عقدت اليوم بوزارة الخارجية الصينية بالعاصمة بكين جلسة الحوار الثالثة بين الجانب الصيني ووفد الشباب العربي المشارك في الملتقى الثاني للشباب العربي في الصين والذي تنظمه على مدى أسبوع وزارة الخارجية الصينية بمشاركة 60 مشاركاً ومشاركة من كافة الدول العربية ومنها اليمن". وفي الجلسة استعرض الخبير المتخصص في الأبحاث الاقتصادية والسياسية ومسئول إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الصينية السفير شين سونق ، الخطط الإستراتيجية وسياسة الإصلاح الشاملة والانفتاح على العالم وخلال فترة وجيزة لا تتجاوز 35 سنة استطاعت الصين أن تضاعف الناتج المحلي إلى 142 بالمائة عما كان عليه في 1978م. واوضح سونق إلى أن إجمالي الناتج المحلي بلغ خلال السنة الأخيرة 8,3 ترليون دولار، نصيب الفرد من الناتج المحلي قرابة 6 آلاف و 100 دولار، الأمر الذي جعلها تتبوأ المرتبة الثانية عالمياً بعد امريكا، فيما بلغ نصيب الفرد من الاراضي الصالحة للزراعة نحو 1,3 هكتار للفرد، وبلغ نصيب الفرد من الماء النظيف قرابة آلفان و 100 مترمكعب وتشكل 28 بالمائة من المتوسط العالمي، ويبلغ نصيب الفرد من النفط في السنة حوالي 11 طن، وفيما يتعلق بالغاز الطبيعي فأن الصين تمتلك 0.9 من الغاز الطبيعي في العالم. وقال إن بعض الدول الأسيوية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال بعض السنوات واختفت ، فيما تشهد الصين تطوراً ونمواً سريعاً منذ 35 سنة ماضية .. موضحاً أن الصين تواجه تحديات ومشاكل تتمثل في حماية البيئة والكثافة السكانية التي وصلت إلى مليار و300 مليون نسمة، منهم 80 مليون نسمة من شريحة المعاقين وهم بحجم دولة ألمانيا، و توفر سنوياً 7 ملايين فرصة مايوازي عدد سكان الإمارات وعمان. واضاف الى أن الصين اعتمدت على خطط واستراتيجيات كبيرة ساهمت في عملية الإصلاح الشامل منها الإصلاح، وإستراتيجية الحسم والتصميم الفوقي، وإستراتيجية التنمية والعزيمة القيادية، وحددت 15 مجالاً رئيسياً و55 مجالاً فرعياً لعملية الإصلاح الشامل وخرجت ب300 مادة من اللوائح والقوانين لضمان تنفيذ هذه الإصلاحات وخلال 2020 م ستحقق الصين قفزة نوعية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية". وأكد سونق أن السياسة الخارجية لبلاده سياسة سلمية قائمة على الاحترام المتبادل وترفض القوى السياسية التي تسعى إلى الهيمنه، او التدخل في الشئون الداخلية لأي بلد، وتدعوا إلى حل الخلافات بالطرق السلمية، ويدعم الجانب الصينيالأممالمتحدة ومجموعة ال20 ويؤيد المنظمات الدولية التي تدعم التطور والعدالة والمساواة في مختلف المجتمعات". واشار الى أن السنوات الخمس القادمة ستقوم الصين باستقطاب أكثر من 10 تريليون دولار امريكي، بينما ستقوم بالاستثمار ب500 مليار دولار في الخارج ، وسيصل عدد السياح الصينيين إلى الخارج نحو 500 مليون شخص وهو ماسيوفر فرص سانحة و كبيرة لمختلف دول العالم". إلى ذلك قام وفد الشباب العربي بزيارة متحف الصين الوطني المكون من أربعة طوابق ويضم 8 أجنحة وأقسام مختلفة لسلالة الإمبراطورية الحاكمة، وتعرف على الحضارة الصينية القديمة ومايحتوية المتحف من مكنوزان أثرية وتاريخية من برونزية ونحاسية وأواني فخارية وتماثيل وعملة معدنية ومخطوطات تجسد الحضارة الصينية التي تمتمد إلى ماقبل الميلاد. كما أطلع الوفد على موقع "شبكة الصين" الألكترونية الأخبارية، والتي يدخلها يومياً أكثر من 80 مليون زائر من مختلف بلدان العالم، وطاف الوفد بالأقسام الصحفية والتحريرية التي تضمها الشبكة، والمهام والأنشطة التي تقوم بها الشبكة، حيث يوجد 10 أقسام تحريرية اجنبية بلغات عشر هي" الصينية، العربية، الانجليزية، الألمانية، الفرنسية، الأسبانية، التركية، الروسية ، اليابانية". واستمع الوفد إلى شرح من قبل مسئولة القسم العربي فطينة، وكبيرة مساعدي ومحرري القسم الأجنبي تشينجوين حول طبيعة مهام وأنشطة شبكة الصين الألكترونية وآلية جمع الأخبار من المواقع العربية و الأجنبية وإعادة ترجمتها بعدة لغات أجنبية وتوثيقها.. واشارتا الى أن الشبكة تعتبر جسر الصداقة بين الصين ودول العالم وخصوصاً الدول العربية حيث تغطي كافة القضايا على الساحتين العربية والدولية وتسعى الشبكة إلى تعزيز وتطوير علاقات التعاون الإعلامي والصحفي مع الوسائل الإعلامية المختلفة وخصوصاً الجانب العربي. كما استعرضت المحررة في القسم العربي نانسي أهداف وبرامج الشبكة التي يعمل فيها قرابة 400 موظف وموظفة من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية، وكذا القوائم التي يحويها ويقوم بتوثيقها الموقع الالكتروني إضافة إلى خدمات الملتيديا والوسائط المتعددة وبثها عبر الموقع". واطلع الوفد على كلية اللغات الأجنبية ببكين وطاف بأروقة وأقسام الكلية المختلفة، والتعرف على الطلاب الصينيين الدارسين في مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتبادل الخبرات والمعرفة ووجهات النظر حول مستوى تعليم اللغة العربية وعدد الطلاب الدارسين والمتخرجين من الكلية. وقدم عميد الكلية الدكتور شوي تشينغ عرض موجز عن الكلية ومراحل تأسيسها وعدد الطلاب المتخرجين والبالغين قرابة المائتين منذ التأسيس وطبعية الدارسة للغة والأدب العربي، والأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية والأدبية التي ينفذها المركز في سبيل تعزيز وتطوير العلاقات العربية – الصينية. بعد ذلك استمع وفد الشباب العربي إلى بعض النماذج في مجال فن الخطابة والحديث باللغة العربية الفصحى، حيث قدمت آمنة وعلي، وعائشة وهما طلاب صينيون في سنة ثالثة خطابات باللغة العربية الفصحى عن وصف اللغة واهمتيها في تعزيز ثقافة الحوار بين الشعوب، فيما قدمت الطالبة الصينية المسلمة ريم أغنية لفيروز عبرت عن حبها وسرورها بتعلم اللغة والثقافة والفن العربي نالت استحسان الجميع، فيما جرى ناقاشات ومداخلات حول آلية وطبيعة الدراسة والتعاون العربي الصيني في المستقبل وإمكانية تطويرها. واختتم برنامج اليوم الثاني في حضور وفد الشباب العربي مسرحية وعرض اكروباتي في مسرح تشاويانغ في العاصمة بكين".