أكاديمي: الشرعية توجه الضربة القاضية للحوثيين بعدما ظلت لسنوات تتلقى "ملطام وراء ملطام"    - العليمي يلغي قرارات البنك المركزي في عدن تنفيذا لتقرير مالي مستقل وينشره موقع الأوراق و يكشف عيوب قرارات بنكي صنعاء وعدن    عاجل: هجوم صاروخي على السفن غرب محافظة الحديدة    محكمة حوثية بصنعاء تقضي بإعدام 44 مواطنا يمنيا بتهمة "التخابر"    قيادي بالانتقالي الجنوبي : اليمن على أعتاب مرحلة جديدة من الانتعاش الاقتصادي    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    أعظم 9 نهائيات في تاريخ دوري أبطال أوروبا    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    الوزير البكري يشهد حفل افتتاح "طرابلس عاصمة الشباب العربي 2024    - بنك يمني لأكبر مجموعة تجارية في اليمن يؤكد مصيرية تحت حكم سلطة عدن    نجاة رئيس شعبة الاستخبارات بقيادة محور تعز من محاولة اغتيال جنوبي المحافظة    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    اوسيمين يخرج عن دائرة اهتمام تشيلسي    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    مواصلة استغلال القضاء.. محكمة حوثية تصدر أوامر بإعدام مدير شركة برودجي عدنان الحرازي    قرارات البنك المركزي الأخيرة ستجلب ملايين النازحين اليمنيين إلى الجنوب    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مبادرة شعبية لفتح طريق البيضاء مارب.. والمليشيات الحوثية تشترط مهلة لنزع الألغام    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    مليشيا الحوثي تختطف عميد كلية التجارة بجامعة إب    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    الحوثيون يطوقون إحدى قرى سنحان بالعربات العسكرية والمصفحات بعد مطالبتهم بإقالة الهادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    تنفيذي العربي للدراجات يناقش أجندة بطولات الاتحاد المقبلة ويكشف عن موعد الجمعية العمومية    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    الشرطة تُحبط تهريب كمية هائلة من الحبوب المخدرة وتنقذ شباب عدن من براثن الإدمان!    فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    خراب    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسجد الأقصى : مركز الصراع وذروته .. المتطرفون اليهود يحاولون تدميره بالمتفجرات،والفلسطينيون يستعدون للمواجهة المقبلة باجسادهم
نشر في سبأنت يوم 18 - 03 - 2005

المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، دوما في صدارة الأحداث لم يغب للحظة عن دائرة الصراع المركزية ما أن تخبو نار انتفاضة فلسطينية ضد التهديدات التي تطال المسجد الأقصى حتى تندلع نيران أقوى من جديد للدفاع عن الأقصى الذي يحيق به خطر التدمير من كل جانب لإقامة هيكل سليمان " بزعم المتطرفين الصهاينة" مكانه بعد أن وصلت عملية تجهيز أدوات الهيكل إلى بداية نهايتها .
جديد الأقصى هذه الأيام ما صرح به المستوطن الصهيوني دافيد عبري احد قادة المستوطنين في مستوطنة "تبواح " الجاثمة على أطراف مدينة نابلس المحتلة شمالي الضفة الغربية قبل أيام قليلة عن استعداد آلاف المستوطنين الصهاينة المتدينين للوصول في مسيرات كبيرة إلى المسجد الأقصى في بداية شهر نيسان العبري الذي يوافق يوم العاشر من نيسان /ابريل القادم ، ورافق تصريح عبري ، دعوة تحريضية منظمة تقودها منظمات صهيونية متطرفة تعمل جاهدة منذ سنوات طويلة لهدم الأقصى ، وإحلال هيكل سليمان مكانه .
الدعوات الصهيونية للوصول إلى الأقصى في العاشر من نيسان /ابريل ، تتكرر كل عام ، وسط تهديدات ترتفع وتيرتها من سنة لأخرى تكشف عن مدى الاستعداد الصهيوني من قبل المنظمات الصهيونية لهدم المسجد الأقصى الذي يتعرض لعملية تدمير مبرمجة ببطء منذ عشرات السنين تصاعدت في الاوانة الخيرة بعدما بدأت تسرب أوساط رسمية في الحكومة الصهيونية ما تسميه "معلومات استخباراية" تفيد باستعداد المتطرفين هذه المرة للاعتداء على المسجد الأقصى بالمتفجرات الشديدة أو بالقصف الصاروخي بالهاون أو بطائرة شراعية .
نستعرض اليوم أهم المحطات الرئيسة التي تعرض فيها المسجد الأقصى لاعتداءات صهيونية منذ احتلال القدس الشرقية في حزيران/ يونيو 1967م كما نستعرض المخططات الصهيونية لهدمه، ونتناول بشكل سريع المنظمات الصهيونية المحرضة على الأقصى:
لابد قبل الدخول في موضوع الأقصى وما يدور عليه ومن حوله ومن فوقه وتحته أن نذكر لمحة تاريخية سريعة تتناول مزاعم اليهود عن قدسية المكان لهم.
يدعي اليهود أن حائط البراق – ويسمونه حائط المبكى- هو الجدار الخارجي لهيكل سليمان عليه السلام هذا الجدار يمثل الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم القدسي الشريف البالغ طوله (47)م، وفيه ربط النبي صلى الله عليه وسلم دابته "البراق" يوم اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
ويطلق اليهود على حائط البراق اسم "حائط المبكى" ذلك أن اليهود اعتادوا في عهد هدريان الذهاب إلى مدينة القدس والبكاء على أطلال هيكلهم الذي زالت آثاره من شدة الحريق الذي أتى عليه، وقد أخذت أجيال اليهود في القدوم إلى آثارهم كي يقوموا بالبكاء والنواح على مجدهم الزائل عند حائط البراق .
أما القسم الذي كان دائماً موضع خلاف بين المسلمين واليهود فهو عبارة عن ثلاثين متراً من الحائط الخارجي المذكور ويمتد أمام ذلك القسم من الحائط رصيف لا يمكن سلوكه إلا من الطرف الشمالي عبر زقاق ضيق يبتدئ من باب السلسلة ويمتد هذا الرصيف جنوباً إلى حائط آخر.
ويفصل هذا الحائط بخط مستقيم رصيف – حائط البراق – عن بضعة بيوت عربية خصوصية وعن موقع مسجد البراق في الجهة الجنوبية (67) الذي هدمه اليهود عند إزالتهم حارة المغاربة في أعقاب احتلالهم لمدينة القدس عام 1967.
ثار الفلسطينيون سكان الأرض الأصليين على اليهود بسبب تجاوزهم لهامش الحرية الذي منحهم إياه المسلمين من زيارة حائط البراق، وكان أبرز هذه الثورات ثورة البراق في العام 1929، إذ جلب اليهود مساء 23 أيلول/ سبتمبر 1928 أدوات جديدة إلى المبكى وأقاموا ستاراً يفصل بين الرجال والنساء ونفخوا في الصور، فأثار ذلك حفيظة المسلمين ، وصدرت الأوامر الرسمية إلى اليهود بنزع الستار فلم يفعلوا فتولى البوليس رفعه، فهاج هائجهم واشتد التوتر، وسارت حشودهم في 15 آب 1929 (يوم عيد صيامهم) في موكب نحو الحائط حيث رفعوا العلم الصهيوني وأنشدوا نشيدهم الوطني وهتفوا "الحائط حائطنا".
وفي اليوم التالي الجمعة 16 آب/ أغسطس خرج المسلمون من صلاة الجمعة من الحرم في تظاهرة نحو البراق حيث قلبوا منضدة للشماس اليهودي، وأحرقوا الاسترحامات التي أعتاد المصلون اليهود وضعها في ثقوب الحائط. فزاد هذا في اشتداد التوتر،وامتدت الاشتباكات إلى باقي أنحاء فلسطين وكان ذروتها في 29 آب/ أغسطس وعلى إثر هذه الاضطرابات عينت حكومة الانتداب البريطانية لجنة دولية للتحقيق في ملكية الحائط في العام 1930م.
أصدرت اللجنة الدولية بعد تحقيقات معمقة تقريرها الشهير الذي أكد أحقية المسلمين في حائط البراق، وجاء في استنتاجات التقرير: للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي بجهات البر والخبر.
الأطماع الصهيونية ليست وليدة اليوم، أطماع قديمة قدم الحركة الصهيونية التي انتبهت لأهمية تحريك أحقيتهم التاريخية والدينية المزعومة لدفع اليهود المنتشرين في أصقاع العالم المختلفة للهجرة نحو فلسطين.
ولقد سعت الحكومات الصهيونية المتعاقبة في سبيل تدمير المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم إلى اتخاذ عدة إجراءات هدفت من ورائها إلى بسط نفوذها وتدمير الحرم، وقد بدأت هذه الإجراءات منذ اليوم الأول لاستيلاء الجيش الصهيوني على الجزء الشرقي من مدينة القدس في السابع من حزيران / يونيو 1967م.
أبرز الاعتداءات الصهيونية :
أولاً: الحريق
كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك على يد مايكل روهان في 21 من آب/ أغسطس 1969م أول المحاولات البارزة لتدميره وتخريبه،عندما قام روهان بإشعال النار في المسجد مما أسفر عن حرق منبر صلاح الدين بأكمله والسطح الشرقي الجنوبي للمسجد، وقد بلغت مساحة الجزء المحترق من المسجد 1500 متر مربع من أصل المساحة الإجمالية البالغة 4400 متر مربع أي ثلث مساحة المسجد الأقصى تقريباً.
ثانياً: محاولات نسف المسجد الأقصى
توالت المحاولات الصهيونية لنسف المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف:
في مايو 1980 عثرت قوات الأمن الصهيونية على مخزن للمتفجرات بالقرب من المسجد الأقصى كان قد أعده الإرهابي مائير كهانا وعصاباته .
في 11مارس/1983 اكتشف الحراس العرب (46) رجلاً من المستوطنين اليهود يقفون بجوار الحائط الجنوبي للأقصى ويحملون معهم المتفجرات وأدوات الحفر .
في العام 1985 اكتشف الحراس العرب شحنة متفجرة أسفل بعض الأغصان، كانت ستنفجر عند وصول المستشار الألماني هوليموت كول لزيارة الحرم الشريف .
ثالثاً: الاقتحامات المسلحة على المسجد الأقصى :
في2 / مارس 1982 حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود من مستوطني كريات أربع مزودة بالأسلحة النارية اقتحام المسجد الأقصى من باب السلسلة بعد أن اشتبكت مع الحراس العرب.
كما اقتحم الجندي الصهيوني إيلي جثمان في 11 / أبريل 1982 المسجد ونجح في الوصول إلى قبة الصخرة ودخولها، بعد أن أطلق النار على حرس المسجد وقتل اثنين منهم ، وقد أسفرت الاصطدامات التي وقعت بين المسلمين والجيش عن سقوط تسعة شهداء ، ومئة وستة وثلاثين جريحا فلسطينيا.
وتعد المجزرة التي قامت بها القوات الصهيونية في ساحة الأقصى في 8 أكتوبر 1990 من أبرز الجرائم التي نفذها جيش الاحتلال . فقد أطلق الجنود الصهاينة النار على المصلين في المسجد بعد تصد المصلين لمجموعة أمناء جبل الهيكل المتطرفة عند محاولتهم وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم في ساحة الحرم القدسي الشريف وقد أسفرت المجزرة عن استشهاد أكثر من 20عشرين فلسطيني ، وجرح أكثر من مئة وخمسة عشر آخرين .
رابعاً: الحفريات الصهيونية حول المسجد الأقصى :
كانت الحفريات حول المسجد الأقصى وتحته من الناحيتين الغربية والجنوبية إحدى المحاولات لتصديع جدرانه،وهي تبدو في ظاهرها محاولة للبحث عن بقايا الهيكل المزعوم، إلا أنها تهدف في حقيقتها إلى هدم وإزالة المباني الإسلامية الملاصقة أو المجاورة لحائط البراق وعلى امتداده، كما تهدف إلى الاستيلاء على الحرم الشريف وتخريبه وإنشاء الهيكل في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وقد بدأت الحفريات الإسرائيلية حول المسجد الأقصى في أواخر عام 1967م ومرت حتى الآن بتسع مراحل .
المرحلة الأولى :
تم الشروع بها في أواخر عام 1967، وجرت على امتداد 70م من أسفل الحائط الجنوبي للحرم القدسي الشريف خلف قسم جامع النساء والمتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية الملاصقة له. ووصل عمق هذه الحفريات إلى 14م ، تشكل مع مرور الوقت عامل خطر يهدد بإحداث تصدعات لهذا الحائط والأبنية الدينية والحضارية والأثرية الملاصقة له وقد مولت الجامعة العبرية هذه الحفريات التي ترأس فريقها البروفيسور بنيامين مزار ومساعده مئير بن دوف، ليكتشفوا بأنفسهم آثاراً إسلامية أموية وآثاراً رومانية وبيزنطية ، ليس لها علاقة باليهود .
المرحلة الثانية:
انتهت هذه الحفريات سنة 1969، وجرت على امتداد (80)م آخر من سور الحرم الإسلامي القدسي، مبتدئة حيث انتهت المرحلة الأولى، ومتجهة شمالاً حتى وصلت (باب المغاربة) أحد أبواب الحرم الشريف فصدعت المنطقة جميعها وتسببت في إزالتها بالجرافات الإسرائيلية بتاريخ 14 /6 /1969 وإجلاء سكانها..
المرحلة الثالثة:
بوشر العمل بهذه الحفريات سنة 1970 وتوقفت سنة 1974 ثم استؤنفت ثانية سنة 1975 حتى أواخر عام 1988 وقد امتدت من مكان يقع أسفل عمارة المحكمة الشرعية القديمة (تعتبر من أقدم الأبنية التاريخية الإسلامية في القدس) مارة شمالاً بأسفل خمسة أبواب من أبواب الحرم القدسي ؛ باب السلسلة ،باب المطهرة ،باب القطانين ،باب الحديد ،باب علاء الدين البصيري (المجلس الإسلامي)،وعلى امتداد (180)م.
وقد وصل عمق هذه الحفريات إلى أبعاد تتراوح بين 10 إلى 14م،وطول حوالي (400) م، ونتج عن هذه الحفريات تصدع عدد من الأبنية منها الجامع العثماني، ورباط الكرد والمدرسة الجوهرية، والمدرسة المنجكية (مقر المجلس الإسلامي) والزاوية الوفائية كما جرى تحويل الجزء السفلي من المحكمة الشرعية إلى كنيس يهودي.
وفي شهر آذار من عام 1987 أعلن الإسرائيليون أنهم اكتشفوا القناة التي كان قد اكتشفها قبلهم الجنرال الألماني (كونراد تشيك) في القرن التاسع عشر بطول 500 م ، ولم يكتف الإسرائيليون بإيصال النفق بالقناة بل قاموا بتاريخ 7/ 7/ 1988 وتحت حماية الجيش الإسرائيلي بحفريات جديدة عند ملتقى طريق باب الغوانمة مع طريق المجاهدين (طريق الآلام) بهدف حفر فتحة رأسية ليدخلوا منها إلى القناة الرومانية وإلى النفق ولكن تصدى لهم المواطنون في القدس الشريف ومنعوهم من الاستمرار فاضطرت السلطات الإسرائيلية إلى إقفال الفتحة وإعادة الوضع السابق.
المرحلتان الرابعة والخامسة:
بدئ بهما سنة 1973 واستمرتا حتى العام 1974 في موقع خلف الحائط الجنوبي الممتد من أسفل الجانب الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى وسور الحرم القدسي الشريف ويمتد الحفر على مسافة تقارب الثمانين متراً إلى الشرق وقد اخترقت هذه الحفريات خلال شهر تموز يوليو 1974 الحائط الجنوبي للحرم القدسي الشريف ودخلت منه إلى المسجد الأقصى بعمق 20م، وأسفل جامع عمر وتحت الأبواب الثلاثة للأروقة السفلية للمسجد الأقصى والأزقة الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ووصلت أعماق هذه الحفريات إلى أكثر من (13)م،وأصبحت تعرض السور والمسجد الأقصى لخطر الانهيار بسبب قدم البناء وتفريغ التراب الملاصق للحائط من الخارج إلى أعماق كبيرة،بالإضافة إلى العوامل المناخية .
المرحلة السادسة
بوشر بها عام1977 وتركزت في مكان قريب من منتصف الحائط الشرقي لسور المدينة وسور الحرم الشريف الذي يقع بين باب السيدة مريم والزاوية الشمالية الشرقية من سور المدينة وتهدد أعمال الحفر في هذه المرحلة بإزالة وطمس القبور الإسلامية التي تضمها أقدم مقبرة إسلامية في المدينة وقد نتج عن هذه الحفريات مصادرة الأرض الملاصقة لإحدى هذه المقابر وإنشاء جانب من منتزه إسرائيل الوطني فيها.
االمرحلة السابعة:
خصصت لمشروع تعميق ساحة البراق، وهي ملاصقة للحائط الغربي للمسجد المبارك، ويفضي هذا المشروع بضم أقسام أخرى من الأراضي الغربية المجاورة للساحة وهدم ما عليها وحفرها بعمق تسعة أمتار.
المرحلة الثامنة:
تقع حفريات هذه المرحلة خلف جدران المسجد الأقصى المبارك وجنوبيها وتعتبر استئنافاً للمرحلتين الرابعة والخامسة، وقد بدئ بها سنة 1967 وتحت شعار كشف مدافن ملوك إسرائيل .
المرحلة التاسعة:
بتاريخ 21 /8/ 1981 (ذكرى إحراق المسجد الأقصى) أعادت سلطات الاحتلال فتح النفق الذي اكتشفه الكولونيل الإنجليزي وارين عام 1867م، الواقع بين بابي الحرم ؛باب السلسلة وباب القطانين، وتوغلت أسفل ساحة الحرم من الداخل على امتداد (25)م شرقاً،وبعرض (6) أمتار،وأدت هذه الحفريات إلى تصدع في الأروقة الغربية الواقعة ما بين بابي السلسلة والقطانين للحرم القدسي الشريف.
ويذهب الباحث نزار حميد إلى أن سلطات الاحتلال قامت بالعديد من الحفريات حول المسجد الأقصى وتحته, حتى تتصدع جدرانه, وينهار بناؤه، كما قامت بهدم وإزالة جميع المباني الإسلامية من معاهد ومساجد وزوايا وأسواق ومساكن ومقابر قائمة فوق منطقة الحفريات, وملاصقة أو مجاورة لحائط البراق.
ويضيف أنه مع بدء الاحتلال لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 نشط المستوطنون اليهود من المتدينين وغيرهم في إقامة منظمات إرهابية متطرفة, بمساعدة من جيش الاحتلال, وعملوا على الاستيطان في الضفة الغربية, على أنها جزء من أرض (إسرائيل) الكبرى, التي نادى بها زعماء التطرف الديني في الدولة العبرية, كما عملت تلك المنظمات والحركات على تخريب الحرم القدسي الشريف لإزالته, وإقامة ما يسمى "هيكل سليمان" أو الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه.
وتتعدد الجماعات والمنظمات الإرهابية الصهيونية العاملة من أجل هدم المسجد الأقصى المبارك, وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم مكانه، ويقود معظم تلك الجماعات ضباط عسكريون سابقون،ويجمع بعضها إضافة إلى العديد من الإرهابيين اليهود المتعصبين, من المدربين جيدا على استعمال السلاح, عددا من المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين, الذين يؤمنون بأن قيام الدولة العبرية وبلوغها قمة مجدها ييسر عودة السيد المسيح عليه السلام.
ومع اتجاه المجتمع الصهيوني نحو التوجه اليميني المتطرف, يتزايد نفوذ تلك الجماعات والمنظمات الساعية لهدم الأقصى .
ويرى الباحث حميد أن هذه التنظيمات قد غذت تطرفها وعنصريتها من الأيديولوجية الصهيونية العنصرية, ومن حركات اليمين المتطرف, وبقايا عصاباتها, التي واصلت نشاطها بعد عام 1948, ومن "تنظيمات اليمين المتطرف الوافدة إلى الدولة العبرية, ومن الأحزاب والحركات الدينية المتطرفة, التي شكلت تيارا واسعا, زاوج بين التطرف اليميني والتطرف الديني، يقوده هوس العداء للعرب, وهستيريا الاستيطان، وأفرز تنظيماته الإرهابية الجديدة".
ويعتبر الباحث حميد أن تلك المنظمات قد رسخت جهدها, ودربت أفرادها على تخريب الأقصى وإحراقه, وتدنيس حرمته, وقد أخذت شكل العصابات المسلحة، المتزمتة دينيا, التي تعمل بصورة علنية أو سرية وأهمها:
- جماعة "غوش ايمونيم" : معناها،وتطلق على نفسها أيضا حركة التجديد الصهيوني.
وقد أسست في العام 1974، وتعد من إفرازات حرب تشرين أول (أكتوبر) عام 1973، وهي حركة جماهيرية دينية متطرفة, تسعى للاستيطان في الضفة وقطاع غزة, وتعمل لإقامة الهيكل على أنقاض الأقصى, وتؤمن بالعنف لتحقيق ذلك، ومعظم أعضائها من شبيبة المدارس الدينية التابعة لحزب "المفدال" اليميني المتطرف.
وتضم الحركة عددا من أشهر حاخامات إسرائيل البارزين.
وتتميز هذه الجماعة عن سواها من المنظمات الإرهابية الصهيونية, بأنها تمزج الإيمان والأعمال ذات الطابع السياسي.
وترفع "غوش ايمونيم" شعارا لها عبارة "الاستيطان في كل أرجاء "إسرائيل", وتدعو إلى طرد العرب من فلسطين بالقوة, وهي تحظى بدعم حكومي, وبدعم مختلف التيارات الحزبية, وهذا ما أكسبها قوة شعبية.
- حركة هتحيا (النهضة)وهي حركة سياسية يمينية, تظهر توجهات غير دينية, وتعد من أكثر الحركات الإرهابية تطرفا وعنصرية في الدولة العبرية، ويعود ظهورها إلى تموز (يوليو) عام 1979،وهذه الحركة معنية بالسيطرة على منطقة المسجد الأقصى, لأن ذلك يحقق لإسرائيل السيادة والقوة.
ومن أهم مبادئ هذه الحركة إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية, وضرورة تخصيص إمكانات مالية كبيرة لهذا الغرض.
جماعة أمناء الهيكل ،هي جماعة دينية متطرفة, أنشأت لنفسها عام 1983 صندوق جمعية "جبل البيت", أو "جبل الهيكل". وتسعى إلى تهويد منطقة المسجد الأقصى, ولها فرع في الولايات المتحدة الأمريكية, يمدها من خلاله ماديا, مسيحيون متطرفون من كاليفورنيا, لكن مركزها الرئيس في القدس المحتلة, وتضع هذه الجمعية نصب عينيها هدفا أساسيا هو إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم في نطاق "جبلالبيت" ، وتقوم هذه الجماعة بإقامة الصلاة اليهودية في الساحة المحيطة لحائط البراق.
- حركة كاخ (عصبة الدفاع اليهودية)، وهي حركة يمينية متطرفة أسسها عام 1972 الحاخام اليهودي الأمريكي مائير كاهانا, الذي ولد وقتل في نيويورك, والذي مثل حركته في البرلمان الصهيوني الحادي عشر عام 1984. ويعرف كاهانا بآرائه التلمودية الداعية لطرد العرب الفلسطينيين من كل فلسطين بالقوة, لتبقى خالصة لليهود, وهو يرى أن العرب عامة والفلسطينيين خاصة مجموعة قومية متعصبة منحطة في نظر الدين (اليهودي),ومارس العنف بشتى الوسائل ضد الفلسطينيين في الأرض المحتلة، ويرى أنه من الواجب اضطهادهم وطردهم.
- حركة كهانا حي ؛ حركة إرهابية يمينية متطرفة لا تختلف عن حركة كاخ, من حيث الأيديولوجية ، ويرى المنتسبون لهذه الحركة ومعظمهم من يهود الولايات المتحدة الأمريكية أن "الشعب اليهودي" مقدس, وأن أرض (إسرائيل) مقدسة, لأنها تحمي الشعب من الناحية التربوية والدينية والطبيعية.
- مجموعة حشمونائيم ؛إحدى المجموعات الإرهابية الفاشية, التي تتأثر بحركة كاخ, وتأسست في وقت متأخر، وعرف أعضاؤها باللجوء إلى العنف الشديد, وبالخبرة العسكرية العالية، ويرجع ذلك إلى أنهم بعد أن فرغوا من الخدمة العسكرية اتجهوا إلى هدف السيطرة على بيت المقدس بالقوة, متمردين على سياسة الخطوة خطوة, المتبعة من الحكومة, ويطالبوا بطرد السكان العرب من القدس كلها.
وقد قامت هذه المجموعة بمحاولة تفجير قبة الصخرة في تموز (يوليو) من عام 1982, غير أن المحاولة فشلت, عندما تم اكتشاف الشحنات الناسفة قبل انفجارها.
- منظمة بيتار ( منظمة الشباب التصحيحيين)؛منظمة صهيونية تأسست عام 1923, ولها فروع في عدد من الدول، إضافة إلى وجودها في إسرائيل , وتهتم بإقامة الصلوات اليهودية في ساحة الأقصى.
- حركة تسوميت (مفترق الطرق)،حركة قومية متطرفة, أنشأها رئيس الأركان السابق رفائيل إيتان, في أكتوبر 1983. وإيتان من أشد اليهود تطرفا في استعمال العنف ضد العرب حين كان رئيسا للأركان. وتسعى الحركة إلى التركيز على الصهيونية مذهبا, لأنها هي الحركة المعنية بإعادة المجد إلى أرض صهيون. وتصر الحركة على بقاء القدس الموحدة عاصمة لدولة الكيان تحت سيادتها.
- منظمة سيوري تسيون ، تعتبر رابطة تطوعية, تعمل بإشراف المدرسة الدينية "غليتستا"، وتظهر في شكل جمعية خيرية, وتتلقى دعما من وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس والجيش الصهيوني. تهدف إلى تعميق الوعي إزاء الهيكل المزعوم والقدس لدى اليهود عامة والجيش خاصة، وتقوم بتنظيم رحلات دورية إلى الأماكن الدينية اليهودية في القدس.
وهناك مدرسة تساندها, وتهيئ اليد العاملة للمؤامرة ضد بيت المقدس, هي المدرسة الدينية "عطيرت كوهانيم" الموجودة في الحي الإسلامي من القدس العربية.
هذه أشهر المنظمات والجماعات الصهيونية المتطرفة التي تحاول جاهدة منذ سنوات إلى تدمير المسجد الأقصى ، وتعمل ليل نهار على إتمام أدوات الهيكل المزعوم لإقامته مكان المسجد فور حدوث مكروه للأقصى ، يضاف إليها العديد من المنظمات والجماعات الصغيرة التي ظهرت مؤخرا ، وتدفع بقوة نحو نسف الأقصى.
هذه المنظمات الصهيونية لم تتوان يوما عن التحضير لكل ما يلزم بناء الهيكل ،وتجدد كل عام تهديدها بهدم المسجد الأقصى ،لبناء الهيكل المزعوم مكانه بعد أن كشفت مصادر إسرائيلية عن إكمال الجماعات اليهودية المتطرفة إعداد فانوس من الذهب ، شبيه بالفانوس الذي استخدم في عهد الهيكل الثاني .
وإزاء التهديدات الجدية باقتحام المسجد الأقصى في العاشر من نيسان ابريل القادم ، حذرت معظم الهيئات والمؤسسات الإسلامية الفلسطينية من نتائج عملية الاقتحام المستفزة لمشاعر الفلسطينيين ، واعتبر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري أن هذه التهديدات بلغت مرحلة الخطر الجدي والحقيقي ما يستوجب على الأمتين العربية والإسلامية التحرك العاجل لمنع وقوع كارثة تدمير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وقال المفتي العام :إن هذه التهديدات تتصاعد يوما بعد يوم، ما يهيئ للجماعات اليمينية اليهودية المتطرفة الأجواء لتنفيذها.
وأضاف:هذه الجماعات لا يمكن وليس بمقدورها تنفيذ مخططاتها العدوانية ضد المسجد الأقصى، دون دعم وإسناد من حكومة ارئيل شارون، لأن هذه الجماعات لا تملك طائرة شراعية، ولا تحوز طائرة محملة بالمتفجرات.
وأوضح صبري أن حملة التحريض التي تصدر عن مسؤولين سياسيين في إسرائيل إزاء الحقوق العربية والإسلامية في القدس، ومسجدها العظيم، تغذي في الغالب توجهات اليمين المتطرف، وتشجعه على المضي في تنفيذ مخططاته العدوانية.
وقال: إذا كانوا- الحكومة الإسرائيلية-معنيين حقا بعدم المساس بالمسجد الأقصى فعليهم أن يلجموا عناصر التطرف لديهم، بالاعتقال الإداري أو الاحترازي، وطالما انهم لا يفعلون هذا الشيء، فإنهم مسؤولون عن أعمال هؤلاء المتطرفين.
وحمل الشيخ صبري الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن أي اعتداء يقع ضد المسجد الأقصى ، مشيرا إلى أن هذه الحكومة هي التي ترصد سماء المدينة المقدسة برادارات على مدار الساعة ، تستطيع كشف أي جسم غريب يحلق في الجو ، أو أي جسم غريب يتم إدخاله إلى المسجد الأقصى وساحاته من قبل المتطرفين اليهود.
بدورهم لم يقف الفلسطينيين موقف المتفرج إزاء التهديدات الصهيونية المتطرفة التي تحشد عناصرها لاقتحام المسجد الأقصى في العاشر من نيسان/ ابريل القادم فقد شرع الفلسطينيون على الفور بدعوة كل من يتمكن من الفلسطينيين من الوصول إلى الأقصى للتواجد فيه وفي ساحاته في اليوم المتوقع أن يشهد الأقصى عملية اقتحام من قبل المستوطنين الصهاينة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.