تقرير: جميل القشم شهدت هيئة المستشفى الجمهوري بمحافظة حجة نقلة نوعية في توسيع الخدمات الطبية وافتتاح أقسام ومراكز جديدة وتطوير خدمات التشخيص والمعاينة رغم تداعيات العدوان والحصار. وتركزت مشاريع وإنجازات الهيئة منذ مطلع العام الماضي على تلبية الاحتياجات المتزايدة لأكثر من مليونين ونصف المليون نسمة في إطار خطة استراتيجية أثمرت في الارتقاء بالخدمات الطبية وإدخال خدمات جديدة لم تكن متوفرة منذ ما قبل العدوان. ورغم شحة الإمكانات وتزايد احتياجات العمل بأقسام ومراكز المستشفى، حققت الهيئة نقلة نوعية في الخدمات الطبية والصحية والعلاجية خلال العام الماضي والنصف الأول من العام الجاري.
مشاريع وأقسام جديدة: فقد أنجزت الهيئة في إطار خطتها للعام 2019 مشاريع تمثلت في بناء مركزي الطوارئ التوليدية والأشعة التشخيصية وإعادة تأهيل قسم العمليات الجراحية الكبرى والعناية المركزة، وافتتاح وحدة تصنيع الأوكسجين ومحطة تحلية مياه الشرب لتوفير احتياجات أقسام المستشفى من المياه. كما اعتمدت قسماً بمركز الطوارئ العامة لاستقبال الحالات المرضية وزيادة السعة السريرية بأقسام الطوارئ العامة والولادة والعناية المركزة والأطفال ورعاية الخدج والعمليات والجراحة، وكذا مضاعفة الكادر الفني للمناوبات بأقسام العمليات والعناية المركزة والأشعة والمختبرات والرقود، بما يضمن استمرار العمل على مدار ال24 ساعة. وخلال النصف الأول من العام الجاري تم تحديث المختبر الداخلي للمستشفى وتزويده بأجهزة طبية حديثة وترميم أرضية قسم العمليات وإنشاء قسم المجهريات وتزويده بالأجهزة وكذا ترميم وتأهيل غرفة العمليات بقسم الطوارئ التوليدية. وتم أيضاً إعادة تأهيل شبكة الكهرباء بمبنى الطوارئ التوليدية وتوسعة وتأهيل الخزان الأرضي لمركز الغسيل الكلوي وترميم وتأهيل قسم التعقيم وإعادة تأهيل وترميم سقف مبنى الطوارئ التوليدية. زيادة المترددين والسعة السريرية: أفادت إحصاءات المستشفى بزيادة السعة السريرية بنسبة 45 بالمائة خلال الفترة الماضية لمواكبة تزايد عدد المترددين على المستشفى، حيث بلغ عدد المستفيدين 364 ألف حالة خلال النصف الأول من العام الحالي. وأوضح تقرير الهيئة أن عدد المستفيدين من خدمات العيادات الخارجية بلغ 82 ألفا و591 حالة ومن خدمات مركز الطوارئ التوليدية 124 ألفا و588 حالة، فيما استفادت 22 ألفا و260 حالة من خدمات قسم الطوارئ العامة. وأشار إلى أن عدد المستفيدين من خدمات الأشعة التشخيصية 29 ألفاً و88 حالة وسبعة آلاف و11 حالة من خدمات أقسام الرقود وأربعة آلاف و401 من خدمات بنك الدم. ووفقا للتقرير بلغ عدد العمليات الجراحية بالمستشفى ألفين و378 عملية، فيما أجرى قسم المختبرات 28 ألفا و976 فحصا متنوعا، في حين قدمت وحدة التغذية المتوسطة وقسمي سوء التغذية الحاد الوخيم الداخلي والخارجي خدماتها لثلاثة آلاف و255 حالة. وبيّن أن مركز الغسيل الكلوي قدم خدمات الغسيل لألف و458 مريضاً في إطار الجلسات الأسبوعية التي يستفيد منها المرضى مجانا، فيما استفادت ستة آلاف و988 حالة من خدمات تخطيط القلب والسمع ووحدات الحركة وقياس النظر وداء الكلب. ولفت التقرير إلى أن عدد الحالات التي استفادت من الخدمات الدوائية المجانية بالهيئة 14 ألفاً و569 حالة ، و36 ألفا و489 حالة من خدمات قسم الطوارئ. ترجمة الطموحات: وأوضح رئيس الهيئة الدكتور عبدالملك جحاف أنه تم زيادة السعة السريرية من 148 سريرا إلى 350 سريرا وافتتاح أقسام ومراكز جديدة وإضافة خدمات لم تكن موجودة. ولفت إلى أن التحديات التي واجهت الهيئة خلال الخمس السنوات الماضية وتمثلت في صعوبة الحصول على كادر متخصص، وكذا تداعيات الحصار وانعكاساته على توفير الأدوية للأمراض المزمنة، وقطع غيار الأجهزة الطبية وانقطاع الوقود من فترة إلى أخرى. وقال "واجهت الهيئة سابقا إشكالية في إعداد خطة منهجية لتطوير الكادر وتقييم أصول وممتلكات الهيئة".. مشيراً إلى أنه تم معالجة بعض الإشكالات من خلال تنفيذ مشروع حصر وتقييم الممتلكات والأصول والتي بلغت ثلاثة مليارات و340 مليونا و810 آلاف ريال موزعة على الأراضي والمباني والإنشاءات والآلات والتجهيزات والسيارات ووسائل النقل وغيرها. وفيما يتعلق بتحديث الأجهزة أشار رئيس الهيئة إلى إنجاز 75 في المائة من خطة التحديث وإعادة 25 جهازا للخدمة وكذا إنشاء ورشة لصيانة مختلف الأجهزة الطبية في أقسام ومراكز المستشفى. وبخصوص مشاريع التوسعة ذكر أنه تمت مضاعفة الحاضنات من ست إلى 25 حاضنة وتوفير سريري عناية مركزة في قسم أمراض الخدج وعدد من الأسرة لقسم النساء والولادة وتوفير اخصائيات للعمل في القسم. وبيّن الدكتور جحاف أن عملية توسعة الخدمات شملت افتتاح قسم للتشخيص والكشف المبكر لورم عنق الرحم ومركز للأشعة المقطعية، وقسم للمزارع ولأول مرة في المستشفى والمحافظة بشكل عام.. لافتاً إلى أن الهيئة بصدد افتتاح وحدة معالجة الأورام السرطانية. وأكد أن من ضمن الإنجازات الطبية التي حققتها الهيئة مؤخراً إجراء عمليات جراحية ناجحة لعدد من المرضى في المخ والأعصاب والعمود الفقري والعيون. وأفاد بأن مركز الغسيل الكلوي يقدم جلسات الغسيل لأكثر من 247 مريضا بعد أن كان يقتصر على ثمان حالات في العام 2015م، مشيراً إلى أن المركز يقدم جلسات الغسيل مجانا بمعدل 771 جلسة أسبوعيا.. مثمنا ما يتم تقديمه من دعم لاستمرار خدمات المركز من رجال الخير أو إسهامات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير مستلزمات الغسيل. دعم محدود: وأشار رئيس الهيئة إلى تعاون منظمة الصحة العالمية في دعم بعض الأنشطة وتوفير بعض الاحتياجات وكذا تعاون منظمة أطباء بلا حدود في تسهيل الخدمات لبعض الأقسام وأيضا دعم منظمة اليونيسف لخدمات الأمومة والطفولة منذ العام 2019م. وأكد أن الدعم الذي تتلقاه الهيئة محدود جدا ولا يرقى إلى مستوى الاحتياج.. معبرا عن الأمل في إسهام المنظمات الإنسانية في دعم الهيئة وما تطمح لتحقيقه في خدمات الأمومة والطفولة وأمراض النساء وخدمات تخصصية أخرى في المخ والأعصاب والعيون والمسالك البولية وغيرها. ولفت الدكتور جحاف أن الهيئة تمكنت من تنفيذ مشاريع المرحلة الأولى من الرؤية الوطنية من خلال رفع مستوى أداء الكادر وتعزيز أتمتة النظام الصحي ومشاريع البنية التحتية وتوفير وصيانة الأجهزة وإضافة خدمات لأقسام المختبرات والطوارئ والعناية واستحداث مراكز علاجية. مستشفى العزل: وعن دور الهيئة في إنجاز مشروع مستشفى العزل الصحي بمدينة حجة أوضح أن الهيئة تبنت بالتنسيق مع قيادتي وزارة الصحة والمحافظة إنشاء المستشفى وتوفير متطلباته وتجهيزاته حتى تم افتتاحه من قبل وزير الصحة ومحافظ المحافظة. ولفت إلى أن قيادة الهيئة تسعى لإيجاد مراكز متخصصة لتخفيف الضغط على المستشفى، حيث يجري حاليا تنفيذ مشروع المجمع الطبي، الذي يعتبر رافداً كبيراً للقطاع الصحي بالمحافظة لتقديم الخدمات الطبية لحالات الحوادث والطوارئ.. وأشار إلى أن هذا المشروع ثمرة لجهود محافظ المحافظة من خلال تقديم مبنى المجمع الحكومي وتخصيصه للمجمع الطبي. وثمن دور وزير الصحة في تشجيع استكمال تجهيز المجمع .. موضحا أنه يجري حاليا تنفيذ المرحلة الأولى من تأهيل وتجهيز المبنى كمركز للطوارئ والحوادث. ولفت إلى أنه يجري تطوير مركز الأمومة والطفولة إلى مستشفى، واستحداث مستشفى للأمراض المعدية والعزل والحميات ومراكز أخرى ، مبيناً أنه سيتم رفع السعة السريرية للهيئة مع نهاية العام الجاري إلى أكثر من 420 سريرا. وذكر أن خطة الهيئة للعام الجاري شملت خلال ستة أشهر تنفيذ 12 دورة تدريبية لأكثر من 70 كادرا داخل الهيئة وتدريب كوادر أخرى بأمانة العاصمة في مجال العناية والرعاية التنفسية. وأكد رئيس الهيئة الاستمرار في تنفيذ الطموحات لإنشاء مراكز متخصصة لمعالجة الأورام وطوارئ الأطفال والقلب والعيون.. مشيدا بجهود الكادر الطبي والتمريضي والفني والإداري العامل بالهيئة والحرص على تخفيف معاناة المرضى.