عاد الرئيس السوداني عمر البشير مساء امس إلي الخرطوم بعد زيارة رسمية لليبيا استغرقت يومين ، أجري خلالها مباحثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي تتعلق بالعلاقات المتميزة بين الخرطوم وطرابلس. وقال كمال حسن علي وزير الدولة بالخارجية في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم امس أن الزيارة جاءت في إطار التشاور المستمر بين قيادتي البلدين موضحا أن الزيارة امتداد للتشاور الذي كان بينهما في قمة الساحل والصحراء التي عقدت بانجمينا وأضاف الوزير أن المشاورات تناولت جملة من الموضوعات أحد محاورها العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تقويتها في المجالات السياسية والاقتصادية واوضح كمال أن المشاورات ركزت ايضا علي عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلي رأسها قرارات قمة كمبالا مشيرا أن الرئيسين اشادا بالموقف الإفريقي الأخير تجاه السودان واشار إلي الإجماع الذي خرجت به القمة لمواجهة ادعاءات محكمة الجنايات الدولية و أكدا حرصهما علي مواصلة التعاون بما يحقق وحدة الصف الإفريقي . واضاف إن الرئيس البشير اطلع الزعيم الليبي علي الإستراتيجية الجديدة لاستكمال سلام دارفور لبسط السلام علي الارض واستيعاب مكونات المجتمع الدارفوري في العملية السياسية بدارفور مضيفا أن الرئيسين اكدا علي منبر الدوحة التفاوضي باعتباره الطريق الوحيد لتسوية قضية دارفور. كما تعهدت الجماهيرية الليبية عدم السماح لحركة العدل والمساواة بزعامة د. خليل إبراهيم بممارسة أيِّ نشاطٍ عدائي تجاه السودان من أراضيها. ووصف كمال علي، طلب خليل بحق تقرير المصير بالحديث المعزول، وقال إن دارفور ومكوناتها كافة انتظمت حالياً في عملٍ كثيفٍ من أجل السلام، مُشيراً إلى أنّه أصبح حقيقة واقعة في دارفور، مشيراً إلى أن خليل بعد دحر قواته لم يَعد له تأثيرٌ على الأرض، وأضاف: «إن أراد الانضمام للسلام مرحباً به وإن رفض فإن قطار السلام لن ينتظره»، وأشار إلى أن ليبيا أكّدَت دعمها اللا محدود للإستراتيجية الجديدة لسلام دارفور. وفيما يتعلّق بالاستفتاء اوضح كمال ان الرئيس أَكّدَ أهمية قيامه في موعده والعمل لدعم الوحدة، وشَدّد على ضرورة حَثّ الجنوبيين للتصويت طوعاً للوحدة من أجل مصلحة السودان والقارة الأفريقية، وفيمَا يَتَعَلّق بالحدود بين السودان وليبيا قال الوزير إنّ الإجراءات التي تمّت كانت باتفاق الدولتين، وإنّ الغرض منها تنظيم الإجراءات الحدودية، ووصف كمال حسن علي، مُباحثات الرئيسين بأنّها اتسمت بالصراحة والوضوح، وقال إنّ وجهات النظر بين القيادتين تطابقت في كل القضايا التي بحثاها. لجنة ثلاثية لمراقبة الاستفتاء حذر السير دريك بلمبلي رئيس مفوضية التقويم والتقدير، من مخاطر في اجراء الاستفتاء قبل ترسيم الحدود، لكنه قال إنه لا يوجد نص قانوني في الدستور أو قانون الاستفتاء يشترط ترسيم الحدود قبل الاستفتاء، وطالب بلمبلي في ندوة تقييم اتفاق السلام الشامل التي عُقدت بالبرلمان أمس، بالتحضير الجيد للاستفتاء، وأَكّدَ على ضرورة التعامل بجدية مع ترسيم الحدود وإتخاذ قرار نهائي سياسي بشأنه. وأوضح أن هناك قضايا مقلقة في أمر تنفيذ الاتفاقية، لكنه قال ليس لديّ شك في إمكانية تجاوز تحديات تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في فترتها الأخيرة، وأكد ثقته في الشريكين على حل المشاكل. وقال لا توجد مرونة في الجدول الزمني المتبقي في التنفيذ، ولا توجد خارطة طريق لما سيحدث في الفترة المتبقية. وقال إنّ عدم تعيين مفوضية استفتاء أبيي أمر مُثير للقلق، وطالب بالاسراع في التعيين بغرض البدء في إتخاذ الخطوات اللوجستية والتحضيرات الأخرى. وأكد على ضرورة حماية التمازج والتداخل بين المجتمعات على جانبي الحدود، وطالب بلمبلي، الإسراع في إجراء المشورة الشعبية، وقال إنّ قيام مشورة كردفان قبل الاستفتاء أمر مستبعد واقعياً، وأشار إلى أنه يمكن أن تتم في النيل الأزرق. من ناحيته قال الطاهر إن تقديم أيّ أسئلة للمفوضية بشأن تلك القضايا تعتبر سؤالاً خارج النص لان المفوضية ليس من مهمتها أصدار فتوى. من جانبه أَكّدَ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان على ضرورة إكمال ترسيم الحدود حتى لا يحدث خلل في عملية السلام. ووصف الطاهر مهمة المفوضية بالعسيرة، وأشار لمعلومات ذكرتها تؤكد أن عدم إكمال الترتيبات الأمنية سيؤثر على السلام، وأشار إلى أنّ نسبة التنفيذ من قِبل القوات المسلحة 80% ، بينما نسبة الجيش الشعبي لم تتجاوز 8% . وفي السياق أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، عن تَعيين لجنة من 3 أشخاص لمراقبة عملية الاستفتاء في جنوب السودان يناير المقبل. وقال آلان لو روي رئيس عمليات حفظ السلام الدولية أمس، إن الخطوة تأتي بناءً على طلب تقدم به كل من الرئيس عمر البشير، وسلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب، إلى الاممالمتحدة كي تساعد في عملية المراقبة. وطالب روي الشريكين، الإسراع في بدء عمل مفوضية استفتاء جنوب السودان وتشكيل مفوضية استفتاء أبيي، والاتفاق على تَرتيبات ما بعد الاستفتاء.من ناحيتها أعْلنت اللجنة الفنية لترسيم الحدود الفراغ من 80% من توصيف الحدود على الخريطة وتمّ الاتفاق عليها، فيما تبقت 20% حولها خلاف بين أعضاء اللجنة في منطقة غرب النيل الأبيض ، رفعت لرئاسة الجمهورية.وأكّد د. عبد الله الصادق رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود في مؤتمر صحفي أمس بالخرطوم ، فراغ اللجنة من مرحلة التحديد على الورق، وقال إن ما تبقى من العملية وضع العلامات الحدودية على الارض، التي سيتم بمواصفات علمية معايير دولية، وأكد الصادق أنّ الفترة المتبقية كافية أكثر من اللازم لتنفيذ ترسيم الحدود، إذا خلصت النوايا. وقال الصادق إن الاختلاف في توصيف 20% من تفسير الخرائط، وفي الجهات المنفذة لترسيم الخط، وفي منطقة (كافي كنجي و حفرة النحاس)، وأضاف أن البعض يرى الالتزام بلائحة اللجنة، وآخرين يطالبون الاستعانة ببيوت خبرة أجنبية لتنفيذ الترسيم، وأشار إلى أنهم فشلوا في التوفيق بين آراء الاعضاء. مبعوثة جديدة قَرّر المجلس الوزاري الأوروبي، تعيين الدبلوماسية البريطانية روزاليند مارسند، كمبعوثة أوروبية جديدة لدى السودان، بدلاً عن السفير السابق توربن بريل. وستباشر روزاليند عملها إعتباراً من الأول من شهر سبتمبر المقبل، و تتمحور مُهمتها حول التحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والإسهام في الجهود الدولية المبذولة في السودان، خاصةً فيما يخص تحضير الاستفتاء في الجنوب مطلع العام المقبل، وستلعب المبعوثة الأوروبية الجديدة دور المنسق بين الأطراف السودانية المختلفة والأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالوضع في السودان، حيث ستولي أهمية كبرى للوضع في إقليم دارفور، وأشار البيان إلى أنّ مَارسند عملت كسفيرة لبلادها في السودان حتى شهر مايو من العام الحالي. استقرار الأوضاع الأمنية أكدت حكومة ولاية غرب دارفور هدوء واستقرار الأوضاع الأمنية بمنطقة شرق جبل مرة بنسبة 90% عدا بعض المناوشات. وقال محمد الخير مكي معتمد محلية شرق جبل مرة إنّ المساعدات الإنسانية تنساب بصورة جيدة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة، وأشار لوجود تنسيق بين حكومة الولاية والأجهزة الأمنية والحركات لإيصال المساعدات الإنسانية ودخول المنظمات للمواطنين المتواجدين في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وأكد سعيهم لتذليل صعوبة توصيل المساعدات الإنسانية لكل المناطق المتأثرة بالمحلية. وطالب مفوضية العون الإنساني لتكثيف جهودها لتحسين الأوضاع الإنسانية التي تشهد تقدماً تدريجياً عن ذي قبل. لجنة تحضيرية شرعت قوى تحالف جوبا في تكوين لجنة تحضيرية موسعة من كافة القوى السياسية تَوطئةً للإعداد للقاء سوداني شامل. وقالت د. مريم الصادق رئيس لجنة الإعلام والتعبئة عقب اجتماع التحالف أمس، انَّ اللجنة التحضيرية تَهدف لتحقيق التوافق حول الأجندة الوطنية التي يَجب نقاشها في اللقاء، وقالت: هذا اللقاء سَيكون المخرج الوحيد الآمن والحقيقي للسودان من أزماته المتشابكة التي لخّصتها في الوحدة الوطنية أو الانفصال، حَل قضية دارفور، قضايا التحول الديمقراطي والحريات وقَضايا الضائقة المعيشيّة والأزمة الاقتصادية، وأشارت إلى أنّه بعد التداول تمّ توسيع اللجنة التحضيرية، وتقرّر مواصلة الاجتماع بعد غدٍ الأحد بدار الحزب الشيوعي لتوسيع الدعوة لتشمل كافة القوى السياسية والتنظيمات المجتمعية التقليدية والحديثة ، وقالت ستكون الدعوة للجميع دون إقصاء لأيّة جهة.