تشهد مدينة بون الألمانية غدا الاثنين المؤتمر الدولي بشأن مستقبل أفغانستان بعد الانسحاب الكامل للقوات الدولية بحلول نهاية 2014 من البلاد، وسط مقاطعة رسمية من باكستان الدولة المجاورة والمهمة للأمن الأفغاني. ويشارك وزراء أكثر من 100 بلد و 16 منظمة دولية في المؤتمر الذي يرأسه الرئيس الأفغاني حامد كرازاي وتحضره المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة. ويهدف المؤتمر إلى وضع خارطة طريق واضحة ومحددة للسنوات العشر المقبلة والتي سيتولي خلالها الأفغان مسئولية الأمن بالإضافة إلى محادثات السلام مع حركة /طالبان/، وبحث سبل التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي. كما سيبحث المؤتمر المساعدات طويلة المدى لأفغانستان بعد إنهاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمهمة بعثته (إيساف) في أفغانستان. واستبق آلاف المتظاهرين الألمان فعاليات المؤتمر بالخروج إلى شوارع مدينة بون بغرب ألمانيا للمطالبة بالوقف الفوري للعملية العسكرية فى أفغانستان، كما أبدى المتظاهرون احتجاجهم أيضا على بقاء القوات الألمانية لفترة طويلة في أفغانستان. ويشارك في حفظ أمن المؤتمر الذي يمتد ليوم واحد أكثر من 4000 شرطي، ويتوقع وصول قوات أمن إضافية من ولايات ألمانية أخرى ومن الشرطة الاتحادية. ويتشكك كثير من المراقبين في أن يؤتي مؤتمر بون الدولي بشأن مستقبل أفغانستان، بالمنتظر منه خصوصا بعد إعلان باكستان مقاطعتها له احتجاجا على مقتل 24 جنديا باكستانيا خلال هجوم جوى للناتو الأسبوع الماضي على الحدود مع أفغانستان. ويتمركز حاليا نحو 140 ألفا من القوات الأجنبية فى أفغانستان، بينهم 100 ألف جندي أميركي. وكان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قد أعلن عزم بلاده مقاطعة مؤتمر بون حول أفغانستان، قائلا "نرعى سيادة باكستان أولا، وليس مؤتمر بون". كما أعلنت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار بوضوح أن بلادها قررت مقاطعة المؤتمر لتوجيه رسالة للمجتمع الدولي، مفادها "إذا لم نعد قادرين على تأمين سيادتنا، كيف نستطيع تأمين سيادة بلد آخر". يذكر أن قوات /الناتو/ كانت قد شنت غارة في موقعين عسكريين في مقاطعة /مهمند/ القبلية شمال غرب باكستان في 26 من الشهر الماضي مما أدى إلى مقتل أربعة وعشرين جنديا باكستانيا وإصابة 13 آخرين. وفي رد فعل للحكومة الباكستانية تم إيقاف إمدادات /الناتو/ في أفغانستان عبر الأراضي الباكستانية، علاوة على طلبها من أميركا إخلاء قاعدة /شمسي/ العسكرية الواقعة في إقليم بلوشستان الباكستانيجنوب غرب البلاد. ويرى المراقبون أنه لا يمكن لأية خارطة طريق سياسية أن تتخذ طريقها نحو النجاح في أفغانستان بدون وساطة باكستان خصوصا في ظل تواجد حركة /طالبان/ في البلدين لاسيما في المناطق المتاخمة للحدود بين البلدين. هذا الطرح من قبل المراقبين السياسيين يؤيده تصريح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله مؤخرا بأنه يعتزم مواصلة الجهود الرامية إلى عدول باكستان عن إلغاء مشاركتها في المؤتمر. واعترف الوزير الألماني بأنه إذا استمر الرفض الباكستاني لحضور المؤتمر، فإن ذلك سيكون بمثابة "انتكاسة" للمؤتمر الذي يعتبر نجاحه "أمرا مهما للمنطقة برمتها".