تُعد مسألة إيجاد حل لمحنة حوالي 500 ألف نازح داخلي فى اليمن أمراً ضرورياًً لتحقيق الإستقرار فى البلاد، وقد أتاحت التطورات الأخيرة فى أبين فى الأشهر القليلة الماضية الفرصة لعودة حوالي 200 ألف نازح داخلي إلى مناطقهم والبدء في إعادة بناء حياتهم من جديد، فمنذ شهر يوليو الماضي.. وذكر بيان صادر عن المفوضية السامية للام المتحدة لشؤون اللاجئين- تلقت شبكة سما الاخبارية نسخة منه- أن أكثر من 80 ألف نازح تمكنوا من العودة اإلى ديارهم في أبين، فيما لا تزال العودة مستمرة لأعداد أخرى في الوقت الحالي. واشار البيان الى انه تم إخلاء معظم المدارس التى كانت تستخدم بمثابة مراكزجماعية لإيواء آلاف النازحين منذ شهر مايو 2011، الأمر الذي أفسح المجال أمام التلاميذ لاستئناف الدراسة و مواصلة العملية التعليمية المعتادة, وانه عاد الى الان أكثر من 93 % من النازحين الذين كانوا يعيشون في 78 مدرسة من مدارس عدن، أي أن 23,500 شخص من إجمالى 25 ألف نازح كانوا يعيشون في المدارس قد عادوا إلى ديارهم في أبين، فيما لايزال حوالى 1,500 نازح يعيشون في مدارس عدن, و فى محافظة لحج تم إخلاء المدارس بنسبة 100% فى أعقاب عودة النازحين إلى أبين. واوضح البيان ان العدد القليل نسبياً من النازحين الذين لا يزالون يعيشون فى مدارس عدن ولم يتمكنوا من ممارسة حقهم فى العودة لدواعى أمنية أو لأسباب أخرى، فإنه سيتم نقلهم إلى 8 مباني توزيعهم على مديريات عدن ، حيث تقوم المفوضية حالياً و بالتنسيق مع الحكومية اليمنية بإعادة تأهيل هذه المبانى ليتم اتخاذها بمثابة مأوى مؤقتة يتوفر فيها الحد الأدنى لمتطلبات الإيواء الأساسية للنازحين. وبين البيان : ان المفوضية تقوم مع المنظمات الإنسانية الأخرى إلى جانب الحكومة بتقديم المساعدات للنازحين الذين عادوا إلى ديارهم، حتى يتسنى لهم إعادة بناء حياتهم من جديد، كون المفوضية هي الوكالة الدولية التي تقود عملية الإستجابة للاحتياجات المتعلقة بالمأوى لكل من النازحين والعائدين، حيث قامت حتى الآن بتوزيع مواد خاصة بترميم المأوى لحوالى 32 ألف شخص بالإضافة إلى مواد إيوائية أخرى بما فيها مراتب سرير (فُرُش) و بطانيات وأدوات مطبخ لحوالى 33,000 شخص، و تخطط المفوضية حالياً لتقديم إحتياجات المأوى ومواد غيرغذائية لقرابة 180 ألف شخص فى محافظة أبين. و تبقى عملية دعم إستدامة عودة النازحين التحدي الماثل في الوقت الراهن، حتى لا تتأثرالإنجازات الهامة التى تحققت حتى الآن. تقرير/ عبدالحميد الحجازي