اكد الرئيس السوداني عمر البشير انه لا عودة الى الحرب بين الشمال والجنوب في السودان مشيرا الى ان نتيجة الاستفتاء في الجنوب ليست نهاية الدنيا. وكان الرئيس السوداني اكد الاسبوع الماضي انه لن يقبل بديلا لوحدة السودان على رغم التزامه اتفاق السلام الذي يقضي بتنظيم استفتاء مطلع العام المقبل لتقرير مصير جنوب السودان غير انه المح الى صعوبة اجرائه في غياب اتفاق بين الشمال والجنوب حول ترسيم الحدود. من جانبها اصدرت مفوضية استفتاء جنوب السودان اليوم قراراً اعلنت فيه الجدول الزمني لكافة عمليات الاستفتاء وذلك استناداً ووفقا لاحكام المادة 14 من قانون استفتاء جنوب السودان لعام 2009م .. وحدد القرار بداية الحملة الاعلامية في السابع من نوفمبر المقبل وتستمر حتي السابع من يناير القادم وان تبدأ عملية التسجيل في الرابع عشر من نوفمبر 2010م وتستمر حتي الاول من ديسمبر نهاية التسجيل . واعلن القرار السادس من ديسمبر المقبل موعدا لنشر السجل الاول للاستفتاء وذلك خلال خمسة ايام من نهاية التسجيل .. فيما حدد القرار الثالث عشر من ديسمبر اخر موعدا لتقديم الاعتراض ومدة تقديم الاعتراض سبعة ايام .. وجاء في القرار ان الثامن عشر من ديسمبر المقبل اخر تاريخ للبت في الاعتراض بواسطة لجان الاستفتاء خلال مدة تتمثل في خمسة ايام . فيما تم تحديد الخامس والعشرين من ديمسبر 2010م اخر موعد لتقديم الطعون وذلك خلال مدة تتمثل في سبعة ايام . واوضحت المفوضية في قرارها ان الثلاثين من ديسمبر 2010م هو اخر تاريخ للفصل في الطعون بواسطة المحاكم في مدة حددت بخمسة ايام واعلن رسمياً ان الرابع من يناير 2010 تاريخ نشر السجل النهائي للاستفتاء والتاسع من يناير تاريخ بدء الاقتراع . من جهة أخري أكد مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم فى اجتماعه الدوري اليوم برئاسة د. عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم أن المجلس الأعلى للسلام والوحدة يعمل وفق الرؤية الاستراتيجية للولاية لتحقيق السلام المستدام والوحدة وان عمل المجلس يعتبر قومياً ولن يتأثر بنتائج الاستفتاء حول مستقبل جنوب السودان وعلى المجلس الا يألو جهداً في ترسيم خطى الوحدة كخيار مفضل حسب إتفاقية السلام الشامل والسعي لتحقيق الوحدة وسط القطاعات المعنية بالولاية . وأكد مجلس وزراء الولاية على اهمية تجاوز الهنات التى تحدث هنا وهناك وتوظيف الاعلام لاشاعة روح السلام والوحدة ونبذ روح الكراهية والتجزئة ورفض التعبئة السالبة وحشد الطاقات والجهود لانجاز مشروع الوحدة .. وأكد المجلس على ضرورة رعاية المواطنين الجنوبيين بالولاية وصيانة أمنهم وأن الجنسية أياً كانت هويتها لن تكون سبباً بعد الاستفتاء فى مغادرة أي شخص له الرغبة فى البقاء فى ولاية الخرطوم فى حالة تغليب خيار الانفصال . وطالب مجلس وزراء الولاية المجلس الأعلى للسلام والوحدة بالولاية بالمضى قدماً فى إستدامة السلام وتحقيق الوحدة الوطنية ودعا وزارة الثقافة والاعلام إعداد خطة وبرامج إعلامية طموحه تستهدف تحقيق المبادئ التى أقرها المجلس . نفى وزير الدفاع السوداني المهندس عبدالرحيم محمد حسين مطالبته بتأجيل استفتاء تقرير المصير لسكان جنوب السودان والمحدد موعده في التاسع من يناير المقبل. ونقلت وكالة الانباء السودانية عن الوزير حسين تأييده لاجراء الاستفتاء في موعده المحدد اذا تم تجاوز العقبات المتمثلة في ترسيم الحدود وتحديد تبعية منطقة ابيي النفطية والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب. وكانت وسائل الاعلام المحلية والدولية نقلت عن الوزير دعوته الى تأجيل الاستفتاء ضمن تصريحات ادلى بها عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك بالقاهرة أمس. يذكر ان قضيتي ترسيم الحدود ومنطقة ابيي تمثلان عقبتين رئيسيتين امام الاستفتاء على انفصال الجنوب والاستفتاء الموازي الذي يجري بشأن ضم منطقة ابيي الى الشمال او الجنوب المقررين في يناير المقبل بموجب اتفاق سلام عام 2005 الذي انهى عقودا من الحرب الاهلية في السودان. ومن المقرر ان تعقد مؤسسة الرئاسة السودانية التي تضم الرئيس عمر البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان طه اجتماعا خلال اليومين المقبلين لبحث القضايا العالقة بشأن اجراء الاستفتاء كما ستعقد مباحثات بين الاطراف السودانية في 27 من الشهر الجاري بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا لحسم الجدل حول قضايا ما بعد الاستفتاء . من جانبها أقرت بعثة الأممالمتحدة بولاية النيل الأزرق السودانية فى تقرير لها أمام ورشة العلاقات عبر الحدود ، حول أوضاع قبائل التماس بين ولايتي النيل الازرق أواسط السودان وأعالي النيل جنوبي السودان فى فترة ما بعد السلام ، أن هذه الفترة لم تشهد أي نزاعات حدودية بين ولايتي النيل الازرق واعالى النيل وان العلاقات الحدودية تمضي وفق ماهو مرسوم لها ، وأشار التقرير الي أن الرحل ظلوا يتنقلون بين الولايتين فى سلام. . ودعا التقرير الى التنسيق بين المحليات على جانبي الحدود وضمان سلامة تحركات الرعاة وتعزيز وتقوية الأنشطة الثقافية والتجارية بين الحدود وعمل البنيات التحتية وتعبيد الطرق وتشجيع التجارة التفضيلية وتخفيف الرسوم. نفي الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية المقدم الصوارمي خالد سعد أن يكون إعادة انتشار القوات الدولية بأبيي الذي تناقلته وسائل الإعلام بداية لانتشار قوات دولية على الحدود. وقال الصورامي ان القوات الدولية التي يبلغ تعدادها 10 آلاف والموجودة بالمنطقة بغرض المراقبة من حقها إعادة انتشارها داخل المنطقة وفقا لرؤيتها ، وهو حق يكفله بروتوكول أبيي ، مشددا على أنه لايوجد أي قرار من الأممالمتحدة بنشر قوات إضافية في السودان لأي غرض كان. واعلن رئيس البرلمان السوداني، أحمد إبراهيم الطاهر، ان السودان لن يقبل صلاحيات جديدة لقوات الاممالمتحدة في السودان، وأنه لا مجال لاعادة انتشارها دون استشارة حكومة السودان. واشار الطاهر خلال جلسات البرلمان امس إلى ان تفويض القوات الدولية سينتهي في 9 يوليو 2011 ولا يوجد سبيل لتجديد مهمتها التي قال أنها كانت متعلقة بمنع وقوع نزاع بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة. وأضاف ان قوات الأممالمتحدة ستخرج فورا في حال الوحدة، ونصح الحركة الشعبية بإخراج القوات الدولية من الجنوب في حالة الإنفصال. وكان توبي مدوت، رئيس حزب سانو، رحب بالدعوة التي وجهها سلفا كير رئيس حكومة الجنوب لنشر مزيد من قوات حفظ السلام على الحدود بين الشمال والجنوب قبل الاستفتاء، وأضاف مدوت أن هذه القوات ستساهم في منع حدوث أي حرب محتملة بين الشمال والجنوب، مناشدا جميع محبي السلام القبول بنشرها . من جهة أخري طرح المفكر الإسلامي الأستاذ الجامعي د.الطيب زين العابدين عددا من الخيارات للحفاظ علي وحدة السودان وتجنيب البلاد مخاطر الإنفصال والتقسيم وإستعرض زين العابدين في ندوة مستقبل العلاقة ما بين الشمال والجنوب التي نظمها مركزدراسات المستقبل اليوم هذه الخيارات والتي تتمثل في إعتماد وحدة تقوم علي أسس جديدة تراعي المصالح المشتركة بين الشمال والجنوب وتؤطر سياسيا لسودان جديد يسع الجميع بجانب تبني نظام مركزي واسع يكفل الحقوق والواجبات علي أساس المواطنة بالإضافة لقيام إتحاد هيكلي تكاملي لرعاية المصالح المشتركة بين شعبي الشمال والجنوب مثل قضايا المياه والبترول والجنسية المزدوجة والتبادل الثقافي وإقترح زين العابدين مد الفترة الإنتقالية لمدة عام أوعامين لحسم القضايا العالقة داعيا لترسيخ مفاهيم التعايش السلمي والجوار الحسن بين الشمال والجنوب حال الإنفصال لدعم سبل التعاون والإستقرار والسلام والتنمية المستدامة في البلدين . وقال ان للسودان تاريخا تليدا في التعايش السلمي داعيا القادة السياسيين للإستفادة من هذا الرصيد لمواجهة التحديات الماثلة مضيفا أن مشاكل الحدود بين الشمال والجنوب من المشاكل الشائكة والتي من الممكن أن تؤدي إلي توتر ونزاع بين الجانبين مشيرا لفشل إجتماعات أمريكا وأديس ابابا في رأب الصدع ما بين شريكي السلام فيما يتعلق بحسم المشاكل العالقة والتي تتمثل في ترسيم الحدود ومشكلة أبيي . من جانبه قال السفير د.حسن عابدين عضومجلس شئون الأحزاب السياسية لابد من إحترام خيار أبناء الجنوب في الأستفتاء القادم ، وأعرب عن أمله في حال إنفصال الجنوب بن يكون هذا الإنفصال آمنا وسلسا لتجنيب البلاد والعباد مخاطر الحرب والأحزاب .