كشف الرئيس السوداني عمر البشير أمس أنه اتفق مع الزعيم الليبي معمر القذافي على مغادرة رئيس حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور خليل إبراهيم الذي تستضيفه بلاده منذ ثلاثة أشهر، إلى جهة لم يحددها خلال الأيام المقبلة. وقال الناطق باسم مجلس الوزراء السوداني عمر محمد صالح إن البشير طرح تقريراً أمام المجلس في اجتماعه الدوري أمس عن نتائج زيارته ليبيا الأسبوع الماضي، موضحاً أنها كانت في إطار تحرك مع دول الجوار لتسريع تسوية أزمة دارفور. وأضاف أن البشير أكد أن محادثاته مع القذافي سادتها روح التفاهم وتطابق وجهات النظر في القضايا التي ناقشاها، وأبرزها تقرير مصير جنوب السودان واستراتيجية الخرطوم الجديدة في شأن دارفور. وأكد أنهما اتفقا على أن منبر الدوحة لسلام دارفور هو الوحيد لحل القضية، وأن إغلاق الحدود بين البلدين لمنع تسلل المتمردين على جانبي الحدود لن يؤثر في علاقاتهما . وأضاف أن مغادرة خليل إبراهيم الأراضي الليبية ستكون خلال الأيام المقبلة ، كاشفاً عن اتصالات بين البلدين في هذا الشأن. وكان الرئيس السودانى قد زار ليبيا يوم 4 أغسطس الحالى فى أعقاب أزمة دبلوماسية مكتومة ظهرت فى علاقات الخرطوم وطرابلس منذ تواجد زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم فى ليبيا أسفرت عن إعلان السودان لإغلاق حدودها البرية مع ليبيا. وذكرت حكومة الخرطوم وقتها أن قرار إغلاق الحدود مع ليبيا يأتى تحسبا لأية محاولات تسلل من قبل قيادات حركة العدل والمساواة والمتواجدة حاليا داخل الأراضى الليبية وعلى رأسها خليل إبراهيم ومحاولتها دخول دارفور السودانية المتاخمة للحدود مع ليبيا. وكانت الخرطوم طلبت من ليبيا طرد خليل إبراهيم الموجود على أراضيها منذ 19 مايو الماضي بعدما أوقفته السلطات في تشاد المجاورة في مطار عاصمتها رافضة السماح له بالمرور عبر أراضيها ليعود إلى إقليم دارفور بعدما ظل 12 ساعة محتجزاً في طائرته وأتلفت السلطات التشادية وثائق سفره ومرافقيه. واحتج المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية معاوية عثمان على وجود خليل إبراهيم فى أراضيها منذ رفض تشاد لاستقباله قبل نحو الشهرين، وقال إن الخرطوم تأمل فى أن يكون وجود زعيم الحركة الدارفورية عابرا وليس كمقر إقامة. وسيجد زعيم العدل والمساواة نفسه في موقف صعب في حال اتخذت ليبيا قراراً بطرده، وقد تثير محاولاته اللجوء إلى مصر غضب الخرطوم. وذكرت تقارير أنه لا يرغب في اللجوء إلى دولة أوروبية، ويسعى إلى إقناع دول افريقية مثل أفريقيا الوسطى المتاخمة لدارفور أو النيجر باستضافته. من جهته دعا سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية، قيادات الحركة لاجتماع طارئ للمكتب السياسي بجوبا اليوم . وقال نائب الامين العام للحركة بقطاع الشمال، ياسر عرمان، في تصريحات صحفية ان الاجتماع سيناقش قضايا الاستفتاء ودارفور والتحول الديمقراطي الى جانب تقييم عمل المكتب السياسي منذ آخر انعقاد له. وأعلن الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، باقان أموم، أن المكتب السياسي للحركة سيناقش لدى إجتماعه في جوبا تنفيذ إتفاقية السلام الشامل. وقال أموم في مطار جوبا لدى عودته من الخرطوم إن التركيز سيكون على الإستفتاء المقبل في جنوب السودان، والمشورة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وكان باقان اموم قد حذر من أن عملية الإستفتاء قد تصاب في مقتل إذا لم تتمكن مفوضية الإستفتاء من تسوية المشاكل التي تواجهها في غضون أسبوعين .