رفض بيترو بوروشينكو المتصدر لسباق الرئاسة في أوكرانيا اليوم الإثنين التفاوض مع الانفصاليين المسلحين الموالين لروسيا داعيا إياهم لتسليم أسلحتهم ،بينما أكدت موسكو أنها تحترم إرادة الشعب الأوكراني لكنها شددت على أنها لا يمكن أن تغض النظر عن استمرار العملية العسكرية شرق البلاد بالتزامن مع الانتخابات. وبحسب النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية تقدم بوروشينكو بنسبة 89،53 في المائة في الجولة الاولى من الاقتراع بعد فرز 08،75 في المائة من الأصوات.فيما جاءت رئيسة الوزراء السابقة، زعيمة حزب "باتكيفشينا" يوليا تيموشينكو في المركز الثاني بحصولها على 13،13 في المائة من الأصوات. وقال بوروشينكو في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين إنه لن يتفاوض مع الانفصاليين المسلحين في شرق أوكرانيا ، مشيرا في الوقت نفسه إلى انفتاحه على الحوار مع أصحاب المظالم شريطة نبذهم للعنف. واضاف بوروشينكو قائلا "يريدون الحفاظ على دولة اللصوص التي جاءت بقوة السلاح... هؤلاء مجرد لصوص. لا يجري أي شخص بدولة متحضرة مفاوضات مع إرهابيين." وقال بوروشينكو البالغ من العمر (48 عاما) "حماية الناس أحد وظائف الدولة." ، مضيفا انه يدعم استمرار "عملية مكافحة الإرهاب" في المنطقة. وكان انفصاليون مسلحون موالون لروسيا قد سيطروا مؤخرا على بعض البلدات والمدن في شرق البلاد ومنعوا الناس من المشاركة في انتخابات الرئاسة التي جرت أمس الأحد. وأعلن الانفصاليون إقامة "جمهوريتين شعبيتين" في اقليمي دونيتسك ولوهانسك وأعاقوا عملية التصويت هناك. وعن كيفية إحلال السلام بالشرق بعد مقتل العشرات في اشتباكات شارك فيها الجيش الأوكراني وميليشيات أوكرانية وانفصاليون موالون لروسيا قال بوروشينكو إن كييف ستتعامل مع المظالم الحقيقية وتقدم تطمينات بشأن حقوق الناس بما في ذلك استخدام اللغة الروسية. وقال بوروشينكو "سيكون الحوار مع كل سكان دونباس فعالا." وأضاف أنه يأمل في مقابلة القادة الروس في النصف الأول من يونيو المقبل مشيرا إلى أن استعادة الاستقرار في المناطق الشرقية بالبلاد سيتطلب مشاركة روسيا. وقال بوروشينكو في المؤتمر الصحفي "آمل أن تدعم روسيا جهودنا للتعامل مع الوضع في شرق (أوكرانيا)." وعن القرم قال بوروشينكو أيضا إنه سيستخدم كل السبل المشروعة لاستعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في مارس الماضي. وفي المقابل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تحترم إرادة الشعب الأوكراني ومستعدة للحوار مع بوروشينكو الفائز في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية وفق النتائج الأولية. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره من جنوب السودان برنابا بنجامين اليوم الاثنين أعرب لافروف عن أمله في أن تتمسك السلطة الأوكرانية الجديدة بخريطة الطريق التي اقترحتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسوية الأزمة، وبالدرجة الأولى فيما يخص إقامة حوار مع مناطق جنوب شرق البلاد. وقال: "الأهم هو أن تتعامل السلطات الحالية مع مواطنيها وشعبها باحترام، وأن تضمن التوصل إلى اتفاقيات تقضي بحلول وسط تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع القوى السياسية والفرق الإثنية والدينية". وفي الوقت ذاته شدد وزير الخارجية الروسي على أن موسكو لا يمكن أن تغض النظر عن استمرار ما أطلق عليه "عملية مكافحة الإرهاب" شرق البلاد. ولفت بهذا الخصوص إلى تصريحات النائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني فيتالي ياريوما الذي أعلن أن المرحلة النشطة من العملية العسكرية ستستأنف بعد انتهاء الانتخابات. وشدد لافروف على أن استئناف العمليات العسكرية النشطة في جنوب شرق أوكرانيا سيكون خطأ هائلا. ودعا إلى عدم إضاعة الفرصة المتوفرة حاليا "لإقامة حوار متكافئ يعتمد على الاحترام المتبادل مع الأخذ بالحسبان الإرادة التي أعرب عنها الشعب الأوكراني والتي تحترمها روسيا". وأعرب لافروف عن أمله في أن يعمل بوروشينكو للحيلولة دون هيمنة الآراء المتطرفة والراديكالية في كييف تجاه جنوب شرق أوكرانيا أو تجاه أي إقليم آخر من أقاليم أوكرانيا. وبخصوص العلاقات بين موسكو وكييف أكد لافروف أن موسكو تراقب عن كثب التطورات في أوكرانيا وتصريحات بوروشينكو الذي يتقدم في الانتخابات بنسبة 54% من الأصوات، وفق النتائج الأولية. وأشار الوزير الروسي بهذا الخصوص إلى تصريح لبوروشينكو قال فيه أن زيارته الأولى بعد الفوز ستكون إلى مقاطعة دونيتسك، حيث تستمر العملية العسكرية. وشدد لافروف على أن موسكو "تدعم دائما إقامة حوار حقيقي داخل أوكرانيا". وتابع أن موسكو تسمع أيضا ما يقوله بوروشينكو عن أهمية العلاقات الروسية-الأوكرانية. وأردف قائلا: "لكني لا أرحب بأن يكون استعداده للحوار مشروطا، إذ ذكر أنه سيكون مستعدا للحوار بوساطة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة". وشدد الوزير الروسي في تصريحاته على أن العلاقات بين روسياوأوكرانيا لا تحتاج إلى وسطاء. وأكد أن الاتصالات المباشرة بين موسكو وكييف لم تنقطع أبدا، مشيرا إلى استعداد الجانب الروسي لإقامة حوار براغماتي ومتكافئ نظرا لنتائج الانتخابات، موضحا أن ذلك يعني تنفيذ جميع الاتفاقيات بين الدول بما فيها الاتفاقيات في المجال التجاري-الاقتصادي وفي مجال الغاز وفيما يخص البحث عن حلول مقبولة للطرفين للقضايا العالقة في العلاقات الثنائية. من جانب آخر حث وزير الخارجية الروسي الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على مطالبة سلطات كييف بإجراء تحقيق شفاف في مأساة أوديسا، التي راح ضحيتها في 2 مايو الجاري نحو 50 قتيلا معظمهم من المحتجين المعارضين لكييف . وقال لافروف بهذا الخصوص أنه لم يستلم بعد ردا رسميا من المنظمتين على الرسائل التي بعثها في وقت سابق بشأن ضرورة إجراء تحقيق دولي في أحداث أوديسا، حيث لقي معظم الضحايا مصرعهم في الحريق الذي اندلع بمبنى النقابات، الذي لجأ اليها المحتجون المطالبون بالفيدرالية في أوكرانيا إثر هجوم موالين لكييف على مخيمهم. وتابع الوزير الروسي أنه من الضروري أيضا الاعتماد على قدرات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نظرا لوقائع اكتشفت مؤخرا عن استخدام مواد سامة ضد المحتجين الذين لجأوا الى مبنى النقابات وعن وجود مقاتلين بداخله اعتدوا على النشطاء وعن قطع يدي قس دعا الجمهور إلى التوقف وعدم مهاجمة المبنى. وأكد لافروف أن موسكو ستصر على كشف الحقيقة، مشددا على أن ذلك أمر ضروري للتوصل إلى مصالحة وطنية بعد أي نزاع داخلي. وأظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية المبكرة بأوكرانيا فوز البرلماني، رجل الأعمال الثري بوروشينكو في الجولة الأولى من الاقتراع . وأكدت لجنة الانتخابات المركزية بعد فرز 75.08 % من الأصوات، تقدم بوروشينكو بنسبة 53.89 %. أما رئيسة الوزراء السابقة، زعيمة حزب "باتكيفشينا" يوليا تيموشينكو فجاءت في المركز الثاني بجمعها 13.13% من الأصوات، حسب النتائج الأولية. وبحصوله على 8.49% جاء زعيم "الحزب الراديكالي" أوليغ لاشكو في المرتبة الثالثة. يليه زعيم حزب "الموقف المدني" أناتولي غريتسينكو مع 5.42 % من الأصوات. كما نال سيرغي تياغيبكو القيادي السابق في حزب الأقاليم الحاكم سابقا، تأييد 5.25% من الناخبين، فيما حصل مرشح حزب الأقاليم الرسمي ميخائيل دوبكين على 3.29 % من الأصوات. كما حجز المتطرفان أوليغ تياغنيبوك ودميتري ياروش المرتبتين الثامنة والتاسعة، بحصولهما على 1.16 % و0.68% على التوالي. وذكرت لجنة الانتخابات أن البيانات الأولية تشير الى أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 60.55% من الناخبين المسجلين، في الدوائر الانتخابية التي جرى فيها التصويت. ولم تتجاوز نسبة المشاركة في الدوائر الانتخابية بمقاطعة دونيتسك 14%، كما لم تعلن اللجنة أية بيانات حول نسبة المشاركة في مقاطعة لوغانسك. كما سجلت نسبة مشاركة متدنية في مقاطعتي أوديسا (46%) وخاركوف (48.9%). وسارعت الإدارة الأمريكية إلى الإعلان أن الرئيس باراك أوباما مرتاح لكيفية إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا. وأعرب مسؤول أمريكي يرافق أوباما في زيارته إلى أفغانستان عن أمله في أن تعطي الانتخابات إحساسا بالاستقرار لدى المواطنين، واصفا ذلك بأنه تطور إيجابي للغاية. وفيما يلي نبذه مختصرة عن المتصدر لسباق الرئاسة في أوكرانيا بيترو بوروشينكو: بيترو بوروشينكو يبلغ من العمر /48 عاما/ ويلقب ب"ملك الشوكولا" لامتلاكه عدة معامل لصنع الشوكولا في كل من كييف وفينيتسيا وماريوبل وكريمينتشوغ، وأيضا في روسيا وليتوانيا وهنغاريا، هذا عدا عن ادارته لشركتي سيارات في اوكرانيا ورئاسته ل"القناة 5" الاوكرانية ، اذ تقدر ثروته ب1،3 مليار دولار. وولد بورشينكو في مدينة بولغراد في مقاطعة اوديسا، ويعتبر أيضا، عدا عن لقبه الاقتصادي "سياسيا من الوزن الثقيل"، اذ تبوء عدة مناصب سياسية بدءا من سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع وحتى وزير الخارجية، بالاضافة الى رئيس البنك المركزي ووزير التنمية الاقتصادية.
