تبدأ مجموعة الدول الست الكبرى في العاصمة النمساوية فيينا اليوم محادثات تستمر يومين مع إيران بشأن برنامجها النووي بهدف التوصل إلى اتفاق شامل بحلول 20 يوليو بشأن كيفية حل الخلاف الذي بدأ قبل 10 سنوات وأثار مخاوف من اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط. وتعقد الجولة الثالثة من المحادثات النوویة بین ایران ومجموعة الدول الكبرى برئاسة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظریف وکاثرین اشتون المنسقة العلیا للسیاسة الخارجیة فی الاتحاد الاوروبی للتوصل الی اتفاق نهائی لانهاء الموضوع النووی . واعرب طرفا المفاوضات فی تصریحات خلال الایام الماضیة، عن تفاؤلهما واملهما باحتمال انهاء مراحل صیاغة النص المشترك للاتفاق بین الجانبین. ووفقا للبرنامج الذی تم الاعلان عنه فقد شارك ظریف الليلة الماضية فی مادبة عشاء حضرتها اشتون وقام الجانبان بدراسة التقریر الذی رفعه خبراء کلا الجانبین خلال اجتماعاتهم التی تواصلت علی مدی 3 ایام ( 3 الی 5 ابریل) فی فیینا برئاسة حمید بعیدی نجاد عن ایران واستیفان کلمنت عن مجموعة دول 5+1. وبعد المحادثات صرح رئيس فريق التفاوض الايرانى حميد بعیدی نجاد ان " المحادثات التقنية المفيدة ساعدت الاطراف على تفهم موقف كل منهم الاخر بشكل افضل " . وسيتم خلال مباحثات اليوم بحث اربعة محاور وهی رفع الحظر و التخصیب والتعاون الدولی بشان اقامه نشاطات سلمیه ومفاعل المیاه الثقیله فی "اراك". وبناء علی الاتفاق النووی الذی وقعه الجانبان فی نوفمبر2013 لابد من التوصل الی اتفاق شامل خلال 6 اشهر من تاریخ الاتفاق وستنتهی هذه المهلة فی 21 یولیو . وتهدف المحادثات إلى وضع تفاصيل اتفاق طويل الأمد لتحديد نطاق مسموح به لبرنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات التي تضر باقتصادها المعتمد على النفط. وسيكون هذا ثالث اجتماع لكبار المفاوضين منذ فبراير، ويقول مسؤولون إنهم يركزون بشكل كبير حتى الأن على القضايا التي ستشكل جزءاً من اتفاق طويل الأمد. وعقب وصوله فيينا امس الاثنين، قال ظريف إنه سيتم خلال هذه الجولة "بحث ومناقشة القضايا المطروحة للانتهاء منها ليتم في جولة المفاوضات القادمة التي تعقد في غضون أسابيع إعداد مسودة الاتفاق النووي الشامل". وأعرب عن أمله بأن يتم التمهيد "لإعداد النص المشترك خلال جلسة أواخر أبريل الحالي نظراً إلى الأعمال الجيدة التي أنجزها الخبراء خلال جلساتهم في الأيام الماضية". وتهدف تصريحات ظريف المتفائلة نسبياً إلى تسليط الضوء فيما يبدو على التزام إيران بالتوصل لاتفاق شامل بحلول الموعد النهائي الذي يحل في يوليو، لكن مسؤولين غربيين يقولون إن "هوة الخلافات بين الجانبين لاتزال كبيرة". وردا على سؤال بشأن قرار البرلمان الأوروبي الصادر أخيرا حول إيران، اعتبر وجهات نظر الاتحاد الأوروبي بأنها لا تحظى بالقيمة والوزن السياسي، ولا دور لهذا الاتحاد في المفاوضات النووية. وقال ظريف من المقرر أن تشكل هذه الجولة من المفاوضات المرحلة الأخیرة لدراسة القضایا والمحاور المطروحة وإننا سننهي النقاشات خلال المفاوضات التي ستجري خلال الیومین المقبلین علی أن نقوم في المرحلة اللاحقة في أواخر أبریل الحالي بصیاغة النص المشترك. وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، التي تنسق الاتصالات مع إيران نيابة عن القوى العالمية، إن المناقشات ستكون "تفصيلية وجوهرية"، لكنه لم يذكر أي تفاصيل. وأضاف المتحدث مايكل مان "جولة المحادثات القادمة ستكون استكمالاً مهماً لاستكشاف المواقف المتباينة بشأن جميع الموضوعات". وتريد القوى الست، وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وبريطانيا، أن تحد إيران من برنامجها النووي حتى لا تستطيع انتاج قنبلة نووية بسرعة إذا قررت المضي قدماً في ذلك، بينما تريد طهران من تلك القوى رفع العقوبات التي تضر بشدة باقتصادها القائم على النفط. وقال ظريف "نعتقد أن شركاءنا يجب أن يتخذوا قرارات مهمة تشمل احترام الواقع الراهن واحترام حقوق إيران.. نحن مستعدون أن نتعاون لإزالة أي لبس بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية يوم الجمعة الماضي إن الجانبين يعتزمان قضاء شهري مارس وأبريل في استعراض "كل القضايا التي نعتقد أنه يجب تناولها في اتفاق شامل" قبل بدء وضع مسودة الاتفاق في مايو، مضيفاً "نواكب خطة العمل ونتطلع إلى بدء وضع المسودة في مايو". من جانبه اعتبر نائب وزیر الخارجیة الروسی سیرغی ریابکوف انه یمکن لایران والدول الست الكبرى التوصل الی اتفاق شامل قبل 20یولیو المقبل. واضاف ریابکوف فی مقابلة مع وکالة انباءایتارتاس الروسیة ان شهور الربیع حیویه جدا للتوصل الی اتفاق. و قال ان مجموعة دول 5+1 وایران تتمتعان بالفرصة والامکانیات اللازمة للتوصل الی اتفاق شامل واننا لانزال نمتلك الفرصة والتوصل الی الاتفاق فی اطار الفترة الزمینة المحددة بید ان التوصل الیه بحاجة الی بذل المزید من المساعی. وقال ان جدول اعمال المفاوضات عمیق الی حد ما مضیفا ان المدراء السیاسیین للوفود المتفاوضة یلتقون مع بعضهم البعض کل شهر وانه من المتوقع ان یستمر هذا الامر. وكان الجانبان قد عقدا جولة مفاوضات في 18 مارس الماضي بفيينا لم تنته إلى إعلان نتائج محددة، لكن المفاوضين أبدوا تفاؤلاً كبيراً، بحسب تصريحات صحفية. ويظهر الجانبان الإيراني والغربي رغبة في إنهاء ازمة الملف النووي التي بدأت عام 2003 إثر فتح الملف في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب الشكوك في سعي طهران لإنتاج سلاح نووي، بينما تنفي طهران ذلك وتقول أنها تطور برنامجها النووي من أجل توليد الكهرباء.