أكدت روسيا اليوم السبت أنها ستواصل ممارسة السياسة الهادفة الى تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا وذلك بغض النظر عن الاستفزازات الغربية والأوكرانية مؤكدة في الوقت نفسه أن سلطات كييف تتحمل مسؤولية الأعمال الإجرامية في أوديسا وضالعة فيها في حين تتواصل اليوم السبت معارك أسفرت عن سقوط قتلى في شوارع مدينة كراماتورسك الأوكرانية، حيث تجري قوات الأمن الأوكرانية عملية خاصة . وأعلن الكرملين اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غاية القلق إزاء تطور الأوضاع في جنوب شرق أوكرانيا وتفسير الغرب لهذا التطور. وأفادت قناة "روسيا 24" الروسية بأن أشخاصا يرتدون بدلات عسكرية بدون علامات مميزة "يطلقون النار بلا تحذير على كل هدف متحرك" في كراماتورسك. من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية عن سيطرة أجهزة الأمن على المركز التلفزيوني في كراماتورسك، بالإضافة الى مبنى جهاز الأمن الأوكراني. بينما أكد أحد زعماء أنصار الفدرلة أن "لجان الدفاع الشعبي" تسيطر على مركز المدينة فقط. وقتل 10 أشخاص وأصيب نحو 30 آخرين بجروح في مدينة كراماتورسك جنوب شرق أوكرانيا، في اشتباك بين سكان محليين وعسكريين أوكرانيين مساء الجمعة حسبما ما افادت وكالة "نوفوسني" الروسية. من جهته أعلن مدير "مركز مكافحة الإرهاب" في كييف فاسيلي كروتوف مقتل 5 جنود وإصابة 12 آخرين في صفوف القوات المشاركة في العمليات العسكرية ضد أنصار فدرلة أوكرانيابجنوب شرق البلاد. وكانت الاشتباكات قد اندلعت في كراماتورسك مساء الجمعة بعد أن قررت قافلة من المدرعات الأوكرانية كانت محاصرة من قبل سكان محليين في أطراف المدينة، اقتحام صفوف المحاصرين. وأسفر الحادث عن إصابة 9 أشخاص، توفي أحدهم لاحقا بسبب جروحه. من جهتها أفادت قوات الدفاع الشعبي لمدينة سلافيانسك عن مقتل أكثر من 10 مدنيين قاموا بقطع طريق امام قافلة عناصر"القطاع الأيمن" اليمينية المتطرفة الليلة الماضية. وانتهت الاشتباكات في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود باشتعال النيران في مبنى نقابة العمال وأصبحت أسوأ تطور في أوكرانيا منذ الانتفاضة في فبراير الماضي. ووقعت الأحداث الدامية في أوديسا في نفس اليوم الذي اتخذت فيه حكومة كييف كبرى خطواتها لتأكيد سيطرتها على مناطق الانفصاليين في الشرق بعدما أعلن الانفصاليون قيام "جمهورية دونيتسك الشعبية". وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص قتلوا بينهم ثلاثة بالرصاص وأصيب العشرات في معارك لم يسبق لها مثيل بين أنصار لكييف ونشطاء موالين لروسيا. وانتهت الاشتباكات بحصار الانفصاليين في المبنى الذي اشتعلت فيه النيران. وأظهرت لقطات تلفزيونية قنابل حارقة تنفجر في جدران المبنى. وقتل 37 شخصا على الأقل في الحريق. ورفعت الشرطة عدد القتلى في المدينة اليوم السبت إلى 42. وهذا العدد من القتلى هو الأكبر منذ أن قتل نحو مئة شخص في الاحتجاجات على يانوكوفيتش. وتعليقا على الاحداث في أوكرانيا أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم السبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غاية القلق إزاء تطور الأوضاع في جنوب شرق أوكرانيا وتفسير الغرب لهذا التطور. وقال دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي في تصريحات صحفية اليوم السبت أن السلطات الأوكرانية في كييف هي التي تتحمل المسؤولية المباشرة عن الجريمة الدموية في أوديسا. وأضاف "السلطات في كييف تتحمل لا المسؤولية المباشرة فحسب، بل وتعتبر ضالعة مباشرة في هذه الأعمال الإجرامية. ويداها ملطختان بالدماء". كما أشار إلى أن كارثة أوديسا وقعت "بتغاض واضح ممن يعتبرون أنفسهم سلطة في كييف". وتابع: "بتغاضيهم قام المتطرفون بإحراق الناس غير المسلحين وهم احياء. أشدد على أن هؤلاء الناس لم يكونوا مسلحين". وأضاف: "يشير الممولون الغربيون للسلطات الأوكرانية دائما الى ان قوات الدفاع الشعبي في جنوب شرق أوكرانيا مسلحة وتواجه كييف باستخدام الأسلحة. لقد فقدت روسيا تأثيرها على هؤلاء الناس. مثل أية دولة أخرى. لأنه لن يكون من الممكن إقناعهم بتسليم أسلحتهم ووقف المواجهة في ضوء وجود خطر مباشر على حياتهم". كما أكد أن موسكو لا ترى أية نقاط مشتركة في مواقف روسيا والدول الغربية من الأزمة الأوكرانية، مضيفا أن "أسباب ذلك تعود اما إلى عدم امكانية حصول الغرب على المعلومات الصحيحة أو إلى غياب الرغبة لديه في قبولها". وأشار في الوقت ذاته إلى أن موسكو تفهم أن تسوية الأزمة الأوكرانية دون حوار مع الشركاء الأوروبيين أمر مستحيل. وقال: "إننا نفهم أن التسوية دون حوار مع شركائنا الغربيين أمر مستحيل تقريبا. لكن ليس بوسع روسيا السعي لحوار بوحدها". وأكد أن روسيا ستواصل ممارسة السياسة الهادفة الى تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا. وذلك بغض النظر عن الاستفزازات الغربية والأوكرانية. ووصف هذه التصرفات ب "السلوك غير المقبول وغير المفهوم الذي سيؤدي من الواضح إلى "استمرار تعميق النزاع في أوكرانيا". وأضاف أن روسيا لا تعرف حتى الآن كيف سترد في حالة اشتداد المواجهة في أوكرانيا، مذكرا أن الآلاف من سكان أوكرانيا يتصلون بموسكو ويطلبون مساعدة روسية. وقال إن موسكو لا تفهم كيف يمكن الحديث عن الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا بعد إجراء العملية التنكيلية في البلاد. وأضاف بيسكوف أن كييف وشركاءها في الغرب يستطيعون تبرير ما يحدث في أوكرانيا لكنهم عاجزين عن تفسير ذلك للناس الذين يلقون مصرعهم في المدن الأوكرانية. وأشار في الوقت نفسه إلى أن من يؤيد السلطات الأوكرانية الحالية عاجز عن تبرير الأعمال الإجرامية للذين يعيشون في الجنوب الشرقي.