عقدت اليوم بقصر الأممالمتحدة في جنيف جلسة خاصة بمناقشة الاحتياجات الإنسانية في اليمن ومتطلبات اللاجئين والنازحين والاحتياجات الإنسانية الأخرى وذلك في إطار الاجتماع الخاص ب"النداء الموحد للامم المتحدة" لتقديم الدعم الدولي للاحتياجات الانسانية للدول المتضررة من اللاجئين والنازحين والكوارث في العالم للعام 2010م. وكرست الجلسة لمناقشة القضايا والمشكلات الانسانية التي تعاني منها اليمن وإحتاجاتها الإنسانية لمواجهة تنامي تدفق اللاجئين من دول القرن الأفريقي وخصوصا الصومال وكذا مساندة جهودها المبذولة لإيواء النازحين جراء فتنة التخريب والإرهاب بصعدة فضلا عن توضيح ما شهدته بعض مناطق اليمن من كوارث طبيعية آخرها كارثة السيول في محافظتي حضرموت والمهرة في العام الماضي, بالإضافة إلى بحث السبل الكفيلة بتلبية احتياجات اليمن الإنسانية خلال العام 2010م من خلال تقديم دعم من قبل المانحين والأممالمتحدة بمبلغ إجمالي يقدر بمائة وسبعة وسبعين مليون دولار. والقى كلمة اليمن في الجلسة نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي, حيث عبر في مستهلها عن الشكر والتقدير للأمم المتحدة والأمين العام و مساعده للشئون الإنسانية وكل العاملين في المجال الإنساني في مكاتب منظمات الأممالمتحدة في اليمن على كل الجهود التي بذلت في سبيل الإعداد لهذا الاجتماع الهام والهادف إلى مساعدة اليمن على مواجهة التحديات المتعلقة بإيواء وإغاثة النازحين نتيجة أعمال التخريب والإرهاب في محافظة صعدة واللاجئين من القرن الإفريقي. وعرض المشكلة وحجمها وأبعادها الإنسانية , والجهود الحكومية , والشعبية والدولية لمواجهتها وكذا رؤية اليمن لوضع النازحين في المستقبل القريب .. مؤكدا حرص القيادة السياسية والحكومة اليمنية على الإهتمام بأوضاع النازحين جراء تلك الأحداث وتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لهم وإيواءهم وتوفير وسائل العيش الكريم والرعاية الصحية لهم . وتطرق إلى فتنة التخريب والإرهاب بصعدة .. وقال :" إن الأعمال التخريبية التي تواجهها اليمن قد بدأت عام 2004م وليست وليدة اليوم واستهدفت المواطنين والمقرات الحكومية ومؤسسات الخدمات الاجتماعية في محافظة صعدة من خلال تمرد مسلح والقيام بأعمال التخريب والإرهاب وطرد قيادات السلطة المحلية المنتخبة من بعض مديريات المحافظة". وبين أن الحكومة بذلت مساع كبيرة ومحاولت عديدة طوال الفترة الماضية من أجل إنهاء فتنة التمرد سلميا و إحلال السلام والأمن في سائر مديريات محافظة صعدة وإعادة الأعمار لما خلفته تلك الفتنة بهدف توفير الاستقرار الاجتماعي والمعيشي للمواطنين". وأوضح أن فخامة الأخ الرئيس /علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية قد أصدر خلال المراحل المختلفة لأعمال التمرد والإرهاب العديد من قرارات العفو عن تلك العناصر المغرر بها بهدف احتواء هذه الفتنة الخبيثة والحد من تداعياتها ومضاعفاتها الخطيرة , وتم بموجب تلك القرارات الإفراج عن من تم ضبطهم من عناصر التمرد على أن تلتزم بالدستور والقوانين النافذة وعدم رفع السلاح في وجه السلطة المحلية ومؤسسات الدولة. وأشار الدكتور العليمي إلى أن النظام السياسي في اليمن قائم على التعددية السياسية وحرية تكوين الأحزاب ويتيح لكل القوى السياسية والاجتماعية التعبير عن أرائها وأفكارها فضلا عن كون الانتخابات الرئاسية والنيايبة والمحلية أتاحت لكل القوى الاشتراك في العملية السياسية من خلال الإحتكام الى صناديق الاقتراع.. مبينا أن عناصر التمرد متاح لها ممارسه حقوقها السياسية والدليل على ذلك أن المدعو / يحيى الحوثي الناطق بإسم عناصر التخريب والإرهاب في صعدة عضواً في مجلس النواب عن احدى الدوائر الإنتخابية في محافظة صعدة. وقال :" إن الدولة أضطرت للقيام بواجبها في إيقاف الأعمال التخريبية والإرهابية وحماية المواطنين في صعدة من خلال اللجوء إلى العمليات العسكرية الأخيرة التي بدأت في 12 أغسطس 2009 وذلك بعد أن كانت أوقفت كافة العمليات لمواجهة المتمردين في صعدة في 17 يوليو 2008 ، وتم تشكيل لجنة لإحلال السلام في المحافظة وسحب كافة الوحدات العسكرية من كافة المناطق الى المعسكرات حول مدنية صعدة , غير ان عناصر التخريب لم تجنح للسلام واستمرت في غيها وتعنتها واستغلت توقف العمليات العسكرية لمواصلة جرائمها ضد المواطنين وأعمالها التخريبية ضد المنشآت والمرافق العامة والخاصة . وأضاف :" لقد قامت تلك العناصر الإرهابية في تلك الفترة بالإستيلاء والسيطرة على مراكز المديريات وطرد السلطة المحلية كما قامت بقتل واختطاف المواطنين ونهب وتدمير منازلهم واستهداف العديد من المرافق الحكومية والمشاريع الخدمية مما اضطر الدولة للتدخل لحماية المواطنين والبدء بالعمليات العسكرية بهدف إعادة فتح الطرق وإعادة السيطرة على المديريات وإزالة الألغام التي زرعها الإرهابيون في الطرق . ولفت الدكتور العليمي إلى أن الحكومة أصدرت في تاريخ 12 أغسطس الماضي بياناً أكدت خلاله على شروط موضوعية لوقف أطلاق النار على أساس تنهي تلك العناصر أعمالها التخريبية والإرهابية وأن تحترام النظام والقانون كغيرهم من المواطنين. وتابع قائلا :" واستجابة لنداء الأممالمتحدة بادرت الحكومة بوقف اطلاق النار أكثر من مرة وهو الأمر الذي لم يلتزم به المتمردين منها القرار الصادر بتاريخ 19 سبتمبر الماضي والذي تزامن مع عيد الفطر المبارك واستهدف وقف إطلاق النار وإتاحة الفرص لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المختلفة المتضررة وتمكين المؤسسات والهيئات الإغاثية من الوصول إليها ولإيجاد طرق آمنة , مؤكدا أن العناصر الإرهابية لم تستجيب لذلك وقامت كعادتها بالهجوم على مدينة صعدة ليلة عيد الفطر المبارك ومعاودة أعمال العنف والإرهاب والتخريب وقطع الطرق وترويع السكان الآمنين ومقاومة رجال القوات المسلحة والأمن من جديد". وأكد التزام الحكومة بتوفير الإمكانيات المتاحة للنازحين رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها اليمن , فضلا عن التزامها بالترتيب لإعادة الإعمار في المناطق المتضررة ولإعادة النازحين إلى قراهم ومنازلهم بعد إخماد فتنة التمرد و انتهاء العمليات. وقال :" إن اليمن حريصة على حماية المدنيين وعلى الالتزام بحقوق الإنسان والمعاهدات والصكوك الدولية المتعلقة بهذا الخصوص بما في ذلك القانون الدولي الإنساني , إلى جانب أن الحكومة ستقوم بتقديم كافة التسهيلات للمنظمات العاملة طبقاً للقوانين والأنظمة المعنية بالمساعدات الإنسانية". ونوه إلى أهمية الدعم الدولي لتلبية الإحتاجات الإنسانية لليمن كونها من الدول الأقل نموا وتعاني من محدودوية الموارد وتعدد الإحتياجات الأمر الذي يجعل الإشكاليات التي تواجهها حاليا جراء مشكلة النازحين وتنامي موجات نزوح اللاجئين من القرن الإفريقي يفاقم من التحديات التنموية.. مبينا أن هناك مساع وطنية حثيثة لمعالجة هذه الإشكاليات وإحداث نهضة اقتصادية واجتماعية للتخفيف من الفقر وآثاره وهو مايتطلب دعم المجتمع الدولي لجهود اليمن في هذا الشأن وفي مقدمة ذلك دعم خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية . في حين تحدث وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع بكلمة عرض فيها متطلبات اليمن من الاحتياجات الإنسانية في كافة المجالات.. موضحا الجهود التي تقوم بها الحكومة لتوفير المتطلبات الإنسانية للاجئين من القرن الإفريقي رغم استمرار تزايد موجات نزوحهم وشحة الدعم الدولي والإمكانيات الاقتصادية المحدودة في اليمن . واستعرض وزير الصحة العامة والسكان الجهود الإنسانية التي باشرت الحكومة القيام بها لإيواء النازحين جراء أحداث فتنة التخريب والإرهاب في محافظة صعده وحرف والسفيان والذي يقدر عددهم الإجمالي بنحو 137 ألف نازح , وذلك من خلال إنشاء مخيمات ومراكز إيواء في صعدة وحجة وعمران وأمانة العاصمة وتوفير الإحتياجات الإنسانية الأساسية من غذاء ودواء والإحتياجات الإيوائية الاخرى.. مشيرا إلى الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها اليمن خلال المرحلة الماضية والتي كان آخرها كارثة سيول الأمطار في حضرموت والمهرة . وأكد الحاجة الملحة لتقديم الدعم من المجتمع الدولي لمساندة جهود اليمن لتلبية الإحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين خلال العام المقبل بما يكفل تطوير مستوى الخدمات المقدمة غذائيا وصحيا وتعليميا وغيرها. هذا وقد عبر ممثلو الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والدول المانحة والمنظمات الإنسانية والاغاثية عن تقديرهم لجهود القيادة السياسية والحكومة اليمنية في سبيل رعاية اللاجئين الأفارقة وإيواء النازحين.. مؤكدين استعداد بلدانهم لدع هذه الجهود ومواصلة التعاون والتنسيق بين تلك الدول والمنظمات والحكومة اليمنية لتقديم المساعدات والإغاثة في كافة المجالات المتعلقة بالاحتياجات الإنسانية الملحة . وكان نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي التقى اليوم بالسيد كيلنبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مقر اللجنة بجنيف ، وبحث معه جوانب التعاون الإنساني بين اللجنة الدولية والحكومة اليمنية وآفاق تعزيزه وتوسيعه. وقد عبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن شكره للحكومة اليمنية على تعاونها الدائم مع العاملين في مكتب اللجنة في صنعاء وعلى التسهيلات التي تقدمها كافة الأجهزة المعنية لإنجاح النشاطات الإنسانية للصليب الأحمر الدولي في الجمهورية اليمنية . كما التقى نائب رئيس الوزراء بمجلس رؤساء بعثات الدول العربية والمندوبين الدائمين في جنيف . وجرى في اللقاء استعراض الأوضاع العامة في اليمن وجهود الحكومة في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه البلاد . وقد أكد السفراء دعم بلدانهم الكامل والمطلق لليمن في مواجهة عناصر فتنة التخريب والتمرد في بعض مديريات محافظة صعده ، كما أكدوا دعم دولهم لوحدة واستقرار وأمن اليمن وجهوده في مواجهة تلك التحديات . حضر اللقاءات وزير الصحة العامة والسكان وسفير اليمن ومندوبها الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة إبراهيم العدوفي واعضاء وفد اليمن في الاجتماع الخاص ب"النداء الموحد للامم المتحدة" . سبا