- امر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قوات الامن بازالة الطوق المضروب على مستودعات الوقود من قبل معارضي مشروع اصلاح نظام التقاعد الذي اكد الاربعاء انه ماض فيه رغم الاحتجاجات القوية التي شابها عنف احيانا. وبعد ساعات من تعهد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون باعادة الوضع الى "طبيعته" في غضون "اربعة او خمسة ايام"، تدخلت قوات الامن ليلا لرفع الطوق عن ثلاثة مستودعات في غرب البلاد. وقال ساركوزي اثناء اجتماع مجلس الوزراء "اصدرت اوامري امس (الثلاثاء) لفك الطوق عن كافة مستودعات المحروقات بهدف العودة باسرع وقت ممكن الى الوضع الطبيعي". وحذر ساركوزي من انه "اذا لم يتم وضع حد سريعا لذلك فان عمليات الفوضى هذه التي تسعى الى التسبب بشل البلاد، يمكن ان تكون لها آثار على العمل من خلال تدهور السير الطبيعي للنشاط الاقتصادي". واصيبت مصافي فرنسا ال12 بالشلل. وضرب طوق على العديد من المستودعات لفترة وجيزة احيانا في اطار تحركات اصبحت اهم وسيلة ضغط على الحكومة في النزاع حول مشروع اصلاح نظام التقاعد. والثلاثاء وقبل يومين من عطلة عيد "جميع القديسين" كان حوالي ثلث محطات الوقود من اصل ال12500 في البلاد "في انتظار الامدادات"، بحسب السلطات التي كانت استبعدت في نهاية الاسبوع الماضي اي خطر لحدوث شح في الوقود. وكرر الرئيس الفرنسي التأكيد ان مشروع الاصلاح ماض "حتى النهاية" مؤكدا حرصه على "ضمان احترام النظام الجمهوري" وذلك رغم تعبئة قوية الثلاثاء في يوم التحرك الوطني السادس ضد مشروع اصلاح التقاعد منذ ايلول/سبتمبر الماضي. وتظاهر بين 1,1 مليونا و3,5 ملايين شخص الثلاثاء في الشوارع بحسب المصادر، في حين لا يزال التحرك يحظى بدعم الراي العام وفق استطلاعات راي عدة. وتجتمع النقابات مجددا الخميس لاتخاذ قرار بشأن يوم جديد من الاضرابات والتظاهرات قد يحصل الثلاثاء. واعرب فرانسوا فيون، الذي وصف الاربعاء مشروع القانون القاضي اساسا برفع السن الدنيا للتقاعد من 60 الى 62 عاما بانه "اصلاح الحس السليم"، عن ثقته بانه سيحصل في نهاية المطاف على "اجماع وطني عريض". وتظاهر نحو الف تلميذ ونقابي ومن اعضاء احزاب اليسار الاربعاء امام مقر مجلس الشيوخ حيث جرى النظر في المشروع وحيث طالب قادة اليسار ساركوزي بشكل علني بتعليق المناقشات وفتح "تشاور واسع للغاية". وسارع وزير العمل اريك فيرت الى اصدار تعليق غير مفاجئ اشار فيه الى ان المناقشات حول المشروع لن تتوقف. وقالت وزارة التربية ان 178 معهدا ثانويا تعطلت الدراسة فيها الاربعاء اي ما يشكل 4 بالمئة من ثانويات فرنسا في ادنى تعبئة منذ اسبوع. وشهدت تحركات تلامذة الثانويات الثلاثاء اعمال عنف نفذها بشكل رئيسي مخربون شبان من خارج المؤسسات التعليمية. واعلن وزير الداخلية بريس اورتيفو توقيف "1423 مخربا خلال اسبوع" وحذر من انه "لن يترك الرعاع بدون عقاب". وسجلت اشد اعمال العنف في ليون (وسط شرق) حيث نهب مخربون متاجر واحرقوا سيارات ومواقف حافلات. وتم توقيف النقل العام الاربعاء من قبل السلطة المحلية احتياطا. واندلعت حوادث جديدة الاربعاء بين شبان وعناصر شرطة في وسط ليون حيث انتشرت قوات الامن بكثافة وحلقت مروحية مراقبة في الجو. واستمر اضطراب النقل الحديدي لكن بدرجة اقل من اضطرابه الاسبوع الماضي. وتم تامين قطارين من ثلاثة من القطارات الفائقة السرعة المغادرة باريس والواصلة اليها وقطار من اثنين بين المناطق. وتعددت في اماكن كثيرة حواجز المحتجين التي تعيق حركة المرور. الى ذلك، ارغمت فرنسا ايضا على استيراد كميات كبيرة من الكهرباء الاربعاء، بسبب تخفيضات في مستوى الانتاج بقرار من المضربين ووقف العديد من المفاعلات النووية عن العمل للصيانة.