الشعب وفي ما يجري اليوم من تداعيات كبيرة من الدعوة إلى الانفصال والحفاظ على الوحدة، نحن خطنا واضح ومحدد في إطار الوحدة ينبغي أن يأتي أي جهد أو فكر أو اجتهاد تحت مظلة الوحدة، لا ينبغي أن يحرم صوت أو يكفر صوت طالما الحوار يكون تحت هذه المظلة.. هذا هو موقف الرابطة الواضح والصريح والمحدد في برنامجه الشامل للإصلاح الذي أعلن في عام 2005، وأيضاً تم التأكيد عليه بشكل تفصيلي في رؤية الرابطة التي أعلنت في يناير 2008.

- الآن هناك فريقان، الأول يعلن تمسكه بالوحدة والآخر يطالب بالانفصال، في صف من أنتم؟
** كما أشرت قبل قليل بأننا مع الفريق الذي يؤكد على الوحدة، وأن الوحدة خير للبلاد والعباد، ولكن أيضاً نحن مع الوحدة بشكل منطقي وعقلاني كما قلناها ونكررها، الوحدة ليست صنماً يعبد، وما هي إلا وسيلة لإقامة الدولة المدنية الحديثة ليشعر المواطن اليمني بعزته وكرامته واستقراره وأمانه، فإن حققت الوحدة هذا الهدف فإننا معها وإليها، وإن لم تحقق ذلك الهدف فينبغي أن نسعى من أجل تحقيقه، والوحدة كما نؤكد مرة أخرى هي وسيلة، فينبغي أن تحقق هذه الوسيلة الغاية المرجوة منها.

- كيف يمكن برأيك تحقيق هذا الهدف؟
** هناك مشاريع مختلفة قدمت من مختلف القوى السياسية وأنا أتحدث عن حزبنا الذي قدم مشروعاً شاملاً للإصلاح أعلن في نوفمبر 2005، ويتضمن سبعة أعمدة أو مرتكزات للإصلاح الشامل، الأول الحكم المحلي الكامل الصلاحيات، والعمود الثاني نظام الانتخابات بالقائمة النسبية، لأن النظام الفردي أثبت فشله وعقمه، العمود الثالث حيادية الخدمة المدنية، العمود الرابع النظام التشريعي القائم على المجلسين البرلمان والشورى، العمود الخامس حيادية الإعلام، العمود السادس نرى أنه لا بد من تحديد واضح لنظام الحكم، هل هو برلماني أم رئاسي، نحن مع النظام الرئاسي، وأخيراً ضرورة تحييد الجيش والأمن والمال العام والوظيفة العامة، هذه أعمدة سبعة إذا ما أخذ بها بشكل صحيح وجاد نعتقد بأنه يمكن أن تخرج البلد مخرجاً صحيحاً، وهذه الأعمدة السبعة ليست مقتصرة علينا نحن فقط، يمكن أن تشمل كثيراً من برامج الأحزاب الأخرى، ولكن الأمر الأهم ليس ما هو مكتوب في الورق بل كيف ينفذ، وآن الأوان اليوم لأن نخرج من التنظير والحوار الذي لا ينتهي إلى البدء بتنفيذ مشاريع الإصلاح هذه بصورة حقيقية وملموسة.. لنخرج بلادنا من الحالة البائسة الراهنة.

- كيف.. ؟
** مرة أخرى، هل هناك جدية أولاً، هل لدى الأطراف السياسية إرادة سياسية حقيقية لبدء إجراء إصلاح حقيقي، وعندما أقول إرادة سياسية يجب أن نكون واضحين بأن الإرادة السياسية ينبغي أن تأتي من الحزب الذي يتولى شؤون البلاد ولديه كافة الصلاحيات وتفويض من الشعب وعلى رأس هذا الحزب رئيس البلاد الرئيس علي عبدالله صالح، باعتبار أنه الذي يستطيع اليوم وفي هذه اللحظات الدقيقة والصعبة والخطيرة التي يمر بها الوطن بما يملك من زعامة وخبرة سياسية وبما يملك من صلاحيات يستطيع فعلاً أن يوجه الدفة وبوجه المركب إلى بر الأمان، وعليه دور أساسي في إخراج البلد مما هي فيه وأن يقود السفينة إلى بر الأمان.

- طيب، أين دوركم أنتم كأحزاب معارضة؟
** يا أخي أحزاب المعارضة بحت أصواتها مما تطرح من رؤى ومشاريع ومن الحوارات التي لا تنتهي، إذا كانت لا تجد تجاوباً ملموساً من الطرف الآخر فما هي الإمكانيات الأخرى.

- تقصد السلطة؟
** نعم.. لأن أحزاب المعارضة كما تعلم بإمكانياتها المحدودة تعمل على إيصال صوتها إلى الأغلبية من الشعب اليمني، وأنت تعلم أيضاً أن الأرقام تشير إلى أن 50 إلى 60 بالمائة تقريباً من شعبنا لا يقرأ ولا يكتب، وبالتالي لا يحصل على معلومة إلا عبر الإذاعة والتلفزيون وهذه الأدوات الضخمة لا يملكها إلا الحزب الحاكم، وبالتالي دور الحزب الحاكم أساسي، بينما أحزاب المعارضة بأصواتها وبرامجها لا تصل إلا لعدد محدود يقدر ببضعة آلاف، وكل حزب لديه صحيفة أو صحيفتان لا يقرؤها سوى عدد محدود من النخبة الذين يقرؤون مثل هذه البرامج السياسية ويتركزون عادة في المدن الرئيسية.

- هل تعتقد أن ما تقومون به كأحزاب معارضة بما فيها الرابطة كاف في ظل هذه الأوضاع؟
** لا، فنحن نشعر بعجز كبير، ونشعر بأسى لأننا غير قادرين على أن نصل إلى الغالبية الصامتة من شعبنا، نتيجة لما أشرت إليه سابقاً بخصوص محدودية إمكانياتنا المادية والإعلامية، ونشاطنا أيضاً محدود، الآن أي نشاط أو حركة في مختلف أنحاء البلاد يحتاج إلى إمكانيات، وهي غير متوفرة لنا كحزب، وأعتقد أنها أيضاً غير متوفرة لغيرنا من الأحزاب، إلا ربما إلى حد ما حزب الإصلاح، لأن لديه الإمكانيات الضخمة التي يمكن أن يصل من خلالها إلى قاعدة واسعة من البشر، أما نحن فإمكانياتنا محدودة، وبالتالي حركتنا محدودة، مقارنة بالحزب الحاكم الذي يصرف من الخزينة العامة مليارات لإيصال صوته إلى قاعدة عريضة من أبناء اليمن.

- ألا ترى بأن أحزاب المعارضة دائما ما تحمل الحاكم مسؤولية كل شيء في البلاد..؟
** مسؤولية كل شيء؟!.. هذا ليس صحيحا، أنا لا أقول أننا نحمل الحزب الحاكم مسؤولية كل شيء، فالمسألة نسبية، فبقدر ما لدى الحزب الحاكم من إمكانيات الدولة، كالإعلام الذي يسيطر عليه، والخزينة العامة، والوظيفة العامة التي يسطر عليها، هذه الإمكانيات تحمله مسؤولية أكبر.
ولا يوجد وجه للمقارنة مع الأحزاب الأخرى، ولكن في بعض الأحيان قد تغرق بعض الأحزاب اليمنية في المكايدات الحزبية الضيقة أكثر مما يجب، وقد يكون الأمر ممكناً ومتاحاً أن ندخل في المكايدات الحزبية الصغيرة في ظل الظروف العادية، ولكن في الظروف الصعبة وفي المحطات الرئيسية كاللحظة التي يمر بها الوطن اليوم ينبغي أن ترتفع الأحزاب السياسية كلها إلى مستوى المسؤولية الوطنية، ونحاول أن ننقذ الوطن بمبادرات جادة وجهود حقيقية بدلا من المكايدات السياسية ومحاولة كل طرف أن يسجل هدفا في مرمى الآخر.

- أنت الآن تتحدث عن الإمكانات المادية، وأنها عائق أمام نشاط أحزاب المعارضة، ومنها حزب الرابطة.. هل بالفعل الإمكانات المادية سبب منع هذه الأحزاب من عمل أي شيء أو تقديم أي شيء..؟
** أعتقد أن الجانب المادي أحد المفاتيح الرئيسية، ليس هو كل شيء، ولكنه مفتاح من المفاتيح، بمعنى أن النشاط السياسي في عموم البلاد يستدعي توفر إمكانيات مالية، وإذا أردت أن توصل صوتك للملايين من أبناء اليمن ينبغي أن تكون لديك إمكانيات تمكنك من الحصول على إذاعة أو فضائية تستطيع عبرها الوصول إليهم، والأحزاب الصغيرة أو الأحزاب التي ليست لديها هذه الإمكانيات ستظل عاجزة في أن توصل صوتها إلى القاعدة العريضة، على عكس الأحزاب التي تمتلك الأموال كالحزب الحاكم وأيضا كحزب الإصلاح الذي هو على وشك إطلاق قناة فضائية من الكويت، فالجانب المالي مفتاح من المفاتيح الأساسية.

- الوضع الراهن الآن.. هل تعتقد أن أحزاب المعارضة وحزب الرابطة تقوم بدورها في إخراج الوطن من الأزمة التي هو فيها..؟
** والله نحن كحزب نعمل ما نقدر عليه في عموم الساحة اليمنية، ولكن لسنا قادرين أن نصل إلى مختلف المناطق كما أشرت نتيجة لضعف إمكانياتنا المادية والإعلامية.

- ماذا تعملون إذن..؟
** أقول لك بأمانة وصدق، بأننا نعمل بمسؤولية وطنية، بغض النظر عن إرضاء هذا أو ذاك، فنحن في المحافظات الجنوبية متهمون إلى حد بعيد بأننا قد وقعنا في كنف الحزب الحاكم، بل هناك من يتهمنا اتهاما أكبر من ذلك.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، الحزب الحاكم يعاملنا معاملة لا أريد أن أخوض فيها، ويكفي أننا وبعد أكثر من عامين من الحوار مع الحزب الحاكم لم يحصل في لحظة من اللحظات أن أشار ولو حتى إشارة إلى أنه دخل في حوار وطني راق مع أحد الأطراف السياسية في اليمن، ويبدو بأن الحزب الحاكم لا يستجيب ولا يتحاور إلا مع من يشتمه أكثر، ونحن لسنا من هذه المدرسة، مدرسة الابتزاز أو الشتيمة.

- تقول بأن حزب الرابطة متهم في المناطق الجنوبية بأنه موال للسلطة.. وفي مثل هذه الأيام من العام 1994 كان حزب الرابطة في الاتجاه الآخر، وكان متهما بأنه مع حركة الانفصال.. أين أنتم اليوم من هذا وذاك..؟
** في 94 لم نكن فقط متهمين، بل حملنا السلاح وفعلا أعلنا الانفصال عندما وصلت الأمور إلى طريق مسدود، ولكن الأمر لم يكن مسألة انفصال في ذلك الحين، وكما أتذكر أن الأخ الأستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس الحزب حينها عندما جاءت الظروف التي كانت سائدة في تلك اللحظة، قال: "نحن ننفصل عن النظام، ولا ننفصل عن الوطن"، ولكن على أي حال تلك مرحلة لها ظرفها ولها معضلاتها ولها حديث آخر، ونحن اليوم كما يحكم علينا برنامجنا الشامل للإصلاح الذي أشرت إليه، وأعلناه في نوفمبر 2005، ورؤيتنا التي أعلنت في يناير 2008، بل وخطنا السياسي الذي انتهجناه منذ أن وضعت حرب 1994 أوزارها، فنحن أعدنا حساباتنا، واتفقنا وأقرينا أن نصارع صراعاً سلمياً من داخل اليمن تحت مظلة الوحدة، وهذا الأمر اتخذناه بناء على دراسة واقتناع، ونسير عليه منذ ذلك الحين، وعلى ضوء ذلك عادت قيادة الحزب التي كانت قد أجبرت على الخروج في 94، وعادت في سبتمبر 2006، ووقفنا موقفنا المشهود في تلك الفترة، ودخلنا في حوار مع الحزب الحاكم بقلوب صادقة ونوايا طيبة وبأيد ممدودة، على أمل أن ننطلق فعلا في بناء هذه الدولة المنشودة، ووضع أسس حقيقية لإصلاح شامل، وإلى الآن الحوار أخذ مدى أكثر مما يجب، ووصلنا إلى الأزمة التي نعيشها اليوم، ونعتقد أنه لو كان هناك تجاوب جاد قبل سنتين أو ثلاث سنوات لما طرحناه، ولما هو أيضا موجود في البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس، وإذا كانت هناك جدية في الأمر، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.

- قلت بأن الرابطة اليوم يقف في صف الوحدة اليمنية، ويطالب بإصلاح من الداخل، في الوقت الذي كان في العام 94 يقف مع الطرف الذي أعلن الانفصال.. ما الذي تغير اليوم، وكيف تقرأ المشهد الآن..؟
** تغير الوضع، وأقولها بوضوح وبصراحة، وخصوصا فيما يتعلق بالمحافظات الجنوبية.. يمكن في 94 كان الصراع إلى حد بعيد على مستوى القمة السياسية، أو على مستوى النخب الحزبية، وهذا كان واضحا، والخطير في الأمر اليوم هو أنه أصبح على المستوى الشعبي، وخصوصا في المحافظات الجنوبية، فعندما لم يتم معالجة القضايا بشكل ملموس، أصبح الآن النفور من الوحدة والأصوات التي نسمعها اليوم تنادي بالانفصال هي أعداد ليست بالهينة، ولا يجب أن نستهين بها، وهذا هو الشيء الذي يخيف، فلو تمت معالجة الأمور بشكل صحيح لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وبالتالي أعود وأكرر بأنه لابد من إرادة سياسية حقيقية لحل مشاكل الوطن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، فلا زالت هناك إمكانية لنتجاوز سلبيات المرحلة الماضية، أما إذا استمرت الأمور وبقينا نراوح في أماكننا ولا ندخل بجدية حقيقية وإصلاح حقيقي ملموس وشامل فأنا أخاف وأخشى بأن ما هو ممكن اليوم لا يكون ممكنا غدا.

- أنا أقصد ما هو الذي جعل حزب الرابطة يغير موقفه؟
** كان عندنا أمل بأن تجربة الحرب وتجربة الانفصال فعلا ستعطي وضوحا في الرؤية، وقناعات حقيقية لضرورة أن ترسخ دولة اليمن الواحد، أن ترسخ بالعدل والقانون، وبشيء ملموس من العدل ومن المشاركة الحقيقية في بناء هذا المشروع، كان هذا هو الهدف، وكان هذا هو المأمول، ولا زال إلى الآن، لا زال هدفا، ولا زال مأمولا.

- هل كانت هناك رؤية لكيفية إصلاح الوحدة وتنقيتها من الشوائب..؟
** نعم، فنحن طرحنا برنامجاً كما قلت لك، وقد تبلور البرنامج بشكله النهائي وشكله المكتوب في نوفمبر 2005، أما رؤيتنا التي أخذت في النضوج والوضوح ومواقفنا السياسية التي سرنا عليها وبمقتضاها منذ 94 فهي التي تبلورت بشكلها النهائي الذي أشرت إليه وأعلن في 2005.

- أنا أقصد في العام 94 عندما وقفتم إلى جانب الحزب الاشتراكي، وقلت بأن رئيس الحزب الأستاذ عبد الرحمن الجفري أعلن بأنه ينفصل عن النظام وليس عن الوطن.. كيف كانت الرؤية في ذلك الوقت..؟
**في ذلك الحين، وقصة 94 وما حدث ومعطياته قصة طويلة، ونحن كحزب لم نكن في السلطة وكنا ضمن لجنة الحوار، حتى، نزول الأخ عبد الرحمن وأنا إلى عدن في ذلك الحين، كنا ضمن لجنة الحوار مع عدد آخر من القيادات السياسية من ضمنهم الأستاذ عمر الجاوي وجار الله عمر رحمهما الله، وغيرهم لنحاول أن نطفئ نار الفتنة بين الحزبين الحاكمين المؤتمر والاشتراكي، إلى أن فوجئنا بالحرب ونحن بالصدفة موجودون، وعندما انفجرت الحرب طرحنا مشروع وقف العمل العسكري فورا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لتطبيق وثيقة العهد والاتفاق، وكانت الوثيقة لم يجف حبرها بعد في ذلك الحين، والطرف الذي لن ينصاع لهذا المطلب سنضطر أن نقف ضده، ولسبب أو لآخر الحزب الاشتراكي وافق على تلك الطلبات وبالتالي لم يكن أمامنا كحزب إلا أن نسير إلى نهاية الشوط، ولم يكن لنا ناقة ولا جمل في تلك الحرب.

- ولكن البيض في ذلك الوقت عاد من عمان إلى عدن، ولم يعد إلى صنعاء بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق، وكان الظرف مواتيا لإصلاح الأمور..؟
** على كل حال هذا ملف له أبعاد كثيرة وله تعقيداته، ولا أعتقد أنه من المفيد أن نعود إلى الماضي، ودعنا نتكلم عن الحاضر وكيف نستفيد من تلك التجربة، ماذا يمكن أن نعمل غدا.

- اليوم وعلي سالم البيض يعلن نفس الإعلان الذي أعلنه في 21 مايو 1994، كيف تنظر أنت إلى هذا الأمر..؟
** نحن نعتقد أن مطلب الانفصال ليس حلا، ونحن لسنا معه، نحن نعتقد بأن الحل في أن نحافظ على هذا المنجز الذي تم، ولكن هذا المنجز ليس فقط مجرد شعار، لأنه لو ظل مجرد شعار ولم يتحول إلى شيء ملموس، يلمسه المواطن اليمني في صنعاء وفي عدن وصعدة وشبوة وحضرموت، سيظل منجزا في مهب الريح ويمكن أن تطيح به هذه الرياح، وسيعمق وسيثبت ولن يؤثر فيه أي صوت إذا ثبتناه بدولة نظام وقانون وبمشاركة حقيقية لكل أبناء الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، إذا ثبتنا هذا المعنى وثبتنا هذه المفاهيم بشكل ملموس للمواطن اليمني فلن يهمنا أي صوت ينادي بانفصال أو خلافه، أما إذا أخذنا الوحدة كشعار فقط ولم يترجم هذا الشعار إلى واقع ملموس للمواطن اليمني، فتأكد بأن المواطن اليمني لن يهتم وستترك الأمور كما تأتي بها الظروف.

- هل هناك رؤية معينة..؟
** نحن طرحناها في برنامجنا للإصلاح الشامل حسب رؤيتنا، لكن أيضا كان هناك لقاء مع الرئيس قبل ثلاثة أيام، وطرح الأخ عبد الرحمن مرة أخرى فكرة أن الأخ الرئيس يدعو ويقود هو بنفسه حوارا من موقعه كمرجعية لكل أبناء اليمن، يدعو إلى حوار وتحت سقف الوحدة يأتي الجميع قادة الحراك والحوثيون وكل الطيف السياسي في اليمن ونطرح كل اجتهاداتنا وكل رؤانا بإرادة حقيقية وبرغبة جادة في أن نخرج ببرنامج واضح المعالم ومحدد سقفه ومحدد المخارج التي نتفق عليها، وأنا أعتقد بأن هذا يمكن يكون إحدى الفرص التي يمكن أن تخرج البلد من الوضع المأزوم.

- الرئيس دعا إلى الحوار أكثر من مرة وكررها مرة أخرى في خطابه بمناسبة العيد الوطني عشية الثاني والعشرين من مايو..؟
** سيدي الدعوة شيء والفعل شيء آخر، هل هناك إرادة حقيقية لإنجاح الحوار، هل هناك رغبة جادة لبدء حقيقي لانطلاقة في إصلاحات ملموسة شاملة..؟
البلد بحاجة إلى الجدية، ومن كثرة ما سمعنا عن الحوار وتحول الحوار بعد ذلك إلى لجان، وتضيع الأمور لأن اللجان لا تقدم ولا تؤخر.

- هل الحوار هو الوسيلة الوحيدة..؟
** أتصور بأنه ليس هناك وسيلة أخرى سوى السلاح، واليمن قد سالت فيه من الدماء ما يكفي، وحتى لو حملنا السلاح ضد بعضنا في نهاية المطاف سوف نجلس ونتحاور، وبالتالي لماذا لا نحكم صوت العقل من اليوم ونجلس بمسؤولية وطنية ولكن أيضا بجدية وبإرادة سياسية حقيقية بإحداث الإصلاح المنشود.

- المؤتمر الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك وقعت على اتفاق بتمديد فترة مجلس النواب، وتأجيل الانتخابات والبدء بحوار سياسي بينهم.. أين أنتم من هذا الاتفاق وهذا الحوار..؟
** والله للأسف، بقدر ما يمارس الحزب الحاكم الإقصاء على الآخرين، الإخوان في اللقاء المشترك يمارسون نفس الأسلوب، وكأن البلد مقسومة فقط بين حزب المؤتمر وبين اللقاء المشترك، هناك في الوطن اليمني قوى سياسية مختلفة لها تأثيرها ولها كلمتها ولها رؤيتها، وينبغي بالتالي ألا يختزل الوطن اليمني في المؤتمر الشعبي العام وفي اللقاء المشترك فالوطن أكبر من هذه الأحزاب وهناك قوى سياسية وقوى اجتماعية ومثقفون ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية يمكن أن يكون لها دور واسهام حقيقي في ايجاد مخارج لمشاكل الوطن، وعليه أنا أرى بأنه لو كان هناك جدية في الحوار وفي ايجاد مخارج لمشاكل الوطن فينبغي أن يرتفع الحوار وقاعدة الحوار لكل من له تأثير في هذا الوطن اليمني الكبير.

- إذا عدنا إلى الحوار، وكما قلت يجب أن يلتقي الجميع على طاولة الحوار، هناك الكثير من الأطراف التي تدعي بأنها تمثل الجنوب، المعارضة في الخارج، شخصيات في الحراك، حزب الرابطة، الحزب الاشتراكي.. من يمثل الجنوب..؟
* أنا لن أتكلم عن الآخرين، ولكن أتكلم عن الرابطة الذي انتمي إليه، نحن كحزب لا ندعي أننا نمثل أحداً، ولسنا أوصياء على أحد، نحن حزب يمني لنا قاعدة بشرية في الجنوب وقاعدة في الشمال، وفي مختلف مناطق اليمن، وبالتالي لنا رؤية، ولنا برنامج شامل للإصلاح إذا أخذ بهما ففيهما العلاج الشافي لكل أجزاء اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه، وبالتالي نحن لم نقل ولن نقول بأننا نمثل لا جنوباً ولا شمالاً، إنما نحن جزء من هذا الوطن اليمني، حزب يمني فيه عضوية من مختلف مناطق اليمن، عندنا رؤية إذا ما أخذ بها فيمكن كما نعتقد بأن فيها مخرجاً لأزمة الوطن، أما الآخرون فنحن لا نحجر على أحد في أن يقول ما يريد.

- هل تعتقد بأنه من المهم أن تشارك معارضة الخارج في هذا الحوار..؟
* والله أنا أعتقد بأنه لا ينبغي أن يقفل الباب على أي مواطن يمني، وبالتالي لا نخشى أحداً، الذي رأيه صائب وصحيح سيبقى وسيسود، والذي رأيه خائب سينتهي.

- كيف وهؤلاء يدعون للانفصال، هل سيقبلون بالحوار..؟
* يقبلون أو لا يقبلون هذا أمر هم يقررونه، لكن الواجب أن الدعوة تفتح، وكما أشرنا بأن فخامة الأخ الرئيس بحكم موقعه كمرجعية لكل أبناء اليمن، يجب أن يكون هو الراعي ويوجه الدعوة لكل الطيف السياسي، والذي سيأتي إلى تحت هذه المظلة دعه يقول ما في رأسه، وفي نهاية المطاف لن يسود إلا ما تريده الأغلبية من شعب اليمن.

- وهل الحوار يمكن أن يهدئ الأوضاع في المحافظات الجنوبية، خاصة مع وجود النزعة المناطقية والتعبئة الطائفية وتغذية مشاعر الحقد والكراهية في أوساط الناس..؟
* الذي يجري الآن من تأجيج مشاعر الحقد والكراهية أمر مخيف ومخز لنا كيمنيين، وأقولها لك بأمانة، وذلك المظهر المحزن والمخزي الذي شاهدناه يوم الثلاثاء الماضي في ذلك البرنامج لا يسر أي يمني، هذا أمر مخيف، وينبغي أنه حتى لو اختلفنا أن يقف خلافنا عند نقطة معينة لا نتعداها، فنحن في أسرة واحدة، قد يكون هناك تمايز أو خصوصية لهذا الجزء أو ذاك ولكن يجب أن نقف عند الحد المعقول من القيم والأخلاق والتعامل في ما بيننا.
الأمر الثاني، أنا أقول بأن الأغلبية في المحافظات الجنوبية لا زالت أغلبية صامتة إلى الآن لم تنطق، وهؤلاء ربما يريدون بادرة أمل بأن هناك جدية لإيجاد حلول حقيقية لمشاكل الوطن، وبالتالي يمكن جذب هذه الأغلبية الصامتة إلى أن تنطق وتقف إلى جانب هذا المشروع الذي نريده لبلادنا، أما إذا رأوا بأنه ليس هناك جدية في الأمر فأخشى أن ينجروا إلى ما هو سائد الآن من أصوات عالية.

- هل تعتقد بأن ما يحدث الآن في اليمن أمر طبيعي، بمعنى، هل ترى بأن هناك أطرافاً خارجية تحاول أن تغذي هذا التحرك المسيء..؟
* والله أي محلل سياسي متابع للأمور في اليمن، أنا أتصور بأنه سيصل إلى نتيجة واضحة، وهي أن ما يجري في بلادنا له شقان أو عاملان، العامل المحلي أو الداخلي وهو طبعا الناتج عن تراكمات لأخطاء، وعدم معالجة جادة لمشاكل البلد، أيضا ربما أن العامل الخارجي قائم، لكن أنا أرى بأننا كيمنيين علينا أن نصلح بيتنا ونصلح شأننا الداخلي، وبعد ذلك لا نعبه بمن يريد الشر ببلادنا من الخارج.

- ألن يكون لذلك تأثير..؟
* على الإطلاق، إذا بيتنا قوي من الداخل وأبوابنا قوية وشبابيكنا متينة ونتعايش ونتناغم فيما بيننا داخل هذا البيت الكبير فمهما جاء الخصم من الخارج فسوف يجد بيتاً سليماً ولن ينفذ من أي منفذ، أما إذا كان الباب مكسوراً والشبابيك طايحة والذي داخل البيت يتآكلون فيما بينهم فطبعا هذه هي الفرصة السانحة لأن ينفذ إلى ما يريد.

- ألا تعتقد بأن أحزاب المعارضة أيضا تستثمر هذه الأحداث لتحقيق غايات بعيدة عن مصلحة الوطن..؟
** والله ربما هذا الأمر حاصل، وكما قلت سابقا بأنه قد يكون من المسموح به في ظل الظروف الطبيعية بأن يسجل أي حزب سياسي هدفا في مرمى الحزب الآخر، لكن في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا الآن أعتقد من المسؤولية الوطنية علينا جميعا أن نرتقي إلى مستوى أعلى وننسى خلافاتنا الصغيرة ويكون الهم العام هو محط أنظارنا ونسعى جميعا إلى أن نجد مخرجا للوطن ككل بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.