قال مصدر عسكري يمني ل«الشرق الأوسط»، إن جبهة ميدي بمحافظة حجة المحاذية للسعودية، باتت أشبه «بمعركة استنزاف لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وسط تقدم قوات الجيش المسنود من قوات التحالف، حيث أصبحت معظم أحياء ميدي تحت سيطرة الجيش الوطني، فيما لا تزال الميليشيات الانقلابية تستميت للحفاظ على أحياء المدينة الغربية التي تقترب قوات الجيش من السيطرة عليها»، فضلا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين بينهم قادة انقلابيون لقوا مصرعهم في المعارك المحتدمة غرب المدينة. وأكد المصدر، أن «قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، وبإسناد جوي من مقاتلات التحالف، حققت تقدما جديدا في جبهاتها بمحافظة حجة، وسيطرت على عدد من المباني في أحياء ميدي الغربية، وذلك بعد أيام من تطهير الأحياء الشرقية للمدينة، في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية محاولاتها المستميتة في التقدم إلى مواقع الجيش واستعادة المواقع التي خسرتها شرقا». مصدر عسكري آخر، نقل عنه المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، قال إن «عددا من عناصر الميليشيات الانقلابية لقوا مصرعهم وجرح العشرات، فيما أُسر آخر خلال عملية اقتحام وتطهير قوات الجيش الوطني لمبانٍ جديدة في الأحياء الغربية لمدينة ميدي، وبحسب الاعترافات الأولية للمقاتل الذي يدعى نبيل أحمد شوعي فرحان، أحد أبناء مديرية شرس بمحافظة حجة، فإنه قال إن الميليشيات تلقفته من سوق قريته من دون أن يتلقى أي تدريب وتم الزج به في محرقة ميدي دون علم أهله». جاء ذلك في الوقت الذي احتدمت فيه المعارك بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في سلسلة جبال حام بمديرية المتون بمحافظة الجوف (شمالا)، تمكنت على أثرها قوات الجيش الوطني من اقتحام مواقع الانقلابيين وتحقيقها التقدم في جبهات الطويلة والعنبر والسيطرة على تبة الشهيد جراد التي بدأت الفرق الهندسية في الجيش الوطني من عملية تطهيرها من الألغام الكثيفة التي زرعتها الميليشيات. وتزامن تقدم قوات الجيش الوطني في جبهة حام الجبلية مع الإسناد الجوي الذي تلقوه من قبل مقاتلات التحالف التي شنت غاراتها على تعزيزات للانقلابيين. من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة، العقيد عبد الله الأشرف، إن الجيش الوطني تمكن من السيطرة على تبة الشهيد جراد وقطع خط عنبر والربطة، حيث يحاصر الانقلابيين في هذه الأخيرة، مؤكدا في منشور له كتبه على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به على «فيسبوك»: «مواصلة التصعيد ومباغتة الانقلابيين في كل جبهة ومهاجمتهم من حيث لا يحتسبون، وأن النصر الكبير وهزيمة الانقلاب بات وشيكا وقريبا». كما تمكنت قوات الجيش الوطني من إفشال محاولة تسلل للانقلابيين إلى مواقعها في مديرية نهم، البوابة الشرقية لصنعاء، وسقوط قتلى وجرحى من الميليشيات الانقلابية بعد نصب كمين لهذه الأخيرة. وقال مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية السابعة، نقل عنه المركز الإعلامي للقوات المسلحة، إن «الميليشيات حاولت خلال الليلة الماضية التسلل إلى مواقع في قرن نهم، وتم رصدها مبكرا ونصب كمين محكم لها بعد استدراجها، حيث أسفرت العملية عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيات، وأن جثث بعض قتلاهم لا تزال ملقاة في الجبال، بينما لاذت بقية العناصر بالفرار». إلى ذلك، تجددت المواجهات في الجبهات الغربية والشمالية بتعز، بالتزامن مع استمرار قصف الانقلابيين للأحياء السكنية من مواقع تمركزها شمال وغرب المدينة. ففي الجبهة الغربية، تجددت المواجهات في مقبنة بشكل أعنف بعد تكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، ما جعلهم يدفعون بتعزيزات كبيرة إلى مواقعهم في الجبهة، ومحاولاتهم التسلل إلى مواقع الجيش في تبة عبد القوي والبركنة بعزلة عبدلة وتصدت لهم قوات الجيش. كما تركزت أعنف المواجهات في محيط معسكر الدفاع الجوي، شمالا، إثر محاولة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش الوطني الذي تصدى لهم وأجبرهم على التراجع والفرار بعد وقوع خسائر بشرية من الانقلابيين.