طالب أدباء ومثقفون ومفكرون يمنيون الجهات المعنية بإخراج تراث ودواوين شاعر اليمن وأديبها الكبير المرحوم عبدالله البردوني الغائبة والمغيبة إلى النور وطباعتها وإعادة إصدار الأعمال الكاملة للشاعر وضم كتاب الجمهورية اليمنية فيها ورحلة الكشف عن مرآة العمر ودواوين أخرى لم تر النور لأسباب مجهولة. ودعا بيان المثقفين اليمنيين في فعالية إحياء الذكرى الثالثة عشر لرحيل البردوني التي نظمها اليوم ببيت الثقافة بصنعاء منتدى وحي الثقافي الأدبي بالتعاون مع مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية، الجهات المعنية بفتح آفاق البحث الأكاديمي في الجامعات لدراسة شعرة في برامج الماجستير والدكتوراه وكذلك البكالوريوس والليسانس دون قيد سوى القيود الأكاديمية والرؤية المنهجية، وكذا دعوة الباحثين إلى القيام بعمل بيلوغرافيا علمية شاملة لأعمال البردوني الشعرية والأدبية الشاملة والإعلامية والصحفية وما كتب عنه من دراسات وكتب ومقالات وجمعها في كتاب لكي يستفاد منه الباحثين. وأكد البيان على ضرورة استكمال وتجهيز متحف البردوني الذي يجب أن يعطى رعاية واهتماما خاصاً إعداداً وتجهيزاً وترتيباً وتنظيماً من قبل وزارة الثقافة والجهات المعنية لأن البردوني قيمة يمنية أصيلة ليس ملك اليمن وحدها بل ملك للشعب العربي والإسلامي ،وطباعة دواوينه بشكل مستمر طباعة فاخرة وأخرى شعبية، مدعومة لوصول أعماله إلى أصحاب الدخل المحدود والتي كان يسعى إليها البردوني. وطالب البيان بضرورة تسمية جائزة ثقافية يمنية عربية رفيعة المستوى باسم البردوني يصدر بشأنها قرار جمهوري وتدعم من صندوق التراث وميزانية الدولة، ووضع تمثال لشخصية البردوني في احد شوارع اليمن في التحرير أو باب اليمن يعبر عن مدنية الدولة الحضارية التي تجل أدباءها ومثقفيها ورموزها وكما تفعل عواصم العالم مع عظماءها كتمثال أحمد شوقي بالقاهرة وتكون بادرة تحتذى لرموز الوطن والمفكرين والشهداء. وأشار الأدباء والمثقفين إلى أهمية إصدار طابع بريد يمني يحمل اسم وصورة البردوني، وإطلاق اسمه على قاعات الدرس في المدارس والجامعات اليمنية، والدعوة إلى ترجمة أعماله الأدبية والشعرية إلى لغات العالم الحية وعبر وسائل الترجمة الحديثة بكلياتها ومراجعها المتخصصة وعدم الانتظار لأصحاب المبادرات الفردية. كما دعا بيان المثقفين اليمنيين إذاعة صنعاء إلى تحويل برنامج البردوني الأسبوعي " مجلة الفكر والأدب" والذي تجاوز إعداده 1200 والذي كان يبث عبر الإذاعة إلى أقراص مدمجة وطباعتها في كتيب تكون في متناول الناس والباحثين لما تحتويه من مادة فكرية غزيرة، بالإضافة إلى جمع وطبع سيرة المواطن عبدالله البردوني التي كتبها بنفسه وإصدارها في كتاب. وفي الفعالية التي حضرها نخبة من الأدباء والمثقفين والمفكرين اليمنيين أكد وزير الثقافة عبدالله عوبل منذوق أهمية الاحتفائية بالذكرى ال13 لغياب الشاعر الوطني والفيلسوف الكبير عبدالله البردوني الرجل الذي أبدع وجدد في مضمون القصيدة حتى أصبح أحد رواد الشعر العربي المعاصر، معتبراً البردوني متنبئ اليمن كونه كان لصيقا بالهم الوطني متعمقاً في دراسة الواقع الاجتماعي وكانت استشرافاته محركاً وجدانياً و تنبئ برياح التغيير. وأشار وزير الثقافة إلى أن البردوني كان شاعراً ووطنياً عظيماً وسيبقى كذلك في المستقبل وأن الجمهور سيظل يكتشف عظمة الشعر والوطنية في شعره وأدبه وستكون دافعاً ومحركاً للأجيال في السير نحو التقدم للأمام. وقال عوبل:" إن إرث الشاعر الكبير عبدالله البردوني ملك الشعب والأجيال المتلاحقة، ومن حق الأجيال أن تتعرف على البردوني وتقرأه غير أن حق الملكية الفكرية في الحقيقة ليس ملكاً لوزارة الثقافة والاتحاد الأدباء بل حقاً حصرياً لأسرته، ويجب أن تبذل الجهود من قبل أصدقاء البرودني ومحبيه ومن كان قريباً من في السماح لهذا الإرث العظيم بالخروج إلى الناس ومن حقهم في الحصول على حقوقه الملكية الفكرية. وكشف عوبل أن الوزارة أبدت استعدادها لشراء منزل الشاعر الكبير وتخصيصه متحفاً يضم كل مقتنيات وأرث البردوني وعلى استعداد أن تبرم اتفاقاً مع الورثة في القريب العاجل لضمان حقوقهم الملكية الفكرية، وفتح المتحف أمام الزوار والناس من كل حدب وصوب للتعرف على مكانته التاريخية وإرثه وفكره وشعره وأدبه الذي جال العالم، بالإضافة إلى أهمية تنصيب تمثالاً للبردوني في وسط ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء تعظيماً وتقديراً لفلاسفة وعظماء العالم. وألقيت في الاحتفائية كلمات من قبل رئيس مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية الدكتور محمد عبده غانم، ورئيس اللجنة التحضيرية لمنتدى وحي الثقافي الأدبي حسن الصديق، وشهادة ذكريات في ضوء البردوني للأديب علوان الجيلاني، ومقارنة نقدية في شعر البردوني المبصر في الوطن الأعمى للشاعر والناقد الدكتور إبراهيم طالب أشارت في مجملها إلى المكانة التاريخية لأديب اليمن وشاعرها الكبير عبدالله البردوني ودورة في إرساء قواعد الأدب والشعر العربي المعاصر. واستعرضت الكلمات الصفات والخصائص الحميدة التي تحلى بها الشاعر وأسلوبه الأدبي البليغ في وصف الهم والواقع اليمني ونبوءته في استلهام الحاضر واستشراف المستقبل، وما ستؤول إليه الأوضاع خلال الفترة الحالية والتي كتب عنها الكثير عن ضرورة وحتمية التغيير. كما ألقيت قصائد شعرية معبرة عن شعر ومكانة البردوني التاريخية والأدبية في عيون جمهوره اليمني والإقليمي من قبل أصدقائه ومحبيه وفي مقدمتهم " الشاعر محمد عبد السلام منصور، البردوني وأسئلة اليوم، وتعامل البردوني مع إبداع الشباب للشاعرة نادية مرعي، ومقاربة البردوني كاتب ملحمة السبئيين وتغريبة اليمانيين للشاعر عبد العزيز الزراعي، والمرأة في شعر البردوني للشاعرة سبأ عباد، وقصيدة في سفر البردوني للدكتورة ابتسام المتوكل، وتساؤلات عن مفقود البردوني لعبد الكريم الخيواني، وقصيدة ثاء قبل وفات البردوني بثمان سنوات للشاعر عبد الحميد الرفاعي، وقصيدة شعرية للشاعر عبد المجيد التركي. كما ألقيت قصائد شعرية شبابية من قبل الشاعر عبد الواحد عمران بعنوان مناجاة، وفي رثاء البردوني للشاعر يحيى الحمادي، وقصيدة شعرية لفيصل البريهي، وهيبة حضور، لحسن المرتضى، وقصيدة شعرية لمحمد مشهور، ونص نثري للأديبة سهير السمان، وقراءات مختارة من أشعار البردوني لكل من الشاعر تيمور العزاني، ومليحة الأسعدي، وعبد القوي محب الدين، تلاه اختتام بيان المثقفين اليمنيين بالذكرى الثالثة عشر لرحيل البردوني ألقاه الشاعر الحارث بن الفضل الشميري.