تنطلق يوم الاثنين القادم في عموم محافظات الجمهورية الجولة الثانية من الحملة الوطنية الموسعة ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل على طريق تخلص اليمن من هذا الفيروس القاتل باستخدام اللقاح الجديد "الاحادي" . وتستهدف هذه الحملة على مدى ثلاثة أيام تحصين 4 ملايين و 653 الف و 578 طفلا وطفلة دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال . وقالت مصادر طبية : أن كمية اللقاح الذي سيتم التطعيم به خلال هذه الجولة ب 11 مليون و 633 الف و 948 جرعة من اللقاح الجديد "الاحادي". وأوضحت خطة البرنامج الوطني للتحصين الموسع الخاصة بهذه الحملة حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منها البرنامج الوطني للتحصين الموسع أعتمد استراتيجية التحصين من منزل إلى منزل لتحقيق التغطية المثلى والمكافحة الناجحة لفيروس الشلل المكتشف في بلادنا . وتتضمن استراتيجية التحصين الحالية وضع علامات على كل منزل حصن اطفاله ، إضافة إلى التأشير على أصبع كل طفل تم تطعيمه بحبر خاص. وحسب الخطة فان عدد العاملين الصحيين في هذه الجولة يبلغ 34582 عاملا صحيا ، منهم 2390 عاملا صحيا ثابتا ، و16096 عاملا متنقلا ، فيما يبلغ عدد المتطوعين منهم ايضا 16096 ، بالإضافة الى 3701 مشرفا على الفرق ، و4365 سيارة متنقلة. كما ان هناك 88 مشرفا على مستوى المحافظات و 644 مشرفاً في المديريات و22 مراقبا من المجالس المحلية في المحافظات. وأهاب البرنامج الوطني للتحصين الموسع بمسؤولي وأعضاء المجالس لمحلية والشخصيات الاجتماعية في المديريات المستهدفة على بذل قصاري الجهد والتعاون في دفع الآباء والأمهات لتطعيم أطفالهم المستهدفين بالتحصين ضد شلل الاطفال . يأتي تنفيذ هذه الحملة الوطنية الموسعة كاجراءات وقائية ضد شلل الأطفال في جميع محافظات الجمهورية بعد أن أثبتت عمليات الترصد الوبائي تزايد عدد حالات الاشتباه بالشلل الرخوي الحاد بدأ من آواخر مارس 2005م في محافظة الحديدة . وتشيير نتائج الاستقصاء الوبائي الميداني بعد جمع عينات حالات الاشتباه وفحصها إلى وجود المرض فعلاً في محافظة الحديدة وأربع محافظات أخرى منتقلاً إلى اليمن من السودان الشقيق على خلفية تفشي شلل الأطفال هناك وإصابة نحو 126 طفلاً وطفلة بهذا الفيروس أواخر العام 2004م بعد أن وفد اليها من نيجيريا الموبؤة أصلا بهذا الداء ، وانتقال الفيروس منها إلى بعض دول الأقليم . ومع ان بلادنا لم تشهد مطلقا أية إصابات جديدة بالمرض خلال العام الماضي 2004م الا أنها لم تبتعد عن دائرة الخطر فعملت على تنفيذ الجولة الاولى من الحملة الوطنية الموسوعة ضد شلل الأطفال في سائر المنافذ الحدودية نتيجة عودة فيروس الشلل الرخوي من الخارج . ويرجع سبب عودة فيروس شلل الأطفال مرة أخرى نتيجة لعدم اكثراث بعض الآباء والأمهات لعواقب حرمان أطفالهم من التحصين مما وضع اليمن في دائرة الخطر وعاد ظهور الفيروس في محافظة الحديدة ثم أربع محافظات أخرى. وتؤكد وزارة الصحة العامة والسكان أن الوزارة عملت على مواجهة الوضع بتنفيذ حملات طارئة في جميع مديريات الحديدة من منزل إلى منزل على مدى ثلاثة أيام حصن خلالها 650 ألف طفل وطفلة ، أعقبتها ايضا حملات مصغرة في مديريات المخا وعبس وكعيدنه و شبام حضرموت ومدينة المكلا ومديرية معين بأمانة العاصمة على إثر رصد تسجيل حالات إصابة جديدة فيها. وحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية أكدت رصد / 89/ حالة إصابة مؤكدة بشلل الأطفال حتى الآن. ومنذ العام 1996م وهو العام الذي نفذت خلاله أولى حملات التحصين الوطنية الشاملة ضد هذا الفيروس الخبيث حققت الجمهورية اليمنية نجاحات كبيرة على صعيد تقليص الاصابة بالفيروس حتى عام 2001م. تلى ذلك حملتين تكميليتين في كافة المديريات المتدنية التغطية ، وحققت نسبة تغطية بلغت مائة في المائة في إطار سعي اليمن الحثيث مع مختلف دول العالم للتخلص النهائي من هذا الفيروس الذي يؤدي أحيانا إلى الوفاة عند إصابته للجهاز التنفسي او غيره من الأعضاء الحوية في الجسم فضلا عما يخلفه من تشوه واعاقات تظل ملازمة للمصاب طول حياته . يذكر ان نتائج التحاليل التي اجريت على الفيروس الذي تم عزله من حالات اليمن كشفت أنه من النوع (أ) ، وهو نوع من أصل ثلاثة أنواع لفيروس شلل الأطفال البري تسبب الشلل وهي (1، 2، 3) مع أنه ينسب للنوع الأول أغلب حالات الإصابة . واكد التحليل الجيني للفيرسات بمركز مراقبة الأمراض بإطلانطا بالولايات المتحدة وجود تطابق في التركيبة الجينية لفيروسات عينات الإصابة التي أحضرت من اليمن مع الفيروسات المعزولة في السودان بنسبة 9 ،99% وهوما يؤكد دخول فيروس شلل الأطفال إلى اليمن ضمن بلدان عديدة وفد اليها نفس النوع من هذا الفيروس الخبيث .