الجولات الأخيرة الحاسمة للدوري العام للدرجة الأولى، خلطت الأوراق، وجعلت الأندية القريبة من الهبوط أكثر خوفا من الصراع الخفي الدائر في الكواليس، والذي قد يودي بمصيرها في هذا الدوري إلى حافة هاوية الهبوط لدوري المظاليم" الدرجة الثانية ". وخلال الجولات الأخيرة لدور الإياب، ظهرت العديد من حالات الشغب والخلافات والصراع الخفي والظاهر معا، ومحاولات للتلاعب بنتائج المباريات وان بطريقة غير مباشرة، وهو تلاعب لن تستطيع عليه سوى بعض الفرق الضامنة مواقعها في منطقة الأمان، وسط الترتيب لصالح الفرق المهددة بالهبوط للدرجة "الثانية". وانتقد بهذا الخصوص كثير من المراقبين والمتابعين للشأن الكروي بشدة موقف اللجنة العليا للمسابقات في اتحاد كرة القدم والذي وصفه" بالمتفرج "على ما يجري حالياً من تلاعب واضح بين الأندية وأمام هذه المهزلة التي بدأت تباشيرها بالظهور ..!! ويرى هؤلاء ان غياب التنافس الشريف بين الفرق، خاصة البعيدة عن شبح الهبوط، وابتعادها عن الروح الرياضية وهي تخوض المباريات الأخيرة في الدوري وانجرارها وراء سلوكيات خاطئة تسيء إلى المسابقة الكروية الأولى في اليمن والتي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة. وتأتي هذه المخاوف من الأوساط الرياضية الإعلامية الجماهيرية والأندية في الوقت الذي شرع فيه اتحاد الكرة هذا الموسم بتطبيق نظام جديد مختلف موجه في دوري الإياب لأول مرة منذ انطلاق الدوري قبل 18 عاماً حيث يلعب الأول مع الأخير والثاني مع قبل الأخير وصاحب المركز الثالث مع الترتيب ال12 في خطوة قال أنها تهدف إلى القضاء على التلاعب في نتائج مباريات المراحل الأخيرة من البطولة الكروية الرسمية الأولى في البلاد التي يشتد فيها الصراع الساخن بين الفرق المتصارعة على الصدارة والفرق الباحثة عن النجاة من الهبوط لدوري المظاليم"الثانية". واعتبر الناقد الرياضي رئيس تحرير صحيفة " سبورت " الأسبوعية فؤاد قاسم بأن عملية التلاعب في المباريات تزايدت هذا الموسم أكثر بكثير عن المواسم السابقة التي كانت تظهر في المراحل الأربع أو الخمس الأخيرة من الدوري، ما ينذر بخطر تدهور وتدني مستوى الكرة اليمنية ويسيء إلى سمعتها الكروية. وطالب اتحاد كرة القدم بتشديد العقوبات على من يثبت تلاعبه في نتائج المباريات وذلك من خلال تفعيل الرقابة الصارمة على المباريات الهامة والحاسمة، واختيار حكام جيدين لإدارة المباريات الحساسة والمؤثرة بما يسهم في إتاحة مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفرق المتنافسة على تفادي شبح الهبوط إلى دوري المظاليم وأن يتحدد الهابطون على ضوء نتائج المباريات بشفافية بعيداً عن الخروج عن المبادئ والمثل التي تنشدها الرياضة اليمنية. وأكد قاسم في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) ضرورة التزام اتحاد اللعبة بتطبيق العقوبة الأشد تجاه أي فريق يثبت تلاعبه في نتيجة أي مباراة بحسب لائحة البطولة حتى وإن كان الفريق بطل الدوري، وان يتم تهبيط الفريق المتلاعب إلى الدرجة الثانية بالنسبة لدوري الدرجة الأولى والتهبيط للدرجة الثالثة بالنسبة لدوري الدرجة الثانية. ولفت إلى ان هذه الإجراءات كفيلة بأن تساهم في ضمان سير منافسات الدوري بنزاهة حتى النهاية والحد من استيراد الظواهر السلبية إلى المنافسات المحلية والتي يكون مردوها سلبياً على المستوى العام للكرة اليمنية. من جهته استغرب المحرر الرياضي بموقع الثورة نت علي الحملي عدم اتخاذ اتحاد كرة القدم قراراً بتفعيل اللجنة التي شكلها الموسم الماضي لمراقبة التلاعب بنتائج مباريات دوري النخبة في الجولات الأخيرة الحاسمة وخاصة التي يكون أطرافها الفرق المهددة بالهبوط إلى دوري المظاليم. وأشار إلى ان هناك مؤشرات بوجود تلاعب بنتائج المباريات في الجولات الأخيرة، الأمر الذي يستدعي ضرورة تشديد اتحاد كرة القدم على المراقبين الفنيين في المباريات الحاسمة لكشف أي تلاعب بما يسهم في ضمان وصول المباريات إلى بر الأمان. وأقر اتحاد كرة القدم أخيراً تأجيل مباريات دوري الدرجة الأولى لمدة أسبوعين ابتداءً من الأسبوع ال22 لكي يتسنى إقامة المباريات المؤجلة لفريقي التلال والهلال بسبب مشاركتهما في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم..فضلا عن وجود فرق تتنافس على المراكز الأولى وأخرى تحاول الهروب من خطر الهبوط وضمان سير جميع المباريات بشكل طبيعي. وحسب النائب الأول لرئيس اتحاد كرة القدم رئيس اللجنة العليا للمسابقات الدكتور نجيب العوج ،فان التأجيل جاء بهدف نجاح مسابقة الدوري تلافيا لأي اتهامات بالتهاون أو التقصير. لافتاً إلى انه تم إقرار بدء إقامة المباريات المؤجلة ومن ثم مواصلة مباريات الدوري. ويتزايد مع نهاية كل موسم كروي تبادل الاتهامات حول التلاعب بنتائج مباريات الدوري. فيما تتنافس في الموسم الحالي سبع فرق للنجاة من الهبوط لدوري الدرجة الثانية وهي: فربق حسان، شعب حضرموت، شعب واتحاد اب، الرشيد، التلال، شعب صنعاء، يهبط منها أربع فرق إلى درجة دوري الثانية.