تواصلت الإدانات العالمية والعربية ازاء الهجوم الذي وقع امس الاربعاء ضد مقر صحيفة (شارلي إبدو) الساخرة في العاصمة الفرنسية باريس وأودى بحياة عدد من العاملين فيها. حيث دان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بشدة الهجوم على مقر صحيفة (شارلي ابدو) امس واصفين اياه بأنه "همجي وغير إنساني". وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في بيان "لقد شعرت بصدمة شديدة عندما علمت بهذا الهجوم الوحشي واللاإنساني الذي ضرب مكاتب تشارلي ابدو" مشددا على "همجية" هذا العمل "الذي يهمنا جميعا كبشر وكأوروبيين". واعرب يونكر نيابة عن المفوضية عن تعازيه لأسر الضحايا وتضامنه مع فرنسا. من جانبه قال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس شتولتنبرغ في بيان منفصل إن "هذا العمل الوحشي يعد هجوما بغيضا على حرية الصحافة". وأعرب شتولتنبرغ عن تعازيه لأسر الضحايا.. مؤكدا تضامن الحلف الكامل مع فرنسا ووقوف كل الدول الاعضاء في (ناتو) معا في مكافحة "الإرهاب" ..مشددا على أنه "لا يمكن التسامح أو تبرير الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره." وكانت الشرطة الفرنسية ذكرت ان رجلين أو ثلاثة رجال دخلوا مقر صحيفة (شارلي إبدو) بالمنطقة (11) في باريس وفتحوا نيران أسلحتهم الآلية على الصحفيين وغيرهم من الموظفين ما أسفر عن مقتل 12 شخصا واصابة 11آخرين قبل ان يفروا في سيارتين كانتا تنتظران أمام مقر الصحيفة. وفي واشنطن دان الرئيس الامريكي باراك أوباما بشدة الهجوم "المروع" الذي استهدف مقر صحيفة (شارلي ابدو) في العاصمة الفرنسية باريس.. مؤكدا استعداد بلاده للتعاون من أجل تقديم الجناة الى العدالة. وأعرب أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض امس عن تعازيه للشعب الفرنسي في ضحايا هذا الهجوم "الإرهابي" قائلا إن "فرنسا هي أقدم حليف لأمريكا وقد وقفت معنا في الحرب ضد الإرهابيين الذين هددوا أمننا المشترك والعالم" مبرزا دور الشعب الفرنسي في الدفاع عن القيم العالمية التي دافع عنها شعبنا". وأشار الى أنه اجرى اتصالات بعدد من المسؤولين الفرنسيين كما أصدر أوامره لإدارته "بتقديم أي مساعدة تسهم في تقديم هؤلاء الإرهابيين إلى العدالة". من جانبه ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" وقدم تعازيه لنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند وذوي الضحايا. وأكد الكرملين أن الرئيس الروسي أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي ندد خلالها بهذا "الهجوم الههمجي"، وأعرب عن أمله بإلقاء القبض على المنفذين وإنزال العقوبة المستحقة بحقهم". من جهته دان مفوض الاممالمتحدة السامي لحقوق الانسان في جنيف زيد رعد بن الحسين "الهجوم المروع والوحشي على إعلاميين وضباط شرطة في العاصمة الفرنسية". وحث بن الحسين في بيان صادر عن مكتبه "كل من لديه معلومات يمكن أن تساعد على تحديد الأفراد الذين خططوا أو نفذوا هذه الجريمة البشعة على تنبيه السلطات الفرنسية قبل تنفيذ عمليات قد تزهق أرواحا أخرى". وشدد على ان "حرية التعبير والرأي هي حجر الزاوية لأي مجتمع ديمقراطي اما أولئك الذين يحاولون تقسيم المجتمعات على أساس الدين أو العرق أو لأي سبب آخر فلا يجب السماح لهم بتحقيق النجاح". ورأى بن الحسين "أن كراهية الأجانب والمشاعر المعادية للمهاجرين آخذة بالفعل بالارتفاع في أوروبا ما يدعو الى القلق اذ من شأن تلك التيارات ان تعزز توجهات المتطرفين من كافة الأنواع". وفي سياق نفسه قالت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان ان الحكومة والشعب في اسبانيا يدينان بقوة الهجوم معربة عن تعازيها الحارة لعائلات الضحايا والشعب الفرنسي. وأكد البيان ان "اسبانيا تراهن اليوم أكثر من أي وقت مضى على حرية الصحافة كحق أساسي غير قابل للتنازل" مجددا رفض مدريد "القاطع للأعمال الإرهابية بجميع أشكالها بغض النظر عن امكان اقترافها أو الدوافع الكامنة وراءها." كما وصف رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في كلمة امام نواب البرلمان الهجوم بالعمل "البربري" ..مؤكدا وقوف حكومته مع الشعب الفرنسي في مواجهة كل انواع "الارهاب" والدفاع المستميت عن حرية الصحافة والديمقراطية. وشدد كاميرون على ان "المتطرفين لن ينجحوا في إبعادنا عن هذه القيم التي ندافع عنها". من جهته عبر وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز عن صدمته العميقة "جراء الهجوم الإرهابي الهمجي". وقال رايندرز في تصريحات صحفية ان "الهجوم ضد حرية التعبير التي تعتبر حرية أساسية ثمينة يجب أن نستمر في الدفاع عنها".. معربا عن امله في أن يتم القبض على الجناة بسرعة لمحاكمتهم على هذا العمل الجبان". وفي روما دانت الحكومة والأوساط السياسية الايطالية الهجوم مشددة على تضامنها مع فرنسا ازاء العمل الذي وصف بالدنيء. وأكد رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي في أول تعقيب على الهجوم المدوي أن "العنف سيهزم دائما في مواجهة الحرية والديمقراطية" معربا عن مشاعر الجزع والاشمئزاز ازاء المذبحة وعن "الوقوف الكامل بجوار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعمدة باريس آن هيدالغو في تلك اللحظة البشعة". وفي موضوع متصل حذر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير في تصريح له من نشر الذعر بين المواطنين الألمان بعد هجوم باريس. وقال دي ميزيير "لا توجد لدينا اشارات محددة الى هجمات مشابهة في ألمانيا او الى هجمات ارهابية بشكل عام ولكن الوضع جدي ويدعو الى القلق والى اخذ الحيطة والحذر انما ليس الى الذعر". واعتبر ان الهجوم الذي حدث في باريس هجوم على حرية الصحافة قائلا "بما ان هذا الهجوم استهدف حرية الصحافة فإنه يعتبر هجوما على اسس الديمقراطية". على الصعيد العربي ادانت الجامعة العربية بشدة الهجوم الذي استهدف مقر الصحيفة معربة عن تعازيه الحارة لعائلات الضحايا والشعب والحكومة في فرنسا وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل . كما ادن الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة حادث الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة .. واصفا ايها بانه عمل إرهابي جبان يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. واكد وقوف مجلس التعاون الخليجي ودعمها للحكومة الفرنسية في كل ما تتخذه من إجراءات للقبض على الجناة ومكافحة العناصر الإرهابية.. معرباً عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا وللحكومة والشعب الفرنسي. ومن جانبها ادانت مصر الحادث الارهابي الذي استهدف مقر صحيفة (شارلي إبدو) ..مؤكدة وقوفها الى جانب فرنسا في مواجهة "الارهاب" باعتباره "ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم وتتطلب تكاتف الجهود الدولية للقضاء عليه". فيما وصف الازهر الشريف الهجوم في بيان له بالحادث (بالاجرامي).. مبينا رفض الاسلام لاعمال العنف والتعرض للمدنيين. كما استنكرت المملكة العربية السعودية بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يرفضه الدين الإسلامي الحنيف كما ترفضه بقية الأديان والمعتقدات..معربة عن تقديم تعازية لأسر الضحايا والحكومة وشعب جمهورية فرنسا الصديق. و عبرت قطر ايضا عن ادانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الارهابي..مقدمه تعازيها ومواساتها لحكومة الجمهورية الفرنسية ولاسر الضحايا الذين سقطوا جراء هذا الهجوم متمنية الشفاء العاجل للمصابين. فيما ادانت دولة الإمارات العربية المتحدة الهجوم الإرهابي على مقر الصحيفة معربه عن تضامنها مع الحكومة الفرنسية ضد الارهاب. كما ادانت دولة الكويت حادث اطلاق النار الارهابي الذي استهدف صحيفة (شارلي ابدو) قائله ان "هذا العمل الاجرامي الجبان الذي يتنافى وقيم وتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف التي تدعو الى السلام وتحرم قتل الانفس واشاعة الفوضى والرعب بين الابرياء وقامت به فئة مارقة ضالة مجرمة استخدمت الاسلام شعارا لتقوم بأعمالها الارهابية الدنيئة والاسلام منها براء الامر الذي يستوجب مضاعفة الجهود الدولية الرامية لوأد الارهاب مهما كان مصدره او هدفه لينعم العالم بالامن والاستقرار". وفي تونس جددت رئاسة حكومتها دعوتها للمجموعة الدولية إلى مزيد التنسيق والتعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الأمن والاستقرار في العالم. من جانبه اعرب رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام عن ادانته الشديدة للاعتداء ..مؤكدا في برقية تعزية ارسلها الى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تضامن الشعب اللبناني وتعاطفه مع فرنسا وشعبها وعائلات الضحايا الذي سقطوا في الاعتداء الارهابي استهدف المجلة. فيما قالت الرئاسة العراقية في بيان لها "ان الرئيس فؤاد معصوم تابع بالم وغضب جريمة اعتداء افراد ارهابيين على صحيفة في العاصمة الفرنسية باريس وسقوط عدد من الضحايا في هذا الاعتداء الاجرامي"..معربا عن ادانته وادانة جميع العراقيين الشديدة "لهذه الجريمة التي تعبر عن انحطاط القيمة الاخلاقية والانسانية للمتطرفين الارهابيين". وشدد على ان العراق يؤكد عميق تضامنه مع الشعب الفرنسي الصديق ومع عائلات وزملاء واصدقاء الضحايا متضرعا من اجل سلام ارواح الضحايا ومن اجل الصبر للعائلات المنكوبة باعزائها. وفي ليبيا أصدر رئيس البرلمان الليبي المنتخب عقيله صالح عيسى بيانًا اليوم جاء فيه أن بلاده تدين الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الصحيفة ويقدم العزاء فيه لأهالي الضحايا والشعب والحكومة الفرنسية, مناشدًا العالم بالتكاتف خلف الحكومات الشرعية للتخلص من الإرهاب الذي يستهدف المدنيين دون تمييز. على صعيد المنظمات العالمية أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشدة مساء امس الحادث الإرهابي ضد مكتب صحيفة ( شارلي أيبدو) في باريس . وقالت الأمانة التي تتخذ من مدينة جدة مقر لها في بيان صحفي:"أن هذه الاعتداءات الإرهابية لا تمثل إلا مقترفيها المجرمين" ..مجدده تأكيدها على موقفها الثابت والحازم والذي يندد بالإرهاب بجميع أشكاله وصوره، ومشددة في الوقت نفسه، على أن العنف والتطرف كانا ولا يزالان أكبر عدوين للإسلام، وأنهما يتنافيان مع قيمه ومبادئه الأصيلة. من جانبها أدانت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو إيرينا بوكوفا الهجوم الذي استهدف أمس الأربعاء صحيفة شارلي إبدو بباريس . وقالت بوكوفا, في بيان لها, إنني مصابة باشمئزاز كبير حيال هذا الاعتداء المروع ضد الصحيفة الساخرة شارلي إيبدو , مضيفة أن هذا الأمر يتجاوز المأساة الشخصية لأنه اعتداء على وسائل الإعلام وحرية التعبير, ولا تستطيع الأسرة الدولية أن تترك المتطرفين يقومون بكبح حرية انتقال الأفكار والآراء . وشددت على ضرورة تقديم مرتكبي هذه الجريمة للعدالة, مؤكدة أن اليونسكو ستدافع أكثر من أي وقت مضى على الصحافة الحرة والمستقلة.