ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    غدر به الحوثيون بعدما كاد أن ينهي حرب اليمن.. من هو ولي العهد الكويتي الجديد؟    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    - بنك يمني لأكبر مجموعة تجارية في اليمن يؤكد مصيرية تحت حكم سلطة عدن    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الامتحانات.. وبوابة العبور    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير طواف : العلاقات اليمنية - السورية متميّزة وهي راسخة منذ زمن بعيد
نشر في سبأنت يوم 24 - 02 - 2009

أكد السفير اليمني في دمشق عبد الوهاب طواف أن العلاقات اليمنية - السورية متميّزة، ولم يحدث لهذه العلاقة أية هزة خلال السنوات الماضية.
وقال طواف في حوار مع "السياسية" في مقر إقامته بدمشق: "العلاقات اليمنية السورية ليست حديثة عهد، فهي راسخة منذ زمن بعيد، والفتور لم ولن يعرف له طريقا إليها".
وأضاف: "هناك اتفاقيات كثيرة بين البلدين بحاجة إلى التقييم الشامل لتلافى أي قصور في التنفيذ، ونطمح إلى الوصول إلى مرحلة التنفيذ الكامل للاتفاقيات لما في ذلك مصلحة البلدين الشقيقين.
وأشار إلى أن البلدين سيسعيان مستقبلاً إلى التركيز على الاقتصاد والاستثمار والسياحة والتعليم والتدريب والاستفادة من الخبرات المشتركة.

فيمايلي نص الحوار :
* العلاقات اليمنية - السورية توصف دائما بالمتميزة، كيف تقيمون مستواها اليوم، وكذا مستوى التنسيق القائم بين اليمن وسورية إزاء مختلف القضايا التي تهم المنطقة؟
- العلاقات اليمنية السورية ليست حديثة عهد، فهي راسخة من زمن بعيد، ولليمن علاقات متميزة جداً مع سورية، ولم يحدث لهذه العلاقة أية هزة خلال السنوات الماضية، ولن ننسى في اليمن الدور السوري في تعزيز نصر قوات الثورة في الستينيات بقصف القوات الملكية بالطيران السوري آنذاك. أما الآن فأقولها بثقة: إن العلاقات بين اليمن وسورية راسخة رسوخ الجبال بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم برعاية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح -حفظه الله- وفخامة الرئيس د. بشار الأسد، وحب الشعبين لبعضهم البعض. وبالتالي فالعلاقة بين البلدين لا تحتاج إلى سفراء لتحسين هذه العلاقة، وما دور السفراء هنا إلا لترجمة وتنفيذ الأمور الفنية، وخدمة الطلاب والمغتربين وحل قضاياهم.
وقال لي فخامة الرئيس بشار الأسد إنه على تواصل مستمر مع أخيه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بصورة مستمرة لتنسيق المواقف بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك عربيا ودولياً، خصوصاً أن اليمن وسورية يجمعهما المواقف الوطنية والقومية والعربية الأصيلة والهم المشترك إزاء ما يحدث في الساحة العربية من أحداث جسام.
كما أن زيارة فخامة رئيس الجمهورية إلى دمشق والتي "ستبدأ يوم غد وتستمر يومين" خير دليل على المستوى المتميز الذي وصلت إليه علاقات البلدين في مختلف المجالات، وهي الزيارة التي اعتبرها هامة جدا في تعزيز هذه العلاقات والانتقال بها إلى آفاق أوسع سيما في مجال تنسيق مواقف البلدين إزاء عدد من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين، خصوصا ذات الصلة بتعزيز التضامن العربي والصراع العربي - الإسرائيلي.
* يطرح البعض تساؤلات تشير إلى أن فتورا ما يعتري هذه العلاقة، خصوصا بعد اعتذار فخامة رئيس الجمهورية عن حضور قمة دمشق، فضلا عن ندرة الزيارات لكبار رجال الدولة في البلدين، ما صحة ذلك؟
- أستغرب من سماع مثل هذا الطرح، فالفتور لم ولن يعرف له طريقا في العلاقات بين اليمن وسورية. أما اعتذار فخامة الرئيس عن حضور قمة دمشق فقد كان ذلك خارجا عن إرادة فخامته، والاعتذار جاء في آخر لحظة، فكما تعلم أن صحيفة "الثورة" طالعتنا قبل القمة بيوم واحد بخبر مغادرة الرئيس إلى دمشق للمشاركة في أعمال قمة دمشق؛ إلا أن أمورا طارئة حالت دون ذلك، مما جعل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي هو من مثّل اليمن في القمة، وكان تمثيلا مشرفا، وهذا طبيعي، والإخوان في دمشق تفهموا الموضوع. كما أن فخامة الرئيس الأسد حرص خلال قمة دمشق على إقرار مبادرة اليمن للحوارالفلسطيني الفلسطيني.
كما أن سورية هي تمثل الشيء الكبير لليمن قيادةً وحكومةُ وشعباً، واليمن هو الامتداد والمتنفس الحقيقي لسورية، كما قالها الزعيم الراحل حافظ الأسد (رحمه الله). ولذا لا توجد أية قوة تقلل من المعزة والتنسيق الذي يجمع اليمن بسورية. وفخامة الرئيس (حفظه الله) معروف بتوجهه القومي العربي الإنساني، وجهوده المتواصلة لرأب الصدع بين الأشقاء داخل الوطن العربي، وفي سبيل تعزيز السلام والأمن القومي العربي.
وبالنسبة للوفود المشتركة بين اليمن وسورية فقد شهدت الشهور الماضية حركة كثيفة لمسؤولين من اليمن والعكس.
المخدرات والشركات السورية
* سلمتم سورية قائمة بأسماء بعض الشركات السورية المتورطة بإدخال مخدرات إلى اليمن عبر منتجاتها، ما الجديد في الموضوع؟ وهل هناك تجاوب سوري؟
- نعم سلمت سورية قائمة بأسماء بعض الشركات السورية المتورطة بإدخال مخدرات عبر منتجاتها إلى اليمن، وتحدثنا في الموضوع طويلاً في سبيل إيجاد طرق لمحاصرة المهربين -وهم من سورية واليمن على حد سواء- ولمست تعاونا كبيرا واهتماما جيّدا؛ لأن التهريب له ضرر على سورية واليمن على حد سواء. وهناك إجراءات صارمة ضد المتورطين، سواء كانوا شركات أم أشخاص في سورية أو في اليمن.
التعاون الاقتصادي المشترك
* في الشأن الاقتصادي وقع البلدان عدداً من الاتفاقيات في مختلف المجالات، وكذا عددا من مذكرات التفاهم، ما ثمار كل هذه الاتفاقات إلى الآن، خصوصا -وكما تعلمون- أن هناك فرقا بين التوقيع والتفعيل؟
- لدينا اتفاقيات في كافة المجالات، منها ما تم تنفيذه والبعض الآخر في طريق التنفيذ. إلا أنه لا بُد من التقييم الشامل للاتفاقيات الموقّعة حتى نتلافى أي قصور في التنفيذ، وخير لنا أن نُوقع خمس اتفاقيات في العام، ويتم تنفيذها كاملةً، خير من عشرين اتفاقية حبر على ورق.
والتقييم إلى الآن جيّد، إلا أنه ليس ممتازا، ونطمح إلى الوصول إلى مرحلة التنفيذ الكامل للاتفاقيات لما في ذلك مصلحة البلدين الشقيقين. كما سنسعى في المستقبل إلى التركيز على الاقتصاد والاستثمار والسياحة والتعليم والتدريب والاستفادة من الخبرات المشتركة.
* يتحدث مسؤولو البلدين في كل لقاءاتهما عن طموحاتهما بإقامة مشروعات استثمارية مشتركة، لاسيما في المجال السياحي والزراعي، برأيك ما الذي يحول دون تنفيذ ذلك؟ و ما دور السفير في تفعيل تنفيذ الاتفاقات والمشاريع المشتركة، خصوصا -وكما هو معروف- أن دبلوماسية السفير تلعب دورا كبيرا في ذلك؟
- دور السفير هو المتابعة والتطوير للعلاقات بين الدول، وإيجاد فرص استثمارية مشتركة، وتعريف البلد المعتمد لديه بالفرص الاستثمارية التي يملكها بلده، والترويج السياحي.
وبالنسبة لى في سورية فأنا حريص على الدفع بالعلاقات الاقتصادية عبر الاجتماعات المشتركة مع رجال الأعمال، وتسويق الفرص الاستثمارية لليمن في سورية وتعزيز تعاون الغرف التجارية بين البلدين، وتقريب وجهات النظر وتذليل أي صعاب فنية على ضوء الصلاحيات الممنوحة للسفير، وهناك تصورات لنا، خلال هذا العام، بترتيب دعوة لبعض رجال الأعمال السوريين إلى زيارة بلادنا للإطلاع عن قرب على الميزات التي تتمتع بها والفرص المتاحة للاستثمار في مجال السياحة وغيرها.
* يشكل خليج عدن بوابة عبور للمنتجات السورية إلى القرن الإفريقي، في حين يشكل مرفأ اللاذقية بوابة عبور للمنتجات اليمنية إلى أوربا، ما الجديد في موضوع فتح خط نقل بحري مباشر بين عدن واللاذقية؟
- الجديد في ذلك موافقة مجلس الوزراء لبلادنا مؤخراً على الانضمام الى الشركة السورية - الأردنية للنقل البحري، وبدورنا عملنا على استكمال الاجراءات وسيكون الشهر المقبل موعداً لوصول فريق من صنعاء إلى دمشق لمناقشة تفاصيل الانضمام، هذا الانضمام سيشكل خطوة هامة إلى الأمام في مجال سهولة ويسر انتقال البضائع من اليمن إلى سورية، ومن ثم إلى أوربا عبر ميناء اللاذقية على البحر الابيض المتوسط والعكس من سورية والأردن إلى ميناءي الحديدة وعدن وإلى دول القرن الافريقي. وبالتالي سنحل مسألة طول المسافة البرية بين اليمن وسورية عبر الأردن والسعودية من ناحية نقل البضائع من وإلى اليمن، وبالتالي انخفاض التكلفة وزيادة الصادرات والواردات.
الطلاب اليمنيون المبتعثون
* يعاني الطلاب اليمنيون الدارسون في سورية إشكاليات كثيرة، منها ما يتعلق بالجانب اليمني، ومنها ما يتعلق بالجانب السوري، ما دوركم في حل هذه الإشكاليات؟
-عملنا على حل إشكالات كثيرة للطلاب منذ لحظة وصولي إلى دمشق، سواء داخل السفارة أو مع التعليم العالي في اليمن أو مع التعليم العالي والجامعات في سورية.
* سمعنا أنكم تبذلون مساعي لرفع مخصصات الطلاب اليمنيين الدارسين في سورية، والتي لا تكفي سوى لعشرة أيام، إلى أين وصلتم في هذا الشأن؟
- بالنسبة لمرتبات الطلاب في سورية خاصة، وفي باقي الدول عامةً، لا تلبي طموحات الطالب في التحصيل العلمي، من حيث الاستقرار النفسي للتفرغ الكامل للدراسة، وأن نوفد مائة طالب إلى الخارج في تخصصات ليست موجودة في الجامعات اليمنية، وبمرتب كافٍ خير لنا من أن نوفد ثلاثمائة طالب بمرتب قليل.
* قمتم بجولة تفقدية للطلاب والجالية اليمنية في مختلف المحافظات السورية، ما هي نتائج هذه الجولة؟ وما هو وضع الجالية؟ وكم عددها؟
- كما تعلم أن هناك ما يقارب 2500 طالب يمني يدرسون في سورية، منهم حوالي 1300 طالب على نفقة الدولة، وهذا بالطبع عدد كبير، ولهم مشاكل كثيرة. وهناك جالية صغيرة في سورية، وقد سارعت منذ وصولي إلى دمشق بالالتقاء بالطلاب والمغتربين المتواجدين في سورية وبدأت بالطلاب والمغتربين في محافظة دمشق وريف دمشق، والتقيت معهم في مدرّج كلية الهندسة بجامعة دمشق، تعرفت على مشاكلهم وهمومهم، ثم قمت بزيارة إلى المحافظات، شملت كلاً من: حمص وحماة وحلب واللاذقية والقرداحة، بصحبة المستشار الثقافي والمستشار الطبي والمستشار الثقافي المساعد للشؤون المالية والقنصل، والتقيت في كل محافظة على حدة المحافظ ورئيس الجامعة والعمداء ومسؤولي حزب البعث بالجامعة، والتقيت بالمغتربين وطلاب الصحة وطلاب الدفاع، في هذه الزيارة حققنا عدّة أهداف، منها: التعرف على المسؤولين في المحافظات ومناقشة بعض الاشكاليات مع الجامعات وحلها، وزودت الطلاب بالتعليمات التي تعينهم في تحصيلهم العلمي، وتعرفت على مشاكل الطلاب والمغتربين من أرض الواقع، وفتحنا للطلاب اليمنيين مجالاًً أوسع مع رؤساء الجامعات واساتذتها لتبني حلول لمشاكلهم. وعملت على ايجاد مفهوم جديد للتواصل مع الطلاب والجالية، وذلك بالذهاب إليهم وتلمس همومهم عن قرب وحلها، كذلك وعدت الطلاب بدعمهم مالياً ومعنوياً في انشطتهم الثقافية واحتفالات تخرجهم، وفي إقامة المعارض التعريفية باليمن أرضاً وإنساناً وحضارةً.
* لكن معظم الطلاب اليمنيين يشكون من التعامل غير المرن من قبل الملحقية الثقافية والمالية في السفارة؟
- الملحقية الثقافية تبذل جهوداً طيّبة في سبيل خدمة الطلاب، وأنا مشرف ومتابع لأعمالهم، ونطالبهم ببذل المزيد من الجهود. وبدوري: مكتبي مفتوح لكل الطلاب، ورقم جوالي مع كل الطلاب، وما جئنا إلى سورية إلا لخدمة أبناء اليمن والحفاظ على مصالحه، فإن كان هناك تقصير من سفير أو غيره فالرجوع إلى الوطن أولى وترك المنصب لمن هو جدير به.
* مضى على تعيينكم سفيرا للجمهورية اليمنية لدى سورية أشهر قليلة، ما هي
أولوياتكم للفترة القادمة؟
- سأحرص كل الحرص على مراجعة نقاط القوة والضعف في هذه العلاقات بغية الارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية والتاريخية، وأحمد الله أني وجدت تجاوبا كبيرا ابتداء من مكتب فخامة الرئيس بشار الأسد وانتهاء بمكتب أصغر مسؤول في سورية.
* بعد تسلمكم تمثيل اليمن لوحظ تحرك نشط من قبلكم وعلى مختلف الصعد، هل يمكن أن نعتبرها البداية التي يعقبها خمول أم ستكون بالوتيرة نفسها؟
- منذ البداية، وضعت خطة عمل متكاملة منها ما هو آنٍ، ومنها ما هو قصير ومتوسط وطويل الأجل، فبدأت من داخل السفارة، توزيع المهام مع طاقم السفارة وإعطاءهم الصلاحيات المناسبة للنجاح في العمل. والحمد لله، هناك طاقم ممتاز في السفارة، ويعمل بجد ونشاط، وبدأت بتنفيذ خطة العمل من صنعاء عبر التزود بكل التعليمات والتوجيهات من القيادة السياسية ممثلةً في فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية (حفظه الله)، ومن قيادة الوزارة ممثلةً بوزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، ونائبه الدكتور علي مثنى، والوكلاء بالوزارة، ثم حرصت على الالتقاء بسفير سورية في اليمن الاستاذ العزيز عبد الغفور صابوني، بهدف التنسيق لخدمة مصالح البلدين الشقيقين.
* عادة يكتفي بعض السفراء العرب في إطار عملهم الدبلوماسي بالاتفاقات والبرتوكولات، فيما ينفرد المتميزون منهم بما هو أبعد من ذلك من منطلق تمثيل البلدين وليس بلده فقط، وإيمانا بالوحدة القائمة بين شعوب الوطن العربي. أين تجد نفسك من ذلك؟
- الاتفاقيات والبروتوكولات هي صيغ متقدمة للعلاقات بين الدول، فعبر هذه الاتفاقيات تنشأ لجان مشتركة في كافة المجالات للانتقال من علاقات التعارف والمجاملات إلى علاقات التعاون والتنسيق المشترك والترابط بين الشعوب عبر المصالح المشتركة، أما السفير المتميز فهو الذي يعمل على تمثيل بلده بمسؤولية وأمانة ويرعي مصالحها ويدافع عن حقوق مواطنيه بما لا يضر بمصالح الدولة المعتمد لديها، ويسعى إلى الدفع بالعلاقات والاتفاقيات الموقعة إلى فضاء التنفيذ، وتذليل أي صعوبات تقف عائقة أمام تنفيذ الاتفاقيات، كما أنه يعمل على إيجاد مجالات جديدة والبحث عن كل ما يدفع بالعلاقات بين البلدين. كما أنه ملزم بإظهار الوجه الجميل والثقافة الجميلة لبلده إلى الآخرين، والدفع بالعلاقات الاقتصادية؛ لأن الاقتصاد هو الرافعة للعلاقات السياسية، والحمد لله ففي بلدنا اليمن كثير من المجالات التي تمثل نجاحاً بارزاً يجعل الآخرين يسعون إلى الاستفادة منها، وكذلك، سورية برعت ونجحت في كثير من المجالات التي ينبغي علينا في اليمن الاستفادة منها.
أما بالنسبة للعوائق التي تقف حائلاً بين الشعوب، فلا يوجد أي عوائق تذكر بين اليمن وسورية تعيق التنقل بينهما، سواء على مستوى تنقل الناس أم انسياب الخدمات.
* كيف يقضي السفير يومه؟ وما الذي يؤرقه ويسعده؟ بنظرك ما هي أهم أجندة السفير؟ وما هي الصعوبات التي تعترض عمله؟ وكيف يتجاوزها؟
- يبدأ يومي في الخامسة صباحا، أصلي الفجر، ثم أقرأ القرآن، وأطالع الصحف، ومن ثم أغادر البيت إلى السفارة في الثامنة والنصف، والعمل حتى الثالثة عصراً، وفترة المساء في المنزل لمراجعة البريد والقراءة والكتابة في أطروحة الدكتوراه، وجزء من وقتي لعائلتي وولديّ عمار ووليد.
الذي يؤرقني الوضع العربي السيئ، والانقسام المخيف بين العرب، وانحراف المعارضة عن دورها المعروف في اليمن، وتناقص البترول، الانفجار السكاني في اليمن، ظاهرة الارهاب، التطرف الديني، ضرب السياحة وزعزعة الامن والاستقرار من قبل عناصر مأجورة، ضعف الولاء الوطني لدى البعض، التدخلات الدولية السلبية في الوطن العربي.
أما ما يسعدني هو الاستقرار في اليمن، تطور البُنى التحتية، يقظة أبناء اليمن للمخططات الهادفة إلى زعزعة استقراره، النجاح في عملي ودراستي، النجاح في اقامة علاقات ممتازة مع الآخرين وتسخيرها لخدمة الوطن، السعادة لعائلتي.
أهم أجندة السفير: خدمة الوطن، الدفع بالعلاقات اليمنية - السورية، تمثيل الوطن خير تمثيل، رعاية أبناء الوطن، التعريف باليمن اقتصادياً واستثمارياً وسياحياً، التطوير المستمر للقدرات العلمية الشخصية.
وبخصوص سؤالك عن الصعوبات التي تعترض عمل السفير؛ فأهمها: عدم تجاوب الآخرين معه، وعدم منحه الصلاحيات المطلوبة، وعدم وجود فريق محترف معه في العمل، وتردي العلاقات بين دولته ودولة الاعتماد، وتدني قدرات السفير في طريقة تعامله مع الآخرين، وعدم المرونة، ولتجاوزها يجب على السفير، تنفيذ توجيهات القيادة السياسية ووزارة الخارجية بصدق ومسؤولية، وحب الآخرين، الايجابية في التعامل مع الآخرين، أن يكون قدوة في تصرفاته، التواضع في التعامل، الحرص على المال العام، تلمس هموم الطلاب و الجالية وحل قضاياهم، المرونة.
السفير عبدالهواب في سطور
عبد الوهاب هادي محسن طواف، سفير الجمهورية اليمنية لدى سورية، من مواليد 1974 م/ عمران، مديرية "حوث"، متزوج وله ولدان (عمار ووليد)، ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة صنعاء، مواصل في تحضير الدكتوراه "جامعة دمشق"، دبلوم كمبيوتر، دورات دبلوماسية في "الأمم المتحدة، ايطاليا، الصين، المعهد الدبلوماسي".
السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.