قال مارك كورتيس فى مقاله له بعنوان" بن لا دن وطالبان والظواهري، جميعهم عملت معهم بريطانيا" في صحيفة الجارديان: "ألقى الكثيرون بمسئولية تفجيرات لندن على غزو العراق، إلا أن العلاقة بين هذه الهجمات الدامية والسياسة الخارجية البريطانية أعمق من ذلك بكثير" . وقال ان تفجيرات لندن عام 2005 جاكانت نتيجة للسياسة الخارجية البريطانية ، منوه الى تعاون بريطانيا مع جماعات اسلامية متشددة لتحقيق مصالحها وأوضح الكاتب في مقاله الذي يتزامن مع ذكرى تفجيرات لندن في 7 يوليو 2005 "انه تم تدريب اثنين من منفذي تفجيرات لندن في أربعة مخيمات باكستانية يديرها حركة "المجاهدين" التي كانت ترعاها باكستان لمحاربة القوات الهندية في كشمير. واشار كورتيس إلى ان بريطانيا لم تقدم فقط الأسلحة لباكستان ، ولكن قدمت أيضا مساعدات سرية استفادت منها حركة "المجاهدين". وتابع ان هناك تأكيدات بأن بريطانيا سهلت تنقل عناصر ومتطوعين لحركة "المجاهدين" وساعدت في سفرهم إلى يوغوسلافيا وكوسوفو في التسعينات. ولفت الى ان الاستخبارات البريطانية "أم آي 5" شاركت بسرية في حرب أفغانستان عن طريق تدريب جماعات إسلامية لمواجهة الاحتلال السوفياتي. وأن بريطانيا كانت تصدر تعليمات سرية لعناصر من نشطاء "حركة المجاهدين" عن طريق الفصائل المتمردة التي كانت بريطانيا تدربها سرا وتسلحها بالصواريخ المضادة للطائرات. وعلل الكاتب تقرب بريطانيا من المتشددين الإسلاميين رغبة لندن في السيطرة على موارد النفط واسقاط الحكومات القومية في بعض الدول. وأشار إلى المحاولة البريطانية اليائسة للقيام بصفقة مع حركة طالبان عام 2004 ، عندما دعت وزارة الخارجية البريطانية فضل عبدالرحمن ، وهو رجل الدين المتشدد الموالي لطالبان في باكستان، لزيارة وزارة الخارجية. اسامة بن لادن وقال عبدالرحمن لوسائل الاعلام الباكستانية وقتها: "ان بريطانيا تجري محادثات غير مباشرة مع حركة طالبان للبحث عن مخرج مشرف من أفغانستان". وتناول الكاتب التمويل البريطاني لجماعة الإخوان المسلمين في مصر سرا عام 1942، موضحا ان الصلة بين بريطانيا والإخوان توطدت عقب قيام الثورة في 1952 ، وفى عام 1956 عندما وقع العدوان الثلاثي تطورت الاتصالات بين الجانبين كجزء من مخطط للإطاحة بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وتابع انه عقب وفاة عبدالناصر عام 1970 ، قام الرئيس أنور السادات الذي وصفه بالموالي للغرب برعاية الخلايا الإسلامية سرا لمواجهة القوميين والشيوعيين إلا ان المسئولين البريطانيين كانوا لا يزالون يعتبرون جماعة الاخوان "سلاح يدوي محتمل لمواجهة النظام". واشار الكاتب إلى ان الملفات السرية تؤكد أن بريطانيا كثيرا ما تحالفت مع تنظيمات وحركات وشخصيات لتحقيق أهداف آنية ثم لم تلبث تلك أن انقلبت عليها. وتابع الكاتب لا ينبغي أن نبالغ في دور بريطانيا في ظهور الإرهاب العالمي إلا ان هناك العديد من المساهمات التي قامت بها بريطانيا منها معارضة القومية العربية ، والتي مهدت الطريق لصعود الإسلام الراديكالي "المتشدد" في السبعينات وتقديم الدعم للمحاربين الأفغان في الثمانينات والذي ظهر من بينهم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. واختتم الكاتب مقاله بالتاكيد على ان هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات لندن ساهمت في تقليل العلاقات السرية البريطانية مع الجماعات الإسلامية الراديكالية ، مشيرا إلى العلاقات التي تربط بريطانيا بالمجلس الإسلامي الاعلى في العراق والنظام في باكستان مازالت قائمة. وأشار إلى ان الحكومة البريطانية اعلنت انها منعت 12 مؤامرة لتنفيذ تفجيرات في العقد الماضي ، وأن بريطانيا تواجه تهديدات من 200 شبكة ارهابية.