يصادف يوم غد الخميس الحادي والعشرين من أغسطس ذكرى مرور 34 عاما على إحراق المسجد الأقصى المبارك بأيدي العصابات الصهيونية بهدف تدمير وهدم المسجد واقامة هيكلهم المزعوم, وتمر هذه الذكرى وما يزال المسجد الأقصى يتعرض للاعتداء والتدنيس الصهيوني الى يومنا هذا . في مثل هذا اليوم من عام 1969م امتدت أيادي الإثم والعدوان الصهيوني الى المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم، حيث قام الإرهابي اليهودي الأسترالي (دينيس مايكل) وبإيعاز من السلطات الصهيونية المغتصبة للقدس قام بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من اكثر الجرائم ايلاماً بحق الأمة الإسلامية وبحق مقدساتها. المجرم الأسترالي "دينيس مايكل" قام بإشعال النيران في المسجد الأقصى، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين الأيوبي ، كما أتت النيران الملتهبة على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد الأقصى. وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع، وأحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق وسقط عمودان مع القوس الحامل للقبة، كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجص والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية. وكانت جريمة إحراق المسجد الأقصى من أبشع الاعتداءات بحق الحرم القدسي الشريف على يد سلطات الاحتلال التي تجاهلت كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية التى أعطت المسجد والمدينة المقدسة وضعا خاصا وحفظت لها كافة معالمها الاثرية والحضارية الإسلامية. كما كانت هذه الجريمة اليهودية خطوة فعلية في طريق بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى وكانت الكارثة الحقيقية والصدمة التي أعقبت هذا الاعتداء الآثم أن قامت محاكم الكيان الصهيوني بتبرئة ساحة المجرم الاسترالى بحجة أنه "مجنون" !! ثم أطلقت سراحه دون أن ينال أي عقوبة أو حتى إدانة وصرح المجرم "دينيس مايكل" لدى اعتقاله زاعما أن ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا في التوراة المحرفة مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله، وأعلن أنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله!! وعلى الرغم من أن الدلائل وآثار الحريق كانت تشير إلى تورط مجموعة كاملة في الجريمة وأن هناك شركاء آخرين مع اليهودي المذكور إلا أن قوات الأمن الصهيونية لم تجر تحقيقا في الحادث ولم تحمل أحدا مسؤولية ما حدث وأغلقت ملف القضية بعد أن اكتفت باعتبار الفاعل مجنونا!! ومن جانبها سارعت الدول والشعوب الإسلامية الى الاستنكار وشجب جريمة العدو الصهيوني بإحراق المسجد الاقصى كما ان مؤتمرات القمة العربية وهيئة الاممالمتحدة ومؤتمر دول عدم الانحياز اتخذت عدة قرارات نددت فيها بالجريمة الصهيونية النكراء وبالممارسات التعسفية الصهيونية فى القدسالمحتلة بصفة خاصة وفى الأراضي الفلسطينية بصفة عامة وكردة فعل سارع قادة الآمة الإسلامية بعد الحادث الى الاجتماع فى الرباط وعمل اول قمة اسلامية واتخاذ اول قرار لها بانشاء منظمة المؤتمر الإسلامية التى من بين أهدافها الأساسية بالإضافة الى تعزيز التضامن الإسلامي العمل على التنسيق من اجل الحفاظ على سلامة الاماكن المقدسة وتحريرها ودعم كفاح الشعب الفلسطيني ومساعدته على استرجاع حقوق وتحرير اراضيه. ويزعم اليهود إن الملك الروماني "تيطس" قد دمر الهيكل الثاني الذي يزعمون أنه كان مقاما مكان المسجد الأقصى في 21 / 8/ 70م ولذلك فإن هذا التاريخ يمثل ذكرى حزينة لديهم، ما ولد لديهم الدافع لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين وضد المسجد الأقصى للإسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم. ولهذا يلاحظ أن الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في شهر أغسطس من كل عام منذ احتلال اليهود لأرض فلسطين!! ففي الاول من شهر أغسطس الجاري قام عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي برئاسة الليكودي حيال حذان بجولة استفزازية فى ساحات ومداخل المسجد ألاقى في القدسالمحتلة على الرغم من الحظر الرسمي الذي اصدرته الشرطة في هذا الشأن ورغم معارضة الفلسطينيين ودائرة الوقف الإسلامي المستمرة لقيام المستوطنين اليهود ، والأجانب بزيارة الأماكن المقدسة وكانت هذه القضية قد اثارت غضب العالم الإسلامي في يوليو 2001 وأدت الى مواجهات عنيفة في القدس الشرقية جرح فيها 18 فلسطينيا و15 من رجال الشرطة الإسرائيليين. فيما كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن تفاصيل خطة سرية يعدها وزير الإسكان الإسرائيلي ايفي أيتام لتكثيف الاستيطان في الأحياء الغربية في الجزء الشرقي من مدينة القدسالمحتلة ويهدف المخطط الى عرقلة أي مخطط سياسي مستقبلي يتحدث عن إعادة تقسيم القدس والانسحاب من الجانب الشرقي منها . ونسبت مصادر بان الخطة تستهدف تحويل الموارد المالية لبناء الكثير من المنازل في القدس الشرقية لاستيعاب الاف اليهود واحباط مخطط تقسيم القدس بهدف إبقاءها عاصمة للكيان الصهيوني وأنة سيتم خلال المرحلة الأولى إقامة 130 وحدة إسكان في حي /معاليه هزيتيم/ و400 وحدة اسكانية في أبو ديس ، إضافة الى ذلك يشمل الاستيطان في شرقي المدينة اقامة 1500 وحدة اسكان في مناطق داخل المدينة وستة الاف و 500 وحدة على جبل أبو غنيم . وكالة الانباءاليمنية(سبأ)