تشهد الولاياتالمتحدةالأمريكية غدا الثلاثاء انتخابات نصفية حيث تختار بعض ممثليها في الكونغرس وبعض حكام الولايات فيما يتنازع الناخبين شعور بالسأم من ادارة الرئيس جورج بوش وخطابها والقلق ازاء استمرار اعمال العنف في العراق . وتجذب انتخابات التجديد النصفي في الولاياتالمتحدة الانتباه عندما تكون نتائجها مهمة كما هو الحال في انتخابات هذا العام وعندما تكون قضايا السياسة الخارجية مهمة بالنسبة للحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي .. ويتوقع أن يكون العراق واحدا من أهم المسائل التي تؤثر على نتائجها. وانتخابات التجديد لعام 2006م جديرة بالاهتمام ليس فقط لأنها قد تؤدي إلى نقل السيطرة على الكونغرس من حزب إلى آخر وإنما أيضاً لأنها أول انتخابات منذ سنوات كثيرة تتمحور فيها القضايا الأساسية المهيمنة على الانتخابات حول السياسة الخارجية الأمريكية بما في ذلك الحرب في العراق والحرب على الإرهاب. كما تهيمن عليها ايضا اهتمامات داخلية مرتبطة بالسياسة الخارجية كإمدادات الطاقة والأمن القومي وايضا مشاكل اخرى اهمها الاقتصاد والهجرة والفضائح والابحاث حول الخلايا جينية المنشأ والقيم العائلية بين الحزبين المتنافسين. وتحتدم المنافسة في هذا الجو المشحون بالخلافات على جميع مقاعد مجلس النواب ال435 وثلث مقاعد مجلس الشيوخ كما سيتم انتخاب حكام 36 ولاية أمريكية. ويتمتع الجمهوريون وهم الحزب الحاكم حاليا في الكونجرس الحالي بأغلبية ضئيلة في مجلسي الشيوخ والنواب ويمكن لنتيجة الانتخابات النصفية التأثير بشكل لا يستهان به على قوانين وسياسات الحكومة الأمريكية نظراً لكون الكونجرس يملك سلطة إصدار القوانين وتقرير كيفية إنفاق الأموال. ويتمتع الحزب الجمهوري باكثرية 231 نائبا في مجلس النواب والحزب الديمقراطي ب201، كما ان هناك مقعدان شاغران ونائب مستقل اما في مجلس الشيوخ فان الاكثرية التي يتمتع بها الجمهوريون هي 55 نائبا مقابل 44 للديمقراطيين ومستقل واحد. وتختلف الاجواء حاليا عما كانت عليه في خريف 2004م حيث ظل الناخبون مترددين حتى النهاية قبل ان يفوز جورج بوش بولاية ثانية بفارق مريح ويعزز الجمهوريون غالبيتهم في مجلسي الكونغرس. ويعاني الجمهوريون الذين يملكون الغالبية في الكونغرس منذ 12 عاما، ومعهم جورج بوش الذي يتولى الرئاسة منذ 2004م من تراجع صورتهم بفعل بقائهم لفترة طويلة في السلطة. ويبدو أن الناخبين الأمريكيين وقد تحرروا من الوهم إزاء الرئيس جورج بوش والحرب في العراق يتأهبون لمعاقبة حزبه الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي الامر الذي يهدد بإنهاء سيطرة الجمهوريين على الكونجرس . ويظهر استطلاع اجرته صحيفة/واشنطن بوست/وشبكة/ ابي بي سي/الأمريكيتين ان غالبية من الاميركيين بنسبة 51 بالمائة تنوي التصويت للديموقراطيين مقابل 45 بالمائة للجمهوريين خلال انتخابات الغد وذلك بعد حملة تركزت على مطالبات باستراتيجية للخروج من العراق. كما أن فضائح الجنس والفساد التي تورط فيها أعضاء جمهوريون بالكونجرس قد أضرت أيضا بحزب بوش قبل انتخابات الكونجرس بينما يرفع الديمقراطيون في حملتهم لواء الحاجة إلى تغيير في واشنطن. ويشعر الجمهوريون بالانزعاج من جراء نتائج استطلاع للرأي الاسبوع الماضي قال فيه الناخبون أنهم يثقون بالديمقراطيين بنفس قدر ثقتهم في الجمهوريين في مجال مكافحة الارهاب وأنهم يثقون بالديمقراطيين بقدر أكبر في مجال الاقتصاد. كما أن نكسات من قبيل غياب الكفاءة في مواجهة إعصار كاترينا العام الماضي ساهم في تعزيز مزاعم الديمقراطيين بعدم كفاءة الادارة الحالية للجمهوريين. لكن يظل العراق باستمرار يلح على عقول الناخبين بعد ثلاثة أعوام ونصف من حرب أودت بحياة نحو 3 الاف جندي أمريكي وأكثر من ذلك بكثير من العراقيين دون أن تبدو نهاية وشيكة في الافق. وينتخب الأمريكيون مرة كل عامين مشرعين للخدمة في الكونغرس الأمريكي، نواب يخدمون لفترة عامين، كما ينتخبون ثلث أعضاء مجلس الشيوخ للخدمة لفترة ست سنوات وبما أن الرؤساء ينتخبون لفترة أربع سنوات، تعرف الدورات الانتخابية التي يتم فيها انتخاب مشرعين بدون انتخاب رئيس بالانتخابات النصفية. فيما تنتخب 36 ولاية أيضاً حكامها، أي رؤساء السلطة التنفيذية فيها يوم الانتخابات ، وتحدد الولايات نفسها السنوات التي تجرى فيها انتخابات الحكام وفترة ولاية الحاكم والقيود التي تحدد عدد فترات خدمة حاكم الولاية، إن كان هناك تحديد. وسيتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع غدا لانتخاب 33 من بين 100 من اعضاء مجلس الشيوخ، وكافة اعضاء مجلس النواب وعددهم 435 و36 من 50 من حكام الولايات. ويتعين على الديموقراطيين الفوز بستة مقاعد اضافية على الاقل لضمان السيطرة على مجلس الشيوخ و15 مقعدا على الاقل للسيطرة على مجلس النواب وقد يؤدي ذلك الى جعل السنتين المتبقيتين لبوش في الحكم صعبة. وتتمثل السلطة التشريعية في الكونجرس /البرلمان/ والذي يتكون من مجلسي الشيوخ والنواب .. ويتم انتخاب اعضاء الكونجرس بمجلسيه من قبل المواطنين الأمريكيين الذين بلغوا سن 18 سنة. وللكونجرس صلاحيات واسعة تعطيه حق استخدام /الفيتو التشريعي/ لدي الاعتراض على اي قرار تصدره السلطة التنفيذية /رئيس الجمهورية/ باغلبية ثلثي اعضائه. وعلى مستوى الولايات فلكل ولاية برلمانها الخاص والذي يتألف هو الاخر من مجلسين على غرار الكونجرس الاتحادي ، ويدير الولاية من الناحية التنفيذية حاكم منتخب وحكومة محلية . وقد شهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ استقلالها تأسيس وبدء ممارسة الاحزاب لنشاطها في الحياة السياسية حيث برزت على الساحة عدد من الاحزاب السياسية وان كان ابرزها: 1 - الحزب الجمهوري : هو حزب محافظ اكثر من الحزب الديمقراطي ، ويعتبر الحزب الجمهوري الحالى امتدادا للحزب الاتحادي الذي اسسه (هاملتون) عام 1850م ويتبنى السياسات التى نادت بتحرير العبيد في امريكا. 2 - الحزب الديمقراطي: هذا الحزب جاء امتدادا للحزب الجمهورية الذى اسسه (جيفرسون) في عهد جورج واشنطن اول رئيس للولايات المتحدةالأمريكية . وهذان الحزبان يعتبران الرئيسان في الولاياتالمتحدةالأمريكية واللذين يتناوبان الحكم بصورة رئيسية منذ الاستقلال والى جانبهما توجد على الخارطة السياسية الأمريكية عدد من الاحزاب الاخرى الصغيرة التى ليس لها ثقل سياسي او اهمية في استقطاب جمهور الناخبين . وبين محاولة الرئيس الأمريكي جورج بوش استغلال صدور حكم الاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وإثنين من معاونيه امس الاحد لكسب ثقة الناخبين فى حزبه وتقليل الديمقراطيين من تأثير ذلك الحكم على انتخابات الغد يرى معظم المراقبين ان ارتفاع عدد القتلى حاليا والمخاوف من البقاء في العراق هي التي ستكون حاضرة في ذهن الناخب الأمريكي فيما تظل النتيجة غير محسومة حتى الانتهاء من عمليات الفرز. سبأ نت