دعا رئيس الوزراء الأوكراني إلى إجراء محادثات جديدة مع روسيا بشأن "حدود محايدة"في المقابل اكدت روسيا تمسكها باتفاق مينسك كأساس لتسوية الأزمة في أوكرانيا مشيرةً إلى ضرورة مواصلة الحوار بين كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك. ونقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية للأنباء عن أرسيني ياتسينيوك قوله "ندعو روسيا الاتحادية إلى إجراء مفاوضات جادة بشأن حدود محايدة. إن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يساعداننا في ذلك". من جانبه حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثاته مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير كييف والعواصم ذات التأثير على السلطات الأوكرانية من محاولة إحباط اتفاق مينسك لتقرير مصير جنوب شرق روسيا. وأشار سيرغي إلى أن اتفاقيات مينسك تعتبر الورقة الوحيدة التي وقع عليها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة والطرفان الأوكرانيانوروسيا. ودعا لافروف جميع الأطراف المعنية بالعمل على تطبيق هذه الاتفاقيات بدلاً من توجيه الاتهامات ضد أي طرف كان .. مشيراً إلى أن عدم التقدم في تنفيذ كييف لتعهداتها بشأن إجراء إصلاح دستوري يحمل على التشكك في قدرتها على التمسك بالتزاماتها. بدوره، أكد وزير الخارجية الألماني شتاينماير إنه على الرغم من الاختلافات بين روسيا وألمانيا بخصوص تقييم وضع أوكرانيا .. إلا أن الجانبين متفقان على بعض النقاط منها فصل القوات بين طرفي النزاع في المنطقة كخطوة لا بد منها لتطبيق اتفاقيات مينسك. كما شدد شتاينماير على ضرورة سحب الأسلحة الثقيلة من منطقة النزاع ومواصلة تبادل الأسرى بين الطرفين بوتيرة أسرع. جدير بالذكر أن اتفاق مينسك الذي تم في موسكو بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا،ينص على إنشاء منطقة عازلة لفصل القوات الحكومية عن المقاتلين الموالين لموسكو. كما ينص الاتفاق على عدم استعمال الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة، ومنع المقاتلات والطائرات بلا طيار من التحليق فوق المنطقة الأمنية التي هي تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وفي سياق متصل قال دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية أن موسكو تحتاج إلى ما "يضمن مئة بالمئة عدم تفكير أية .دولة بانضمام أوكرانيا إلى الناتو". واضاف بيسكوف إن نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي تدريجيا قرب الحدود مع روسيا جعل موسكو "متوترة". وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن خطوات الناتو هدفت إلى "محاولة إخلال.. توازن القوى". وقرر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، توسيع لائحة المسؤولين الانفصاليين الأوكرانيين الخاضعين لعقوبات أوروبية، لكنه لم يشدد عقوباته المفروضة على روسيا على أمل الحفاظ على الحوار مع موسكو بشأن الأزمة الأوكرانية التي تثير أخطر التوترات بين روسيا والغربيين منذ الحرب الباردة. على صعيد متصل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان الولاياتالمتحدة تريد إخضاع موسكو لكنها لن تنجح أبدا. واضاف بوتين في نهاية اجتماع استمر أربع ساعات مع جماعة مؤيدة تدعى جبهة الشعب "إنهم (الولاياتالمتحدة) لا يريدون إذلالنا .. بل يريدون إخضاعنا وحل مشاكلهم على حسابنا". وقال "لم يتمكن أحد في التاريخ من تحقيق هذا مع روسيا ولا أحد سيمكنه عمل ذلك على الاطلاق" وهي عبارة أثارت عاصفة من التصفيق. وتبين نبرة حديث بوتين التوتر في العلاقات بين موسكو وواشنطن اللتين توجد خلافات بينهما بشأن الازمة في أوكرانيا حيث يتهم الغرب روسيا بتشجيع وتسليح تمرد انفصالي. وأثناء الاجتماع حث بوتين الشركات الروسية مرارا ومن بينها في القطاعين الزراعي والعسكري على تعزيز مبيعاتهما في الاسواق المحلية بعد التعرض لعقوبات متبادلة من جانب الغرب فجرها النزاع بشأن أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اكد في وقت سابق أن روسيا لا تنوي التورط في المواجهة وأنها مستعدة للحوار بشأن كافة القضايا. ولقي ستة جنود أوكرانيين مصرعهم وجرح تسعة آخرون في القتال الدائر بين قوات الحكومة والمتمردين الموالين لروسيا خلال ال24 ساعة الماضية، بحسب ما ذكره الجيش الأوكراني امس. وقال الجيش الأوكراني في وقت سابق إن المقاتلين الموالين لموسكو قصفوا مواقع لقوات الحكومة 33 مرة، على الرغم من وقف رمزي للقتال على طول مساحة كبيرة من الجبهة، لكن الهدنة لم توقف تبادل القصف المدفعي في النقاط الاستراتيجية الملتهبة. وكان حلف شمال الأطلسي قد ندد الثلاثاء "بتعزيز عسكري خطير" في شرق أوكرانيا وفي الجانب الروسي من الحدود، مذكرا برصد قوات ومعدات ووحدات مدفعية روسية في المنطقة. وقال الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لدى وصوله إلى اجتماع وزراء الدفاع الأوروبيين في بروكسل إن "لدى روسيا الخيار: إما أن تشارك في حل سلمي عبر التفاوض، وإما أن تواصل السير على الطريق التي تقود إلى عزلتها". ودعا وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير امس الثلاثاء إلى احترام اتفاقات السلام التي وقعت في مطلع سبتمبر بين مينسك وكييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا بمشاركة موسكو ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا. وقال شتاينماير خلال مؤتمر صحافي في كييف مع رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك إن "اتفاقات مينسك ليست مثالية، لكنها اتفاقات أساسية. ويجب احترامها". واتهم رئيس الوزراء الأوكراني موسكو "بانتهاك فاضح" لهذه الاتفاقات. ولا يزال الغرب يواصل الضغط على روسيا بشأن الأزمة في أوكرانيا، في أعقاب قمة العشرين التي شهدت انفعال بعض القادة المشاركين فيها، والتي غادرها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مبكرا. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن حلف الناتو قرر العام الحالي اتخاذ مجموعة من الإجراءات الخاصة بزيادة أنشطته وتعزيز وجوده في دول شرق أوروبا الأعضاء في الحلف.