تتضارب تقديرات قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مع رؤية المستوى السياسي لكيفية إنهاء الدقيقة الأخيرة لوجود جيش الاحتلال في قطاع غزة بعد الانسحاب منه في الأيام القليلة القادمة، فمن تقديرات عسكرية أمنية لعدد من القادة الإسرائيليين لضرورة توجيه ضربة مؤلمة للفلسطينيين أثناء الانسحاب لإفقادهم نشوة الانتصار، إلى داعي للتريث قليلا خشية تأثير الضربات الإسرائيلية عليها دوليا، وهي تستعد لجني ثمار الانسحاب الذي قدمته للعالم من عبر بوابة حسن النوايا تجاه الفلسطينيين للتقدم نحو السلام، ولمكافحة السلطة المقاومة الفلسطينية. فبعد ساعات من تسريب بعض المخططات العسكرية الإسرائيلية حول نية الجيش الإسرائيلي اجتياح بعض مدن قطاع غزة أثناء تنفيذ الانسحاب، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية(اليوم الجمعة) رفض وزير الجيش شاؤول موفاز توصية كبار ضباط جيشه في قيادة المنطقة الجنوبية (قطاع غزة) بالقيام بعملية عسكرية في بعض المناطق قبل تنفيذ خطة الانسحاب. وكانت مصادر مطلعة قد كشفت عن خطط لجيش الاحتلال للسيطرة على مدن فلسطينية كاملة في الفترة التي تخلى فيها المستوطنات اليهودية من غزة، ونقلت مصادر عسكرية إسرائيلية عن قيادة الجيش:انه لن يكون أمام الجيش أي مفر من تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة داخل قطاع غزة لمنع عمليات المقاومة في فترة تنفيذ خطة الانسحاب. ووفقا لما جاء في هذه المخططات، فان الجيش سيسيطر على مدن فلسطينية كاملة في الفترة التي تخلى فيها مستوطنات إسرائيلية مجاورة، فمثلا ستكون حاجة إلى السيطرة على دير البلح قبل إخلاء كفار دروم وعلى خان يونس قبل الخروج من نفيه دكاليم وغيرها من المستوطنات في غوش قطيف. ما كشفت عنه المصادر العسكرية الإسرائيلية توقعته قيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الأيام الأخيرة، إذ، قال العقيد جمال كايد قائد قوات الأمن الوطني في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، إن إسرائيل تحشد دباباتها والياتها المدرعة في المستوطنات المنتشرة على طول الحدود الغربية لمدينة خان يونس، في إشارة قوية لنيتها توجيه ضربة قاسية للفلسطينيين خلال الانسحاب، كاشفاً، قيام الجيش بإدخال سلاح المدفعية الثقيلة إلى المستوطنات لأول مرة، مشيراً إلى أن تفسير واحد فقط يحمله إدخال السلاح الثقيل إلى المستوطنات، هو توجيه ضربات غير مسبوقة للمدن الفلسطينية، كما صرح بذلك شارون بعد تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية فدائية قرب مستوطنة كسوفيم قبل أيام. وبتحليل كايد فان إسرائيل تنتظر عمليات من المقاومة الفلسطينية أثناء تنفيذ الانسحاب ، لتتخذ من العمليات ذريعة لتوجيه ضربات مؤلمة للفلسطينيين ، يمكن تجاوزه حسب كايد بترك المقاومة للجيش ينسحب دون أن تعطيه ما يتمناه لتحقيق تعطشه للانتقام من الفلسطينيين . الكشف عن المخططات العسكرية الإسرائيلية تزامن مع طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون من موفاز ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس، بأن لا يطلعا الجانب الفلسطيني على موعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة حتى ساعات قليلة قبل انطلاق عملية الانسحاب.