حذر مدير عام المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي من احتمال انتشار الجراد الصحراوي في محافظات عديدة من بلادنا إذا لم تتم مكافحته والقضاء عليه في المحافظات التي يتواجد فيها حالياً، واصفاً الوضع في محافظتي شبوةوحضرموت بالحرج جداً والذي ينبئ بعواقب وخيمة من حيث كثافة الجراد المنتشر هناك بمعدل 300 جرادة في المتر المربع الواحد. وأكد المهندس عبده فارع الرميح أن هناك مناطق في محافظات حضرموتوشبوة والمهرة يتطور فيها الوضع نحو الأسوأ من حيث وضع الجراد للبيض ومن ثم تفقيسه وخروج الأطوار المختلفة من (الدبا) وهذا ما خلق صعوبات شديدة أمام جهود فرق المكافحة للقضاء عليه خاصة في مديرية ثمود وعلى مساحة تزيد على 1200 هكتار. مضيفاً أن أطوار الجراد (الدبا) أيضاً تنتشر بكثافة في الشريط الساحلي من مديرية المسيلة في محافظة المهرة على مساحة يتجاوز طولها 80 كيلو متراً وعرضها 2 كيلو متر بمعدل (5- 10) طور في المتر المربع الواحد وأن أعداداً كثيرة من الدبا الموجود في المنطقة بدأ بالتحول إلى جراد طائر بسبب توقف المركز عن المكافحة في المنطقة نظراً لوجود أعداد كثيفة من خلايا النحل هناك إضافة إلى الحفاظ على أرواح المواطنين الذين عادة ما يتناولون الجراد كوجبة شهية. ومن المناطق التي ينتشر فيها الجراد بكثافة كبيرة جداً أوضح مدير مركز مكافحة الجراد أن هناك (دبا) زاحفة وحبات من الجراد الطائر إلى جانب جراد يضع البيض بين منطقتي زمخ ومنوخ في محافظة حضرموت وأيضاً في وادي عيوة الصيعر في منطقة العبر ومن المتوقع وصول فرق المكافحة إليها خلال هذا الأسبوع والقيام قبل ذلك بإبلاغ النحالين للخروج من المنطقة، هذا بالإضافة على وجود الجراد على هيئة (دبا) وجراد طائر في مساحات كبيرة في مديرية سيلان وبيحان والتي من المتوقع أن تكون فرق المكافحة قد وصلتها. وتوقع مدير المركز وصول معلومات من العاملين في وقاية النبات في محافظة شبوه بالتأكيد أو النفي للأخبار التي ذكرت وجود (دبا) زاحف وجراد يضع البيض في منطقة عارن بشبوة، إضافة إلى منطقة الساق بالمحافظة ذاتها، موضحاً أن ما أفصح به في وقت سابق لصحيفة (رأي نيوز) عن وجود حبات من الجراد بشكل انفرادي في محافظة شبوة واحتمالية تشكيله لأسراب من الجراد، أصبح اليوم حقيقة واقعة تشكل وباءً كثيفاً جداً يحتاج لجهود هائلة لمكافحته. وأبدى قلقه من إمكانية قيام (الدبا) الموجود في مديرية المسيلة بمحافظة المهرة بتشكيل أسراب من الجراد التي سوف تنتشر على المناطق الزراعية في المديرية نفسها والقضاء عليها، مع وجود احتمالية انتقالها إلى محافظتي شبوةوحضرموت ومضاعفة المشكلة هناك، كذلك انتقال ذلك الجراد إلى أي منطقة ستنزل فيها الأمطار حتى وإن كانت جبلية وهذا ما يشكل خطراً على معظم مناطق الجمهورية. مدير عام المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي أفاد أن الأسراب الموجودة في مديرية ثمود ومنطقتي زمخ ومنوخ قدمت من الأراضي السعودية وهذا ما تؤكده تقارير منظمة الأغذية والزراعة التي أضافت أن أسراب الجراد الموجودة في سواحل المهرة قدمت من الأراضي الصومالية. وعن الأضرار الناتجة عن المبيدات أوضح مدير المركز أن فرق المكافحة تستخدم مبيدات أقل ضرراً علي البيئة ولا يتعدى بقاء آثارها في البيئة ثلاثة أو أربعة أيام، مشيراً إلى أن الجراد يموت عند مكافحته بالمبيدات في مدة أقصاها 45 دقيقة. يذكر أنه في منتصف أبريل الماضي قام سرب جراد بلغت كثافته 30 حشرة كاملة في المتر المربع الواحد بوضع البيض على مساحة بلغت 30 كيلو مترا مربعاً في وادي حزر بمديرية ثمود بمحافظة حضرموت وبحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة فإنه من المتوقع تزايد أعداد الجراد في المناطق الداخلية بين مأرب وعتق وشبوة ومديرية ثمود وقد تتكون مجموعات صغيرة من الحوريات وتتحول إلى حشرات كاملة حديثة التجنح في أوائل يونيو القادم. وهناك بعض المخاطر من إمكانية ظهور أسراب غير ناضجة تأتي من الأراضي السعودية بعد منتصف يونيو القادم ومن المحتمل أن ينتهي تكاثر الجراد على الساحل الجنوبي وأن تتحرك الحشرات الكاملة إلى داخل مناطق التكاثر الصيفي في المناطق الداخلية.