تكتسب الوسائل والتقنيات التعليمية أهمية كبيرة كونها الحد الفاصل بين المدرسة القديمة القائمة على التلقين والحفظ والمدرسة الحديثة القائمة على التفاعلية والفهم والإدارك ونظراً لهذه الأهمية سعت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى استطلاع آراء القائمين على مركز الوسائل والتقنيات التابع لوزارة التربية والتعليم للاطلاع على واقع هذه الوسائل تزامناً مع افتتاح المعرض السنوي العام للوسائل بصنعاء. يؤكد وكيل قطاع المناهج والتوجيه على الحيمي حرص الوزارة على تصميم وانتاج وسائل وتقنيات التعليم والتوسع فيها لتغطية احتياجات مدارس الجمهورية إلا ان شحة الموارد والامكانيات تحول دون ذلك ، مضيفاً " إلا اننا نعمل ووفقاً للإمكانات المتاحة على التوسع في هذا الجانب من خلال اكتشاف المبدعين والموهوبين في مختلف المحافظات وتبنيهم من خلال اقامة المعارض على مستوى المدارس والمديريات والمحافظات واختيار الاعمال المتميزة للمشاركة في المعرض العام من قبل إدارات الوسائل بالمحافظات . وحول جودة ونوعية الوسائل يقول : بالرغم من شحة الامكانات إلا ان منتجنا يضاهي المنتج المستورد و ذلك بشهادة كل من اطلع عليه من متخصصين محليين واقليميين حيث اشاد الاخوان الخليجيين بنوعية وجودة منتجنا اثناء مشاركتنا في المعرض الرابع لحلول ومستلزمات التعليم الذي انعقد في فبراير المنصرم في الرياض وأبدوا رغبتهم في الاستفادة من وسائلنا التعليمية. و تلبية لهذه الرغبة يطالب الوكيل الحيمي الحكومة بتوفير التمويل اللازم سواء كان تمويل محلي او اجنبي بما يمكن المركز من تنفيذ الخطة التي قام بإعدادها لتطوير الانتاج وتوفير المواد الخام والمعدات الانتاجية الكافية لتوسيع قاعدة تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية وتغطية الاحتياجات و كذا طلبات الأشقاء . ويرى مديرعام مركز الوسائل والتقنيات التعليمية والتربوية محمد الدبعي ضرورة الاهتمام بالوسيلة التعليمية بإعتبارها مكمل اساسي للمنهج الدراسي الذي يعتمد على مشاركة الطالب ودورها في تنمية مهارات البحث والإستقراء والتعلم الذاتي وفقاً للمبدء الذي تقوم عليه النظريات الحديثة للتعليم والتعلم بالاضافة إلى دورها في تسهيل دور المعلم في تدريس المقررات الدراسية خاصة العلمية منها . ويشير إلى أهمية اقامة المعارض التي تنظمها إدارات الوسائل بمكاتب التربية والتعليم بالمحافظات في إيجاد روح التنافس في اوساط الطلاب والمعلمين للإبداع والإبتكار في انتاج الوسائل التي يتم توظيفها لسد جزء من احتياجات المدارس للوسائل التعليمية فضلا عن ما تمثله من فرصة لإلتقاء هذه الشريحة وتبادل الخبرات في هذا المجال . ويوضح الدبعي ان مركز الوسائل يعمل على عقد ورش عمل تدريبية للمتميزين في المعارض على مستوى المحافظات لصقل مهاراتهم وتنمية روح الابداع والإبتكار فيهم ، مبيناً ان اخر فريق تم اختياره من محافظات " الامانة ، عدن ، اب ، تعز ، حضرموت ، ذمار ، الضالع ، البيضاء ، الحديدة " وبالتالي اقامة قسم خاص بهم لعرض ابداعاتهم في المعرض العام ، مرجعاً عدم التوسع في انتاج الوسائل إلى عدم توفير الاحتياجات والإمكانات اللازمة بالاضافة إلى البيروقراطية الإدارية . رئيس لجنة تنظيم المعرض العام للوسائل قائد القدمي يبين ان فكرة المعرض تقوم على تبني الاعمال المتميزة وتشجيع منفذيها من معلمين وطلاب فضلا عن تعريف الميدان التربوي على احدث الوسائل والتقنيات التعليمية والجهات والشركات العاملة في هذا الميدان على المستوى المحلي من خلال مشاركتها و عرض منتجاتها في المعرض . واضاف " سيتم خلال معرض هذا العام الذي يستمر خلال الفترة من " 9 11" الشهر الجاري بمركز الوسائل بصنعاء تدشين عملية توزيع 50 مختبر مدرسي متكامل " فيزياء ، كيمياء ، احياء ، رياضيات " بالاضافة إلى المواد الكيميائية للمدارس المستهدفة والتي يتم اختيارها وفقاً لشروط ومعايير خاصة لدى الوزارة والتي منها توفر " غرفة مخصصة للمختبر ، تيار كهربائي " مع مراعاة حجم المدرسة وعدد الفصول الدراسية والطلاب فيها . ويطالب القدمي بتوفير ميزانية تشغيلية لضمان التوسع في عملية انتاج الوسائل والتقنيات لتغطية إحتياجات مختلف مدارس الجمهورية وكذا الدول الاعضاء في مكتب التربية العربي والقرن الأفريقي نظراً لتميز المنتج المحلي الذي ينافس المنتج المستورد ، متطلعاً إلى ان يقام معرض العام القادم على المستوى الإقليمي وبالتالي الدولي . فيما اعتبر مدير الوسائل التعليمية بمكتب التربية والتعليم بوادي حضرموت عمر بارجاء اقامة معارض الوسائل فرصة لاكتشاف مواهب وابداعات المعلم والطالب فضلا عن دورها في نشر مبدأ التدريس بالوسيلة التعليمية ، مبيناً انه يتم اقامة معرض للوسائل على مستوى المديريات لإختيار الاعمال المتميزة للمشاركة في المعرض العام . ولفت إلى انه وعلى الرغم من ضئالة الإعتمادات المرصودة إلا ان إسهامات منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص بالمحافظة ساعدت في تغطية احتياجات حوالي 65 بالمئة من مدارس وادي وصحراء محافظة حضرموت ، مشيراً إلى ان مشاركتهم لهذا العام متميزة من خلال عدد من الوسائل والإبتكارات منها وسيلة توضيحية الوسائل البديلة في البيئة تبين مفهوم المتغير في مادة الرياضيات لدى الطالب . بدورها قالت مدير إدارة الوسائل بمكتب التربية بالامانة شمس الزبيدي ان مشاركتهم في المعرض العام تضم وسائل وابتكارات علمية لطلاب ومعلمين من مختلف المناطق التعليمية ال 11 في الامانة ، معتبرة المعرض أداة تحفيز للمعلم والطالب للمزيد من الابداع ، مبينة انه يتم توزيع الوسائل التعليمية على مختلف المدارس و بحسب الاولوية وفقاً لخطة التوزيع نظرا لاهمية دور الوسيلة التي تساعد الطالب على تذوق العلم فيكون الأداء الإيجابي فضلا عن دورها في منح الطالب قدرة على البحث عن المعلومة في أقصر وقت وأقل جهد . و تطرقت الزبيدي إلى مشاركة فريق من اختصاصيي المختبرات والوسائل من مدارس الامانة في العمل ضمن فريق عمل المركز الرئيسي لإنتاج الوسائل التعليمية ، مضيفةً " نحن بصدد عقد دورات تدريبية تستهدف العاملين في هذا المجال في عدد من مدارس الأمانة بغية التعريف بأهمية الوسيلة واكسابهم مهارات استخدام الوسائل البديلة من البيئة في اعمالهم .