تنطلق في ايرلندا الشمالية اليوم الاثنين قمة مجموعة الثماني التي من المتوقع أن تتصدر الأزمة السورية جدول أعمالها الذي يتضمن قضايا أخرى من بينها مكافحة الإرهاب والاقتصاد العالمي. وتركز القمة والتي ترأسها بريطانيا على ثلاث محاور أساسية تتضمن تعزيز التجارة، وضمان الالتزام بقوانين أنظمة الضرائب، والترويج للمزيد من الشفافية . وتعد المملكة المتحدة هذه المحاور الثلاث أساسية ومهمة للنمو والازدهار والتنمية الاقتصادية في العالم . ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اللذان التقيا امس الأحد، اجتماعات منفصلة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش القمة حول القضية السورية. وتردد أن كاميرون سيسعى إلى التركيز على قضايا الاقتصاد. ويأمل كاميرون في تسريع انطلاق مباحثات اتفاقية التجارة الحرة بين أوروبا والولاياتالمتحدة. وتعقد قمة الثماني ، الدورة 39، في منتجع لوخ ايرن في ايرلندا بمشاركة دول الولاياتالمتحدة وكندا واليابان وايطاليا وروسيا والمانيا وفرنسا وبريطانيا الدول المضيفة. تناقش القمة قضايا مكافحة الإرهاب والاقتصاد العالمي إلى جانب الأزمة السورية وكان رئيس الوزراء البريطاني قال " نريد اجتماعا نواجه فيه بعضنا البعض وجها لوجه ونخترق العراقيل ونحقق الإرداة السياسية لحل مشاكلنا". تتصدر الأزمة السورية جدول أعمال قمة مجموعة الدول الثماني ، وسط خلافات بين الدول المشاركة فيما يتعلق بمسألة تسليح المعارضة في سوريا. حيث قال كاميرون عقب لقائه الرئيس الروسي أنه لا توجد أسرار حول اختلاف بريطانيا وروسيا بشأن سوريا ولكن الطرفين متفقان على هدف واحد هو إنهاء الصراع الدائر هناك. وقال بوتين إن " أيادي الحكومة السورية والمعارضة ملطخة بالدماء" نافيا خرق بلاده للقانون الدولي بتقديم المساعدات العسكرية لما وصفه ب" الحكومة الشرعية في سوريا". وحذر الرئيس الروسي الغرب من الإقدام على تسليح حركات المعارضة المسلحة في سوريا. من جهته، رد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تصريحات بوتن، بقوله إنه "يجب الوقوف بجانب الملايين من السوريين الذين يريدون مستقبلا ديمقراطيا لبلادهم". واعترف كاميرون بوجود متشددين في صفوف المعارضة بسوريا، لكنه قال إن "دعم المعارضة المعتدلة سيوقف نزيف الدم بالبلاد". ويدعم كاميرون الخطوة التي اتخذتها دول الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية ولكنه أكد في الوقت ذاته عدم اتخاذ قرار بشأن تسليح المعارضة. ومن المقرر أن يلتقي كاميرون الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل بدء القمة بينما سيجتمع بوتين وأوباما مساءاليوم الاثنين.كما سيجتمع كاميرون وأوباما ورئيس الوزراء الايطالي انريكو. وسيشهد اللقاء بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتن نقاشات مكثفة في هذا الشأن، خاصة في ظل تمسك واشنطن بتسليح المعارضة السورية ورفض موسكو لهذا القرار ودفاعها عن قانونية تسليحها للحكومة السورية. وكان بوتن رد على قرار أميركا، بدعوة مجموعة الثماني إلى التحرك بشأن سوريا "من دون انتهاك القواعد الدولية"، وتساءل لماذا يريد الغرب تسليح معارضين سوريين "يأكلون أعضاء بشرية". وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش إن بلاده لن تسمح بفرض منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية. واعتبرت روسيا أن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن ستكون انتهاكا للقانون الدولي. من جانبه وقال بن رودس، مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي: "أمامهما أجندا واسعة للغاية للنقاش." من جهته، انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم الاثنين تسليم روسيا أسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أنه يجب "ألا نأمل كثيراً" في إحراز تقدم في الملف السوري خلال قمة مجموعة الثماني التي تعقد في ألستر بإيرلندا الشمالية. وقال هولاند للصحفيين لدى وصوله إيرلندا الشمالية "كيف يمكننا أن نقبل بأن تستمر روسيا في تسليم نظام بشار الأسد أسلحة في حين لا تتلقى المعارضة سوى كميات محدودة من الأسلحة وهي تتعرض اليوم للقتل؟" وأضاف "كيف يمكننا أن نقبل بأن هناك اليوم أدلة على استخدام أسلحة كيماوية من دون أن يكون هناك إدانة من الأسرة الدولية ومجموعة الثماني؟" ويأمل قادة المجموعة توحيد جبهتهم ضد الأسد للمساعدة في الضغط على روسيا لإنهاء دعمها للنظام السوري. وسيبحث المشاركون في مجموعة ال 8، قضايا الشفافية والتجارة والضرائب خلال اجتماعهم الأول، بينما خصص الاجتماع الثاني لمناقشة الأزمة السورية، وسيناقش الاجتماع الثالث، الثلاثاء، قضايا مكافحة الإرهاب والضرائب. يذكر أن عددا من القادة سينضمون للمشاركين خلال غداء عمل، من بينهم رئيس الوزراء الليبي علي زيدان. وتوقع محللون ألا يتمكن المشاركون من التوصل إلى موقف موحد تجاه الأزمة السورية، مشيرين إلى أن البيان الختامي سيدعم الحل السلمي في سوريا ومؤتمر جنيف 2. يأتي هذا في الوقت الذي خرجت تظاهرات في بلفاست احتجاجا على القمة وللمطالبة بإنهاء الجوع والفقر.