أعدت الهيئة العامة لحماية البيئة خططها الخاصة بإدارة ثلاث محميات ساحلية هي الأولى من نوعها في محافظات حضرموت ، شبوة ، الحديدة تمهيداّ لإعلانها رسميا خلال النصف الأول من العام الحالي 2007 كمحميات طبيعية . أوضح ذلك المهندس محمود شديوه رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) وقال " ان من بين هذه المحميات محميتين بحريتين الأولى في منطقة شرمة جثمون بمحافظة حضرموت كمحمية للسلاحف الخضراء النادرة والشعب المرجانية المتعددة ، ومحمية بير علي بروم الممتدة من محافظة شبوة على ساحل العرب حتى حضرموت كمحمية ساحلية للتنوع الحيوي البحري ومحمية غابة الشورى" المانجروف " الواقعة على الشريط الساحلي لجزيرة كمران في محافظة الحديدة" . وأضاف "أن الهيئة تجري حالياً دراسة للمناطق الصحراوية التي تتواجد فيها الغزلان تمهيداً لإعلانها كأول محمية من نوعها للغزلان في اليمن خلال الفترة القادمة ". وبين أن المحميات الجديدة تضاف إلى جانب المحميات الطبيعية الثلاث التي تم إعلانها العام الماضي وهما محميتان البريتان في منطقة حوف بمحافظة المهرة ومنطقة البرع في الحديدة ومحمية الأراضي الرطبة والطيور في مدينة عدن كمحميات طبيعية ، تضاف إلى المحميات المعلنة سابقاً وهي سقطرى ، وعتمة . ولفت إلى انه تم بدء التنفيذ في تلك المحميات المعلنة من خلال مسوحات للتنوع الحيوي في تلك المناطق وإعداد خطط تفصيلية للاستخدامات المستديمة وتحديد مناطق الحماية ومناطق الاستخدام المستديم للموارد الطبيعية بصورة متجددة وكذا مناطق المتنزه العام تشجيعاً للسياحة البيئية والحفاظ على التنوع الحيوي النباتي والحيواني البري البحري الذي تتمتع به اليمن . وذكر شديوه أن محمية الأراضي الرطبة في عدن التي تتكون من خمس مناطق محمية على مساحة 1500 هكتار ، عبارة عن محميات ترفدها الطيور المهاجرة، فضلاً عن الطيور المحلية ، حيث يوجد فيها الكثير من النباتات النادرة المهددة بالانقراض ، مثل نبات ، البهش ، الطاري . وقال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة ان الهيئة تستكمل حالياً مراحل إعدادها النهائية للإعلان رسميا عن تحويل المناطق الرطبة في عدن الساحلية إلى محميات طبيعية لحماية الطيور المستوطنة والمهاجرة موسميا".. موضحا أن المؤشرات الأولية لدراسة ميدانية يجري إعدادها حاليا لهذا الغرض بينت أن المناطق الرطبة المتناثرة في سواحل مدينة عدن الواقعة على لسان خليج يحمل اسمها، يتوافر فيها مناخ مناسب لتعشيش الطيور المهاجرة التي تتوارد بأسراب كبيرة في فصل الشتاء من شمال الكرة الأرضية، وهو ما يؤدي إلى عدم عودة الكثير منها إلى مواطنها الأصلية في فصل الصيف. وأضاف شديوه " ان الأراضي الرطبة في محافظة عدن تتميز بأنها موئل لمجموعات نادرة من الطيور المهاجرة والمستوطنة كما تعتبر المسطحات المائية مناطق حضانة وتكاثر للعديد من الكائنات البحرية ، إضافة الى النباتات الطبيعية المنتشرة في تلك الأراضي " وأشار إلى أن الأراضي الرطبة توفر فرص عمل ومصدر رزق لأكثر من" 5000 " شخص ، وقال "تتمثل أنشطة المستفيدين من تلك الأراضي في الزراعة واستخراج الخل وبيع المواشي والرعي والاحتطاب والتعشيب والقيام ببعض الصناعات الحرفية المحلية المعتمدة على أشجار نخيل الهش، إضافة إلى المملاح الذي يساهم في الاقتصاد الوطني ، وأيضا توفير رواتب المستفيدين في المملاح والمصاريف الأخرى التشغيلية فهو يساهم في الدخل الوطنيبحوالي 40 مليون ريال سنويا وذلك خلال العشر السنوات الأخيرة ". ولفت المهندس شديوه إلى أن الهيئة العامة لحماية البيئة نفذت بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة باليمن خطة هي الأولى من نوعها لإدارة هذه المحميات لما من شأنه الحفاظ على موارد التنوع الحيوي والنباتي . وأكد ان هذه المحميات ستعزز من جهود الحكومة في إيجاد شبكة من المحميات لتغطية كافة المكونات الحيوية البرية والبحرية. وتشير دراسات حديثة في مجال البيئة أن اليمن يتميز بثروة غنية من أنواع الطيور يزيد عددها على 365 نوعا مصنفة في 18 مجموعة و61 عائلة و177 جنسا، ويعد موطنا لعدد كبير من أنواع الطيور التي تستوطن الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة العربية. وتؤكد الدراسات وجود نحو 60 موقعا ذات أهمية لحماية الطيور في اليمن، تتوزع هذه المواقع على مناطق مختلفة تمثل مناطق جذب رئيسية للسياحة البيئية بما فيها جزيرة سقطرى التي تعد من أهم واكبر الجزر اليمنية وأكثرها كثافة بالسكان. ويوضح خبرا في مجال البيئة أن السبب في غناء اليمن بالطيور كونها مقصد ونقطة عبور الآلاف من الطيور المهاجرة خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع بين مواطنها الأصلية في المناطق الباردة في الشمال كروسيا و المناطق الدافئة في جنوب إفريقيا والتنوع الطبوغرافي الذي تتسم به مما جعلها مكاناً ملائماً لوجود تنوع نباتي كبير يصل إلى 3000نوع منها 10 بالمائة متوطنة في اليمن تستقر 850 نوعاً منها ً في جزيرة سقطرى كبرى الجزر اليمنية من بينها 224 نوعاً متوطناً. سبأنت