لقي 65 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب المئات إثر زلزال بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر ضرب مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا اليوم الثلاثاء وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا. وأعلن رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي أن عددا كبيرا من الضحايا والمصابين لم يتم إنقاذهم بعد, وقال بعد وصوله إلى المنطقة المدمرة ربما نواجه أسوأ ساعة تشهدها نيوزيلندا. كما أعلنت الشرطة أن خدمات الطوارئ تكافح عددا من الحرائق، وقد انقطع التيار الكهربي في مناطق عدة, وشهدت أيضا إخلاء المباني وفرار المواطنين. وتسبب الزلزال في تدمير خطوط الأنابيب وإغلاق وإخلاء العديد من المباني من بينها المطار والجامعة، فضلا عن انقطاع الاتصالات الهاتفية. وناشد المسؤولون السكان البقاء بعيدا عن الطرق الرئيسية حتى تتمكن خدمات الطوارئ وأفراد الجيش من الوصول إلى المناطق التي قد يكون بها أشخاص محاصرون. وتوقع معهد العلوم الجيولوجية والنووية النيوزيلندي أن يخلف الزلزال دمارا أكبر من الزلزال الذي تعرضت له كرايستشيرش في الرابع من سبتمبر الماضي وبلغت قوته 7.1 درجات على مقياس ريختر نظرا لأن مركزه على عمق أقل. وتشير تقارير إعلامية إلى أن فرق البحث والإنقاذ تواصل عمليات البحث بين الحطام للعثور على ناجين محاصرين أو جثث ضحايا عقب الزلزال الذي ضرب مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا اليوم . ونقل متخصص في عمليات البحث بالطيران إلى أكبر مدينة على الجزيرة الجنوبية في نيوزيلندا وسط مخاوف من تضاعف حصيلة الضحايا نظرا لبقاء المئات محاصرين. وقال عمدة المدينة بوب باركر إن فرق الإغاثة أنقذت بالفعل نحو 120 شخصا من بين حطام المباني المتهدمة. وأعلن باركر حالة الطوارئ ونبه سكان المدينة إلى ضرورة الاستعداد لاستقبال أنباء سوداء ، نظرا لأنه من المؤكد أنه سيجري العثور على الجثث. ويعتقد أن هناك نحو 50 شخصا محاصرين بين حطام مبنى متعدد الطوابق. وأفادت الشرطة بالعثور على عدد من ضحايا تحطم حافلتين سقط عليهما حطام. وتمكن مستشفى محلي ومراكز طوارئ طبية مؤقتة من تقديم العلاج لمئات المصابين ، فيما نقل من يعانون من إصابات في العمود الفقري لمسافة ألف كيلومتر إلى أوكلاند. وبقي نحو ألفي شخص في مراكز إيواء مؤقتة بعد تهدم منازلهم أو تعرضها لأضرار أو عدم قدرتهم على الوصول إليها. وكان زلزال بقوة 1ر7 درجة بمقياس ريختر قد ضرب كريستشيرش في سبتمبر الماضي وتسبب في أضرار واسعة النطاق ولكن دون سقوط ضحايا نظرا لأنه وقع في الساعات الأولى من الصباح بينما كان وسط المدينة خاليا. وأعلن خبير زلازل أسترالي أن الزلزالين اللذين ضربا مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية مؤخرا قللا من احتمالية وقوع زلزال كبير في المدينة الواقعة بالجزيرة الجنوبية قريبا. وقال الباحث بجامعة ملبورن جاري جيبسون :"زلزال (أيلول) سبتمبر وزلزال اليوم سيخففان أغلب الضغط في المناطق التي تضررت بهما ، ولذلك فإنه ليس من المرجح أن يقع زلزال آخر كبير". وكان مركز الزلزال حدد على بعد 10 كيلومترات جنوب شرق المدينة في ميناءليتلتون. وأظهرت تقارير تليفزيونية الأضرار البالغة التي لحقت بمدينة ليتلتون وضواحي أخرى في المنطقة..واندلعت الحرائق ، كما لحقت أضرار بالغة بكاتدرائية تاريخية فيكرايستشيرش . وأشار نائب رئيس الوزراء بيل إنجليش إلى أن شدة الزلزال كانت قوية للغاية لدرجة أن المباني الحديثة المعدة لمقاومة الزلازل لم تتمكن من الصمود أمامه. وقال إنجليش إن بلاده تلقت عروضا للمساعدة من أستراليا واليابان والولايات المتحدة ، وإنه يمكن قبولها عند الحاجة ، ومن المنتظر أن يصل فريق بحث وإنقاذ من ولاية نيو ساوث ويلز ليلا. ولم يتمكن المسؤولين من تأكيد أي حصيلة للضحايا أو المصابين من الأجانب ولكن إنجليش قال إنه لا مفر من تعرض السائحين والطلبة الأجانب لآثار الزلزال .