أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الليلة الماضية، أن الاتفاق التاريخي مع إيران بشأن برنامجها النووي سيبدأ تنفيذه خلال بضعة أيام. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية فقد توقف كيري خصوصاً عند الاتفاق الذي وقعته القوى الكبرى وإيران في فيينا يوم 14 يوليو، خلال عرضه أمام عدد من الصحفيين الإنجازات الدبلوماسية التي حققتها الولاياتالمتحدة في 2015م، قائلا: "بضعة أيام تفصلنا عن بدء تنفيذه إذا سار كل شيء على ما يرام". وذكر كيري أنه تحادث مجدداً هاتفياً مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وقال إن ظريف عبر عن نية طهران في الوفاء بالتزاماتها حتى يوم تطبيق الاتفاق بأسرع ما يمكن. وأضاف كيري: "نحن ملتزمون ومستعدون للتحرك في هذا اليوم، وبدون الدخول في التفاصيل، فهذا الأمر قد يحصل قبل الموعد المقرر"، في إشارة إلى بدء تخفيف العقوبات الأمريكية على إيران. وتابع كيري قائلاً: "في الأيام المقبلة سنحقق هدفنا بأن تكون هذه الفترة أكثر من عام". وأشاد كيري بإرسال طهران يوم 28 ديسمبر المنصرم، شحنة يورانيوم مهمة إلى روسيا ما يشكل مرحلة حاسمة في اتفاق فيينا. يشار إلى أن الوزيرين كيري وظريف اللذان لا يرتبط بلداهما بعلاقات دبلوماسية منذ 1980م، هما أبرز مهندسي اتفاق فيينا حول البرنامج النووي الإيراني. والاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية نتيجة ثمرة سنوات من المشاورات الشاقة كان موضع إشادة باعتباره اختراقا كبيرا في سياسة نزع الأسلحة وحظر الانتشار النووي التي تعد من أعمدة سياسة الرئيس باراك أوباما. وبموجب الاتفاق تعهدت إيران بعدم حيازة أكثر من 300 كلغ من اليورانيوم المخصب مع بداية سريان الاتفاق. وبذلك فإن طهران لم تعد تملك ما يكفي من الوقود الذي يمكن تخصيبه لبلوغ المستوى الضروري لصناعة قنبلة نووية ما يعني تمديدا لأكثر من عام للوقت اللازم لإنتاج ما يكفي من المواد القابلة للانشطار لصنع قنبلة ذرية. وبحسب كيري فإن إرسال شحنة يوم ال 28 من ديسمبر ضاعف 3 مرات هذه الفترة بحيث باتت من 6 إلى 9 أشهر بعدما كانت من شهرين إلى 3. ودخول الاتفاق حيز التنفيذ ستحدده الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستتثبت من وفاء إيران بكل التزاماتها في المجال النووي، ما سيجيز رفع العقوبات الاقتصادية المرتبطة ببرنامج طهران النووي والتي كانت فرضتها الولاياتالمتحدة ودول أخرى تدريجيا.