أعاد المتطرفون اليهود اليوم الاحد الى الاذهان عملية اقتحام رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون, قبل تسع سنوات, باحات الحرم القدسي الشريف بأكثر من 3000 شرطي اسرائيلي, وانطلاق انتفاضة الاقصى عام 2000م . فقد حاول المتطرفون اليهود اليوم اقتحام المسجد الأقصى بحماية من الشرطة الإسرائيلية من جهة بوابة المغاربة, الامر الذي أسفر عن إصابة نحو 16 فلسطينيا على الأقل في حصيلة أولية. ويذكر المتطرفون اليهود بمحاولتهم هذه بالمواجهات العنيفة التي دارت في 28 سبتمبر 2000 , بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية التي اقتحمت الحرم القدسي مع شارون ما ادى إلى استشهاد وإصابة العشرات. وامتدت تلك المواجهات في اليوم التالي , لتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني, وأطلق على الانتفاضة اسم الانتفاضة الثانية وانتفاضة الاقصى والاستقلال, حيث استشهد فيها واصيب الالاف من الفلسطينيين. وفي هذه الاثناء حذرت القوى الفلسطينية والمؤسسات المختلفة من خطورة اقتحام الجماعات الاستيطانية اليهودية المتطرفة لباحات المسجد الأقصى اليوم، ودعا الفلسطينيون المجتمع الدولي الى كبح جماح المخططات الصهيونية التهويدية للمدينة المقدسة والأقصى. ودعت القوى الفلسطينيين في القدسالمحتلة الى الاستنفار واليقظة للتصدي لكل مخططات الاحتلال ومستوطنيه ضد المدينة المقدسة والمسجد الأقصى ودعت الى سلسلة تظاهرات في الأراضي الفلسطينية تندد باقتحام الأقصى. فيما دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينيين الى المشاركة في المسيرات الغاضبة التي ستنطلق مساء اليوم الأحد في معظم مناطق قطاع غزة للتنديد باقتحام الأقصى، وطالبت حماس فلسطينييالضفة الغربية بالنزول الى الشارع للتضامن مع الأقصى. من جهتها اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محاولة اقتحام المسجد الاقصى انها تاتي في سياق ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني. وقالت الجبهة ان هذه الاعمال الاجرامية التي تنتهجها حكومة نتنياهو التوسعية مثل الاستيطان وهدم المنازل المقدسية تسعى الى تهجير المقدسيين وعزل مدينة القدس عن كافة اجزاء الضفة الغربية بما يمنع اقامة الدولة الفلسطينية. بدورها دعت حركة (فتح) في بيان اصدرته اليوم الى اليقظة والحرص على توحيد الصف الفلسطيني في وجه الاحتلال الاسرائيلي مطالبة الدول العربية والاسلامية بمزيد من المساندة ووضع قضية القدس على راس اولوياتها لتعزيز صمود اهلها في وجه المخططات الاحتلالية. والمعروف ان (انتفاضة الاقصى) جاءت بعد فشل المفاوضات في كامب ديفيد وتنكر رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ايهود باراك للحقوق الفلسطينية, على عكس الانتفاضة الفلسطينية الاولى او ما يعرف باسم (انتفاضة الحجارة) التي بدأت عام 1987, وانتهت رسميا في 1993 في أعقاب توقيع اتفاقية اوسلو. ويدل ذلك على ان المؤسسات الاسرائيلية المختلفة تعمل بشكل متناغم ضد مدينة القدس فالجماعات المتطرفة والحكومة الاسرائيلية تسارع لفرض امر واقع في القدس لاخراجها من أي مفاوضات للحل النهائي. لهذا حذر الفلسطينيون يوم امس من المخطط الاسرائيلي الهادف الى تقسيم المسجد الاقصى على غرار ما حدث في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل حيث تم تقسيمه الى قسمين الاول لليهود والثاني للفلسطينيين. لكن قائد لواء شرطة القدسالمحتلة الاسرائيلي اهرون فرانكو, زعم انه لا توجد اي نية لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف. واعتبر فرانكو ان التصريحات التي اطلقتها جهات اسلامية بان المسجد الاقصى في خطر لا اساس لها من الصحة.وقال انه يحق لليهود ان يصلوا في باحة حائط البراق بامان اسوة بالمسلمين الذين ادوا شعائرهم الدينية خلال شهر رمضان في المسجد الاقصى دون مضايقة على حد قوله. لكن فرانكو هدد ان الشرطة الاسرائيلية ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاخلال بالنظام العام في محيط القدس. واضافة الى محاولات الجماعات اليهودية اقتحام المسجد الاقصى فان مدينة القدس تتعرض لهجمة مبرمجة اسرائيلية تستهدف المنازل العربية التي يتم الاستيلاء عليها من قبل المتطرفيين اضافة الى المخططات الاستيطانية المحيطة بها ومخططات لبناء حدائق عامة لتغيير وجهها العربي الاسلامي. ويحيط بمدينة القدس 27 مستوطنة اسرائيلية داخل كتل استيطانية الاولى كتلة غوش عتصيون وتضم 14 مستوطنة , والثانية كتلة معاليه ادوميم وتضم ثماني مستوطنات وكتلة غفعات زائيف وتضم بداخلها خمس مستوطنات. وحسب الاحصاءات الفلسطينية فان عدد الفلسطينيين في القدس الشرقية يصل الى 280 الف نسمة, فيما يبلغ عدد الاسرائيليين 193 الف, الامر الذي يجعل اسرائيل تعمل جاهدة من اجل زيادة عدد السكان اليهود في الجزء الشرقي من المدينة الى مليون مستوطن .