تختصر نماذج من مئات الطوابع البريدية للهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي في اليمن الزمان والمكان من خلال إصداراتها المنتظمة لتلك الطوابع التي تسرد بتنويعاتها وتلويناتها تفاصيل مثخنة بالكثير من الأحداث حول قصة اليمن السعيد وتراثه التاريخي والإنساني والحضاري العريق. يقول نائب مدير عام الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي فايز سيف عبده أن الهيئة عملت من خلال 144 إصدار للطوابع البريدية على توثيق لأحداث تاريخية هامة في اليمن وتساهم في الترويج السياحي والتعريف بالمقومات السياحية والتاريخية وجمال الطبيعية الساحرة الذي يتميز بها اليمن". ويشير في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن تلك الإصدارات ساهمت بفعالية في رصد المنجزات والتعريف بالموروث الشعبي والحضاري عن اليمن الموحد، وإبراز مواقف اليمن في دعم القضايا العربية والإسلامية، فضلا عن مشاركتها العالم في احتفالاتها وفي المناسبات المختلفة. ويؤكد أن الطوابع البريدية رمزا وسفيرا لكل بلد وحضارة تاريخية متأصلة لها طابعها ومدلولها الخاص الذي يعبر عن آثار وثقافة وعلماء وعملة ومعالم كل بلد. ويبين أن الطوابع البريدية وما تحمله من دلالات وإيحاءات وأبعاد معمارية وحضارية وإنسانية لا تخلو أحيانا من المتعة ومن التشويق أحيانا كثيرة، حيث تنقلك سلسلة منها بين صفحات التاريخ اليمني لاسيما المجوعات الأولى للطوابع اليمنية والتي بدت بعمرها المديد كظاهرة ثقافية وفنية وإعلامية، والذي يؤرخ أول طابع يمني عام 1919م ، وغيرها من الطوابع التي توالت إصدارها منذ تلك الفترة، وبرغم بساطتها من حيث الطباعة إلا أنها من أجمل الطوابع اليمنية لما تحمله من دلالات تاريخية. وتتضمن الطوابع توثيق متسلسل لمراحل التطور والتنمية في اليمن، حيث توثق تلك الطوابع البريدية لاسيما بعد القفزة الحقيقية لهذه الإصدارات من حيث الرسوم والصور والإخراج والطباعة، والمتمثل في إصدارها عام 1948م وبالتحديد ذكرى دخول اليمن عضوية الأممالمتحدة، والتي وثقت هذه المرحلة في ثمانية طوابع. ويقول فائز" ومن الطوابع الهامة التي تشهد إقبال لا بأس به مقارنة بالوعي العام بأهمية الطوابع البريدية وما تمثله في قائمة حفظ الهوية الثقافية الطوابع التي تصور العقيق اليماني وما يحتويه من رسومات وتلوينات جعلت من بعض الطوابع تحصد جوائز عالمية وهي تلخص عبارات ورسومات ربانية آسرة تحكي خصوصية هذا العقيق في بلاد اليمن السعيد". وعن أهمية الطوابع البريدية أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي ان الطوابع تساهم في إثراء الحياة الثقافية والمعرفية والعلمية والفنية وتعرف بتاريخ الأمم والشعوب الموغلة في القدم وتعمل على توثيقها حفاظا عليها من الاندثار أو التذكير بها من النسيان مثل الآثار والمعابد والحصون والقلاع والمساجد والنقوش والمخلوقات النادرة والطيور الجميلة والحيوانات الضخمة الأليفة والمفترسة والورود والنباتات العجيبة التي تخلق السعادة والمتعة للناظر إليها. ويضيف:" كما يعرف الطابع البريدي بعادات ومعتقدات الأمم وتقاليدها الاجتماعية وحضاراتها وأساليب حياتها في عصر معين، كما حرصت العديد من الدول برسم صور لرؤسائها وتخليد حياتهم ومنجزاتهم على هذه الطوابع، وتساهم في تعميق المحبة والقيم الإنسانية النبيلة والتعاريف وتشجيع التفاهم والاتصال وتشجيع التقارب بين الشعوب وتنمية التعاون في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بينها". وتساعد الطوابع على تنمية طاقة الهاوي وتوسع مداركه الثقافية والذهنية وتزوده بالعوم والمعارف بصورة مشوقة ومحببة إلى النفس وتعرف بأهم المناسبات الوطنية والعالمية، وكذا بأهم الانجازات والمشاريع العملية والمشاريع العلمية والفكرية والأدبية. ويعتبر الطابع سفيرا لبلده يجوب بلدان العالم ليعطي صورة صادقة مشرقة عن أهم الأحداث التاريخية والشخصيات الهامة والانجازات الحضارية التي يشهدها البلاد ويلعب دورا إعلاميا منقطع النظير في خدمة بلده، ويساهم في تنمية فنون الرسم والخط والتصميم ،كما يعتبر وسيلة من وسائل تحقيق الثروة سواء للهواة أو المؤسسات المختصة في هذه التجارية أو الصناعة وأصبحت استثمار مضمون الربحية فتحت لها معارض واسواق وبورصات ونوادي وجمعيات متخصصة ساهمت بفعالية في تنمية هذه الهواية. ويلفت المهندس فائز إلى أن أول طابع بريدي مطبوع محليا في اليمن صدر عام 1926 باسم المملكة المتوكلية اليمنية، وفي العام 1930 تم إصدار أول طابع بريدي بمقاييس ومعايير دولية طبع في ألمانيا، وفي العام 1937 صدر طابع بريدي يحمل اسم مدينة عدن باللغة الانجليزية إبان الاحتلال البريطاني بالإضافة إلى عدد آخر من الإصدارات أهمها طابع اتحاد الجنوب العربي عام 1963. وبعد الثورة صدر أول طابع في مارس 1963 بصنعاء وصدر أول طابع بريدي بعد الاستقلال في عدن في مايو 1968. وفيما يخص أهم الموضوعات التي تضمنتها الطوابع البريدية اليمنية، فيقول نائب مدير عام الهيئة العامة للبريد ان الموضوعات تتمثل في التعريف بالموروث الحضاري والأثري وإبراز المعالم السياحية من خلال إصدار طوابع تتحمل صورا للقلاع والحصون اليمنية التي تعد من الشواهد الحية للحضارات اليمنية التليدة والتي ستسهم في الترويج السياحي للمعالم التاريخية والسياحية من خلال الصور التي تنشر على الطوابع البريدية عن هذه الحصون العريقة التي لها تاريخ طويل". وأضاف" كما تحمل عناوين لصور المساجد التاريخية في اليمن ومنها جامع الجند التاريخي بمحافظة تعز وكذا جامع ومدرسة العامرية باعتبارهما من المعالم الأثرية والتاريخية الهامة في اليمن" ومن المواضيع التي تحملها تلك الطوابع حسب قوله التعريف بالحرف اليدوية والعادات والتقاليد والتعريف بالأزياء الشعبية للرجال والنساء في مختلف محافظات الجمهورية ، بالإضافة إلى التعريف بالأحياء البحرية المتميزة وكذا التعريف بالبيئة اليمنية والطيور والنباتات والأزهار والعناكب والحشرات النافعة في البيئة اليمنية والتي من خلالها يتم إبراز الأزهار النادرة في اليمن، وكذا للحشرات النافعة والنادرة في التي لا توجد في أي دوله أخرى على مستوى العالم بحسب ما أثبته عدد من الخبراء الدوليين. كما تحمل الطوابع موضوعات تعرف برموز الأدب والشعر والفكر اليمني، وكذا رصد لأهم المنجزات التنموية والثقافية والسياسية ورصد لأهم الأحداث التاريخية في المراحل المختلفة والمساهمة في تخليد المناسبات العالمية في المجالات الرياضية والبيئية والصحية وحقوق ا لإنسان وإبراز توجهات اليمن في دعم ومناصرة القضايا القومية والإسلامية. وتبدأ الحكاية بتوثيق إعلان الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية، و بسرد قصة مدينة صنعاء التاريخية حاضنة فعاليات مهرجان الصيف باعتدال جوها وخصائصها المعمارية الفريدة، والتي لا تزال منذ آلاف السنين شاهدة على أن عبقرية الفطرة الإنسانية المتوهجة بالحب هي النبع الأول للعطاء الخلاق الذي أسس حضارة خالدة توالت عليها القرون، وما تزال متجددة الإشراق، قوية البنيان وقادرة على أن تدهش وتبهر وتلهم وتصدر الحب والسلام للعالم. ووثق هذا الطابع حدثا ثقافيا كبير كانت قد احتضنته صنعاء التاريخية وهي مجموعة صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م. وجاء العام 2004 ليمثل محطة هامة يطل من خلال جمهور المتابعين على المستوى المحلي والعربي والدولي على أسرار وخفايا هذه المدينة وعبقرية الإنسان اليمني الذي اختط هذه المدينة وبنيانها بمختلف الفنون الإبداعية والقولية والأدائية والتشكيلية لتتحول اليوم إلى متحفا طبيعيا مفتوح على العالم بما تحتويه من واجهات معمارية آسرة. تلتها بعد ذلك إصدارات للعقيق اليماني والأزياء الشعبية الرجالية والنسائية والحشرات النادرة ومواقف اليمن تجاه القضايا العربية والإسلامية وغيرها من الموضاعات. ويوجد أربعة أنواع للطوابع البريدية منها الطوابع الرسمية / التخليص/ وهي التي تصدر للتخليص على المراسلات وتصدر بكميات كبيرة وتستخدم لفترات طويلة وتلغي يختمها أختام التاريخ عند استخداما. وهناك الطوابع التذكارية وهي التي تصدر لتكريم أفراد وجمعيات أو منظمات أو مناسبات تنزل للتخليص للتداول في فترة المناسبة بأعداد معنية ولا يجدد طباعتها وهو النوع المرغوب فيه أكثر في سوق الهواة، أما الطوابع المالية وهي التي تصدر للأمور المالية في البلد، وطوابع الإيرادات هي مثل طوابع الدمغة أو تحصيل الضريبة. وعن مراحل اختيار الطوابع البريدية يقول نائب مدير عام الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي فائز سيف عبده " يتم استلام المقترحات لإصدارات الطوابع البريدية من أفراد أو وجهات أو منظمات محلية أو دولية أو هواة جمع الطوابع أو من الإدارات المختصة بهيئة البريد، ثم يتم اختيار الموضوعات من قبل لجنة عليا يترأسها وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ومدير عام هيئة البريد والقيادات الإدارية المختصة بالهيئة ويكون ضمن أعضائها خبراء بموضوع الإصدار ومن المهتمين بجمع الطوابع ومن الفنانين التشكيليين". وأشار إلى انه يتم اختيار التصاميم من قبل أخصائيين أو رسامين تشكيليين مرموقين ويتم تحديده من خلال مسابقة عامة وبحسب موضوع الإصدار يكون اختيار نوع التصميم ان كان صورة طبيعية أو رسم تشكيلي أو رسم أو مخطط وبعد ذلك يتم اختيار المطابع المتخصصة بالطباعة وعادة ما يوكل طباعتها لمطابع العملات النقدية العالمية، وبعد تطور تقنيات الطباعة بدأت العديد من الإدارات البريدية اقتناء مطابع خاصة بها. والطوابع البريدية هي علامة مميزة توضع على أغلفة ومظاريف الرسائل والطرود البريدية المعدة للإرسال في البريد تبين بأن أجرة البريد مدفوعة مسبق ومع تطور الزمن أصبح الطابع مصدرا للهواية والكسب معا حيث برزت هواية جمع الطوابع التي أدت اتساع المجال أمام هذا السفير الصغير الذي أرتفع قدره بين دول العالم التي أولته اهتمامها وجعلته رمزا لأحداثها التاريخية والوطنية والمناسبات الهامة، ناقلا لما فيها من مواطن جمال ومراكز حضارية، معبرا عن نهضتها ورقياها. وصدر أول طابع بريدي في العالم في انجلترا عام 1940 أصدره رولاند هيل ووقعت عليه الملكة فكتوريا، وكان يحمل صورة لوجه الملكة بالبروفيل الجانبي، وحمل هذا الطابع كلمة بريد وفي أسفله كتب كلمة بنس واحد وهو الثمن الذي كان يباع به هذا الطابع يوم ذاك ، وقد ظهر كأول طابع بريدي في مايو 1940 في مكاتب بريد انجلترا وبيع منه في اليوم الأول وحده حوالي 60 ألف طابع. وصدر أول طابع بريدي في الولاياتالمتحدةالأمريكية في 1942 وكان يحمل صورة الرئيس جورج واشنطن، وأصدره الكسندر جريج الذي يعتبر الأب الشرعي للطوابع البريدية الأمريكية، وفي شهر مارس عام 1943 شهدت سويسرا أول استخدام الطوابع البريدية تلتها الدول الأوروبية. وبعد هذا التاريخ بسبع سنوات وعلى وجه التحديد في عام 1950 كان هناك حوالي 60 طابع بريد صدرت في العديد من الدول الأوروبية والأمريكية وبلاد أخرى. أما في العالم العربي فإن أول طابع ظهر فيها كان في مصر في العام 1966 ثم انتشر استخدامه بعد ذلك في كافة البلاد العربية. يشار إلى أن الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي قد اتفقت في يناير العام الماضي مع المركز العربي للطوابع بالسعودية، والنادي القطري، وشركة فلانتدا الألمانية المتخصصة بالطوابع البريدية على تسويق الطوابع البريدية اليمنية والتعريف بها.