فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاحتجاجات في اليمن وتداعيات ثورة الشباب
نشر في سما يوم 23 - 03 - 2011

بدأت بشكل متقطع منذ منتصف شهر يناير عام 2011 م ,ثم توجت بيوم غضب في يوم الجمعة 11/2/2011 م (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر). تأثرت هذه الاحتجاجات بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة الشعبية التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي. كما ازداد زخمها بعد نجاح ثورة 25 يناير المصرية وسقوط نظام حسني مبارك يوم الجمعة 11/2/2011 م. قاد هذه الاحتجاجات أحزاب المعارضة اليمنية بالإضافة إلى الشبان اليمنيون للمطالبة بتغيير نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاماً, والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
الأسباب غير المباشرة:
سوء الأوضاع السياسية: والمطالبة بالإصلاح السياسي والدستوري وتحقيق الديمقراطية.
سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية: كانتشار الفساد والبطالة والفقر خاصة بعد جهود قمع التمرد في الجنوب. حيث تبلغ نسبة البطالة 35% على الأقل وعدد السكان نحو 23 مليون نسمة يعيش نحو 40% منهم تحت خط الفقر.
تشبث الحزب الحاكم في السلطة: فالرئيس علي عبد الله صالح يحكم البلاد منذ عام 1978 م. كما ظهرت مؤخراً مخاوف من توريث الحكم من بعده لنجله أحمد.
المطالب الشعبية بتنحية جميع أقارب الرئيس علي عبد الله صالح من المناصب القيادية بالمؤسسة العسكرية والأمنية والحكومية. وقد دعت مجموعة على الفيسبوك أسمت نفسها "شباب العاشر من فبراير" إلى عزل هؤلاء بشكل عاجل. وتأخذ أحزاب المعارضة على الرئيس تعيين 22 شخصا من أبنائه وأقاربه ومن سكان قريته سنحان في مراكز قيادية مهمة في الجيش والأمن، منها الحرس الخاص والحرس الجمهوري والقوات الجوية والبحرية والبرية والدفاع الجوي والفرقة أولى مدرعة وحرس الحدود إلى جانب الأمن المركزي والأمن القومي وقيادة المعسكرات والمناصب الإدارية. ومن بينهم ابنه الأكبر أحمد في قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وأبناء إخوته محمد وطارق محمد وعمار محمد في مناصب أركان حرب الأمن المركزي، وقيادة الحرس الخاص ووكالة جهاز الأمن القومي، إضافة إلى ابن أخيه توفيق صالح في منصب مدير شركة التبغ والكبريت الوطنية.
الأسباب المباشرة:
اندلاع الثورة الشعبية في تونس في 18 ديسمبر عام 2010 م احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السيئة وتضامناً مع محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه. واستطاعت هذه الثورة في أقل من شهر (في 14/1/2011 م) الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي (الذي حكم البلاد لمدة 23 سنة بقبضةٍ حديدية).
اندلاع ثورة 25 يناير في مصر والتي تأثرت بالثورة الشعبية التونسية. واستطاعت هذه الثورة في 11/2/2011 م إسقاط أقوى الأنظمة العربية وهو نظام حسني مبارك خلال 18 يوماً من اندلاعها.
هذا النجاح الذي حققته هاتين الثورتين أظهر أن قوة الشعب العربي تكمن في تظاهره وخروجه إلى الشارع, وأن الجيش هو قوة مساندة للشعب وليس أداة لدى النظام لقمع الشعب. كما أضاءت تلك الثورة الأمل لدى الشعب العربي بقدرته على تغيير الأنظمة الجاثمة عليه وتحقيق تطلعاته.
المعارضة اليمنيةواجه نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تحديا سياسيا تقوده حركات معارضة ومتمردة, تتنوع مطالبها بين الانفصالي والسياسي والديني, ومنها من رفع السلاح ضد النظام. ومن أبرز هذه الحركات:
اللقاء المشترك: يجمع سبعة أحزاب معارضة رئيسة هي: التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني, والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الاشتراكي, والتجمع السبتمبري, واتحاد القوى الشعبية اليمنية, وحزب الحق. وقد التقت أحزاب اللقاء حول معارضة نظام الرئيس علي عبد الله صالح رغم اختلافها حول جملة من المسائل الأخرى. ويحتل هذا التكتل الحزبي –الذي تأسس في 6 فبراير 2003 م على أنقاض "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة"- 85 مقعدا في البرلمان من أصل 301. وبدأ اللقاء منذ سبتمبر/أيلول الماضي حملة تصعيد ضد النظام القائم بعد فشل الحوار الذي أقره الطرفان في يوليو/تموز الماضي، ليعلن في منتصف ديسمبر/كانون الأول مقاطعته للجلسات البرلمانية، بعد قرار الحزب الحاكم اعتماد تعديلات دستورية تتيح للرئيس علي عبد الله صالح الحكم مدى الحياة. ورغم إعلان صالح سحب هذه التعديلات، وتعهده بعدم التمديد أو التوريث، وتعهده بجملة من الإصلاحات الأخرى، انضم اللقاء المشترك إلى الانتفاضة الشبابية الداعية لإسقاط النظام.
الحراك الجنوبي: ولئن اقتصرت مطالب اللقاء المشترك على الإصلاح والتغيير فإن "الحراك الجنوبي" الذي ينشط في جنوب اليمن يطالب بالانفصال وإعادة قيام دولة اليمن الجنوبي -جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- التي أعلنت الوحدة مع اليمن الشمالي مطلع تسعينيات القرن الماضي. والحراك عبارة عن تكتل يجمع قوى وفصائل جنوبية، أبرزها المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب, إضافة إلى عدة فصائل، أبرزها الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب، والمجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب، والتجمع الديمقراطي الجنوبي، واتحاد شباب وطلاب الجنوب. وقد ظهر الحراك الجنوبي في مطلع عام 2007 م كحركة احتجاجية معارضة لنظام الرئيس صالح، قبل أن يتطور خلال السنوات الثلاث الماضية من حركة احتجاجية ضد التهميش والإقصاء -الذي يشكو منه الجنوبيون- إلى حركة تمرد مدنية متعاظمة، ليس فقط ضد حكم صالح وإنما أيضا ضد استمرار الوحدة بين شطريْ اليمن.
الحوثيون: وفي الشمال تواجه السلطات اليمنية معارضة مسلحة وقوية من الحوثيين، وهم حركة شيعية من أتباع المذهب الزيدي تنشط أساسا في محافظة صعدة. وقد طفت هذه الحركة على سطح الأحداث لأول مرة في عام 2004 م، إثر اندلاع مواجهات عنيفة ومسلحة هي الأولى لها مع الحكومة اليمنية. ولكن وجود الجماعة يعود في الواقع إلى ثمانينيات القرن الماضي، عبر اتحادات وجمعيات شبابية تعتنق المذهب الزيدي، وتطالب بتدريسه في المدارس اليمنية. وقد أدت الحروب الست التي اندلعت بين النظام اليمني والحوثيين إلى مقتل أكثر من 10 آلاف يمني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد مئات الآلاف، وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات. وبعد انطلاق الثورة الحالية في اليمن، أعلن الحوثيون أنهم سينضمون إليها، وسيناضلون "هذه المرة" سلميا حتى يسقط النظام، الذي اتهموه بفتح الأجواء أمام السعوديين والأميركيين ليقتلوا اليمنيين.
أحداث الاحتجاجات كان لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل فيسبوك مساهمة فعالة في الثورة إلى حد كبير, حيث ظهرت العديد من المجموعات المناوئة للنظام الحاكم بدأت بمطالب إصلاحية ثم ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام. ومنها مجموعة ثورة الشباب اليمني لإسقاط النظام. ولعبت هذه المواقع دوراً كبيراً في تنظيم الاعتصامات واستمرارها, وفي الخروج بالمسيرات.
شهر يناير2011 م ,تسلسل الأحداث في شهر يناير 2011 م:
السبت 1/1/2011 م: مجلس النواب اليمني يوافق مبدئيا على تعديلات دستورية اقترحها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم تسهل تولي الرئيس أكثر من ولايتين متعاقبتين. والمعارضة تؤكد رفضها لهذه التعديلات.
الجمعة 14/1/2011 م: قوات الأمن اليمنية تتدخل لتفريق متظاهرين بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن, انطلقوا عقب صلاة الجمعة للمطالبة بإطلاق معتقلي الحراك الجنوبي والتنديد بمقتل امرأة على يد قوات الأمن المركزي.
الثلاثاء 18/1/2011 م: الرئيس علي عبد الله صالح يقترح مبادرة جديدة لحل الأزمة السياسية مع تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض، تتضمن إلغاء تعديل المادة 112 الخاصة بتحديد فترتي الرئاسة. وقوات الأمن اليمنية تمنع مئات الطلاب في جامعة صنعاء من التظاهر للاحتفاء بالتغيير في تونس، كما منعت مظاهرة للحراك الجنوبي في عدن جنوب البلاد.
الجمعة 21/1/2011 م: تظاهر الآلاف في مدينة تعز جنوبي اليمن احتجاجا على محدودية الإصلاحات السياسية التي طرحتها الحكومة.
السبت 22/1/2011 م: وفاة طالب في احتجاجات في عدن بعد تصدي الأمن لمسيرة للحراك الجنوبي وتظاهر المئات من طلاب جامعة صنعاء بحرم الجامعة للمطالبة بالتغيير وبتنحي الرئيس اليمني على غرار ما حصل في تونس.
الخميس 27/1/2011 م: تصاعد الأحداث بتظاهر آلاف اليمنيين بالعاصمة صنعاء للمطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية، والمعارضة تصدر بيانا ناشدت فيه ضمنيا الجيش بعدم التدخل مثلما حدث بتونس.
الجمعة 28/1/2011 م: الرئيس علي عبد الله صالح يطلب من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التدخل لدى القائمين على قناة الجزيرة لوقف ما سماها "أساليب الإثارة والتحريض" على أعمال الفوضى في اليمن والدول العربية.
السبت 29/1/2011 م: الرئيس صالح يدعو أحزاب "اللقاء المشترك" المعارضة إلى وقف المظاهرات والحملات الإعلامية واستئناف الحوار.
الأحد 30/1/2011 م: أحزاب "اللقاء المشترك" تتجاهل دعوة الرئيس إلى الحوار وتؤكد مواصلة نزولها إلى الشارع حتى تتحقق مطالبها الخاصة بالتغيير ورحيل النظام.
الأربعاء 2/2/2011 م (مبادرة الرئيس)قدّم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تنازلات كبيرة للمعارضة أمام البرلمان في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء أطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب". وقال في الكلمة التي ألقاها: "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، داعياً المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وأعلن الرئيس اليمني أنه:
لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013 م. (يذكر أن الرئيس صالح يحكم اليمن منذ عام 1978 م وعندما تحققت الوحدة بين شطري اليمن عام 1990 م، تولى منصب رئيس اليمن الموحد).
كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه أحمد علي عبد الله صالح بعد انتهاء فترة ولايته.
أعلن الرئيس عن تجميد التعديلات الدستورية الأخيرة, وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل القادم للإعداد لتعديلات دستورية تمهد لإصلاحات سياسية وانتخابية. وهذه النقاط كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الأشهر الماضية.
كما دعا الرئيس اليمني المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب أمام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة.
كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات بشكل ديمقراطي.
3/2/2011 مخرج عشرات الآلاف إلى شوارع العاصمة صنعاء ومدن أخرى في مظاهرات تأييد للرئيس علي عبد الله صالح، وأخرى مناهضة تدعوه للتنحي عن الحكم.
الجمعة 11/2/2011 م (جمعة الغضب)
علي عبد الله صالح, رئيس اليمن منذ 33 عاماً نظّم الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي بعدد من المحافظات الجنوبية مسيرات احتجاج في ما سموه "جمعة الغضب" جابت شوارع عدة مدن هي عدن وأبين والضالع وشبوة بجنوبي البلاد، مرددين خلالها شعارات تطالب بالتغيير، كما دعوا إلى رحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، قبل أن تسارع قوات الأمن بتفريقهم.
ذكرت منظمة حقوق الإنسان أن السلطات اليمنية اعتقلت الليلة أكثر من 10 أشخاص بعدما احتفل المحتجون بسقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك في هذا اليوم. وقالت أن الاحتفالات تحولت إلى مصادمات حين تم الهجوم على المحتجين من قبل مئات من الرجال المسلحين بالمُدى والعصي والبنادق، فيما وقفت قوات الأمن دون تدخل.
السبت 12/2/2011 متظاهر آلاف اليمنيين مجدداً ابتهاجاً بانتصار ثورة 25 يناير في مصر ولكنهم استغلوا المناسبة لتجديد مطالبهم بضرورة رحيل النظام وتحسين الظروف المعيشية الصعبة. ولكن أنصار النظام الحاكم الذين تجمعوا في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء تصدوا للمظاهرة.
فقد تجمع آلاف الطلاب المعارضين للرئيس علي عبد الله صالح في جامعة صنعاء صباح اليوم، ثم أخذوا يسيرون نحو السفارة المصرية وهم يهتفون: "الشعب يريد إسقاط النظام"،متعهدين بأن الثورة اليمنية ستتبع خطى الثورة المصرية. ولكن تصدى لهم مجموعة من مؤيدي حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وهم في طريقهم إلى هناك. وكان المؤيدون للحكومة مسلحين بالسكاكين والعصي وأرغموا المحتجين على وقف المظاهرة. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط جريحين.
الأحد 13/2/2011 م :صنعاء: شهدت العاصمة اليمنية صنعاء مسيرات تطالب بسقوط نظام الرئيس علي عبد الله صالح وأخرى مؤيدة للرئيس صالح. وقد أصيب العشرات من المتظاهرين المطالبين برحيل النظام بجراح إثر اعتداءات تعرضوا لها من قوات مكافحة الشغب وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذين استخدموا العصي والخناجر في اعتداءاتهم على المتظاهرين المعارضين للنظام.
وتجمع المتظاهرون في جامعة صنعاء ومع تزايد عددهم إلى بضعة آلاف (3000) بدؤوا يسيرون نحو السفارة المصرية ولكن تصدى لهم بعض المتظاهرين المؤيدين للحكومة وهم في طريقهم إلى هناك. ووقعت الاشتباكات بالهراوات والأيدي وأصيب شخصان بإصابات طفيفة. وقام عناصر أمن بالزي المدني بالاعتداء على المتظاهرين. هذا وقد تدخلت الشرطة لمنع المتظاهرين الذين هتفوا إلى إسقاط الرئيس صالح من التوجه إلى القصر الرئاسي كما ألقت القبض على عدد من المتظاهرين والنشطاء الحقوقيين إضافة إلى سبعة صحفيين.
كما تعرض عدد من الصحفيين ومصوري وسائل الإعلام الخارجية للاعتداء من قوات الأمن وأنصار الحزب الحاكم واحتجز بعضهم لساعات وتم تكسير كاميرات البعض منهم ومصادرة الأشرطة التي وثقت عمليات الاعتداء على المتظاهرين بالضرب.
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن قد نظم اليوم مسيرة كبيرة شارك فيها الآلاف من المؤيدين للرئيس علي عبد الله صالح في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء.
وفي تعز وسط البلاد: استمرت الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام منذ الأمس فيما قامت قوات الأمن فجر اليوم باعتقال 120 شخصاً من المعتصمين أمام المجمع الحكومي.
في غضون ذلك أعلن تكتل اللقاء المشترك للمعارضة اليمنية عن ترحيبه بما ورد في خطاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كما أعرب عن استعداده للتوقيع هذا الأسبوع على محضر لعودة الحوار. ووضع التكتل شروطاً للانخراط في الحوار مع السلطة في مقدمتها إلغاء كافة الإجراءات الانفرادية التي اتخذها الحزب الحاكم مؤخراً وتجميد التعديلات الدستورية وإلغاء قانون الانتخابات الحالي وإشراك الحوثيين والحراك الجنوبي ومعارضة الخارج في الحوار. لكن أحزاب اللقاء المشترك رأت أن إثبات جدية الرئيس يتجسد في عزله كل أبنائه وإخوانه وأبنائهم وأقاربه حتى الدرجة الرابعة من مواقعهم القيادية. تعتبر موافقة التكتل أمراً مفصلياً في تطور الأحداث في اليمن نظراً لوزن اللقاء المشترك وقدرته على تحريك الأحداث في الشارع.
ودان القيادي في اللقاء المشترك عبد الرزاق الهجري "الاعتداء الوحشي" لقوات الأمن على المتظاهرين، قائلاً إن هذه الاعتداءات تدل على أن النظام لم يستفد من دروس تونس ومصر.
الإثنين 14/2/2011 ماشتبك مئات من معارضي النظام الحاكم مع نحو مئة من مؤيديه, وتبادل الطرفان الهتاف والحجارة. التظاهرات والاحتجاجات جرت اليوم في كل من العاصمة صنعاء وعدن والمدينة الصناعية تعز في سلسلة الاحتجاجات التي يشهدها اليمن لليوم الرابع على التوالي.
ففي صنعاء: قام أنصار للحكومة اليمنية مسلحين بزجاجات مكسورة وخناجر وحجارة بطاردة الآلاف من المتظاهرين المنادين بالإصلاح، ليتحول الاحتجاج -الذي استلهم الثورة الشعبية المصرية- إلى عنف متزايد. قوات الأمن أطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين مما شكلت حاجزاً بين الطرفين منعاً من التصعيد في الموقف المتوتر. وأخذ المتظاهرون يرددون الشعارات نفسها التي كانت تسمع في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة خلال الأسابيع الماضية، مثل "الشعب يريد إسقاط النظام".
وفي عدن: قام المئات من المحتجين المناهضين للحكومة برشق الشرطة بالحجارة والاشتباك معها، واستخدمت قوات الأمن الهراوات لتفريق المتظاهرين، واعتقلت خمسة أشخاص. كما قام موظفون حكوميون في هيئة موانئ خليج عدن بإخراج رئيس رئيس مجلس إدارتها محمد بن عيفان وكبار الإداريين منها عنوة بعد إضراب استمر يومين لإرغامه على الاستقالة.
وفي تعز: شهدت المدينة مظاهرات ضد الرئيس علي عبد الله صالح شارك فيها آلاف المواطنين، واعتقلت الشرطة 120 شخصا منهم -حسب بيانات منظمات المجتمع المدني- وجرحت ثمانية آخرين.
وكان بيان للرئاسة صدر أشار إلى رغبة صالح الاستماع إلى مواطنيه في مكتبه. وقال البيان الرئاسي إن صالح فتح مكتبه في دار الرئاسة لاستقبال المواطنين وأعضاء من مختلف الأحزاب والمنظمات من كافة المحافظات للاستماع إلى آرائهم وقضاياهم. وقال تحالف المعارضة الرئيسي (أحزاب اللقاء المشترك) أنه قبل دعوة من صالح للدخول في حوار وطني حول الإصلاحات السياسية.
الثلاثاء 15/2/2011 منظم آلاف الأشخاص مظاهرات مناهضة للحكومة بالعاصمة صنعاء لليوم الخامس على التوالي، واشتبكوا مع مناصرين للرئيس علي عبد الله صالح والذين حاولوا تفريقهم. كما شهدت تعز وعدن مظاهرات مماثلة.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لنظام الرئيس صالح ومطالبة بإسقاطه مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" وهي شعارات مستوحاة من تلك التي كان يرددها شباب مصر أثناء ثورتهم الشعبية.
وتمكن المتظاهرون من تجاوز معتصمين موالين للرئيس صالح أمام جامعة صنعاء، وتوجهوا في مسيرة نحو ميدان السبعين في صنعاء حيث القصر الرئاسي، إلا أن قوى الأمن اشتبكت معهم ومنعتهم من التقدم على بعد حوالي 1.5 كلم من الميدان. في هذه النقطة وصل مئات المتظاهرين المؤيدين للحزب الحاكم من أنصار الرئيس بلباس مدني وتصدوا للمحتجين في شارع الزبيري ورشقوهم بالحجارة وزجاجات البيبسي والزجاج، كما استخدموا العصي في محاولة لتفريقهم، وحاولت قوات الأمن اعتقال النائب المستقل أحمد سيف حاشد الذي كان يقود الاحتجاج، لكن المحتجين تصدوا للشرطة ومنعوا اعتقاله. وذكر شهود عيان أن عددا من الأشخاص أصيبوا بجروح في المواجهات.
كما أن المؤيدين للرئيس استخدموا الأسلوب ذاته المتمثل بالرشق بالحجارة وزجاجات البيبسي والزجاج واستخدموا العصي لتفريق المحتجين المناهضين للحكومة في تعز وعدن ومدن أخرى.
وفي صنعاء أيضاً اعتصم عشرات القضاة أمام وزارة العدل للمطالبة بتغيير مجلس القضاء الأعلى.
الأربعاء 16/2/2011 مفي عدن: سقط قتيلان وعشرة جرحى في مدينة عدن برصاص قوات الأمن التي تدخلت لتفريق محتجين خرجوا بالمئات في مدينة عدن مطالبين بإسقاط النظام.
وفي المنصورة: قام عدد من المحتجين الغاضبين بمحاصرة قسم شرطة المنصورة تنديداً باستخدام الشرطة الرصاص الحي وكذلك الهجوم على مبنى بلدية المنصورة، وأحرقوا أربع سيارات، كما هاجموا بالحجارة مقرا لحزب المؤتمر الحاكم, مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة 6 آخرين.
وفي العاصمة صنعاء نظم ثمانمائة شخص على الأقل مسيرة في الشوارع قرب جامعة صنعاء رغم جهود الشرطة لتفريق المظاهرة المنادية بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وعجزت الشرطة في صنعاء عن منع المئات من مؤيدي الحكومة المسلحين بالهري والجنبيات (خناجر) عن ضرب المحتجين والصحفيين وملاحقتهم عند الجامعة التي أصبحت نقطة انطلاق للاحتجاجات التي شهدت سقوط أربعة جرحى حسب شهود. وانطلق المتظاهرون من الجامعة باتجاه ميدان السبعين حيث قصر الرئاسة، إلا أن المئات من مناصري صالح صدوهم واشتبكوا معهم بالأيدي والهراوات والجنبيات (السكاكين) ورشقوهم بالحجارة. واتهم متظاهرون معارضون من اسموهم "بلطجية" تابعين للحزب الحاكم بالاعتداء "بشكل وحشي" عليهم، كما أكدوا وجود رجال شرطة بثياب مدنية بين المعتدين. وكتب على لافتات مؤيدي الرئيس صالح "لا للتخريب والفوضى، نعم لمحاربة الفساد والفاسدين، لا لتمزيق الوحدة الوطنية، اليمن أولا". ورفع المحتجون من الطلاب المطالبين بتنحي صالح وأسرته عن حكم اليمن لافتات كتب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"بعد مبارك الحق يا علي" و"يا من فرجت على الشعبين المصري والتونسي فرج على اليمنيين".
وفي مدينة تعز إلى الجنوب من صنعاء، تجمع نحو خمسمائة شخص على الأقل ضد التهميش والفساد والظلم والبطالة. ثم هاجم المتظاهرون الغاضبون مساء عددا من المحال التجارية في كورنيش منطقة "خور مكسر" وأحرقوا سيارة مسؤول عسكري.
وبينما شجع زعيم جماعة الحوثي الحركات الاحتجاجية، اختارت المعارضة الحوار مع النظام وعدم مساندة المتظاهرين. ففي مؤشر على احتمال اتساع رقعة الاحتجاجات، أصدر زعيم المتمردين الحوثيين في الشمال عبد الملك الحوثي بياناً طالب فيه "الشعب اليمني أن يستغل الفرصة في الوقت الراهن للتحرك الجاد والواعي والمسؤول لتغيير الواقع وإزاحة هذه السلطة المجرمة".
في هذه الأثناء أكد عدد من قيادات ائتلاف أحزاب المعارضة "اللقاء المشترك" أن المعارضة لم تتهرب من المشاركة في المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، لكنها تفضل في الوقت الراهن اللجوء للحوار لتغيير منهج النظام لا إسقاطه، مشددين على أنهم إذا فشلوا في هدفهم، أو إذا استمر النظام في سياساته القمعية فسينضمون للمظاهرات المطالبة بإسقاطه.
وفضلا عن ذلك، ينفذ مئات القضاة اليمنيين اعتصاماً أمام مبنى وزارة العدل للمطالبة بتعزيز استقلالية القضاء، وإقالة مجلس القضاء الأعلى. وبدأ الاعتصام منذ الثلاثاء إلا أن أعداد المعتصمين ازدادت بشكل كبير اليوم، في حين وفد بعض القضاة من مناطق أخرى في اليمن.
الخميس 17/2/2011 م :في صنعاء: بدأت الاشتباكات اليوم أمام مبنى جامعة صنعاء في العاصمة عندما اشتبك نحو 1500 محتج مع موالين للحزب الحاكم بعد اعتراضهم سير 800 محتج لحظة انطلاقهم من الجامعة قبل تدخل قوات الشرطة لفض الاشتباك. وهتف المحتجون "الشعب يريد إسقاط الرئيس. الشعب يريد إسقاط النظام" في ترديد لشعارات الثورة المصرية الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية إن المؤيدين –الذين ذكر شهود أنهم كانوا مزودين بالهراوات والخناجر- والمعارضين اشتبكوا في عراك بالأيدي، وقد فشلت الأجهزة الأمنية بفض الاشتباك مما اضطر الجنود إلى إطلاق الرصاص لتفريق المتظاهرين. وبحسب شهود فإن الشرطة فقدت السيطرة فيما يبدو على الحشود وانسحبت من الشوارع حيث تراشق الجانبان بالحجارة وتم إرسال شرطة مكافحة الشغب، التي منعت المؤيدين للحزب الحاكم من مطاردة المتظاهرين بعدما حاولوا الهرب. واستمر ثلاثة آلاف شخص استمروا في التظاهر لليوم الخامس بمنطقة الرباط الواقعة وسط صنعاء على مقربة من الجامعة، وهم يهتفون بسقوط النظام ويطالبون برحيل الرئيس. وذكرت منظمات حقوقية عديدة إصابة نحو أربعين شخصا في اشتباكات اليوم في شارع الرباط الذي تدفق إليه المتظاهرون من جامعة صنعاء، بينهم متظاهر إصابته خطيرة. ونجح المتظاهرون المعارضون في فرض سيطرتهم على المنطقة وطرد أنصار الحزب الحاكم ومن يساعدهم من "البلطجية" المدفوعي الأجر.
وفي عدن: قُتل ثلاثة أشخاص وجرح 19 آخرون، خلال مظاهرات هتفت بانفصال الجنوب وإسقاط نظام الرئيس صالح، وشابتها أحداث شغب شملت عددا من مديريات المحافظة. وقد قامت الشرطة بإطلاق العيارات النارية في الهواء لكنها لم تستطع تفريق المئات الذين اعتصموا حول مبنى البلدية للاحتجاج على معاملة الشرطة للمتظاهرين.
وفي المنصورة بمحافظة عدن: قتل شخص وجرح أربعون برصاص قوات الأمن أثناء تفريق مظاهرة في مدينة المنصورة تطالب بتغيير النظام، وحسب شهود عيان أطلق قناصة من قوات الأمن الرصاص على المتظاهرين من أسطح المباني المجاورة. ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن مصدر طبي في مستشفى النقيب في عدن بأن ستة جرحى من المتظاهرين تم نقلهم إلى المستشفى مصابين بجروح خطيرة نتيجة إطلاق رصاص حي عليهم. وأفاد مصدر محلى بعدن بأن قرابة 2000 متظاهر احتشدوا مساء اليوم في ساحة الرويشان بالمنصورة لأداء صلاة الغائب على أرواح القتلى الذين سقطوا في تظاهرة الأربعاء. وكانت أعمال شغب رافقت مواجهات الخميس، حيث شوهد إقدام المئات من المتظاهرين على حرق الإطارات وقطع جميع الشوارع الداخلية في المنصورة. كما اقتحم المتظاهرون فندق الوالي وعبثوا بمحتوياته، بعد أن تعرضوا لإطلاق نار من أحد القناصة كان على سطحه.
وذكر شهود عيان أن أعمال شغب ونهب وإحراق جرت في مدينة كريتر بمحافظة عدن. كما شهدت مدينتا المعلا والشيخ عثمان مصادمات عنيفة مع متظاهرين.
وفي خور مكسر: هاجم متظاهرون غاضبون مساء عددا من المحال التجارية في الكورنيش وأحرقوا سيارة مسؤول عسكري. وقال الشبان في الشوارع أنهم غاضبون بسبب الفساد والبطالة المتزايدة، حيث يعاني ثلث سكان اليمن جوعا مزمنا، ويعيش 40% من سكانه على أقل من دولارين في اليوم.
وفي تعز: سيطر محتجون مناهضون للحكومة على ميدان رئيسي قبل عدة أيام وأطلقوا عليه اسم ميدان الحرية, واتخذوه مكاناً للاعتصام حيث تتزايد أعدادهم إلى بضعة آلاف في المساء ثم تنخفض في الفجر.
كما تظاهر اليوم آلاف من أنصار الحراك الجنوبي في محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع في المناسبة الأسبوعية التي ينظّمها مجلس الحراك السلمي كل خميس. وردد المتظاهرون -الذين رفعوا صور القتلى وأعلام دولة الجنوب السابقة- شعارات تعبر عن رفضهم وتنديدهم بما يصفونه بحصار وقصف مناطق ردفان، مطالبين بما يسمّونه فكّ الارتباط عن دولة الوحدة.
في غضون ذلك أمر الرئيس اليمني بإجراء تحقيق في أحداث مدينة المنصورة أمس، حيث قتل شخصان برصاص الأمن وجرح ستة آخرين. كما أنه يقوم بجولات في المحافظات اليمنية لمحاولة حشد الدعم، وقد أرسل نائبه عبد ربه منصور إلى عدن اليوم ليترأس لجنة للتحقيق في العنف الذي استخدم في الاحتجاجات في اليوم السابق.
وفي تطور لافت أعلن الشيخ حسين بن عبد الله الأحمر أن القبائل ستضطر للتدخل لحماية المتظاهرين في صنعاء، وذلك خلال لقائه بأنصاره من قبيلة حاشد التي ينتمي لها الرئيس صالح. وقال الأحمر "نقول لأهل صنعاء أنه إذا كانت السلطة تخوفهم ببعض البلطجية الذين تدفعهم لمواجهة المتظاهرين سلميا، فإننا نحن قبائل اليمن نؤكد أننا قادرون على حمايتهم من بلطجية السلطة ومن السلطة نفسها.
الجمعة 18/2/2011 م (جمعة البداية)صنعاء: وقعت اشتباكات عنيفة بين محتجين يطالبون بتغيير نظام الحكم ورجال أمن بزي مدني كانوا يحملون صور الرئيس علي صالح مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص. وأفاد مراسل الجزيرة نت في اليمن عبده عايش بأن مؤيدي النظام مسلحون بعصي كهربائية وهراوات يقول المعارضون أنها تأتي من معسكرات الأمن، وأشار إلى أن شهود عيان لاحظوا أن سيارات تنقل هؤلاء الأشخاص إلى أماكن وجود المتظاهرين، ليتم الاعتداء عليهم وتفريقهم.
عدن: سقط 4 قتلى و 11 جريحاً برصاص قوات الأمن عند تفريقها احتجاجات شهدتها عدن اليوم الجمعة. وشارك الآلاف في المظاهرات التي انطلقت من المنصورة وكريتر والشيخ عثمان والمعلا ودار سعد وعدد من الأحياء في عدن، ثم اتسع نطاقها لتشمل جميع مديريات عدن الثمانية، كما أقدم المتظاهرون على إحراق مبنى المجلس المحلي ومركز الشرطة في حي الشيخ عثمان، وأضرموا النار في عدد من السيارات. ونشرت السلطات مزيدا من قواتها في مداخل المدن، وشنت حملة اعتقالات في أوساط الناشطين.
من جهة أخرى، رفض عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني استقالة عدنان الجفري محافظ عدن وذلك خلال اجتماع طارئ عقد في المدينة اليوم لمناقشة تطورات الأحداث بها.
خور مكسر: أفاد شهود أن اشتباكات متقطعة اندلعت بين الأمن ومسلحين في حي السعادة بمدينة خور مكسر وذلك في وقت متأخر من الليل.
المنصورة: اقتحم متظاهرون قسم شرطة المنصورة وأضرموا النار في سيارة أمن قبل أن تصل تعزيزات أمنية لتفريقهم.
تعز: وفي مدينة تعز قتل شخص وأصيب 87 آخرون عندما ألقى مجهولون قنبلة وسط مسيرة حاشدة في ساحة الحرية حيث أدوا صلاة الجمعة. وشارك في المسيرة عشرات الآلاف الذين نادوا بتغيير نظام الحكم. وأطلق المنظمون على المسيرة "جمعة البداية" لتصعيد الاحتجاجات في مختلف المحافظات اليمنية، وانضم إلى المسيرة –التي دعا إليها تجمع شباب من أجل التغيير ارحل- شيوخ وأحزاب سياسية وأعضاء في المجلس المحلي وقيادات في تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض. كما توافد مواطنون إلى تعز من مختلف المحافظات ومن سنحان، مسقط رأس الرئيس اليمني للمشاركة في المسيرة. وشهدت المسيرة إلقاء قنبلة يدوية على جانب من المتظاهرين بعد احتجاجهم على موكب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي مر بجانبهم، مما أسفر عن إصابة ثلاثين شخصا بجروح متفرقة بحسب رئيس اللجنة الإعلامية في "تجمع شباب من أجل التغيير ارحل" عصام هايل.
المكلا: أصيب أربعة أشخاص في مدينة المكلا عاصمة حضرموت بجنوب اليمن في اشتباكات مع رجال الشرطة عقب صلاة الجمعة.
وفي المقابل نظم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم مسيرة مؤيدة للنظام أطلق عليها "جمعة السلام"، شارك فيها الآلاف من أبناء محافظة تعز. وأعلن المشاركون تأييدهم لمبادرة الرئيس صالح للحوار والإصلاحات السياسية، ووقوفهم إلى جانب الأمن والاستقرار ورفضهم ما سموه، محاولات الفوضى وإثارة الفتنة. ورفع المتظاهرون شعارات "نعم للأمن"، و"نعم للتنمية"، ولا للفوضى"، "ولا لصناع الأزمات"، و"بالروح بالدم نفديك يا يمن".
السبت 19/2/2011 م :صنعاء: قتل متظاهر يمني وأصيب 15 آخرين أصيبوا بجروح بالغة في إطلاق للنيران على أيدي قوات الأمن أثناء الاشتباكات التي دارت اليوم في العاصمة صنعاء والتي وصفت بأنها الأعنف في اليوم التاسع من الاحتجاجات والمظاهرات المتواصلة بالبلاد. فقد اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم أمام جامعة صنعاء بين مئات من الطلاب كانوا يطالبون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وروى شهود عيان للجزيرة أن الأمر بدأ يأخذ منحى تصاعديا بعد استخدام الرصاص، حيث ظل الأمر في الأيام الماضية قاصرا على الهريّ والعصيّ. وردد نحو ألف من المتظاهرين المناهضين لصالح هتافات تطالبه بالرحيل وكذلك شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الشعار الرئيسي في انتفاضتي مصر وتونس اللتين أطاحتا برئيسي البلدين.
وكانت صنعاء قد شهدت مظاهرات موالية للرئيس حتى وقت متأخر من الليلة الماضية تخللتها اشتباكات مع متظاهرين مناوئين له أدت إلى إصابة عدة أشخاص.
عدن: أغلقت قوات الأمن اليمنية جميع مداخل مدينة عدن بجنوب اليمن وأوقفت حركة الدخول بعد دعوات وجهتها قيادات الحراك الجنوبي لأنصارها بالزحف صوب المدينة للمشاركة في المظاهرات و"مساندة إخوانهم من أبناء عدن". وقد استمرت المواجهات بين قوات الأمن اليمنية ومتظاهرين يطالب بعضهم بالإصلاح والتغيير وبعضهم بالانفصال عن شمال اليمن حتى فجر اليوم السبت. ويعيش عدد من أحياء مدينة عدن حالة من الهلع والخوف بعد حديث مواطنين عن محاولة أشخاص ملثمين خلال مساء أمس القيام بعمليات نهب.
وقال مصدر طبي إن شابا لقي مصرعه برصاصة طائشة في بلدة الشيخ عثمان وسط مدينة عدن اليوم, وبموته ارتفع عدد القتلى في عدن منذ اندلاع الاحتجاجات في المدينة الأربعاء الماضي إلى عشرة أشخاص.
وقال شهود إن الشرطة اشتبكت مع أشخاص حاولوا إحراق مبنى للشرطة في مدينة عدن بعد يوم من إشعال النار فيه. وأضافوا أنه تم أيضا إحراق عربة تابعة للجيش.
تعز: عقب نجاح الثورة المصرية كانت محافظة تعز السباقة في تنظيم المسيرات المطالبة برحيل النظام السياسي في اليمن، وقد أطلق عليها اليمنيون مسمى "إسكندرية اليمن" نظرا لأوجه الشبه بين سكان المدينتين في محاولة إسقاط النظامين. وظهرت في المدينة منذ البداية حركات شبابية تعتنق الفكر الثوري وتؤمن به ومنها "حركة الشعب يريد التغيير" و"تجمع شباب من أجل التغيير" و"حركة ارحل" و"حركة الشباب الشعبية بتعز". ويلاحظ بهذه الحركات اقتداءها بثورة الشباب المصرية في الوسيلة والهدف، ويتجلى ذلك في أخذها بزمام المبادرة في التغيير من خلال الإصرار الصلب على استمرار الاعتصامات حتى "النصر". ويلمس الزائر لميدان الحرية بتعز اليوم انتشار خيام المعتصمين ووجودهم في البنايات الجاري تشييدها في الميدان وتمسكهم بالبقاء أطول فترة ممكنة حتى يتحقق هدفهم المنشود "إسقاط النظام".
المعلا: فرقت قوات الأمن مساء اليوم مظاهرة حاشدة جابت شوارع مدينة المعلا وشارك فيها بحسب شهود عيان 15 ألف متظاهر تجمعوا من عدة مدن للمطالبة بإسقاط النظام.
وعلى صعيد متصل دعا حزب رابطة أبناء اليمن اليوم إلى رحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح عن جنوب البلاد منعا لمزيد من إراقة الدماء. وقال الأمين العام للحزب محسن أبو بكر بن فريد في مؤتمر صحفي في عدن إن نظام صالح "لم يعد له أي شرعية الآن" ولم يعد مجديا أي حور معه بعد "مجزرة" أمس و"قتل الناس بدم بارد". وأعلن الحزب انضمامه لمن يسمون حركة الشباب التي تنادي بإسقاط نظام صالح واستعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى عام 1990 م.
من جانب آخر هدد عشرة نواب بتقديم استقالتهم من الحزب الحاكم بسبب ما قالوا إنها اعتداءات على المتظاهرين والصحفيين وقمعهم وصمت البرلمان اليمني تجاه الأحداث.
وعلى الصعيد الرسمي عقد نائب رئيس الجمهورية أمس اجتماعا في عدن مع قيادات محلية وأمنية لوحظ خلاله غياب محافظ عدن بعد يوم من الحديث عن تقديم استقالته –التي رفضها نائب الرئيس- احتجاجاً على التعامل الأمني مع المتظاهرين. وأعلن التلفزيون الرسمي أمس عقب الاجتماع إقرار السلطة المحلية بعدن اعتماد سبعة آلاف وظيفة للشباب بالمدينة والتراجع عن قرار زيادة تعرفة الكهرباء ب50% الذي كانت السلطة بدأت تنفيذه قبل أشهر وقوبل حينها باحتجاجات غاضبة. وكشف مصدر صحفي عن خلافات حادة بين القيادات الأمنية وقيادات السلطة المحلية نشبت بعدن بعد رفض الطرف الأول مقترحات تقدم بها الطرف الثاني تقضي بانسحاب الأمن وإتاحة الفرصة للقيادات المحلية للتفاوض مع المتظاهرين. وقد أفضت تلك الخلافات إلى استقالة ما يقرب من 38 شخصية من الحزب الحاكم بمدينة المنصورة وتعليق كل من محلي الشيخ عثمان ومحلي المنصورة وكريتر نشاطهم في المجالس المحلية.
الأحد 20/2/2011 م :دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المعارضة اليمنية مجددا للجلوس إلى طاولة الحوار، معبرا عن استعداده للاستجابة لمطالب المعارضة "إذا كانت مشروعة". في حين تواصلت لليوم العاشر على التوالي مظاهرات في صنعاء ومدن أخرى للمطالبة بإسقاط النظام. وعبر صالح -في خطاب جماهيري بصنعاء- عن أسفه للأحداث التي وقعت في عدن اليومين الماضيين، متهما "عناصر مدسوسة خارجة عن النظام والقانون تسعى لتخريب وشق الصف الوطني في اليمن عبر المظاهرات غير المرخص لها". وجدد الرئيس اليمني دعوته لأحزاب "اللقاء المشترك" المعارضة لإجراء حوار، وقال "دعوناهم إلى الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات ونحن على استعداد لتلبية طلباتهم إذا كانت مشروعة، فنحن على استعداد للتجاوب".
دعوة العلماء: دعا العلماء "جميع أبناء اليمن من سائر القيادات والزعامات والقوى والفعاليات من جميع المحافظات والمناطق والقبائل اليمنية لعقد مؤتمر وطني جامع لتدارس أوضاع اليمن الحاضرة والاتفاق على الحلول". كما أوصوا ب"حكومة إجماع وطني مؤقتة من أهل الكفاءات.. توزع فيها الحقائب الوزارية السيادية بين الكفاءات من أبناء المجتمع اليمني"، وطالبوا ب"إجراءات وضمانات تحقق ما جاء في خطاب الرئيس بشأن عدم التوريث للحكم أو تمديد فترته الرئاسية".
من جهة أخرى دعت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن كافة المكونات الحزبية والمجتمعية للنزول إلى الشارع، ومساندة المحتجين المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم، في حين أعلن النائب عبد الباري دغيش استقالته من عضوية حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، احتجاجا على "الإجراءات القمعية" التي تعرضت لها المظاهرات السلمية في عدن وتعز والعاصمة صنعاء. وتبدو هذه الدعوة منذرة بتصاعد المظاهرات والاحتجاجات التي بدأت في اليمن منذ عشرة أيام، وكان الشبان المتظاهرون يدعون أحزاب اللقاء المشترك للنزول إلى الشارع وتبني مطالبهم بعيدا عن دعوات الحوار التي يتقدم بها الرئيس اليمني.
في سياق متصل، طالبت منظمات حقوقية يمنية بإقالة ومحاكمة وزير الداخلية، وقائد ورئيس أركان قوات الأمن المركزي من مناصبهم وتقديمهم للمحاكمة، وعزت ذلك إلى أن "أجهزة الأمن العام والأمن المركزي وأفرادهما هما الجهتان اللتان تتحملان مسؤولية الاعتداءات الدامية على المتظاهرين، والتي أدت إلى وقوع قتلى في عدن وتعز وصنعاء". يشار إلى أن رئيس أركان قوات الأمن المركزي هو العميد يحيى محمد صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني. وتطالب أحزاب المشترك المعارضة، الرئيس اليمني بإقالة نجله العميد أحمد من منصبه كقائد لقوات الحرس الجمهوري، وكذا إقالة أشقاء الرئيس من مناصبهم العسكرية، كترجمة عملية لإعلانه عدم التوريث أو التمديد في الحكم.
وعلى صعيد الاعتداءات التي طالت الصحفيين، رصد مركز الحريات الصحفية في صنعاء، أكثر من خمسين حالة اعتداء واستهداف متنوع خلال أقل من أربعة أيام فقط، ذهب ضحيتها العشرات من الصحفيين والإعلاميين اليمنيين والأجانب. وأشار إلى أن استهداف الصحفيين باليمن والاعتداء عليهم، كان يجري "بشكل متعمد ومنظم من قبل من أصبح يطلق عليهم "البلاطجة"، وهم مجموعات من المعتدين ينتسبون لأجهزة الأمن اليمنية لكنهم يرتدون ملابس مدنية ويحملون عصيا وخناجر وأسلحة نارية، ويحظون بحماية رجال وقوات الشرطة".
--الأحداث الميدانية:
صنعاء: حاول عشرات من مؤيدي الرئيس اعتراض آلاف المتظاهرين أمام جامعة صنعاء، وأطلقوا أعيرة نارية. وكان 15 شخصا قد أصيبوا أمس في اشتباكات اعتبرت الأعنف منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. وقال شهود إن أنصار النظام لم ينجحوا حتى الآن في السيطرة على الساحة الرئيسية للجامعة التي ينطلق الطلاب منها للتظاهر، بعد أن قرروا تحويلها إلى ساحة اعتصام دائم على مدى الأيام القادمة وأسموها ساحة التغيير. وفي المقابل شهدت الساحة تغييرا اليوم، فلم يكن فيها لا مسلحون ولا رجال أمن يحاصرون المحتجين.
إب: في إب جنوبا نصب نحو ألف محتج مخيما في ميدان التحرير ملوحين بلافتات كتب عليها "ارحل" و"الشعب يريد إسقاط النظام".
تعز: واصل في تعز جنوبا آلاف المتظاهرين اعتصاما لليوم التاسع على التوالي في ميدان الحرية.
خور مكسر: أصيب رجلا أمن بمواجهات عنيفة اندلعت فجر اليوم الأحد في مدينة خورمكسر بمحافظة عدن في أقصى جنوب اليمن. فقد هاجم مسلحون بقنابل يدوية دورية عسكرية الساعة الثانية صباحا مما أسفر عن إصابة رجلي أمن نقلا إلى مستشفى الجمهورية المركزي. ثم حدثت اشتباكات بين الأمن ومسلحين في المدينة استمرت قرابة نصف ساعة عقب الحادث.
الشيخ عثمان: دخل الجيش اليوم إلى بلدة الشيخ عثمان وسط مدينة عدن لضبط الأوضاع مع قيام الأمن بفصل مديريات المحافظة البالغ عددها ثماني مديريات. في حين تجمهر العشرات أمام قسم شرطة الشيخ عثمان محاولين اقتحامه. وأعلنت مصادر طبية عن وفاة شاب وإصابة آخرين بعدما حاولت قوات الأمن تفريق مظاهرة شبابية مساءً كانت تنادي بسقوط النظام.[56]
الإثنين 21/2/2011 م (توحيد المطالب في الشمال والجنوب)
احتشاد آلاف المحتجين أمام جامعة صعاء وانضمام بعض القبائل إليهم.مؤتمر صحفي للرئيس: جدّد اليوم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مؤتمر صحفي في صنعاء دعوته للمعارضة إلى الحوار ورفضه التنحي إلا عبر صناديق الاقتراع. وقال "نحن ندعو إلى الحوار وهم يرفضونه"، واتهم اللقاء المشترك برفع سقف مطالبه في كل مرة، واعتبر بعض هذه المطالب -وبينها رحيل النظام- غير مقبول. وخاطب المعارضة "تعالوا نرحل عن طريق صناديق الاقتراع ما عندنا مشكلة. السلطة لدينا مغرم"، وكرّر دعوته إلى حكومة وحدة وطنية، واستعداده لتسليم المعارضة رئاسة الحكومة حتى قبل بدء الحوار، والاتفاق على حزمة إصلاحات سياسية ودستورية. فيما تواصلت المظاهرات التي تنادي بإسقاط النظام في عدة أنحاء من اليمن.
على الصعيد الحكومي: عقد مجلس الدفاع الوطني مساء اليوم اجتماعا برئاسة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، هو الخامس له منذ اندلاع التظاهرات الشعبية المطالبة برحيل النظام. واستمع المجلس وفقا لوكالة سبأ الرسمية إلى عدد من التقارير الأمنية المتصلة بالأوضاع الأمنية وأداء مهام أجهزة الأمن للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة. وقد عبر المجلس عن أسفه لسقوط الضحايا وتدمير الممتلكات العامة والخاصة نتيجة تلك الأعمال الإجرامية المجافية للممارسة الديمقراطية الصحيحة و"للأخلاق اليمنية، والمعادية للنظام والقانون، والهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين".
-- الأحداث الميدانية:
صنعاء: بدأ آلاف اليمنيين اعتصاما في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. فقد بدأ المعتصمون نصب خيامهم لتأكيد إصرارهم على الاستمرار في الاعتصام، كما شكلوا لجانا لتنظيم الاعتصام وأخرى لمنع أي تدخل من مناصري الحزب الحاكم الذين اعتادوا على مهاجمة المتظاهرين بشكل يومي بالحجارة والهراوات. من جهة أخرى انضم للمظاهرات السلمية ممثلون عن قبائل أرحب، نهم، آنس، شبوة، وأبين. تقّدمت مجموعات مؤيدة للنظام بطلب رسمي لتفريق المحتجين أمام الجامعة بحجة تعطيل نظام العمل والسير اليومي وقد يتم تنفيذها في وقت مبكر من اليوم التالي.
عدن: من جهة أخرى ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها عدن في الساعات الماضية إلى قتيلين (أحدهما في الشيخ عثمان قتل مساء الأمس والآخر في خور مكسر قتل بعد منتصف ليل أمس) وعدة مصابين. حيث وقعت مواجهات عنيفة في بلدة خور مكسر في عدن بعد منتصف الليلة الماضية وقال شهود عيان أن دورية أمنية أطلقت النار لتفريق متظاهرين هتفوا بإسقاط النظام ورشقوا رجال الأمن بالحجارة كما قطعوا الطريق العام وأضرموا النار في عدد من الإطارات وأدى ذلك إلى مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين. وفي حي الشيخ عثمان أصيب شخص مساء اليوم برصاص قناصة من الأمن أطلقوا النار على متظاهرين طالبوا بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح.
صعدة: نزل آلاف الحوثيين إلى الشارع في مظاهرة حاشدة بمدينة ضحيان شمال مدينة صعدة، ورفعوا لافتات كتب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحلوا أيها الظالمون".
أبين وتعز: وحد المتظاهرون في الشمال والجنوب هتافهم المطالب بإسقاط النظام بعدما كان الجنوب يدعو إلى الانفصال. وقال الناشط عبد الرب الصوفي ليوناتيد برس إنترناشونال أن مئات من شبان أبين الجنوبية انضموا إلى آلاف المعتصمين بتعز الشمالية ليرددوا هتافا واحدا "نريد إسقاط النظام". وغدت تعز -التي كانت تعرف قبل الوحدة بأنها مدينة تماس مع محافظات الجنوب- مركزا لأكبر اعتصام منذ الجمعة يطالب برحيل نظام صالح.
لحج: وعقب صلاة المغرب خرجت في لحج مظاهرة وصلت إلى مقر الأمن في المدينة تطالب بإسقاط النظام وتدعو لإطلاق معتقلين لدى الأمن، لكن الأمن فرق تلك المظاهرة بالرصاص الحي. أدى ذلك إلى جرح ثلاثة شبان برصاص قوات الأمن، مما أثار حفيظة المتظاهرين فانطلقوا إلى مبنى المجلس المحلي في المدينة ليضرموا فيه النار التي التهمت كل ما في المبنى، دون تدخل من الجهات المحلية لإخماد الحريق. كما قام المتظاهرون كذلك بإحراق الإطارات في الشوارع وإحراق عدد من المحلات التجارية في المدينة.
-- من جهة أخرى احتل متظاهرون المرافق الحكومية بمديرية يهر في محافظة لحج احتجاجا على مقتل متظاهرين بعدن.
-- كما قام الأهالي في مديرية يافع بلحج باقتحام المقار الحكومية وإخراج موظفيها، احتجاجاً على مقتل شاب من أبناء المنطقة برصاص قوات الأمن أثناء مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام في عدن مساء أمس. وقال أمين المجلس المحلي بالمديرية صالح بن شجاع أن قبيلة الشاب القتيل قامت باقتحام المقار الحكومية ومقار الأمن احتجاجا على مقتله، مشيرا إلى أن وساطة من مشايخ المنطقة أدت إلى إخلاء المقتحمين المقار الحكومية مساء اليوم.
علما بأن وكالة رويترز للأنباء تقول إن حصيلة ضحايا الاضطرابات في اليمن منذ الخميس الماضي بلغت 12 قتيلا إضافة إلى عشرات الجرحى.
الثلاثاء 22/2/2011 م :صنعاء: اندلعت مواجهات بين المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء ضد مجموعة من المحسوبين على الحزب الحاكم الذين استخدموا العصي والخناجر التقليدية. وحسب شهود عيان أصيب عشرة أشخاص، أحدهم حالته خطيرة جراء طعنة بخنجر تعرض لها، بينما تمكن البعض من القبض على أحد المسلحين بلباس مدني، وسلم لقوات الأمن. وأحرقت سيارة قيل إنها لقيادي بالحزب الحاكم كانت تقوم بتوزيع العصي والهراوات من أجل الاعتداء على المعتصمين، وقال بعضهم أنهم وجدوا بها أسلحة كلاشنكوف. وقد انضم اليوم مجلس التضامن الوطني -وهو تكتل سياسي قبلي يقوده الشيخ حسين الأحمر- إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء للمطالبة برحيل الرئيس.
وفي صنعاء أيضاً: وفي ساعة متأخرة من مساء اليوم قتل شخصان على الأقل وجرح نحو 25 شخصا في صنعاء ليلة الأربعاء، بعد أن حاول من يسمون البلطجية من أنصار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الدخول عنوة إلى اعتصام ينفذه شباب محتجون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. فقد أطلق البلطجية الرصاص على المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء عندما منعوا من دخول الاعتصام الذي تنفذه حركة شباب فبراير. ووفقا للمتحدث باسم الحركة عادل الوليدي فإن شخصين على الأقل قتلا بالرصاص وجرح نحو 25 شخصا، وقد بدأ الشبان في تكثيف حضورهم بعد انتشار هذا الخبر، مؤكدا أن اعتصامهم سلمي لكنهم مستعدون لأي مواجهة. وقد أفتى علماء اليمن -وعلى رأسهم الشيخ عبد المجيد الزنداني- بحرمة الاعتداء على المتظاهرين، وقد وعدت الحكومة بحماية المحتجين، لكن الاعتداء عليهم يأتي ممن يوصفون بأنهم أنصار الرئيس والأمن المركزي وفقا للوليدي. وقبل أن تتطور المواجهة بين المقتحمين والمعتصمين إلى إطلاق الرصاص، حدثت مواجهة بالأيدي واستخدم فيها السلاح الأبيض مما أدى لإصابة أحد المتظاهرين بجراح خطيرة، وأحرقت سيارة لقيادي في الحزب الحاكم قيل أنها كانت توزع الهري على المقتحمين، كما تمكن المعتصمون من إلقاء القبض على أحد المسلحين وهو بزي مدني وسلم لقوات الأمن.
مجلس التضامن الوطني: انضم اليوم مجلس التضامن الوطني -وهو تكتل سياسي قبلي يقوده الشيخ حسين الأحمر- إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء للمطالبة برحيل الرئيس. وأوضح المجلس في بيانه أن انضمامه للمعتصمين جاء استجابة لتطلعات الشعب اليمني التواق إلى الإصلاح والتغيير. ودعا البيان جماهيره وكل أعضائه في العاصمة وبقية المحافظات للانضمام إلى المعتصمين في ساحة التغيير أمام الجامعة. وتأتي مبادرة مجلس التضامن الوطني بعد يومين من قيام المعتصمين بنصب خيامهم أمام بوابة الجامعة التي أطلقوا عليها "ساحة التغيير"، التي باتت تحتضن الفعاليات الاحتجاجية السلمية المطالبة بالتغيير ورحيل الرئيس.
الضالع: أصيب أربعة أشخاص بطلقات نارية عند تفريق أمن الضالع مظاهرة للمعلمين. وحسب مصادر محلية فإن أحد المعلمين كانت إصابته خطرة، حيث تلقى رصاصة في الظهر، كما أصيب إلى جواره ثلاثة آخرون. وذكرت نقابة المعلمين اليمنيين أن قوات الأمن بالضالع استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، في تفريق اعتصام مطلبي للمعلمين، وأوضحت أنه تم اعتقال تسعة معلمين، واحتجاز أربع سيارات للمعتصمين، واعتداء على الصحفيين.
الأربعاء 23/2/2011 م :تواصلت اليوم الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في عموم اليمن. وفي عدن توفي شخص في التاسعة عشرة من عمره أمس متأثرا بإصابته في مظاهرة الأسبوع الماضي لترتفع حصيلة القتلى باليمن إلى حوالي 14 شخصا، منذ بدء المظاهرات الشعبية حيث سقط 12 قتيلا في عدن وقتيل واحد في تعز، وجرح العشرات من المتظاهرين.
صنعاء: تدفق الآلاف إلى ساحة التغيير التي يعتصم بها المحتجون في العاصمة اليمنية أمام جامعة صنعاء، دعما للمتظاهرين ضد محاولات إخراجهم من قبل من يوصفون بأنهم أنصار الرئيس. وجاء الدعم للمتظاهرين بعد أن قتل شخصان وجرح نحو عشرين شخصا في الاشتباكات التي وقعت مساء أمس أمام جامعة صنعاء حين منع المتظاهرون مناصري الرئيس اليمني من اقتحام الساحة التي يعتصمون بها مما دفع الموالين لإطلاق الرصاص. وضمت الحشود التي وفدت على الساحة رجال دين وكتاب وأكاديميين.
المكلا: رفع آلاف الطلبة في مدينة المكلا (شرق اليمن) لافتات مستلهمة من ثورتي تونس ومصر تقول "الشعب يريد إسقاط النظام".
الحديدة: جرح عشرة بعد أن هاجم مناصرو صالح مجموعة من المتظاهرين ضد الحكومة وفقا لنشطاء كانوا في المظاهرة.
مدينة عدن: أقر مسؤولون حكوميون بإطلاق رصاص في الهواء وغاز مدمع لتفريق مئات المتظاهرين في مدينة عدن، حيث توفي شخص في التاسعة عشرة من عمره أمس متأثرا بإصابته في مظاهرة الأسبوع الماضي ليصل إلى 13 عدد الذين قتلوا في الاحتجاجات المناهضة للرئيس اليمني. وتشهد مدينة عدن منذ أسبوع بالتوازي مع المظاهرات المطالبة برحيل النظام إضرابات واعتصامات عمالية في عدة قطاعات منها مؤسسة المياه والكهرباء والطرق والأثاث والصحة والجامعة. واتسعت الاعتصامات المطالبة بزيادة الأجور والمعاشات يوم أمس وأول أمس لتشمل اليوم مطار عدن والميناء والبنك المركزي والبنك الأهلي ومرافق أخرى. وأوقفت هذه الاعتصامات حركة العمل في عدد من مرافق الدولة، كما أوقفت الدراسة في معظم مدارس ومعاهد المحافظة بعد دعوة نقابة المعلمين أمس البدء بتنفيذ سلسلة من الاعتصامات والإضرابات.
محافظة عدن: خرجت مسيرات حاشدة في مدينتي كريتر وخورمكسر تزامنا مع اعتصامات في ساحات مختلفة من مديريات محافظة عدن، وقال شهود عيان إن شابا أصيب بطلق ناري من قبل حراسة أحد المواقع العسكرية بمنطقة جبل حديد بخورمكسر أثناء مروره بجوار الموقع، ونقل إلى مستشفى الجمهورية.
تعز: وفي تعز انضم عدد كبير من مدرسي المحافظة اليوم الأربعاء إلى المعتصمين بميدان الحرية في مدينة تعز وأعلنوا بقاءهم هناك حتى رحيل النظام. ونصب وفد من نقابة معلمي تعز الخيام دليلا على المشاركة الفاعلة في الاعتصام.
-- ميدان الحرية في تعز: دون سابق إنذار تحول شارع صافر بمدينة تعز جنوب العاصمة اليمنية صنعاء إلى "ميدان الحرية"، وهو اسم أطلقه المحتجون من شباب اليمن دون معرفة وموافقة السلطة المحلية في المدينة، بعد أن فرقتهم قوات الأمن أمام مبنى محافظة تعز ومن ميدان التحرير بقلب المدينة ليستقر بهم المقام في تلك الساحة. ورغم قصر المدة الزمنية على إطلاق الاسم بات شارع صافر سابقا ميدان الحرية حاليا، معروفا لدى سكان مدينة تعز بل المحافظة بأكملها وأصبح حديث كل المجالس.
ميدان أو ساحة الحرية كما يحلو للبعض تسميتها أصبح كخلية نحل يكتظ بخيام المعتصمين وغدا المكان المفضل لترديد النكات الساخرة عن النظام وسوقا رائجة للباعة المتجولين الذين يعرضون بضاعتهم ومستلزمات البقاء في الميدان. ويعد ميدان الحرية بتعز النبراس والقدوة للمدن الأخرى، فالعاصمة صنعاء شهدت هي الأخرى اعتصاما مشابها في جامعتها وربما تستلهم محافظات أخرى نفس الفكرة. المعتصمون في الميدان الذين يقيمون فيه الصلوات الخمس أكدوا أن ميدان الحرية سيكون المنطلق لتحرير اليمنيين من نظام سياسي يحكم البلاد منذ 33 عاما.
وفي هذا الصدد قال الناشط إبراهيم عبد المجيد للجزيرة نت إن ساحة الحرية هي فاتحة التحرير لكل اليمن، مستشهدا بجمعة البداية حيث لبى المتضامنون دعوة المعتصمين وقدموا من محافظات أخرى بما فيها مسقط الرئيس علي عبد الله صالح للمشاركة في مسيرة حاشدة تجاوزت المائة ألف نسمة لم تشهدها تعز من قبل. وأضاف أن الساحة أصبحت قبلة الأدباء والشعراء والفنانين، ومنها انطلقت حملة جمع 10 ملايين توقيع تطالب برحيل صالح، لافتا إلى أن التاريخ سيخلد ميدان الحرية -الشاهد على عملية القنبلة– بعد تحقيق النصر ورحيل النظام. وكان ميدان الحرية الواقع بقلب مدينة تعز قد شهد في الأيام الماضية انضمام معتصمين من مختلف شرائح المجتمع.
ويشاهد الزائر خيام المشاركين حسب انتماءاتهم المهنية، فإحداها كتب عليها خيمة دكاترة جامعة تعز وأخرى للمحامين وثالثة للمعلمين ورابعة للمثقفين، وما زالت جموع المعتصمين تلتحق بالمخيم المستحدث مع مطلع شمس كل يوم جديد.
استقالات بين نواب الحزب الحاكم: استقال تسعة برلمانيين من الحزب الحاكم بسبب ما وصفوه بعنف الحكومة ضد المتظاهرين، في حدث اعتبر صفعة سياسية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يواجه معارضة شعبية لإنهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما. وقال البرلماني المستقيل عبد العزيز الجباري إن البرلمانيين بعثوا رسالة من عشر نقاط لصالح تطالب بالإصلاح الفوري، بما في ذلك إعادة هيكلة الجيش لجعله أكثر تمثيلا للمجتمع اليمني المعقد والمساعدة في الانتقال إلى الديمقراطية. ورغم الاستقالة لا يزال حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح يحتفظ بحوالي 240 عضوا في البرلمان الذي يضم 301 عضو، وترى المعارضة أن هذا البرلمان نتيجة لانتخابات غير نزيهة.
الخميس 24/2/2011 م :أعطى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح توجيهات للأمن بحماية المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامه والذين دشنوا مرحلة اعتصامات بعد أن وقعت صدامات مع مؤيدي النظام القائم، قُتل وجُرح فيها بعض الأشخاص. كما أن صالح أعطى توجيهات للأمن بمنع احتكاك المؤيدين له والمطالبين برحيله الذين بدؤوا اعتصاما وسط صنعاء انضم إليه الآلاف، رغم محاولات إخراجهم من أشخاص يصفونهم بأنصار الرئيس.
من جهة أخرى اعتقل قيادي الحراك الجنوبي قاسم الداعري، عند نقطة أمنية في المدخل الشمالي لعدن التي كان يستعد لدخولها للمشاركة في اعتصاماتِ شباب مطالبين بسقوط النظام. والداعري أحد مؤسسي جمعيات المتقاعدين في جنوبي اليمن، التي كانت البدايات الأولى للحراك الجنوبي الذي بدأ نشاطه بمطالب حقوقية وانتهى به الأمر مطالبا بفك الارتباط عن السلطة في صنعاء.
المعارضة: طالبت مصادر في المعارضة اليمنية بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية على وجه السرعة وتحييدها، بعيدا عن توجيهات الحاكم، حتى لا تسخّر في قمع المظاهرات السلمية. واتهمت المصادر المؤسسة العسكرية والأمنية بالانحياز المطلق للرئيس علي عبد الله صالح، واستشهدت بلجوئه إلى المعسكرات وإلقاء خطب من داخلها ينتقد فيها أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بلغة مستفزة. ويرى المحلل السياسي ورئيس تحرير أسبوعية الأهالي علي الجرادي أن المؤسسة العسكرية والأمنية تابعة تبعية مطلقة للرئيس وأفراد عائلته، وهو يدعو إلى إعادة هيكلة هذه المؤسسة ومنع الأسرة الحاكمة من السيطرة عليها.
المظاهرة المليونية للمعارضة وللحزب الحاكم: ينوي الحزب الحاكم الذي يحتل نوابه 230 مقعدا من بين 301 إقامة مظاهرة مليونية غداً الجمعة في ميدان السبعين بوسط صنعاء حيث مقر الرئاسة، وتهدف إلى الرد على مظاهرة مماثلة سينفذها المعتصمون في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء ويقومون فيها بتشييع ضحايا الاعتصامات إلى مقبرة الشهداء في صنعاء.
-- الأحداث الميدانية:
تعز - ميدان الحرية: شهد ميدان الحرية بتعز اليوم الخميس انضمام أعضاء جدد -يمثلون النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني وطلبة المدارس الثانوية- إلى المعتصمين المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه. ففي اليوم الرابع عشر من عمر ميدان الحرية أعلنت نقابة الصيادلة والمهن الطبية ونقابة المهندسين بكامل أعضائها وطلاب المدارس الثانوية بمحافظة تعز، انضمامهم إلى المعتصمين الشباب. وبدا واضحا تزايد عدد الخيام في الساحة وارتفاع اللافتات والشعارات المعبرة عن مطالب الشباب الراغبين في التغيير. وكانت نقابة المحامين اليمنيين بتعز قد أعلنت من قلب الميدان إنشاء غرفة عمليات لتلقي البلاغات والشكاوى بخصوص أي اعتداءات أو انتهاكات تطال المعتصمين، عبر لجان ميدانية متواجدة في الساحة بشكل متواصل. إلى ذلك تجري الاستعدادات حاليا على قدم وساق لجمعة التحدي التي دعا لها المعتصمون يوم غد. وتشهد مدينة تعز في الوقت الراهن حالة استنفار أمني غير مسبوقة استعدادا لجمعة التحدي، كما صعد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بالمحافظة نشاطه، وقرر نصب خيام للمعتصمين المطالبين ببقاء الرئيس صالح. وقام سكرتير رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية أحمد عبد الله الصوفي أمس بزيارة لميدان الحرية، وحاول التحدث إلى الشباب المعتصمين، إلا أنهم لم يصغوا إليه، ورددوا على مسامعه هتافاتهم المعهودة "ارحل .. ارحل"، و"الشعب يريد إسقاط النظام".
لودر - أبين: لقي شخص مصرعه وأصيب آخر في انفجار عبوة ناسفة في لودر بمحافظة أبين جنوبي اليمن عقب مظاهرة للحراك الجنوبي. وكانت العبوة الناسفة مخبأة في صندوق وانفجرت عقب مرور المسيرة التي كانت تطالب باستقلال جنوب اليمن عن شماله، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر كان بجواره. وقال الأمين العام للمجلس المحلي بلودر عوض النخعي أن المديرية تعيش ما سماها حالة انفلات أمني كبير "بعد أن أصبحت المواجهات أمرا شبه دائم".
الضالع ولحج: شهدت كل من الضالع ولحج اليوم مسيرات نظمها الحراك الجنوبي تطالب بالانفصال، ورفع المشاركون فيها أعلام دولة الجنوب السابقة وصورا لعلي سالم البيض رئيس اليمن الجنوبي قبل الوحدة. وفي ردفان بمحافظة لحج أصيب شخص إثر قصف للجيش استهدف المدينة بعد ظهر الخميس، وتشهد ردفان اشتباكات شبه يومية بين الجيش ومسلحين في المدينة سقط إثرها عدد من القتلى والجرحى في الشهرين الماضيين، حيث تحاصر قوات من الجيش المنطقة بينما يتمركز مئات المسلحين داخل المدينة.
الجمعة 25/2/2011 م (جمعة التحدي أو جمعة الصمود)توحيد المطالب: في هذه الأثناء, تحظى الشعارات المطالبة برحيل النظام اليمني بالأولوية على حساب الأصوات المنادية بالانفصال. ويلاحظ في عدد من شوارع عدن عمليات طمس يقوم بها ناشطون للشعارات المطالبة بالانفصال, حيث توضع مكانها شعارات تدعو لإسقاط النظام. ودعا بيان صادر عن نشطاء الحراك الجنوبي السلمي أبناء الجنوب إلى تجاوز صراعات الماضي وتعزيز وحدتهم تمهيدا لتصعيد فعاليات الحراك. كما تحدثت بعض المصادر عن وجود اتفاق مبدئي -غير معلن- بين أحزاب اللقاء المشترك وقيادات الحراك الجنوبي، يقضي بتوحيد المطالب والشعارات أثناء الفعاليات المناوئة للنظام. وألمحت تلك المصادر إلى أن قيادات في الحزب الحاكم لم يرق لها هذا الاتفاق، تسعى لتحريض بعض العناصر المحسوبة على الحراك لتبني خطاب انفصالي بهدف خلط الأوراق وتشتيت حركة الشارع.
ومن جانب آخر أعلنت مصادر طبية بمستشفى شركة مصافي عدن بمديرية البريقة وفاة عبد الله محمد قاسم (27 عاما) متأثراً بحروق، بعدما أضرم النار في نفسه في مدينة الضالع السبت الماضي لظروف معيشية.
على الصعيد السياسي: كلف الرئيس اليمني رئيس الوزراء علي محمد مجور ببدء حوار مع المتظاهرين للاستماع إلى مطالبهم.
-- الأحداث الميدانية:

خطبة الجمعة في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء - جمعة التحدي 25/2/2011 مخرجت اليوم المظاهرات المطالبة برحيل نظام علي عبد الله صالح في صنعاء وعدن وتعز وصعدة. وقد قتل أربعة أشخاص وأصيب العشرات في المصادمات التي وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين مناهضين للنظام اليمني في مدينة عدن بجنوب البلاد، بينما لم تسجل مظاهرات صنعاء وتعز وصعدة أي إصابات. كما خرج اليوم عشرات الآلاف من المؤيدين للرئيس علي عبد الله صالح في مظاهرات في كل من صنعاء وصعدة وحجة.
صنعاء: نظم عشرات الآلاف من مؤيدي ومناهضي الحكومة مسيرات منفصلة. وبينما تجمع نحو 20 ألفا خارج حرم جامعة صنعاء وهم يرددون "الشعب يريد إسقاط النظام"، تجمع في المقابل نحو 50 ألفا آخرين بميدان التحرير وسط المدينة مرددين شعارات على شاكلة "الشعب يريد علي"، رافعين لوحات كتب عليها "نعم للاستقرار والحوار.. لا للفوضى". وكان آلاف المعتصمين المطالبين بإسقاط الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد أدوا صلاة الجمعة في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء, في مشهد مهيب، مواصلة لحركتهم الاحتجاجية التي اندلعت منذ أيام. ورفعوا شعارات "لا تفاوض لا حوار.. استقالة أو فرار". وردد المتظاهرون هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام", و"مطلبنا واضح: ارحل يا صالح"، كما هتفوا مرارا: "يا الله يا الله أسقط علي عبد الله" ورفعوا صورا للرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي الذي اغتيل في صنعاء عام 1977 م. كما نظم معارضو النظام مزادا خارج الجامعة لجمع تبرعات لحملتهم، حيث باعوا سيارة وساعة يد مقابل 600 ألف ريال (ثلاثة آلاف دولار).
عدن: اندلعت اليوم اشتباكات على هامش مسيرات للحراك الجنوبي, وارتفعت حصيلة المصادمات التي وقعت بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين في عدد من المديريات في عدن إلى سبعة قتلى على الأقل وأكثر من أربعين جريحا. وشارك فيها عشرات الآلاف.
خور مكسر: تجددت صباح اليوم الاعتقالات والصدامات بين مسلحين وقوات الأمن داخل حي السعادة ببلدة خورمكسر, بعد توقف دام يومين. وتحدث شهود عيان عن تبادل كثيف لإطلاق النار بين الأمن ومسلحين قبل فجر اليوم واستمر قرابة ربع ساعة. وذكر الأهالي أن الاشتباكات وقعت نتيجة صد محاولات الأمن اقتحام الحي. ويشهد حي السعادة منذ أكثر من أسبوعين حصارا أمنيا على جميع المداخل, بينما يشهد حي السفارات الواقع على بعد أمتار من حي السعادة تعزيزات وإجراءات أمنية مشددة. أما بعد صلاة الجمعة وقعت مواجهات عنيفة اندلعت بين الأمن ومتظاهرين تدفقوا صوب مداخل بلدة خورمكسر من الجهة الغربية والشرقية، في محاولة لكسر الحاجز الأمني المفروض على المديرية للوصول إلى ساحة الحرية لنصب الخيام وتنفيذ اعتصام مفتوح. وقامت قوات الأمن بالتصدي للمتظاهرين عند تلك المداخل مستخدمة الرصاص الحي والقنابل الغازية، قبل أن تفرض طوقا أمنيا على مديريات المنصورة وخورمكسر والمعلا والتواهي والشيخ عثمان. وحاول آلاف الأشخاص التوجه إلى ميدان العروب في خور مكسر, فأطلقت الشرطة قنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريقهم، مما تسبب في إصابات عديدة. وأوقفت حركة التنقل بين جميع المديريات الثماني حتى مساء اليوم الجمعة. وذكرت مصادر طبية بمستشفى الجمهورية بخورمكسر استقبال ثلاثة جرحى، بينما نقل اثنان آخران إلى مستشفى خاص بكريتر.
المنصورة والمعلا: اندلعت تظاهرات غاضبة مساء اليوم الجمعة في مدينة المنصورة ومصادمات في مدينة المعلا، واقتحم المحتجون مبنى للمجلس المحلي وأضرموا النار في سيارة حكومية كانت متوقفة خارجه وصادروا أسلحة أفراد الأمن عقب فرارهم من السيارة.
تعز: احتشد عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في ميدان الحرية في إطار ما أطلق عليه "يوم الوفاء للشهداء", وأدوا هناك صلاتي الجمعة والعصر, ثم صلوا على القتلى الذين سقطوا في مظاهرات سلمية سابقة.
صعدة: شهدت صعدة اليوم مظاهرات مناهضة للرئيس اليمني شارك فيها الحوثيون للمرة الثانية، حيث ندد المشاركون في المظاهرات بما أسموها المجازر التي ارتكبها النظام الحاكم في منطقة صعدة. وأفاد بيان لقائد الجماعة الميداني عبد الملك الحوثي أن عشرات الآلاف تظاهروا في مديريات سحال وحيدان ورازح. واتهم البيان موقع تلمص العسكري المطل على مدينة صعدة بإطلاق قذيفتي مدفعية باتجاه منطقة محضة الآهلة بالسكان، مما تسبب في إصابة امرأة وطفلة بجروح بليغة.
مظاهرات مؤيدة: وفي مقابل الاحتجاجات العارمة للمعارضة, تظاهر اليوم في ميدان التحرير بصنعاء عشرات الآلاف من أنصار الرئيس علي عبد الله صالح (قدّر عددهم ب 100 ألف) مطالبين المعارضة بقبول دعوة الرئيس إلى الحوار. كما تظاهر عشرات الآلاف من أنصار صالح في محافظتي صعدة وحجة شمال غرب البلاد، مطالبين المعارضة بالاستجابة لدعوة صالح للحوار.
السبت 26/2/2011 م :تزايدت الضغوط على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتنحي عن الحكم بعدما أعلنت اثنتان (حاشد وبكيل) من أهم قبائل اليمن انضمامها إلى الاحتجاجات المناهضة له وذلك احتجاجاً على قمع المتظاهرين المسالمين في صنعاء وتعز وعدن وسقوط قتلى وجرحى في المواجهات.
وقد أعلن أبناء عبد الله حسين الأحمر -من قبيلة حاشد ويشغلون مراكز حكومية- انضمامهم إلى صفوف المحتجين.
فقد أعلن شيخ قبيلة حاشد حسين بن عبد الله الأحمر اليوم -في تجمع شمال العاصمة صنعاء- استقالته من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وتعهد بالانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعتمد دوما منذ تسلمه الحكم في صنعاء عام 1978 م على القبائل في تثبيت أركان حكمه.
كما قدم شقيقه حمير الأحمر نائب البرلمان استقالته من منصبه، بعد اتهام مصدر بوزارة الداخلية له ولشقيقه حميد بإطلاق الرصاص على مواطنين يوم الجمعة لأسباب غامضة. ويعتبر اتحاد قبيلة حاشد أكثر القبائل اليمنية قوة وهي تضم تسعة قبائل، من بينها قبيلة سنحان التي ينتمي إليها الرئيس صالح. واتهم الشيخ حمير اليوم جهاز الأمن القومي (المخابرات) بمحاولة اغتياله مع أخيه حميد وعدد من قيادات المعارضة في البلاد. وقوبل إعلان حسين الأحمر –المنتمي لنفس الاتحاد القبلي القوي الذي ينتمي له الرئيس اليمني علي عبد الله صالح- بترحاب من المجتمعين في ما سماه مهرجان الحرية والتغيير، داعيا اليمنيين للعمل على الإطاحة بالنظام. كما أعلنت قبيلة بكيل التي حضرت المهرجان الانحياز إلى المعارضة.
وقال الصحفي عبده عايش أن حسين الأحمر (نائب رئيس البرلمان) أعلن أن قبيلتي حاشد وبكيل ستزحفان إلى صنعاء الجمعة المقبلة للمشاركة مع المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء الذين يطالبون بإسقاط النظام.
اجتماع الرئيس: إزاء التطورات المتسارعة في اليمن ترأس الرئيس اليمني اليوم اجتماعا لقادة القوات المسلحة، وتركز فيه النقاش على "الدور الذي تضطلع به المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وصيانة المكتسبات الوطنية". وأشار الرئيس صالح إلى "أهمية هذا الاجتماع لقادة القوات المسلحة والذي يأتي في ظروف معقدة وصعبة يمر بها الوطن العربي ووطننا اليمني على وجه الخصوص". وتعهد صالح بالحفاظ على النظام الجمهوري ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية "حتى آخر قطرة من دمائنا". وانتقد القوى السياسية الأخرى قائلا "لو كان لديهم مطالب حقيقية فقد لبيناها وقدمنا تنازلات تلو التنازلات عن طريق مجلسي النواب والشورى، ولكنهم لا يعرفون أين سيذهب الوطن".
-- الأحداث الميدانية:
كريتر: حاصر متظاهرون مبنى شرطة البلدة محاولين إحراقه احتجاجاً على دهس ناقلة جند لطفل وصفت حالته بأنها حرجة، وإصابة شخصين أثناء تفريق مظاهرة ليلية في البلدة.
عدن: فرضت القوات الحكومية شبه حصار من خلال إقامة حواجز تفتيش، كما أغلقت المدارس والكليات ومعظم المرافق الحكومية، في حين ما يزال آلاف يتجمعون في الشوارع في حالة غضب وغليان احتجاجا على سقوط ضحايا أمس. كما شنت سلطات الأمن حملة اعتقالات مساء اليوم شملت عددا من الناشطين السياسيين في الحراك الجنوبي.
صنعاء: استمرت الاعتصامات والمظاهرات لكل من مؤيدي الحكومة ومناهضيها اليوم لكن بأعداد أقل من يوم أمس.
الأحد 27/2/2011 م :سقوط النظام مسألة وقت: قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الله الفقيه أن انضمام قبيلتي حاشد وبكيل حسم الأمر بانتقال السلطة من الرئيس صالح، لتمتعهما بثقل كبير على الساحة اليمنية وامتلاكهما ما بين 200 ألف و500 ألف مقاتل مسلح. وأشار الفقيه إلى أن إسقاط صالح بات مسألة وقت بعد كشف الغطاء عنه وانحياز القبيلتين إلى الثورة، معتبرا أن ما حدث خطوة كبيرة وهامة أفشلت الورقة القبلية التي أراد صالح اللعب بها، موضحا أن الرئيس اليمني يحاول اللعب أيضا بورقة الانفصال في الجنوب للبقاء في السلطة، لكن فرصه في البقاء ضئيلة جدا. وأضاف الفقيه أن معظم قادة الجيش اليمني ينتمون إلى هاتين القبيلتين، لكن صالح ما زال لديه بعض ما وصفها الفقيه ب"الجيوب الضعيفة"، حيث أن أعضاء بارزين في قبيلته سنحان سحبوا البساط عنه وانضموا إلى المجلس الذي يرأسه الأحمر.
صنعاء وتعز وعدن والمعلا: في هذه الأثناء واصل المحتجون اعتصامهم في صنعاء وتعز، مطالبين بإسقاط النظام اليمني، ومعلنين رفضهم للحوار الذي يطرحه الرئيس اليمني. كما أعلن المتظاهرون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء دعمهم وتأييدهم للمظاهرات التي جرت في عدن. ورددوا هتافات تندد بسقوط قتلى في المعلا في مظاهرات الجمعة، وأكدوا على وحدة الشمال والجنوب في مطلب إسقاط النظام. وأسفرت هذه الاحتجاجات التي نظمت في عدة مدن بينها العاصمة صنعاء وتعز وعدن والمعلا عن إصابة 18 شخصا في صدامات بين قوى الأمن والمحتجين حسب ما أفادت مصادر أمنية يمنية.
الإثنين 28/2/2011 م :المعارضة ترفض حكومة وحدة وطنية: دخلت الأزمة السياسية في اليمن منعطفا جديدا مع عرض الرئيس علي عبد الله صالح تشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة، وهو ما رفضته الأخيرة مؤكدة التزامها بمطلب الشعب الداعي إلى إسقاط النظام. فقد أعلن الرئيس صالح تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال لقاء مع علماء الدين في اليمن الذين يلعبون دور الإطفائي في الأزمة الجارية حاليا، وتضمن العرض تشكيل حكومة وحدة بواقع ممثلَين عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ومثلهما للمعارضة وخامس يعينه العلماء إضافة إلى إحالة الفاسدين والمفسدين إلى القضاء غير أن ائتلاف المعارضة (تكتل أحزاب اللقاء المشترك) رفض هذه الدعوة حسب ما جاء على لسان المتحدث باسمه محمد صالح القباطي الذي قال أن اقتراح الرئيس تشكيل حكومة وحدة وطنية جاء متأخرا، وأن الذي يوحد اليمنيين كافة اليوم هو شعار إسقاط النظام. وأضاف "على الرئيس أن يختار بين أن يكون لقبُه الرئيسَ السابق أو الرئيسَ المخلوع".
لقاء الرئيس مع علماء الدين: أبدى الرئيس علي عبد الله صالح "استعداده للرحيل عن السلطة شريطة انتقال سلس للحكم، ومن دون أعمال الفوضى"، وأشار إلى أن المطالب بإسقاطه أثرت على اقتصاد البلاد. وقال صالح -خلال لقاء بعشرات من علماء الدين بثه التلفزيون اليمني- "لقد سئمنا السلطة بعد 32 عاما والناس سئمونا، لكننا نريد انتقال الحكم بطرق سلمية". وتوقع صالح انقسام اليمن إذا وصلت المعارضة إلى السلطة, وقال "لن يقدروا على أن يحكموا أسبوعا واحدا، وأجزم بذلك وبأن اليمن سينقسم إلى أربعة أشطار".
مظاهرات يوم الغضب غداً: حمل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي اللقاء المشترك المعارض كامل المسؤولية عن ما سيترتب عن دعوتهم مما سموه أعمال الفتنة والتخريب. ودعا الحزبُ الحاكم أحزابَ اللقاء المشترك إلى "تحكيم العقل، وتقديم المصلحة العليا للوطن على كل المصالح الأخرى والعودة إلى مائدة الحوار الوطني باعتباره الطريقة المثلى لحل المشكلات".
عدد الضحايا: حتى الآن يقدر عدد القتلى بنحو ثلاثين متظاهرا والجرحى بالعشرات في مظاهرات واحتجاجات متواصلة منذ أكثر من شهر في كل من العاصمة صنعاء في الشمال وعدن -كبرى مدن الجنوب- وصعدة شمالي اليمن، حيث يتواجد المتمردون الحوثيون ويجمع المتظاهرون في هذه المناطق على مطلب إسقاط النظام، مما يشكل ضغطا كبيرا على حكومة هذا البلد التي ازداد وضعها سوءا هذه الأيام بعد استقالة أحد زعماء القبائل من منصبه الحزبي وانضمام قبيلتين لصفوف المعارضة. وردا على هذه الضغوط، صعّد الرئيس علي عبد الله صالح من لهجته ضد المحتجين على حكمه المستمر منذ 32 عاماً. وتعهّد صالح في اجتماع مع قادة في الجيش والشرطة في العاصمة صنعاء أول أمس بأن تحميَ القوات المسلحة النظام الجمهوري حتى آخر قطرة دم.
الثلاثاء 1/3/2011 م :كلمة الرئيس علي عبد الله صالح: اعتبر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في لقاء مع طلبة كلية الطب بجامعة صنعاء أن ما يجري من ثورات في المنطقة العربية ليس إلا "مجرد ثورة إعلامية تديرها الولايات المتحدة من غرفة في تل أبيب". وتساءل: هل الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس للولايات المتحدة أم للعالم العربي؟. وقلل صالح من أهمية الاحتجاجات في اليمن, وقال أن الشعب اليمني يختلف عن التونسي والمصري, مشيرا إلى أن "اليمن يعاني من مشاكل في الجنوب والشمال وهو أحوج الشعوب إلى الوحدة". كما جدد تأكيده أنه "لا توريث أو تمديد للحكم"، وقال "كلما قدمت تنازلات رفعت المعارضة سقف مطالبها".
الرد الأمريكي: دعت الولايات المتحدة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للاستجابة لطموحات شعبه، ونفت أن يكون للاضطرابات التي تشهدها بلاده أي عامل خارجي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في رسالة عبر موقع تويتر "الاحتجاجات في اليمن ليست نتاج مؤامرات خارجية. الرئيس صالح يعرف ذلك جيدا. شعبه يستحق استجابة أفضل". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني في مؤتمر صحفي أن البحث عن كبش فداء ليس الرد على تطلعات الشعب اليمني المشروعة، بل التركيز على إصلاحات سياسية.
الرئيس يقيل ( 5 ) محافظين: أقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حكام خمس محافظات تشهد اضطرابات. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن الإقالات شملت محافظي محافظات حضرموت وعدن والحديدة ولحج وأبين دون أن تعطي تفسيرا لأسباب الإقالات. لكن مصدرا سياسيا أكد لوكالة يونايتد برس إنترناشونال أن الإقالات لها علاقات بتظاهرات اليوم.
الشيخ عبد المجيد الزنداني يؤيد المعتصمين: ومن جانبه أيد رئيس مرجعية العلماء الشيخ عبد المجيد الزنداني مطالب المعتصمين أمام جامعة صنعاء, وقال أنه "لا شرعية لحاكم لا يرتضيه شعبه، وأن الشعب هو صاحب الحق في اختيار حكامه ونوابه". واعتبر الزنداني خروج الشبان في مظاهرات واعتصامات "حقا دستوريا وشرعيا، وهو نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، كما دعا المعتصمين إلى الاستمرار في مسيرتهم والحفاظ على سلميتها. يشار إلى أن الزنداني يقود وساطة بين الرئيس صالح وأحزاب اللقاء المشترك من أجل العودة للحوار والقبول بحكومة وحدة وطنية، تشغل فيها المعارضة رئاسة الحكومة ووزارات سيادية، وتهيئة الأجواء لانتقال سلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة خلال شهرين.
--الأحداث الميدانية:
جرت اليوم تظاهرات حاشدة عمت عددا من المدن اليمنية اليوم ضمن ما أطلقت عليه المعارضة يوم الغضب للمطالبة بإسقاط النظام. واتسعت رقعة المظاهرات والاعتصامات لتشمل عشر محافظات إلى جانب العاصمة صنعاء، وهي: عدن، وتعز، والحديدة، وإب، وصعدة، ولحج، والضالع، وحضرموت، ومأرب، وعمران، إلى جانب تدفق متظاهرين من محافظات ريمة، والمحويت، والجوف، ومجاميع من القبائل المحيطة بالعاصمة، لمشاركة المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. وبدوره أعلن الشيخ علي الشبواني -وهو أحد مشايخ قبائل مأرب- انضمامه إلى صفوف المطالبين برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
صنعاء:
تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين للمطالبة بإسقاط النظام، وللتضامن مع مدينة عدن التي سقط بها عشرات القتلى خلال مظاهرة سلمية قمعتها قوات الأمن. واكتظت ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء بعشرات الآلاف الذين ضجت أصواتهم وارتفعت بصوت واحد مطالبة الرئيس صالح بالرحيل، وهتفوا "اعتصام اعتصام.. حتى رحيل النظام"، كما رفعت شعارات وصور عديدة تدعو الرئيس صالح إلى الرحيل. وكان لافتا اليوم انضمام عسكريين إلى المعتصمين، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، خاطب الحشود قائلا "من اليوم سأكون في صف الشعب، وليس في صف الكراسي"، مؤكدا أنه لن يؤدي التحية العسكرية إلا لمن هم أعلى رتبة منه ممن حضروا لساحة التغيير أمام جامعة صنعاء.
وفي المقابل نظم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم اليوم مظاهرة بميدان التحرير، وردد المتظاهرون هتافات "سبعة واحد واحد.. علي أحسن واحد"، و"يا الله احمي علي عبد الله"، و"بالروح بالدم نفديك يا علي". كما حمل الحزب أحزاب اللقاء المشترك المعارضة كامل المسؤولية عما سوف ينتج عن دعوتهم للتظاهر في "يوم الغضب"، واتهم التكتل بمحاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية. وجدد دعوته المعارضة إلى تحكيم العقل وتقديم المصلحة العليا للوطن على كل المصالح الأخرى، وذلك بالعودة إلى طاولة الحوار باعتباره الطريقة المثلى لحل المشكلات.
تعز: أفاد الصحفي عبد العزيز العزاني بأن نحو عشرة آلاف شخص شاركوا في المظاهرات في المحافظة ضمن فعاليات يوم الغضب، ورددوا هتافات تطالب برحيل الرئيس اليمني وترفض ممارسات السلطة. ونقل عن مفتي المحافظة سهل إبراهيم عقيل قوله أمام المتظاهرين حاثا الشباب "إنكم بنضالكم وصمودكم تكتبون تاريخا لكم ولأبنائكم، وإن لم تحسموا أمركم اليوم قبل الغد فسيكون الندم".
لحج: كما خرجت مسيرات حاشدة في كل من الحوطة عاصمة محافظة لحج، وضاحية المسيمير إحدى مديريات لحج، تطالب برحيل صالح، وقد قُتل شخصان أحدهما مدير أمن سابق في مديرية ردفان بمحافظة لحج، وأصيب أربعة آخرون بجروح إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش ومسلحين في ردفان ظهر اليوم.
الأربعاء 2/3/2011 معلماء اليمن يقترحون خريطة طريق لانتقال سلمي للسلطة خلال سنة: صرّح حزب التجمع اليمني للإصلاح أن وفدا من هيئة علماء اليمن برئاسة الشيخ عبد المجيد الزنداني التقى مساء أمس المعارضة المنضوية تحت لواء "اللقاء المشترك" وتم "البحث في إجراءات لانتقال السلطة سلميا في غضون عام". أفاد القيادي في أحزاب اللقاء المشترك محمد الصبري بأن الاجتماع تمخض عن اتفاق على خمس نقاط تلتزم السلطة بتطبيقها تضمن انتقالا سلميا وسلسا للسلطة خلال عام، وتوفر خروجا آمنا ومشرفا للرئيس علي عبد الله صالح. وقال صبري أن تلك النقاط الخمس تتمثل ب:
ضمان حرية التظاهر والاعتصام لجميع اليمنيين بشكل سلمي.
تشكيل لجنة تحقيق في اعتداءات طالت المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاكمة وتعويض أسرهم.
الانتقال السلس للسلطة استنادا إلى التزامات الرئيس المعلنة.
يحدد الرئيس مجموعة الخطوات التي سيجري عبرها نقل السلطة خلال فترة زمنية لا تتعدى نهاية هذا العام.
يعلن الرئيس هذه الخطوات للشعب ويحدد موقفه منها بالقبول أو الرفض.
ترحيب الحزب الحاكم: من جانبه رحب عبد الحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام الحاكم بفتح آفاق الحوار مع الجميع دون تحفظ، وقال "مبدئيا يفترض أن ينتقل هذا الرد عبر العلماء إلى فخامة الرئيس وليس عبر الإعلام، ومن غير الحصيف أن نصدر حكما مستعجلا على النقاط المقترحة".
الحراك الجنوبي يدعو للتظاهر: من جهته دعا الرجل الثاني في قيادة الحراك اليمني الجنوبي اليوم مناصري الحراك إلى الالتحام بالمظاهرات المطالبة برحيل صالح، مقدما بذلك -مرحليا على الأقل- مطلب إسقاط النظام على "فك الارتباط" مع الشمال. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك عبد الله حسن الناخبي "يجب على أنصار الحراك الالتحام بالمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام وعدم رفع الشعارات التي تدعو لفك الارتباط، كون النظام سيجد مبررا لتحريك القوات المسلحة لقمعها".
اعتذار لواشنطن: قال البيت الأبيض الأميركي أن الرئيس اليمني أجرى مكالمة هاتفية مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب عبّر فيها عن أسفه إزاء ما وصفه بسوء الفهم المتعلق بتصريحاته، التي ذكر فيها أن واشنطن وتل أبيب تديران غرفة عمليات لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية.
--الأحداث الميدانية:
صنعاء: واصل آلاف اليمنيين احتجاجاتهم في العاصمة صنعاء مرددين هتافات تطالب برحيل الرئيس صالح.
لحج: قُتل شخصان وأصيب أربعة آخرون في مصادمات بين قوات أمنية ومتظاهرين في مدينة صبر. ووقعت الاشتباكات على خلفية اقتحام العشرات مشروعا سكنيا تموله الحكومة لذوي الدخل المحدود بعد اعتراضهم على ما أسموها عملية صرف لغير المستحقين. ووفقا لشهود عيان فإن الأمن أطلق الرصاص على المقتحمين في حين استولى المواطنون على عربة مدرعة وثلاث سيارات وأحرقوها.
الحديدة: اتهم حزب الإصلاح المعارض من يسمون البلطجية -بقيادة أحد الوزراء- بالاعتداء على 30 معتصما في مدينة الحديدة غرب اليمن، مما تسبب في إصابتهم بجروح مختلفة اليوم. وقال الحزب في بيان له "فاجأ البلطجية الآلاف من المعتصمين أثناء تأديتهم صلاة الظهر بالاعتداء على اللجان الأمنية وإطلاق الرصاص واستخدام الهراوات والخناجر والحجارة". ونقل الحزب عن عدد من البلطجية قبض عليهم المعتصمون قولهم أن أحمد حمود وعلي سيف ووزير الشباب والرياضة حمود عباد منحوهم صناديق رصاص لمن يحمل سلاحا ومبالغ مالية تقدر بألف ريال (خمسة دولارات) لكل واحد منهم، مع حزمة من مادة القات المخدر والغداء، مقابل مهاجمة المعتصمين.
عدن: واصلت السلطات الأمنية في عدن حملة اعتقالات تنفذها لليوم الرابع على التوالي ضد الناشطين السياسيين والحقوقيين شملت أفراد أمن وأكاديميين، في حين تتواصل الاعتصامات بالمحافظة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. فقد اعتقلت قوات الأمن صباح اليوم قرابة تسعة من نشطاء الحراك الجنوبي في مديريات مختلفة. وقالت مصادر أن من بين المعتقلين أيضا ثمانية شبان من منتسبي الشرطة اعتقلوا بتهمة إثارة الشغب والمشاركة في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. وكانت قوة من الأمن المركزي اعتقلت السبت الماضي عددا من نشطاء المجتمع المدني بعدن، بينهم أساتذة جامعيون. وتأتي حملة الاعتقالات في وقت تتواصل فيه الاعتصامات بعدن للمطالبة برحيل النظام في عدد من الساحات العامة وسط إجراءات أمنية مشددة. ولا تزال مدينة عدن تشهد منذ أسبوعين توقفا تاما للحياة العامة في عدد من المرافق الحكومية، في حين لا يزال الآلاف يواصلون اعتصاماتهم في ساحة الشهداء ببلدة المنصورة. وكان 13 نائبا جنوبيا في البرلمان اليمني أعلنوا الاثنين تجميد عضويتهم فيه احتجاجا على تعامل قوات الأمن بقوة مفرطة مع الاحتجاجات السلمية التي يشهدها عدد من مدن الجنوب بينها عدن والمكلا.
الخميس 3/3/2011 متمسك المعتصمون في ساحة الجامعة بالعاصمة اليمنية صنعاء بمطالبهم, وأصدروا بيانا كذبوا فيه انسحاب كثيرين منهم من الاعتصام, وكان بيان آخر صدر عن من يصفون أنفسهم بشباب التغيير في اليمن طالبوا فيه المواطنين بأداء صلاة الجمعة في ساحات الاحتجاج غداً، وأكدوا على رفض أي مبادرات تهدف إلى إيقاف الاحتجاج حتى رحيل الرئيس اليمني.
هذا وقد رفض تكتل أحزاب اللقاء المشترك التعليق على الأنباء التي راجت عن قبول الرئيس علي عبد الله صالح لاتفاق أبرمته المعارضة أمس مع علماء ومشايخ ما عدا النقطة المتعلقة بترك السلطة قبل نهاية العام الجاري, واكتفى التكتل بالقول إنه ينحاز إلى مطالب الشارع بتغيير النظام. في هذه الأثناء أعلن مصدر يمني مسؤول لرويترز أن الرئيس علي عبد الله صالح سيستجيب لدعوات الإصلاح وسيرد بشكل "إيجابي" على خطة قدمتها المعارضة تطالبه فيها بالتنحي وإجراء إصلاحات سياسية.
الجمعة 4/3/2011 م (جمعة التلاحم)الرئيس يرفض الخطة الانتقالية: أعلن الزعيم الدوري للمعارضة اليمنية محمد المتوكل أن الرئيس علي عبد الله صالح رفض خطة المعارضة الانتقالية التي تطالبه فيها بالتنحي هذا العام وإجراء إصلاحات سياسية وأنه تمسك بعرضه السابق بالبقاء في الحكم حتى انتهاء ولايته الدستورية عام 2013 م، مع موافقته على خطة إصلاحية لتعديل قوانين الانتخابات والتمثيل البرلماني والنظام القضائي.
استقالة علي أحمد العمراني: استقال الزعيم القبلي من محافظة البيضاء الجنوبية علي أحمد العمراني الذي يعد حليفاً مهماً للرئيس اليمني علي عبد الله صالح من الحزب الحاكم وذلك في ضربة سياسية أخرى للزعيم المحاصر. وقال علي أحمد العمراني لعشرات الآلاف من المحتجين في مسيرة أمام جامعة صنعاء في وقت متأخر من هذه الليلة أنه سيستقيل من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يتزعمه صالح.
اليمنيون يتظاهرون في لندن: سار عشرات الشبان والشابات اليمنيين في شوارع بقلب العاصمة لندن وهم يحملون الأعلام اليمنية ولافتات تطالب برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، وعند وصولهم إلى سفارة بلادهم أقاموا اعتصاما دعوا خلاله إلى توحيد الصفوف والمحافظة على ما أسموه مكتسبات الوحدة
--الأحداث الميدانية:
شهدت المحافظات اليمنية مسيرات مناوئة للنظام, فيما أعلنت المعارضة اليمنية مواصلة عملها الداعم للنضال السلمي منتقدة رفض الرئيس علي عبد الله صالح لمبادرة المعارضة. فقد خرج مئات الآلاف من الشبان اليمنيين في تظاهرات حاشدة بمناسبة "جمعة التلاحم" بالعاصمة صنعاء ومحافظات تعز وإب والحديدة وحضرموت وحجة ومأرب والبيضاء وعدن، حيث ردد المشاركون شعارات تطالب بتنحي الرئيس وإسقاط النظام. وقد وردت أنباء عن سقوط قتلى في حرف سفيان في محافظة عمران حيث قتل مدني وجرح آخر عندما قصفت القوات الحكومية بالأسلحة الثقيلة متظاهرين يطالبون بإسقاط النظام.
حرف سفيان - محافظة عمران: قصفت دبابات للجيش اليمني بالأسلحة الرشاشة والقذائف مظاهرة للحوثيين نظمت اليوم في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران (شمال صنعاء) تطالب بإسقاط النظام. أدى هذا القصف إلى مقتل 4 أشخاص. وقال محمد عبد السلام الناطق باسم الحوثيين أن حادث اليوم يكشف محاولة النظام افتعال حرب جديدة مع الحوثيين من أجل الخروج من أزمته. وجدد اصطفاف الحوثيين إلى الخيار السلمي في المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح وعدم الانجرار إلى مربع العنف والسلاح. بيد أن مصادر إعلامية نقلت عن مصادر في السلطة المحلية بمحافظة عمران قولها أن مسلحين من جماعة الحوثي أطلقت النيران على موقع "التمثلة" الذي رد على مصادر النيران عندما حاول المسلحون اقتحام نقطة عسكرية في منطقة حرف سفيان.
وكان الحوثيون وأحزاب اللقاء المشترك قد نظموا ثلاث تظاهرات اليوم الجمعة الأولى بمدينة ضحيان بمحافظة صعدة, والثانية بحرف سفيان في محافظة عمران، والثالثة في برط العنان بمحافظة الجوف.
صنعاء:
تدفق إلى "ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء حشود كبيرة، قدرت بمئات الآلاف شاركوا في أداء صلاة الجمعة والعصر وصلاة الغائب على أرواح شباب التغيير الذين سقطوا شهداء في عدن وصنعاء وتعز.
من جهته حشد الحزب الحاكم أيضا الآلاف من أنصاره في ساحة التحرير بصنعاء تأييدا للرئيس صالح ومبادرته التي تتيح له البقاء في السلطة حتى نهاية ولايته عام 2013 م.
مأرب: شهدت مدينة مأرب توافد الآلاف من القبائل إلى ساحة الحرية وسط المدينة حيث يعتصم المئات من الشبان منذ ستة أيام للمطالبة بإسقاط النظام، ودعا الشيخ مبخوت بن عبود الشريف رئيس فرع أحزاب اللقاء المشترك بمأرب أن تقوم كل محافظة بإرسال 5000 شخص ليلتحقوا بشبان التغيير أمام جامعة صنعاء المعتصمين هناك، دعما ومساندة لهم.
تعز: أكمل الشبان المعتصمون بساحة الحرية أسبوعهم الثالث بمشاركة مئات الآلاف في مسيرة جمعة التلاحم. وقال القيادي في اللقاء المشترك المعارض المهندس رشاد سيف الأكحلي أن هذه الحشود تعكس رغبة الشعب في التغيير ورحيل النظام القائم.
عدن: أصيب ثلاثة محتجين مساء اليوم حين أطلقت قوات الأمن اليمنية النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين اعتصموا في مدينة عدن.
السبت 5/3/2011 م ,استقالات المسؤولين الحكوميين: تواصلت استقالات مسؤولين حكوميين ورجال أعمال من الحكومة ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بسبب قمع الاحتجاجات الشعبية:
أعلن نائب وزير الشباب والرياضة حاشد الأحمر استقالته من الحكومة والحزب الحاكم والانضمام إلى المحتجين المطالبين بإسقاط صالح.
قدم وكيل وزارة الثقافة سام بن يحيى الأحمر هو الآخر استقالته من منصبه ومن الحزب الحاكم، وعزا استقالته إلى قمع السلطات للاحتجاجات المتنامية في مختلف محافظات اليمن .
أعلن رجل الأعمال ورئيس اللجنة المالية في البرلمان فتحي عبد الرحيم استقالته من الحزب الحاكم.
كما قرر رجل الأعمال الشهير نبيل الخامري الإجراء ذاته.
-- الأحداث الميدانية:
شارك عشرات آلاف اليمنيين اليوم في المظاهرات الاحتجاجية المستمرة في عدة مدن رئيسة في جميع أنحاء اليمن، للضغط على الرئيس علي عبد الله صالح من أجل الرحيل. وكانت الحكومة قد علقت الدراسة في جامعات العاصمة صنعاء ومدينة عدن الجنوبية. وتجمع المتظاهرون في الساحات الرئيسة لصنعاء وعدن وتعز وحضرموت مطالبين أيضا بإجراء تحقيق في مقتل أربعة أشخاص خلال احتجاج أمس الجمعة في بلدة بشمال حرف سفيان.
صنعاء وتعز: احتشد أكثر من 100 ألف شخص في واحدة من أكبر المظاهرات ضد الحكومة في صنعاء. كما خرجت أعداد مماثلة في تعز.
عدن وإب: خرج أكثر من 20 ألف متظاهر إلى شوارع عدن كما تظاهر عشرات الآلاف في إب.
الأحد 6/3/2011 م ,الرئيس يجدد دعوته للحوار: عقد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اجتماعا مع قيادات الدولة لبحث تطورات الأوضاع الراهنة في ظل تجدد المظاهرات في كل المناطق اليمنية. وجدد الرئيس دعوته لعقد مؤتمر وطني عام يجمع كل القوى السياسية.
حثت الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياهما من المقيمين في اليمن على مغادرة البلاد بسبب تدهور الوضع الأمني هناك. وحذرتا مواطنيهما من كل أشكال السفر إلى اليمن.
-- الأحداث الميدانية:
أصيب العشرات بجروح في محافظة إب جنوب اليمن، وذلك جراء اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وآلاف المعتصمين من المطالبين بسقوط النظام، فيما جددت المعارضة إصرارها على المضي في المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس صالح.
إب: أصيب 52 شخصا بجراح حالة اثنين منهم خطيرة عندما هاجم الآلاف من أنصار الرئيس صالح المحتجين المطالبين برحليه. وأطلق المؤيدون للرئيس رصاصا في الهواء، واستخدموا حجارة وسكاكين ضد المحتجين، فجرح بعض الأشخاص. وحمل المتحدث باسم اللقاء المشترك المعارض محمد القحطان الحزب الحاكم في البلاد مسؤولية ما سماه الهجمة البشعة التي تعرض لها المتظاهرون المطالبون برحيل الرئيس صالح.
الإثنين 7/3/2011 م ,فيسبوك يعزز الاحتجاجات باليمن: دخل موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك معترك الحياة السياسية في اليمن وأصبح بمثابة المتنفس والموجه للشباب الراغب في التغيير، واختفت من صفحات مشتركي الموقع القصائد الشعرية والأغاني والموضوعات العلمية والأخبار التقليدية والصور والمقاطع وحل بديلا عنها تكرار مفردة الثورة بإسهاب. وبدا جليا ازدياد المجموعات الشبابية المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح حيث بلغت ثلاثين مجموعة حتى الآن من أهمها "طفشنا خلاص" و"ليش ساكت" و"ارحل" و"شباب التغيير في اليمن" و"تعز سيتي" و"أنا الشعب". وتضم هذه المجموعات ناشطين حقوقيين وصحفيين وكتاب ومحامين ومنظمات مجتمع مدني وشباب عاطل عن العمل ممن يقودون ثورة التغيير في صنعاء وتعز وعدن وإب والحديدة ومدن أخرى. وإدراكا منها لخطورة فيسبوك أقدمت السلطات اليمنية على توظيف العديد من الشباب برواتب مجزية لمراقبة نشاط الشباب على فيسبوك الداعي إلى تغيير النظام السياسي القائم. ولاحظ عدد من مستخدمي الموقع تدفق شخصيات جديدة ووهمية بأسماء مستعارة والكثير منها نسائية وشبابية تقوم بالرد والدفاع المستميت على أي مشاركات تهاجم النظام اليمني وتطالب بإسقاطه. بينما هوّن رئيس قسم الصحافة والإعلام بجامعة العلوم والتكنولوجيا يوسف سلمان من تأثير فيسبوك في مجتمع يغلب عليه طابع الأمية التكنولوجية.
المعارضة اليمنية تهدد بالتصعيد: تعهد ائتلاف المعارضة اليمنية اليوم بتصعيد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح بعدما رفض الأخير خطة تقضي بأن يترك السلطة العام الحالي.
القائمة السوداء: أصدر شبان الثورة قائمة سوداء بأسماء مسؤولين اتهموا بأعمال القتل والتحريض ضد المتظاهرين في عموم المدن اليمنية. وتضمنت القائمة التي توعد شبان الثورة بملاحقتها 13 شخصية، في مقدمتهم قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح (نجل الرئيس)، ووزير الداخلية مطهر رشاد المصري، ومدير أمن محافظة عدن عبد الله قيران المتهم بقتل 21 متظاهرا برصاص القناصة. كما شملت القائمة أسماء وصفها البيان ب"القادة الميدانيين للبلطجية"، منهم محافظ تعز حمود الصوفي، ورئيس المؤسسة الاقتصادية العسكرية حافظ فاخر معياد، والأمين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني، إضافة إلى محافظ صنعاء نعمان دويد، ومسؤول دائرة الشباب في الحزب الحاكم عارف الزوكا. واعتبر البيان أن هذه القائمة ستظل مفتوحة لتطول كل من يقف وراء أعمال القتل والقمع والبلطجة بحق المسيرات والاعتصامات والتظاهرات السلمية في اليمن.
-- الأحداث الميدانية:
صنعاء:
السجن المركزي: أطلقت قوات الأمن رصاصًا وقنابل مسيّلة للدموع، للسيطرة على احتجاجٍ داخل السجن المركزي في العاصمة، وذكرت منظمة هود الإنسانية اليمنية أن 45 شخصا أصيبوا جراء إطلاق النار.
إضراب عمال النظافة: بدأ الآلاف من عمال النظافة إضرابا مفتوحا مطالبين بتحسين أجورهم. وأصيب ثلاثة منهم بجروح عندما أطلقت الشرطة الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم
عدن: تشهد عدد من بلدات عدن اعتصامات متواصلة للمطالبة بإسقاط النظام اليمني حيث نصبت مخيمات اعتصام جديدة في عدة مناطق بالمدينة بلغ عددها ثمانية ويتجمع فيها آلاف من المطالبين بإسقاط النظام، أقواها في بلدة المنصورة والمعلا وكريتر يشارك فيها الآلاف من المعتصمين.
الشيخ عثمان: شهدت شوارع بلدة الشيخ عثمان مسيرة طلابية شارك فيها قرابة ألف طالب تردد شعارات تنادي بإسقاط النظام قبل أن تفرقها من قبل قوات الأمن. واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق المشاركين في المسيرة، مما أدى إلى إصابة متظاهر بعيار ناري في ساقه اليمنى، في حين أفاد شهود العيان باعتقال قرابة 15 طالب وطالبة.
المعلا: خرجت مسيرة طلابية مماثلة شارك فيها حوالي ألف طالب وطالبة في بلدة المعلا دون حدوث أي مصادمات.
خور مكسر: اعتصم العشرات من الأكاديميين والأساتذة وأسر المعتقلين أمام بوابة جامعة عدن احتجاجا على اعتقال عدد من الأكاديميين وترحيلهم إلى أحد معتقلات العاصمة على خلفية الاحتجاجات.
إب: واصل آلاف المحتجين اعتصامهم في ساحة الحرية بالمدينة للمطالبة بإسقاط النظام. وقد تزايد عدد المحتجين بعد يوم دامٍ شهدته المدينة عندما هاجم من يوصفون بالبلطجية معتصمين بأسلحة كلاشنكوف وسكاكين وهريّ وحجارة، مما أدى إلى جرح أكثر من خمسين شخصا. واتهم المحتجون حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بتدبير هذا الهجوم، لكن الحزب نفى ذلك.
صعدة: سيرت جماعة الحوثي مظاهرات حاشدة في ثلاث مديريات بمحافظة صعدة، دعت فيها قوات الجيش إلى الوقوف مع شعبهم ورفض كل توجيهات تستهدف أبناء الشعب، مؤكدة أن "الجيش هو لحماية الشعب وليس لقتله أو التسلط عليه".
الثلاثاء 8/3/2011 م (ثلاثاء الغضب)تحدى المحتجون اليمنيون الإجراءات الأمنية في إطار ماسمي ثلاثاء الغضب، وخرجوا في مظاهرات حاشدة في عدة مدن، في مقدمتها العاصمة صنعاء التي تجددت أعمال الشغب في سجنها المركزي، وامتد لهيب الاحتجاجات إلى منطقة سنحان -مسقط رأس الرئيس علي عبد الله صالح. بينما قال وزير الخارجية أبو بكر القربي أن بلاده تحتاج ستة مليارات دولار لتلبية مطالب المحتجين. هذا وقد شملت المظاهرات والاعتصامات صنعاء وكثير من المدن الأخرى مثل إب وتعز وعدن وشبوة وحضرموت والحديدة والبيضاء وعمران وحجة وذمار
صنعاء: (قتيلان و 88 جريح في ساحة التغيير, و4 قتلى في السجن)
رغم الانتشار الكثيف لقوات الأمن في الشوارع الرئيسة وحول القصر الرئاسي وميدان التغيير أمام جامعة صنعاء وهم مزودون بالأسلحة والهراوات, فقد زادت أعداد المتظاهرين بساحة التغيير بجامعة صنعاء اليوم وتحصن المعتصمون في الساحة بوضع حواجز إسمنتية خشية مداهمتهم من قوات الأمن والعسكريين من الفرقة الأولى المدرعة القريبة من الساحة. وشارك المئات من النساء اليوم في الاعتصام، وقلن في بيان أن مشاركتهن تتزامن مع الاحتفاء بيوم المرأة العالمي الذي يوافق الثامن من مارس. وعند المساء سقط قتيلان وأصيب 88 شخصا آخرون بجروح لدى إطلاق قوات الأمن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين في الساحة. وفي السياق نفسه قرر 130 أكاديميا في جامعة صنعاء الانضمام إلى الاحتجاجات.
السجن المركزي: كما شهدت صنعاء كذلك تمردا ثانيا للسجناء في السجن المركزي للمطالبة بالعدالة والإطاحة بالرئيس صالح أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح العشرات أثناء تدخل قوات مكافحة الشغب والقوات الخاصة لفضه، وكان السجناء قد احتجوا مساء الاثنين لإبداء تضامنهم مع المتظاهرين الذين يطالبون بتنحية الرئيس.
سنحان: تعرضت عدة سيارات تقل عشرات الشبان من قرية شعسان بمديرية سنحان لإطلاق نار، عند نقطة أمنية بمفرق بيت الأحمر، في طريقها للمشاركة في الاعتصام أمام جامعة صنعاء.
ذمار: انضمت محافظة ذمار إلى قائمة المحافظات المنتفضة، وشهدت مظاهرة حاشدة، شارك فيها الآلاف بينهم أعضاء من المؤتمر الحاكم أعلنوا استقالاتهم. وتعرض المتظاهرون لاعتداءات من قبل "بلطجية" يؤيدون السلطة، حيث جرى إطلاق نار وقذف بالحجارة، فأصيب خمسة من المتظاهرين الذين واصلوا سيرهم بشوارع المدينة ونصبوا خيام اعتصام "الحرية" في ساحة المركز الثقافي.
إب: كما شهدت محافظة إب مسيرة حاشدة كانت هي الكبرى، شارك فيها مئات الآلاف، وجاءت في أعقاب اعتداءات كبيرة شملت المعتصمين بالمدينة يوم الأحد من قبل عناصر الحزب الحاكم، أسفرت عن قتيل وإصابة 56 آخرين، جروح بعضهم خطيرة.
شبوة: قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص خلال تفريق مظاهرة لطلاب المدارس في مدينة عتق عاصمة المحافظة كانوا يرددون شعار "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس". وأشارت المصادر إلى أن مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أصدر قرارا بوقف الدراسة في مدارس مدينة عتق لمدة عشرة أيام في إطار السعي لمنع خروج الطلاب في مظاهرات مناوئة للسلطة بعد أن اعتادت أن تخرجهم للتظاهر تأييدا للرئيس.
الحديدة: شهدت محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر اعتصاما للعشرات من أفراد القوات الخاصة أمام معسكرها في منطقة الكيلو 16 مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية. وقد أعلن 28 عنصرا منهم الانضمام إلى المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام في حديقة الشعب وسط الحديدة. يشار هنا إلى أن هؤلاء الجنود هم ممن شاركوا في الحرب بصعدة ضد جماعة الحوثيين، ويقولون أن قيادة الجيش لم تصرف لهم رواتبهم منذ عدة أشهر.

عدن: أعادت القوات الحكومية انتشارها بالمدينة واستحدثت عددا من نقاط التفتيش في المداخل والتقاطعات, في الوقت الذي يواصل فيه آلاف من المتظاهرين اعتصامهم في أحياء المنصورة وكريتر والمعلا والشيخ عثمان ومدينة الشعب وخور مكسر بالمدينة للمطالبة بإسقاط النظام. كما اعتصم العشرات في جامعة عدن للمطالبة بإطلاق المعتقلين من الأساتذة على خلفية الاحتجاجات. وشهدت منطقة العريش في ساعة متأخرة من مساء اليوم اشتباكات بين الجيش ومسلحين أسفرت عن إصابة جندي نقل إلى مستشفى النصر العسكري بخورمكسر.
المكلا ولحج: شهدت مدينتا المكلا ولحج مسيرات تطالب برحيل النظام، وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين بالرصاص ومسيلات الدموع بعد اقتحام مقار السلطات المحلية.
الأربعاء 9/3/2011 م :تنديد بالاعتداء على المعتصمين باليمن: أدان علماء ومشايخ وبرلمانيون في اليمن اعتداء قوات الأمن على المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء أمس، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن ثمانين آخرين. وجاء ذلك في الوقت الذي تم فيه الكشف عن قائمة سوداء أولية تضم أسماء من وصفوا ب"البلطجية".
صنعاء: شهدت ساحة التغيير إقبالا كبيرا من المعتصمين من الشبان مع زيادة حدة الانتشار العسكري المعزز بالآليات المصفحة.
الخميس 10/3/2011 مبادرة الرئيس: أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء افتتاحه أعمال المؤتمر الوطني اليوم عن مبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد تدعو إلى الانتقال من نظام الحكم الرئاسي إلى نظام برلماني، والاستفتاء على دستور جديد للبلاد, وتوسيع نظام الحكم المحلي كخطوة أولى نحو الفدرالية. وقال صالح أن المبادرة تقضي بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والشورى والفعاليات الوطنية لإعداد دستور جديد يقوم بالفصل بين السلطات بحيث يستفتى عليه نهاية العام 2011 م. وأضاف أنه رغم اقتناعه بأن أحزاب المعارضة واللقاء المشترك سترفض هذه المبادرة كما رفضت مبادرات سابقة فإنه سيقدمها إبراء للذمة. وتنص مبادرة الرئيس على الانتقال إلى النظام البرلماني بحيث تنتقل كافة الصلاحيات التنفيذية إلى الحكومة المنتخبة برلمانيا نهاية عام 2011 م وبداية 2012 م، وتنتقل كل الصلاحيات إلى الحكومة البرلمانية.
استقالة النواب: ارتفع إلى 18 عدد النواب المستقيلين من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، شكل 11 منهم كتلة "الأحرار لإنقاذ اليمن". فقد أعلن محمد مقبل الحميري والشيخ بكيل ناجي الصوفي تنحيهما بعد ساعات فقط من إطلاق علي صالح مبادرته.
رد المعارضة: قوبلت مبادرة الرئيس برفض من أحزاب اللقاء المشترك المعارضة والشبان المعتصمين في ساحات "الحرية والتغيير" بصنعاء وعشرات المدن اليمنية, واعتبروا أن الوقت قد "فات" وأن الواقع على الأرض تجاوز المبادرة.
رد المتظاهرين: في مدينة تعز وفور إعلان الرئيس عن إصلاحاته الدستورية، خرج آلاف المتظاهرين في مسيرة تطالبه بالرحيل. وردد المشاركون بالمسيرة التي كان أغلب المشاركين فيها من الطلاب شعارات تدعو إلى رفض أي مبادرات من شأنها أن تدفع في اتجاه بقاء صالح في الحكم. في الأثناء، انضم إلى المعارضين المحتجين بميدان التغيير في صنعاء نحو خمسة آلاف بين طبيب وصيدلي ونحو ستمائة صحفي للمشاركة في احتجاجات تنفذها المعارضة للمطالبة بإسقاط نظام صالح.
الرد الأمريكي: رحبت الولايات المتحدة بالخطوات التي أعلنها الرئيس لحل الأزمة السياسية وحثت جماعات المعارضة على التجاوب مع المبادرة وإجراء حوار جاد لإنهاء المأزق الحالي. وذكر البيت الأبيض أن مستشاره لمكافحة الإرهاب جون برينان اتصل بصالح وأكد له أن المبادرة محل ترحيب وطالب الطرفين بتفادي العنف.
الجمعة 11/3/2011 م (يوم التحدي والصمود)(جمعة اللاعودة)تظاهر مئات الآلاف في شمال اليمن وجنوبه في "جمعة الصمود" في مسيرات سقط فيها جرحى، وجاءت لتأكيد رفض مبادرة أطلقها علي عبد الله صالح تقضي بتنازله عن صلاحياته الرئاسية، في وقت سجلت فيه هجمات استهدفت مواقع أمنية، وحذر السفير الأميركي من أن رحيل صالح قد لا يكون حلا.
صنعاء:
المحتجون: تجمع مئات الآلاف في ساحة التغيير حيث شيعوا بعد صلاة الجمعة الشاب عبد الله حميد الجائفي الذي قتل الثلاثاء برصاص الأمن. وشدد بيان لهم على ضرورة رحيل صالح وإقالة أبنائه وأقاربه من الجيش، وتشكيل مجلس انتقالي من خمسة أعضاء أحدهم عسكري يدير البلاد لستة أشهر، يوضع خلالها دستور جديد وتنظم انتخابات، لتحقق "دولة مدنية حديثة تكفل الحقوق والحريات العامة"، على أن يسبق ذلك "محاسبة المتسببين في سقوط الشهداء".
المؤيدون: وشهدت صنعاء اليوم أيضا احتشاد الآلاف من أنصار صالح والمؤتمر الشعبي الحاكم عقب صلاة الجمعة في ميدان التحرير، رفعوا شعارات تؤيد الرئيس وتقول "نعم للحوار لا للفوضى".
صعدة: تظاهر آلاف الحوثيين بضحيان في صعدة في مسيرة رفضت مبادرة صالح، ورفعت فيها شعارات بينها "مبادرة واحدة ستقبل.. ارحل، ارحل، ارحل"، وسجلت كلمة لعبد الملك الحوثي ألقاها متحدث باسمه.
عدن: شهدت تظاهرات حاشدة عمت مديرياتها، وسجل فيها وقوع 12 إصابة تنوعت بين جروح بالرصاص المطاطي وحالات الإغماء.
الشيخ عثمان: استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل الغازية عندما حاول آلاف تمزيق صورة للرئيس.
المنصورة أدى عسكريون بحي المنصورة التحية للمتظاهرين الذين مروا أمامهم عند جولة الغزل والنسيج. وشهدت بلدة المنصورة أيضا عقب صلاة الجمعة تظاهرات حاشدة في إطار جمعة التلاحم شملت كذلك لأول مرة بلدة البريقة حيث رشق مقر المؤتمر الشعبي بالحجارة، فحطمت واجهته.
خور مكسر: قال مصدر أمني إن هناك تعليمات مشددة بعدم السماح للمتظاهرين بدخول مدينة خور مكسر والاعتصام في ساحة العروض، وإن تحدث أيضا عن تعليمات لحماية المتظاهرين سلميا.
محافظة حجة: طالب المتظاهرون الذين أدوا صلاة الجمعة في محافظة حجة الرئيس اليمني بالرحيل وهتفوا ضد ما سمّوه القمع والفساد والاستبداد، وشددوا على أهمية تقديم المتسببين في قمع المحتجين إلى المحاكمة بسرعة.
--مبادرة الرئيس: ترأس علي عبد الله صالح مساء اليوم اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني وشرع في تنفيذ المبادرة من جانب واحد، وتنص المبادرة التي أعلنها االخميس الماضي على الانتقال من النظام الرئاسي إلى البرلماني، وإنشاء دستور جديد للبلاد.
--في برلين: تظاهر نحو مائتين من الطلاب اليمنيين المبتعثين وعشرات العرب والألمان أمام مقر السفارة اليمنية في العاصمة الألمانية برلين بعد ظهر الجمعة للتعبير عن تضامنهم مع المظاهرات في اليمن. ورفع المشاركون في المظاهرة الأعلام اليمنية ولافتات كتب عليها بالألمانية والعربية "33 عاما من الفقر والفساد والتخلف والمرض خلفها نظام صالح"، و"المطلوب رحيل الفساد"، و"وحدة اليمن خط أحمر". وردد المتظاهرون بالعربية "ثورة ثورة عارمة على الأسرة الحاكمة"، والهتاف الشهير "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي أصبح معروفا لدى كثير من الألمان والأوروبيين، وهتفوا بالألمانية: "نحن نريد الحرية"، و"اللعبة انتهت يا علي". وركز المتحدثون في المظاهرة على "الأوضاع المتردية التي أوصل الرئيس اليمني بلاده إليها في كافة المجالات".
السبت 12/3/2011 مأميركا تدعم الرئيس اليمني: حثت الولايات المتحدة المعارضة اليمنية على الإصغاء لدعوة الحوار التي وجهها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في خطاب يوم الخميس. وقال السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرشتاين أن مطلب المتظاهرين بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح لن يحل مشاكل البلاد، داعيا للحوار بين الرئيس والمحتجين. وعلى الصعيد الميداني قال المعتصمون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء أن صالح لم يكن ليتجرأ على مهاجمتهم لولا تأييد الولايات المتحدة لمبادرته ودعمها له حسب قولهم. ورفع المعتصمون عبوات قنابل مسيلة للدموع ألقيت عليهم تم تصنيعها في الولايات المتحدة هاتفين ضد أميركا ومؤازرتها نظام صالح. إدانة عالمية:
ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "بالاستخدام المفرط للقوة" ضد "متظاهرين مسالمين" في اليمن، معبرا عن "قلقه الشديد" حيال تدهور الوضع بعد مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح مئات يوم.
وبدوره ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما سماه "الأعمال العدوانية" ضد المتظاهرين في اليمن وعبر عن تأييده لمطالب الشعب اليمني الذي دعا جميع مكوناته إلى الوحدة الوطنية والثبات، محذرا من "التساهل في إراقة الدماء".
-- الأحداث الميدانية:
شهدت مدن يمنية مظاهرات حاشدة تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح تصدت لها قوات الأمن بالرصاص الحي وأوقعت سبعة قتلى على الأقل ومئات الجرحى، وذلك بعد أن هاجمت قوى الأمن فجر اليوم جموع المعتصمين في ميدان التغيير بصنعاء وقتلت أحدهم وأصابت نحو 1000 بحالات اختناق بسبب قنابل الغاز.
الهجوم على المعتصمين بساحة التغيير فجر اليوم: اقتحمت قوات الأمن اليمنية فجر اليوم ساحة التغيير في العاصمة صنعاء لفض الاعتصام. وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والماء الساخن لتفريق المعتصمين داخلها مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة نحو 1000 من المعتصمين الذين عج بهم المستشفى الميداني والساحات الخارجية لجامعة صنعاء ومعظمهم حالات اختناق وإغماء وسط اتهامات للأمن باستخدام غاز سام محظور دوليا. وسُمعت مكبرات للصوت تطالب المعتصمين بالثبات في الساحة وعدم مغادرتها ودعت المواطنين بالخارج إلى الانضمام للساحة ومؤازرة المعتصمين. وقال شهود عيان أن هجوم قوات الأمن كان وحشيا وأن الكثير من المصابين حالاتهم خطيرة. وقد هدد شبان الثورة المعتصمون في الساحة بنقل الاعتصام إلى منطقة السبعين قرب دار الرئاسة إن لم تتوقف اعتداءات من وصفوهم ببلطجية الرئيس وأقاربه التي بدأت منذ عصر أمس.
الهجوم الثاني: أعادت قوات الأمن هجومها في صنعاء فتصدت للمعتصمين مجددا في الطريق الدائري وأطلقت عليهم الرصاص الحي فقتل شخص برصاصة في رأسه ووقع عدد من الجرحى حالة بعضهم خطيرة. لكن استعمال الرصاص الحي لم يقتصر على الأمن حسب وكالة رويترز، فقد رد معتصمون بالذخيرة الحية وبالحجارة على الهجوم الذي تعرضوا له. واتهمت الداخلية المعتصمين بفتح النار، وتحدثت عن 161 شرطيا أصيبوا بجروح.
تعز: جرح 14 شخصا بعد إطلاق النار عليهم من قبل من يسمون ب"البلاطجة" أثناء مسيرة حاشدة تطالب برحيل نظام صالح. واتجه المحتجون إلى ساحة الحرية حيث يواصل عشرات الآلاف اعتصامهم في الساحة. وقد شلت حركة التعليم في المدينة بعد استجابة الطلاب لدعوة القيادات الطلابية إلى اعتصام مفتوح، كما سيطر المحتجون على المبنى الإداري لمديرية المعافر في محافظة تعز.
المكلا: قتل فتى برصاصة في رأسه وأصيب خمسة آخرون أثناء تفريق قوات الأمن اليمنية لمظاهرة طلابية تطالب بتنحي الرئيس اليمني عن الحكم.
عدن: قتل أربعة أشخاص في المواجهات بعدما أطلق الأمن النار على متظاهرين اقتحموا مركز شرطة في دار سعد.
محافظة عمران : شارك عشرات الآلاف في ساحات الاعتصام المطالبة بإسقاط النظام. وحذر المشاركون في الاعتصامات السلطات اليمنية من أي مساس بالمعتصمين في ساحات اليمن المختلفة.شهدت أيضا مظاهرة لعشرات الآلاف من أنصار المؤتمر الشعبي الحاكم، طلبوا من المعارضة الاستجابة لمبادرة الرئيس.
الأحد 13/3/2011 م-- الأحداث الميدانية:
استمرت في اليمن الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام خاصة في صنعاء ومحافظات أخرى. فقد قتل شخص واحد على الأقل وأصيب العشرات في ساحة التغيير في صنعاء، أما في عدن فقد خيم التوتر الشديد على مديرية دار سعد بعد أن ارتفع عدد ضحايا المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين إلى خمسة قتلى و15 جريحاً. كما جرت مواجهات مماثلة في أنحاء متفرقة من اليمن.
صنعاء - ساحة التغيير: قُتل شخص اليوم وأصيب العشرات إثر إطلاق مسلحين ورجال أمن بزي مدني الرصاص الحي وقنابل الغاز حيث وقعت العديد من حالات الإصابات والاختناقات التي نقلت إلى المستشفى الميداني في ساحة جامعة صنعاء. فقد تجمعت أعداد هائلة من رجال الأمن بالزي المدني وبلطجية مسلحين بأسلحة خفيفة وأسلحة بيضاء حول ساحة التغيير وأداروا وجودهم بشكل بدا أنهم يهيئون لهجوم. وسقط عدد غير محدد من الجرحى إثر إطلاق الرصاص على المعتصمين، وتأكد إصابة عشرين بالرصاص خمسة منهم في حالة خطرة جرى إسعافهم خارج المستشفى الميداني. كما جرت محاولات عدة لاقتحام ساحة التغيير ومنها محاولات لاقتحام الساحة بالمدرعات لكنها فشلت بعد أن تمدد الشبان أمامها ورموا الجنود المقتحمين بالورود، في تعبير عن سلمية احتجاجهم. وجدد الأطباء في المستشفى الميداني تأكيدهم على أن الغازات التي تطلق على المتظاهرين ليست غازا مسيلا للدموع بل غازات سامة تتسبب بغيبوبة واختناق وتشنج عضلي. وكرروا شكواهم من عدم تعاون وزارة الصحة مطلقا رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها مستشفيات خاصة آزرت المعتصمين وأمدتهم بطواقم إسعاف وأطباء وممرضين بالعشرات. وطالب الأطباء وزارة الصحة بإمدادهم بمصل مضاد للغاز لعلاج الحالات المصابة التي تعد بالمئات وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
اختطاف الجرحى: كشف مصدر من اللجنة الإعلامية بمجلس التنسيق لشبان الثورة بساحة التغيير بجامعة صنعاء عن اختطاف مصابين من المستشفيات. وقال رئيس منظمة سجين عبد الرحمن برمان في كلمة أمام المعتصمين بساحة التغيير إن بلطجية المؤتمر الشعبي العام الحاكم اقتحموا المستشفى السعودي الألماني وخطفوا اثنين من الجرحى الذين أصيبوا بالساحة السبت. وأشار الناشط الحقوقي إلى اختفاء جميع المصابين الذين أسعفوا داخل سيارات إسعاف مستشفى الثورة العام، وقال إن أربعة من المصابين الذين نقلوا إلى مستشفى الشرطة تم إخفاؤهم وتعذيبهم. وأضاف أن الأجهزة الأمنية نفذت حملة اعتقالات للشباب المشاركين في الاعتصامات، مشيرا إلى أن زنازين المعسكرات ممتلئة بالمعتقلين
الشيخ عبد المجيد الزنداني: وفي دلالة على تدهور الوضع، غادر الشيخ عبد المجيد الزنداني صنعاء إلى قبيلته في أرحب، ودعا الجيش وقوات الأمن إلى عصيان الأوامر الصادرة لهم بضرب المعتصمين وعدم الاعتداء عليهم.
تعز: أصيب خمسة متظاهرين في مواجهة مع البلطجية في منطقة المعافر التي سيطر المحتجون على المبنى الإداري فيها يوم أمس. كما تجمع عدد كبير من المعتصمين في ساحة الحرية مرددين شعارات ضد النظام حيث فشلت محاولات المسئولين في المدينة في إقناع الداعين للاعتصام بالتراجع عن قرارهم.
عدن: ارتفع عدد القتلى إلى 5 خلال 48 ساعة حيث قتل اثنان من المتظاهرين وأصيب 11 بينهم حالة موت سريري مع تجدد المواجهات وقيام المحتجين بإحراق مبنى آخر للشرطة ونهب محتوياته بما فيها الأسلحة, وذلك بعد مقتل ثلاثة السبت. وتسود حالة من التوتر تنذر بمواجهات مع قوى الأمن. بعد وصول تعزيزات أمنية طوقت جميع مداخل المديرية ومنعت حركة التنقل من وإلى المدينة.
حضرموت: خرجت مظاهرات تندد بمقتل وإصابة عدد من الطلبة والمتظاهرين في المدينة برصاص قوى الأمن. كما أن قوى الأمن أعلنت اليوم عن مقتل أحد أفرادها وإصابة ثلاثة آخرين، وأنه تم إلقاء القبض على اثنين يشتبه في تورطهما في العملية. كما أفرجت عن خمسة ناشطين من أساتذة جامعة عدن كانت قد اعتقلتهم قبل أسبوعيين على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات.
الإثنين 14/3/2011 لقاء الرئيس مع القبائل: أمام التطور المتسارع للأحداث في اليمن، قال علي عبد الله صالح خلال لقاء مع وجهاء قبليين من منطقة خولان شرق صنعاء، أنه "لا مكان للفوضى والتخريب في أرض الوطن". وأضاف صالح "لن يسمح شعبنا بالفوضى، وها نحن نراه كيف يعبر كل يوم عن رفضه للعنف والتخريب والفوضى والإرهاب، ويعلن تمسكه بالأمن والاستقرار والوحدة والشرعية الدستورية".
قبيلة بكيل: دعا مشايخ قبيلة بكيل أثناء زيارتهم ساحة الاعتصام في صنعاء اليوم شبان القبيلة للانضمام إلى ساحات الاعتصام، وقالوا أنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي دون نصرة من سموهم المظلومين، في إشارة إلى الشبان الذين تعرضوا إلى هجومين من قوات الأمن لفض اعتصامهم. وقرر آلاف المعتصمين في محافظة عمران الشمالية الانضمام للمعتصمين في ساحة التغيير لحمايتهم. من جهة أخرى قالت مصادر حقوقية وسياسية باليمن إن قيادات حزب المؤتمر الحاكم والأجهزة الأمنية تعد لهجوم كبير على المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء، في حين نفت السلطات ذلك وأكدت حرصها على حماية المعتصمين سليما.
-- الأحداث الميدانية:
شهدت نحو 12 محافظة في شمال وجنوب اليمن مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف، وتخللتها اشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود شمال البلاد وإصابة العشرات، وهو ما دفع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتحذير من "مخاطر الفوضى والتخريب والإرهاب" في البلاد. فقد تواصلت الاعتصامات الشعبية الحاشدة بزخم كبير في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، وفي تعز وعدن والحديدة وحضرموت والبيضاء وإب وحجة وصعدة وشبوة ومأرب والجوف.
صنعاء: حاول جنود مدعومون بعربات مصفحة عزل ساحة التغيير التي يعتصم فيها نحو عشرين ألف معارض.
تعز: أطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف في مدينة تعز مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.
الجوف: ذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن جنديين وضابطا قتلوا مع اندلاع الاشتباكات في محافظة الجوف, وقال مسؤول محلي أن حدة القتال زادت بعد أن اقتحم محتجون مبنى للبلدية وأطلقت قوات الأمن النار عليهم، مما أسفر عن إصابة عشرة دون أن تستطيع منعهم من السيطرة على المبنى. كما أصيب ثلاثة متظاهرين إثر إطلاق قوات الأمن النار على ساحة الحرية حيث كانوا يعتصمون للمطالبة بإسقاط النظام.
مأرب: أصيب 35 متظاهرا بمحافظة مأرب جراء إطلاق نار تعرضوا له، بينما كانوا يهتفون بإسقاط النظام أمام مبنى المحافظة الذي كان يوجد فيه المحافظ العميد ناجي الزايدي. وفي أعقاب ذلك قامت مجاميع قبلية بمحاصرة مقر المحافظة من جميع الاتجاهات، في حين غادر المحافظ إلى صنعاء على متن مروحية بعد إصابته بجرح في رقبته من سلاح أبيض عندما حاول -ومعه أفراد من الشرطة- فض الاعتصام.
الضالع: في ضاحية قعطبة خرج عشرات الآلاف في مظاهرة حاشدة رددوا خلالها شعارات تقول "ثورة ثورة بانتظام حتى يسقط النظام". كما أعلن انضمام الأمين العام لمحلي المحافظة (نائب المحافظ) محمد العتابي وغالبية أعضاء محلي المحافظة إلى ثورة الشبان. كما انضمت المجالس المحلية في ثماني مديريات إلى صفوف الثورة، وبدورها أعلنت الهيئات الإدارية للغرفة التجارية والصناعية ونقابتا المحامين والمعلمين انضمامها إلى ثورة الشبان، ودعت كافة منتسبيها إلى تقديم كل سبل العون والمساندة للثورة.
لحج: عاشت الحوطة عاصمة محافظة لحج بجنوب اليمن، على إيقاع الشلل التام إثر عصيان مدني. حيث امتنع مالكو المحلات التجارية عن فتحها، ولم يذهب طلاب المدارس إليها استجابة لدعوات للعصيان المدني أطلقها ناشطون في المدينة، التي شهدت تنظيم فعاليات تطالب بإسقاط النظام ورحيل صالح.
عدن: أصيب خمسة متظاهرين في مواجهة مع البلطجية في منطقة المعافر حيث سيطر محتجون على المبنى الإداري، في حين تجمع عدد كبير من المعتصمين في ساحة الحرية ورددوا شعارات ضد النظام.
الثلاثاء 15/3/2011 مخاوف من انفلات أمني في عدن: اتخذ مسار الأحداث في اليمن تطورات تنذر بتصعيد المواجهات بين المعتصمين وقوى الأمن وسط أنباء تفيد بأن الرئيس علي عبد الله صالح قام مؤخرا بترحيل عدد من أبنائه وأسرهم إلى الولايات المتحدة. حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين عند الساعة الرابعة فجر اليوم في المنطقة الغربية جوار فندق المسعودي بمديرية دار سعد التابعة لمحافظة عدن. وفرضت قوات الأمن منذ مساء الاثنين سياجا أمنيا على البلدة يرافقه انتشار لعناصر الأمن داخل الأحياء يرتدي بعضهم زيا مدنيا يستخدمون سيارات تحمل لوحات سعودية في تعقب وملاحقة بعض المحتجين، وسط إطلاق نار كثيف ظل يسمع بشكل متقطع طوال الليل بين الحين والآخر. وتشهد بلدة دار سعد الواقعة على مداخل مدينة عدن من جهة الشمال تصاعد وتيرة الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي سقط خلالها ستة قتلى و19 جريحاً وقام المحتجون بإحراق ثلاث عربات لنقل الجند ومبنى للشرطة ونهب جميع الأسلحة والمحتويات التي كانت بداخله. وأدى تصاعد الأحداث في المدينة إلى تقديم 14 عضوا من أصل 18 في المجلس المحلي لمديرية دار سعد  استقالات جماعية احتجاجاً على قمع المحتجين، وطالبوا بمحاكمة مدير أمن عدن ومدير الأمن المركزي.
دعم عسكري سعودي: وصلت أمس سفينة سعودية إلى ميناء عدن وعلى متنها 35 مركبة وعربة مصفحة برفقة وفد عسكري سعودي بقيادة العقيد مزكر عبد الرحمن الحارثي الملحق العسكري في السفارة السعودية في صنعاء
ترحيل أبناء الرئيس: قام الرئيس علي عبد الله صالح مؤخرا بترحيل عدد من أبنائه وأحفاده مع عائلاتهم إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتعيين بعض أبنائه وأحفاده وزوجاتهم كدبلوماسيين بالسفارة اليمنية في واشنطن. واعتبرت مصادر المعارضة أن هذه الخطوة تعد استباقية لما قد تسفر عنه الثورة الشعبية، مشيرة إلى أن موقع الخارجية الأميركية على الإنترنت نشر أسماء أقرباء الرئيس وزوجاتهم المعينين كملحقين أمنيين ودبلوماسيين في السفارة اليمنية في واشنطن. ومن بين الأسماء المنشورة، كنعان يحيى محمد عبد الله صالح حفيد الرئيس الذي عيّن ملحقا بالسفارة، إلى جانب نجليه خالد علي عبد الله صالح (عين ملحقا)، وصلاح علي عبد الله صالح الذي عين ملحقا أمنيا، فيما تم تعيين زوجة الأخير أمينة مبخوت المشرقي بصفة ملحق إلى جانب تعيين العقيد تيسير صالح عبد الله صالح ملحقا عسكريا.
نقل أملاك الرئيس إلى حفيده: أفادت مصادر أميركية بأن حفيد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح -ابن ابنته- كنعان يحيى محمد عبدالله صالح قدم طلبا للجوء السياسي إلى الولايات المتحدة التي يوجد بها حاليا. ونقلت صحيفة (صوت الثورة) الصادرة عن شباب التغيير في اليمن عن المصادر قولها "إن طلب اللجوء تزامن مع إجراءات أقدم عليها المذكور في الولايات المتحدة تمثلت بنقل استثمارات عقارية من ملكية والده وجده وأخواله إلى ملكيته الشخصية استباقا لما قد تتمخض عنه ثورة الشباب المعتصمين في المدن اليمنية". ووفقا للمصادر فإن اختيار الأسرة الحاكمة للحفيد كنعان للقيام بهذه المهمة باعتباره القاسم المشترك بين أقاربه المتنافسين ووالده الذي جمع بصورة معلنة بين المناصب الرسمية الأمنية والمشاريع الاستثمارية المختلفة في مجال النفط وتسويق القطن والسفريات والسياحة وشركات الحماية الأمنية. وربطت أوساط سياسية يمنية بين توقيت طلب اللجوء ونقل الأملاك، وعدته مؤشرا واضحا على سقوط وشيك للرئيس صالح ونظامه.
استقالة وزير وانضمام قبائل للمعتصمين: أعلن وزير الأوقاف حمود الهتار اليوم استقالته من منصبه الوزاري ومن منصبه في الحزب الحاكم احتجاجا على ما سماه قمع المتظاهرين والاستبداد. في غضون ذلك انضم عدد من رجال القبائل إلى المعتصمين، في ما أصبح يعرف بساحة التغيير وسط العاصمة اليمنية صنعاء، كما أعلن الشيخ علي مهيوب -شيخ قبيلة الكعللة وعشرات من أفراد القبيلة- استقالتهم معا من الحزب الحاكم، احتجاجا على طريقة معاملة السلطات للمتظاهرين.
تغيير مدراء الأمن: في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري أصدرت السلطات اليمنية اليوم قرارات تقضي بتغيير مدراء الأمن في ثلاث محافظات. وقضت التعيينات بتولي العميد غازي أحمد علي محسن إدارة الأمن في محافظة عدن خلفا للعميد عبد الله عبده قيران الذي عين مديرا لأمن محافظة إب فيما عين العميد علي العمري -مساعد مدير أمن تعز الأسبق- مديرا لأمن محافظة الضالع خلفا للعميد غازي. ولاقت هذه التغييرات استياء واسعا في المحافظات الثلاث، نظرا لأنها لم تلب طلبات المعتصمين في تلك المحافظات الذين أعلنوا أنهم لن يقبلوا بحلول ترقيعية وأن مطلبهم واضح، وهو إسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح.
الأحداث الميدانية: تواصلت الاعتصامات في صنعاء وفي مخيمات المنصورة ومدينة الشعب والمعلا وكريتر والشيخ عثمان بمحافظة عدن وعتق بمحافظة شبوة للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
الجوف: تصاعدت حدة التوتر بعد مقتل زعيم قبلي في اشتباكات اندلعت اليوم بين محتجين يطالبون باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح وبين أنصاره. وقال مسؤولون محليون أن الزعيم القبلي ناجي نسم الذي كان يؤيد حزب الإصلاح الإسلامي المعارض قتل بالرصاص خلال مظاهرة في محافظة الجوف في شمال البلاد. وأوضح حزب الإصلاح المعارض في موقعه على الإنترنت أن مسلحين أشعلوا النار في مقره المحلي في محافظة الحديدة وهاجموا العاملين في المبنى فأصابوا خمسة أشخاص, اثنان منهم جروحهما خطيرة. وحمل الحزب الموالين لصالح المسؤولية عن الحادث. وفي السياق ذاته نفى مصدر مسؤول ما تردد عن سقوط محافظة الجوف بأيدي المحتجين. ونقلت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني عن المصدر قوله إن "عناصر مسلحة من الحوثيين وأحزاب اللقاء المشترك قاموا بمحاولة اقتحام المجمع الحكومي ومبنى البنك المركزي غير أن أفراد الحراسة تصدوا لهم ومنعوهم من القيام بأعمال السلب والنهب التي كانوا يخططون لتنفيذها".
جامعة صنعاء: ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن مسؤولي جامعة صنعاء أجلوا بدء الفصل الدراسي الثاني إلى موعد غير محدد, على خلفية مواجهات دامية استمرت على مدى أسابيع بين المحتجين المعتصمين أمام الجامعة وبين الشرطة والموالين للرئيس.
الأربعاء 16/3/2011 متواصلت الاحتجاجات في صنعاء وعدة مدن يمنية للمطالبة برحيل نظام علي عبد الله صالح، بينما بدأ التحقيق في القضية التي رفعها محامون ضد السلطات يتهمونها باستخدام غازات محرمة في هجوم قوات الأمن على المعتصمين بساحة التغيير بالعاصمة قبل أيام. في الأثناء كشفت مصادر أمنية عن وجود 45 من شبان ثورة التغيير في زنازين داخل معسكر قوات الأمن المركزي بصنعاء بعد اختطافهم في الأيام القليلة الماضية على خلفية الاعتصامات المطالبة برحيل النظام منذ قرابة الشهر. وذكرت المصادر أن "المعتقلين يتعرضون لشتى أنواع وصنوف التعذيب الجسدي والنفسي من قبل قيادة معسكر الأمن المركزي الذي يديره نجل شقيق الرئيس العميد يحيى محمد عبدالله صالح". وحذر شبان الثورة الشعبية اليمنية من مغبة الاستمرار في اختطاف وتعذيب زملائهم، مؤكدين أنه سيلاحق الجناة ويقدمون للعدالة.
الحديدة: هاجمت قوات الشرطة وموالين للحكومة محتجين طالبوا بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح. واستخدموا في الهجوم قنابل مسيلة للدموع وطلقات مطاطية ورصاص حية وخناجر وهراوات, فقتل شخص وجرح أكثر من 200 شخص. ثم عاد المحتجون إلى التجمع مرة أخرى بعد أن فرقتهم قوات الأمن، وواصلوا الهتاف.
تعز: قام أفراد من الشرطة يرتدون الزي المدني باستهداف النساء وضربوهن أثناء تجمع بالمدينة، فأصيبت 11 امرأة على الأقل بجراح.
عدن وأبين وشبوة: شهدت عدن اليوم إعادة تمركز قوات الأمن عند مداخلها والتقاطعات الرئيسية، حيث أقيمت حواجز تفتيش ومراقبة. بينما واصل آلاف من المتظاهرين اعتصامهم في مخيمات المنصورة وكريتر ومدينة الشعب والمعلا بمحافظة عدن وفي مدينتي زنجبار بأبين وعتق بشبوة. ومن جهة أخرى، وأعلن المعتصمون في عدن (المنصورة وكريتر والمعلا والشيخ عثمان) أنهم لن يقبلوا بما سموها الحلول الترقيعية، مؤكدين أن مطلبهم واضح، وهو إسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح. وحذر رئيس حزب الإصلاح المعارض في عدن النائب عن الدائرة 20 إنصاف علي مايو في تصريح سابق من أن "السلطة تعد لسيناريوات دموية"، مشيرا إلى قيامها بتوزيع "أسلحة وأموال على بعض العناصر ودفعت بها لجعل مدينة عدن ساحة لتصفية حسابات وإعادة إنتاج صراعات الماضي". وعلى صعيد أخر، أفادت مصادر محلية بمدينة عدن بأن السفارة البريطانية حثت رعاياها المقيمين بنفس المدينة على مغادرتها والعودة إلى بلادهم في أقرب فرصة ممكنة.
عدن - دار سعد: شهدت دار سعد في عدن خلال الأيام الماضية احتجاجات أسفرت عن سقوط 6 قتلى و19 جريحا، وقام المحتجون خلالها بإحراق ثلاث عربات لنقل الجند ومبنى للشرطة ونهب جميع الأسلحة والمحتويات التي كانت داخله. وأدى تصاعد الأحداث في المدينة إلى تقديم 14 عضوا من أصل 18 في المجلس المحلي لمديرية دار سعد استقالات جماعية احتجاجا على قمع المحتجين، وطالبوا بمحاكمة مدير أمن عدن ومدير الأمن المركزي.
صنعاء: ساد الهدوء ساحة جامعة صنعاء التي باتت تعرف بساحة التغيير حيث يواصل المحتجون اعتصامهم، ولم تشهد هذه الساحة أي اشتباكات مع الأمن ولا من يصفهم شبان الثورة بالبلاطجة منذ مهاجمة الأمن للساحة قبل أيام. وشكل المعتصمون قوة من القبائل اليمنية لحماية منافذ الساحة بعد انضمام أكثر من 50 قبيلة للثورة، وبالتالي يصعب على قوات الأمن مهاجمة المعتصمين، لأن ذلك سيعرض من يقدم على هذا الأمر للثأر من هذه القبائل. وقد زار وكيل النيابة العامة اليمنية المستشفى الميداني في الساحة, حيث بدأ التحقيق في القضية التي رفعها محامون ضد السلطات ويتهمونها باستخدام غازات محرمة في هجوم قوات الأمن على المعتصمين قبل بضعة أيام. وقال المحامون أنه إذا لم يبت القضاء اليمني في هذه القضية فسيلاحقون الجناة في المحاكم الدولية.
الخميس 17/3/2011 ممبادرة للخروج من الأزمة: قدم وسطاء يمنيون نافذون للرئيس علي عبد الله صالح مبادرة من أجل استئناف الحوار بينه وبين اللقاء المشترك المعارض تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وحل جهاز الأمن القومي وإقالة رئيس أركان الأمن المركزي المتهم من قبل المعتصمين بالهجوم عليهم. وتقترح المبادرة تشكيل مؤتمر وطني من كافة القوى الفاعلة ومنها شباب التغيير في جامعة صنعاء وفي غيرها بالإضافة إلى اللقاء المشترك، والجيش سيكون هو الضامن والمشرف على إجراء التعديلات الدستورية قبل نهاية العام. وبموازاة ذلك تدعو المبادرة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة الأطياف السياسية تشرف على تنظيم الانتخابات بعد استقالة الرئيس. وعن موقف المعارضة أفاد مسؤول في اللقاء أن الشارع هو من له كلمة الفصل في الموضوع، وأضاف أن الذي يجب أن يبادر حاليا ويتخذ خطوات هو الرئيس صالح.
الإفراج عن بجاش علي محمد عابد الأغبري: أفرج الرئيس مساء أمس عن بجاش الأغبري الذي يعد أقدم سجين في اليمن بتهمة محاولة اغتيال صالح. وقال الأغبري الذي كان سجينا على مدى 16 عاماً، إنه فوجئ بعدد من المسؤولين يزورونه في زنزانته ويبلغونه تحيات الرئيس صالح واعتذارهم الشديد له عن فترة المحكومية التي قضاها منذ عام 1995. وكان الأغبري اعتقل في محافظة المهرة القريبة من الحدود العُمانية على خلفية اتهام له بالتخطيط لاغتيال الرئيس صالح أثناء زيارة قام بها الأخير إلى المحافظة. وأكد إثر إطلاق سراحه أنه سينضم إلى المحتجين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء للمطالبة برحيل صالح..
ظاهرة البوعزيزية: في مدينة الشيخ عثمان بعدن أقدم مساء أمس مواطن يدعى أديب الإرياني (30 عاما) يقطن في منطقة الممدارة على صب مادة البنزين على جسده وأشعل في نفسه النار احتجاجا على تدهور أوضاعه المعيشية. فنقل إلى مستشفى الجمهورية وهو في حالة صحية حرجة
-- الأحداث الميدانية: تظاهر آلاف من أنصار الحراك الجنوبي في عدد من مناطق الجنوب فيما بات يعرف بيوم المعتقل الذي يُحيونه الخميس في وقت يستعد فيه شباب الثورة للخروج غدا الجمعة في مظاهرات حاشدة تحت اسم "يوم الإنذار" للمطالبة بإسقاط النظام.
صنعاء: تعرض المحتجون في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء خلال ليل أمس وفجر اليوم لمحاولة اقتحام ولهجوم بالأسلحة النارية والعصي والخناجر. ونفذ الهجوم "بعض الملثمين من المدنيين" الذين يقول المحتجون إنهم "بلطجية" موالون للنظام مما أدى إلى إصابة 5 أشخاص بجروح. كما نفذت اليوم قوات الأمن هجوماً على آلاف المعتصمين في ساحة التغيير مما أدى لجرح 9 أشخاص.
تعز: جرح أكثر من 20 شخصا وأصيب نحو 400 بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الأمن قنابل مدمعة، واعتداء من يوصفون بالبلطجية على محتجين بالقرب من ساحة الحرية وكان المحتجون يحاولون فك حصار فرضه هؤلاء البلطجية على طالبات مدرسة كن يعتزمن تنظيم مظاهرة للمطالبة بإسقاط نظام علي عبد الله صالح. وقال الأمين العام لنقابة الأطباء في تعز ومشرف المستشفى الميداني بساحة الحرية صادق الشجاع أن عدد الإصابات التي وصلت إليهم في المستشفى الميداني تزيد عن 270 حالة نتيجة الاختناق بالغاز السام والقنابل المدمعة. وأضاف أن سبعة أشخاص حالتهم حرجة وثلاثة وضعوا في العناية المركزة، مشيرا إلى أن معظم المتعالجين عادوا للاعتصام في الساحة. وتأتي هذه الحادثة بعد يومين من تعيين العميد عبد الله قيران –مدير أمن عدن السابق- مديرا لأمن تعز، في خطوة عدها مراقبون توجها من قبل السلطات اليمنية لتصعيد الأوضاع، واستخدام القوة في التعامل مع المعتصمين سلميا بمدينة تعز منذ 36 يوما
لحج والضالع: شهدت محافظتا لحج والضالع فعاليات متباينة، فبينما خرج المئات من شباب التغيير في بلدة كرش غرب لحج في مسيرة تطالب بإسقاط النظام، خرج المئات من أنصار الحراك الجنوبي في بلدتي ردفان والحوطة بلحج وفي مدينة الضالع في مسيرات تطالب بفك الارتباط بنظام صنعاء وإطلاق معتقلي الحراك فيما بات يعرف بيوم المعتقل الذي يُحيونه الخميس من كل أسبوع.
لحج - ردفان: توجه العشرات من أبناء مناطق ردفان (في لحج) في قافلة تضم عدة سيارات إلى تعز للمشاركة في اعتصام ساحة الحرية والتنديد بقمع المعتصمين سلمياً في جميع أنحاء اليمن والمشاركة في "جمعة الإنذار" غداً.
إب: شارك آلاف من تلاميذ المدارس في مسيرات بمدينة إب، حيث نادوا بتغيير النظام, ومحاسبة المعتدين على المعتصمين في المدن الأخرى.
عدن - بلدة دار سعد: ساد الهدوء التام البلدة منذ يوم أمس بعد انسحاب جميع قوات الأمن وقيام أهالي المنطقة بفرض سيطرتهم على مبنى الشرطة، ورفع العوائق والحواجز الإسمنتية من الأرصفة في شوارع وأزقة البلدة.
الاعتصامات: واصل الآلاف اعتصامهم في مخيمات المنصورة ومدينة الشعب وكريتر والمعلا بعدن وزنجبار بأبين وعتق بشبوة، ونادوا برحيل الرئيس صالح. أما في مدينة المكلا بحضرموت فقد خرجت مسيرتان إحداهما للحراك الجنوبي دعت إلى الانفصال بينما كانت الأخرى مؤيدة للرئيس.
الجمعة 18/3/2011 م (جمعة الإنذار)قتل 52 شخصا على الأقل وجرح 617 آخرين في إطلاق نار على المتظاهرين في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، حيث تجمهر مئات الآلاف بعد صلاة الجمعة مطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. كما شهدت مختلف المدن اليمنية بعد صلاة الجمعة مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام.
صنعاء: (جريمة ساحة التغيير)
المعارضون: تجمهر مئات اللآلاف في ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها اسم "جمعة الإنذار"، فقام قناصة كانوا على أسطح الأبنية المحيطة بساحة التغيير بإطلاق النار على المعتصمين في الساحة مباشرة بعد الصلاة مما أدى لمقتل 52 شخصا وجرح 617 آخرين, وأفادت مصادر طبية أن معظم القتلى والجرحى أصيبوا بطلقات في الرأس والعنق والصدر. ومن جهتها ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن من أطلق النار على المتظاهرين هم أفراد أمن يمنيون ومسلحون موالون للحكومة اليمنية. غير أن الرئيس اليمني أكد أن الشرطة لم تكن موجودة في الساحة ولم تطلق النار، مشيرا إلى أن الاشتباكات حدثت بين مواطنين والمتظاهرين، وقال إنه من الواضح أن عناصر مسلحة موجودة بين المتظاهرين. وبعد إطلاق النار على المتظاهرين وقعت اشتباكات تركزت في محيط ساحة التغيير، وخصوصا شارع الرباط وشارع العشرين وجولة المركز الطبي الإيراني. كما نشبت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي أمام حي الجامعة القديمة، حيث استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي وعربات المياه الساخنة وقنابل الغاز، وشوهدت خمس سيارات إسعاف تنقل الجرحى. وبعد هذا التدخل الأمني دعت مساجد عدن عبر مكبرات الصوت للخروج في مسيرات تنديدا بما حدث في صنعاء.
المؤيدون: كما تجمع آلاف المناصرين لصالح في ساحة التحرير في العاصمة للتعبير عن تأييدهم للنظام ورفضهم للإطاحة بالرئيس.
تعز:
المعارضون: شهدت مدينة تعز الجمعة أكبر حشد جماهيري منذ انطلاق ثورة الشبان، ووصفه منظموه بأنه حشد مليوني. حيث تجمهرت حشود كبيرة في ساحة الحرية لأداء صلاة الجمعة والعصر جمع تقديم، مؤكدين عزمهم مواصلة الاحتجاجات حتى رحيل الرئيس، ورفعوا لافتات ترفض أي مبادرة أو حوار قبل تنحيه. وخلال خطبة الجمعة طالب الخطيب بضرورة رحيل صالح وإقالة أبنائه وأقاربه من الجيش، وتشكيل إدارة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد والإعداد لانتخابات عامة.
المؤيدون: كما تجمع مؤيدو الرئيس في ساحة أخرى في المدينة تسمى ساحة الشهداء، عبروا فيها عن تأييدهم لتوجهات صالح والمبادرة التي أطلقها مؤخرا.
لحج: خرج الآلاف في ضاحية كرش غرب لحج عقب صلاة الجمعة في مسيرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس.
عدن: ساد الغضب مختلف بلدات المدينة عقب الأحداث الدامية التي شهدتها صنعاء. حيث تصدت قوات الأمن لمتظاهرين في بلدة المنصورة الواقعة وسط عدن حاولوا دخول مدينة خور مكسر، وفرقتهم بإطلاق الرصاص الحي، مما أسفر عن سقوط جريح نقل إلى مستشفى النقيب. وفي مدن كريتر والمعلا والتواهي دعا عدد من أئمة المساجد عقب صلاة العصر المواطنين إلى التجمع في مخيم الحرية بمدينة كريتر للمشاركة في مظاهرة حاشدة تنديدا بالهجوم على المحتجين في صنعاء.
الرئيس يعلن الطوارئ: أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مؤتمر صحفي مساء اليوم حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، وذلك بعد أن قتلت قوات أمن ومسلحون 52 شخصا على الأقل بإطلاق نار على المتظاهرين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. وقال الرئيس أن مجلس الدفاع الوطني أعلن حالة الطوارئ، مضيفا أن هذا القرار يحظر على المواطنين حمل السلاح. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إعلان حالة الطوارئ في اليمن خلال أقل من عقدين حيث كانت المرة الأولى منتصف مايو/أيار 1994 م عندما اندلعت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. هذا وقد اعتبر الحقوقيون والسياسيون اليمنيون إعلان الرئيس حالة الطوارئ غير دستوري. وأنه لا يحق له إصدار أي قرارات بعد أن خرج الشعب بالملايين يطالبون بإسقاط النظام وتنحيه عن السلطة.
رد المعارضة: قالت المعارضة أنه لم يعد هناك مجال للتوصل إلى تفاهم مع النظام، وأدان الرئيس الدوري للتحالف ياسين نعمان الهجوم على المتظاهرين في صنعاء واعتبره "جريمة" ودعا الرئيس إلى التنحي. ومن جهتها أكدت "اللجنة التحضيرية للحوار الوطني" أنه لا حوار ولا مفاوضات مع النظام، بعد ما أسمتها "مجزرة" الجمعة. أما الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة محمد قحطان فاعتبر ما جرى في صنعاء "جريمة إبادة جماعية لشعب أعزل" وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب.
إدانة دولية واسعة: توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالقمع الدامي للاحتجاج في اليمن، وذلك إثر سقوط 52 قتيلا و617 جريحا في ساحة التغيير وسط العاصمة اليمنية صنعاء، مطالبة بالسماح بسير المظاهرات السلمية. ودعت جميع الأطراف اليمنية للتحاور للوصل بالبلاد إلى بر الأمان. وأتت الإدانات من الرئيس الأميركي باراك أوباما, وزارة الخارجية الفرنسية, مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون, وزارة الخارجية الروسية, وزارة الخارجية القطرية, تونس, الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, منظمة هيومن رايتس ووتش.
[عدل] السبت 19/3/2011 مالمعارضة تنضم للمطالبين برحيل الرئيس: انضمت قيادات المعارضة اليمنية لمئات الآلاف الذين احتشدوا اليوم في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم برحيل الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه، ومتجاهلين حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد، في أعقاب مجزرة شهدتها الساحة عقب صلاة الجمعة أمس. حيث توافد مئات الآلاف إلى الساحة بعد صلاة عصر اليوم، كما جاء عشرات الآلاف من المعلمين إليها لإعلان انضمامهم للثوار، ورغبتهم في حمايتهم من أي هجوم قد تدبره السلطات ضدهم مجددا. لكن التطور الأبرز الذي يشكل منحنى في تطورات الأحداث على الساحة اليمنية هو إعلان قوى المعارضة انضمامها إلى مطالب المعتصمين بضرورة رحيل صالح ونظامه. فقد اعتلت قيادات المعارضة عصر اليوم المنصة في ساحة التغيير ورددت شعار المعتصمين وهو "الشعب يريد إسقاط النظام".
محاولة الرئيس تبرئة نفسه: لم تلق محاولات الرئيس صالح تبرئة نظامه من المجزرة أي قبول لدى أطياف الشعب اليمني، حيث قال صالح إن الشرطة لم تكن موجودة في الساحة، ورأى أن مواطنين متضررين من الاعتصامات المتكررة هم الذين فعلوا ذلك.
ميدانياً: سادت حالة من الغضب الشديد مختلف المدن اليمنية بعد مجزرة أمس، فقد خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مدن يمنية طافت شوارع هذه المدن للتنديد بما جرى بساحة التغيير بصنعاء.
عدن: في تطور ميداني آخر أصيب ما لا يقل عن أربعة متظاهرين بالرصاص خلال قيام قوات الأمن اليمنية بمحاولة اقتحام مخيم الاعتصام بمدينة المعلا بالمحافظة. وحاصرت قوات الأمن المعززة بالآليات العسكرية المدينة قبل البدء في إطلاق كثيف للرصاص الحي ومسيلات الدموع على المعتصمين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة. ومنعت الحواجز التي أقامها المعتصمون في الشوارع قوات الأمن من بسط سيطرتها عليها.
الأحد 20/3/2011 م (يوم حداد , إقالة الحكومة)شاركت حشود كبيرة في تشييع قتلى مجزرة الجمعة في ساحة التغيير، التي انضمت قيادات المعارضة إلى المعتصمين فيها، في حين أعلن السفير اليمني في الأمم المتحدة استقالته احتجاجا على "قمع المتظاهرين".
تشييع الضحايا: شاركت أعداد كبيرة من اليمنيين في تشييع عدد من القتلى الذين سقطوا في المذبحة التي ذهب ضحيتها أكثر من خمسين قتيلا ومئات الجرحى من المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء على أيدي قناصة اعتلوا أسطح المباني المحيطة بالساحة يوم الجمعة الماضية.
يوم حداد: من جهته أعلن الرئيس علي عبد الله صالح اليوم يوم حداد وطني على الذين قتلوا متهما المعارضة بإشاعة أجواء الفوضى والتحريض مما أدى إلى مقتل المدنيين.
استقالات: في اتساع لدائرة المستقيلين احتجاجا على قمع النظام اليمني للمحتجين استقال السفير اليمني في الأمم المتحدة عبد الله الصايدي من مهامه بسبب قمع السلطات للمتظاهرين. كما استقال سفير اليمن لدى لبنان فيصل أمين أبو راس وسفير اليمن لدى جنيف عبد الله النعمان, واستقالت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية هدى البان من منصبها الوزاري ومن عضوية حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. هذا وقد أصدر الرئيس مساء اليوم قرارا يقضي بتعيين السفير جمال السلال سفيرا لليمن لدى الأمم المتحدة بديلا عن السفير عبد الله الصايدي الذي أعلن استقالته.
قصف متبادل في مأرب: دخلت الأزمة اليمنية مرحلة جديدة, حيث تبادلت وحدات من الجيش اليمني وقبيلة آل شبوان القصف في محافظة مأرب. وجاءت المواجهات إثر قيام الجيش بحملة عسكرية ضد عناصر قبيلة آل شبوان الذين فجروا أنبوبا للنفط الأسبوع الماضي، ورفضهم لمحاولات السلطات إصلاح الأنبوب. وكان الشيخ علي الشبواني وأفراد قبيلته نصبوا خياما على ممر الأنبوب الأسبوع الماضي، وهددوا بتفجيره إذا لم تكشف الدولة عن من أسموهم "قتلة" نجله جابر الشبواني، نائب محافظ محافظة مأرب السابق.
دبابات في عدن: دفعت قوات الجيش اليمني بعدد من الدبابات والآليات المدرعة إلى داخل عدد من أحياء وشوارع مدينة عدن. ورافق هذه التحركات انتشار أمني كثيف على مداخل البلدات تأتي تحسباً لاندلاع "أعمال شغب" أثناء وبعد تشييع ضحايا مجزرة صنعاء. وتشهد جميع بلدات عدن هدوءا حذرا باستثناء توتر كبير لا يزال يخيم على بلدة المعلا عقب الصدامات التي شهدتها أمس.
إقالة الحكومة: أقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء اليوم الحكومة المكونة من 32 وزيرا إثر تقديم عدد من الوزراء استقالاتهم احتجاجا على استخدام العنف ضد المعتصمين بجامعة صنعاء. كما قرر الرئيس تكليف الحكومة المقالة بتصريف الشؤون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي رد على قرار الإقالة، قال الناطق الرسمي باسم المعارضة محمد الصبري أن الإقالة جاءت في الوقت الضائع، والشعب هو من يقرر مصير البلاد والحكومة التي ستتولى تمثيله. وأضاف أنه كان من الأولى أن يقدم صالح استقالته هو لكي ينجو من محاكمة الشعب.
وتوالت استقالات كبار المسؤولين اليمنيين منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط صالح، بينهم ثلاثة وزراء وعشرات من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وانسحاب نحو 20 برلمانيا من كتلة الحزب الحاكم في البرلمان. وفي السياق ذاته طالبت أحزاب اللقاء المشترك في بيان بحل البرلمان لأنه لم يعد شرعيا، إثر تعدد الاستقالات.
الإثنين 21/3/2011 م (سلسلة الانشقاقات)أكد العشرات من ضباط الجيش اليمني انضمامهم إلى ثورة الشباب. وكذلك فعلت قيادات سياسية وقبلية يتصدرها شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر.
الانشقاقات العسكرية: أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة المدرعة الأولى اللواء علي محسن صالح الأحمر (الأخ غير الشقيق للرئيس) تأييدَه ودعمه وضباط وأفراد قواته لثورة الشباب. وكذلك قائد المنطقة العسكرية الشرقية اللواء الركن محمد علي محسن, وقائد اللواء 310 بمحافظة عَمران العميد حميد القشيبي, والعميد ناصر علي الشعيبي مع 59 ضابطا آخرين من حضرموت أعلنوا انضمامهم إلى ثورة الشباب.
الانشقاقات السياسية: أعلن صادق الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد التي ينتمي لها الرئيس اليمني عن تأييده لحركة الاحتجاج المطالبة بتغيير النظام. وأعلن سفراء اليمن في كل من الولايات المتحدة وروسيا وبلجيكا والصين وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والتشيك والإمارات وسوريا ومصر والأردن وقطر وسلطنة عمان وباكستان وإندونيسيا والهند والعراق ودول أخرى انضمامهم للثورة، إلى جانب عدد كبير من الدبلوماسيين في السفارات في واشنطن ودبي وجدة وبكين وتونس والمجر.
كما تتالى مسلسل انضمام المسؤولين السياسيين لفريق المطالبين بتنحي الرئيس اليمني حيث انضم إلى الثوار النائب العام اليمني وثلاثون نائبا وعشرات المسؤولين من الحزب الحاكم ومستشار رئيس الوزراء، كما أعلن كل من محافظ عدن ووكيل محافظة لحج ورئيس فرع المؤتمر الحاكم استقالتهما وانضمامهما إلى المطالبين بإسقاط النظام.
المؤيدون: أعلن وزير الدفاع اليمني أن القوات المسلحة ستظل وفية للرئيس صالح، وأنها لن تسمح تحت أي ظرف بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية، أو انتهاك أمن الوطن والمواطنين. كما أعلن مجلس الدفاع الوطني اليمني أنه في حالة انعقاد دائم للوقوف على مستجدات الأحداث أولا بأول.
اشتباك بين وحدات الجيش: وقع اشتباك وقع مساء اليوم بين مجموعة من الجيش وأخرى من الحرس الجمهوري في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت أسفر عن إصابة ضابط وأربعة جنود. واستمرت الاشتباكات نصف ساعة قام خلالها الجانبان باستدعاء تعزيزات عسكرية، قبل أن يتمركز كل طرف منهما في جانب من المدينة، بينما انتشر عدد من الدبابات في مداخل وتقاطعات مدينة المكلا.
لقاء الرئيس: التقى الرئيس اليمني مجموعة من مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية وشباب وأعضاء مجالس محلية من أبناء مديريتيْ صعفان ومناخة بمحافظة صنعاء. وأكد صالح خلال لقائه بهم أنه صامد "صمود جبال عيبان ونقم"، مضيفاً أن "من يدعون للفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموعة الشعب اليمني.
دعوة الزنداني: جدد رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد الحميد الزنداني دعوته الرئيس صالح إلى التنحي، وأكد أنه بات واضحا عدم قدرة الأخير على إدارة اليمن. كما دعا جميع أفراد القوات المسلحة إلى الانضمام إلى ثورة التغيير مع بقية الشعب اليمني.
تواصل الاحتجاجات: واصل اليمنيون حركتهم الاحتجاجية في مختلف أنحاء اليمن، وهم مصرون على تنحية الرئيس.
الرئيس يطلب الوساطة السعودية: سلّم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اليمنية أبو بكر القربي رسالة من الرئيس اليمني إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز, طلب فيها وساطة سعودية لدى قيادات المعارضة وشيوخ القبائل. وترددت أنباء عن أن الرئيس اليمني قد يعرض التنحي خلال ستة أشهر في مقابل تهدئة يتفق عليها بين الطرفين.
فرنسا تدعو إلى تنحي صالح: أصبحت فرنسا أمس أول دولة غربية تدعو علنا إلى تنحي صالح حيث قال وزير خارجيتها آلان جوبيه خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن رحيله "بات أمرا لا مناص منه".
الثلاثاء 22/3/2011 مأعمال نهب بعدن: شهدت بلدة التواهي بمدينة عدن أعمال شغب ونهب طالت ثلاثة متنزهات سياحية، بينما دعت قوى شبابية لتشكيل لجان شعبية تتصدى لهذه الأحداث التي أكد مواطنون أنها تندرج ضمن مخططات تخريبية تقوم بها عناصر تابعة للنظام بهدف بث الرعب في نفوس الأهالي. علماً أن أفراد قوات الأمن ومعسكر البحرية ظلت في موقف المتفرج أثناء عملية النهب.
الانشقاقات العسكرية: شملت قائمة المؤيدين للثورة وزير الدفاع السابق اللواء عبد الله عليوة، وقائد المنطقة المركزية في صنعاء اللواء سيف البقري، ورئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان اليمني محمد الحاوري، وقائد اللواء 127 جهاد علي عنتر. والمقدم صادق الروحاني أركان حرب حرس الحدود وجميع الضباط المعسكر، وقائد اللواء 26 حرس جمهوري العميد علي الشبيبي، وقائد اللواء 15 مشاة العميد ثابت جواس، واللواء الركن صالح الضنين مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقائد لواء العمالقة اللواء علي الجائفي. كما شملت القائمة قائد اللواء 135 مشاة وقائد اللواء 122 مشاة، إضافة لانضمام كامل الوحدات العسكرية بمحافظة الحديدة. وتحدثت تقارير صحفية عن تمرد كافة جنود وضباط اللواء 133 مشاة بصعدة البالغ عددهم أربعة آلاف جندي حيث طالبوا برحيل قائده العميد الركن عبد الملك عرار المنحدر من قبيلة صالح، كما تمردت كتيبة كاملة بمعسكر خالد بن الوليد في تعز. كما شهد معسكر الأمن المركزي بصنعاء انتفاضة مائتي جندي من أفراده حيث رددوا شعارات مناهضة بحضور أركان حرب المعسكر يحيى صالح وهتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام".
كفة الميزان: ذكر مراقبون أن ثلثي الجيش انضم للثوار، وأن الجيش والشعب أصبحا على مزاج واحد بضرورة تغيير النظام ورحيل الرئيس صالح. وأن الأسبوع الجاري قد يكون أسبوع الحسم حيث أن قادة ثلاث مناطق عسكرية يدعمون ثورة الشباب.
شبح الحرب الأهلية: بدا اليمن أمس على حافة نشوب حربة أهلية واسعة النطاق بعد أن شهد موجة من انشقاقات القيادات العسكرية والسياسية في النظام. وتعليقا على تصريح وزير الدفاع اليمني أمس بشأن ولاء الجيش للنظام واستعداده لردع أي انقلاب على السلطة، وصف المحلل السياسي عبد الغني الإرياني ذلك بأنه إعلان حرب. ونقلت صحيفة تايمز عن مسؤول يمني فضل عدم الكشف عن اسمه، تحذيره من اندلاع معركة بين التيارين العسكريين، قائلا "هذه مرحلة متقدمة من انقلاب عسكري، يثور فيه الحرس القديم على الحرس الجديد في الجيش".
الرئيس يجتمع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة: قال الرئيس اليمني أن على من يريدون الصعود إلى السلطة عبر انقلاب أن يدركوا أن زمن الانقلابات قد انتهى وأن يعرفوا أن هذا مستحيل وأن البلاد لن تعيش في استقرار حيث أن الشعب مسلح وستندلع حرب أهلية. وخاطب صالح القيادات العسكرية التي أعلنت انضمامها للثوار قائلا أن "على تلك القيادات العسكرية العودة إلى جادة الصواب"، وأكد أن المسؤولية العسكرية تتمثل في الحفاظ على أمن الوطن وأن أي انقسام في المؤسسة العسكرية سيكون له أثر سلبي على البلاد.
عرض الرئيس: ذكر أحمد الصوفي المتحدث الصحفي باسم الرئيس اليمني لرويترز أن صالح سيسلم السلطة من خلال انتخابات برلمانية وتشكيل مؤسسات ديمقراطية في نهاية عام 2011 أو يناير 2012، وأضاف أن الرئيس "لا يسعى للسلطة لكنه لا يريد أن يتنحى قبل أن يعرف من الذي سيتسلم السلطة منه".
المعارضة ترفض عرض الرئيس: رفضت المعارضة اليمنية عرض الرئيس علي عبد الله صالح التنحي عن الحكم بعد تنظيم انتخابات برلمانية بحلول يناير 2012 م، وطالبت برحيله فورا ودون إبطاء، مؤكدة أن الساعات القادمة ستكون حاسمة. وتعهدت بأن يزحف شبان الثورة صوب القصر الجمهوري يوم الجمعة القادم في "جمعة الزحف" للقبض على الرئيس صالح بتهمة قتل العشرات من المحتجين.
كلمة الرئيس في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة: دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح شبان الثورة إلى الحوار بعيدا عما وصفها بالحسابات الحزبية الضيقة، مشيرا إلى أنه يتعاطف مع قضاياهم وتطلعاتهم المشروعة. ووصف ما يجري في اليمن حالياً بمحاولة انقلابية لها أهدافها. وقال إنّ أي محاولة للاستيلاء على السلطة يمكن أن تؤدي لحرب دامية في البلاد, لأنّ الشارع اليمني مسلح ويجب وضعُ ذلك في الاعتبار.
ميدانياً:
الجوف: تمكن رجال القبائل في مدينة الجوف من السيطرة على معسكر تابع للحرس الجمهوري بعد معارك استمرت عدة ساعات وطردوا أفراد المعسكر.
تعز: تزايدات أعداد شبان الثورة بشكل مضطرد في ساحة الحرية بتعز ورددوا هتافات تطالب صالح بالتنحي.
التلاحم الوطني بين الشمال والجنوبيرى مراقبون يمنيون أن الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في مختلف المدن والمحافظات اليمنية تساهم في إعادة التلاحم الوطني خاصة بين الشمال والجنوب، مؤكدين أن قمع قوات الأمن للمتظاهرين المعتصمين في مختلف ساحات التغيير كرس هذا التلاحم. وأشار بعض المراقبين للوضع اليمني إلى أن شعارات الانفصال غابت وحلت محلها تلك المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
وقال النائب الجنوبي المعارض علي عشال: "صنعاء تستنكر ما يحدث في تعز، وتعز تستنكر ما يحدث في عدن، وعدن تستنكر ما يحدث في حضرموت"، مشيرا إلى أن ذلك له تأثير في وجدان اليمن واليمنيين, وأن اللحمة الوطنية تزداد كلما تقوى التغيير وسار قدما. ولم يستبعد عشال قيام النظام في هذا الظرف بتسيير مظاهرات تدعو إلى الانفصال، مشيرا إلى أن هذا النظام يهدف من خلال هذه الخطوة إلى تبرير قمعه للمعتصمين والمتظاهرين في الجنوب، وكذلك بعث ما سماها رسالة ترهيب لأبناء الشمال بأن الوحدة ستكون على المحك في حال استمرار الاحتجاجات.
ثروة الرئيس علي عبد الله صالح ذكرت تقديرات أجنبية عن أن ثروة الرئيس صالح -بمفرده من غير عائلته- بأنها تتفاوت بين 40 و50 مليار دولار موزعة على شكل أرصدة بنكية خاصة واستثمارات متنوعة وقصور فارهة ومنتجعات وشاليهات سياحية في مختلف دول العالم وأسهم في شركات سيارات عالمية.
إعلان الثاني من فبراير (الأربعاء 2/2/2011 م)قدّم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تنازلات كبيرة للمعارضة أمام البرلمان في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى يوم الأربعاء 2/2/2011 م قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء أطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب". وقال في الكلمة التي ألقاها: "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء"، داعياً المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية. وأعلن الرئيس اليمني أنه:
لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013 م. (يذكر أن الرئيس صالح يحكم اليمن منذ عام 1978 م وعندما تحققت الوحدة بين شطري اليمن عام 1990 م، تولى صالح منصب رئيس اليمن الموحد).
كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه أحمد علي عبد الله صالح بعد انتهاء فترة ولايته.[285
أعلن الرئيس عن تجميد التعديلات الدستورية الأخيرة, وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل/نيسان القادم للإعداد لتعديلات دستورية تمهد لإصلاحات سياسية وانتخابية. وهذه النقاط كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الأشهر الماضية.
كما دعا الرئيس اليمني المعارضة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب أمام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة.
كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات بشكل ديمقراطي
2- مبادرة الرئيس (الخميس 10/3/2011 م)أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء افتتاحه أعمال المؤتمر الوطني اليوم عن مبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد تدعو إلى الانتقال من نظام الحكم الرئاسي إلى نظام برلماني، والاستفتاء على دستور جديد للبلاد, وتوسيع نظام الحكم المحلي كخطوة أولى نحو الفدرالية. وقال صالح أن المبادرة تقضي بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والشورى والفعاليات الوطنية لإعداد دستور جديد يقوم بالفصل بين السلطات بحيث يستفتى عليه نهاية العام 2011 م. وأضاف أنه رغم اقتناعه بأن أحزاب المعارضة واللقاء المشترك سترفض هذه المبادرة كما رفضت مبادرات سابقة فإنه سيقدمها إبراء للذمة. وتنص مبادرة الرئيس على الانتقال إلى النظام البرلماني بحيث تنتقل كافة الصلاحيات التنفيذية إلى الحكومة المنتخبة برلمانيا نهاية عام 2011 م وبداية 2012 م، وتنتقل كل الصلاحيات إلى الحكومة البرلمانية.
3- تغيير مدراء الأمن (الثلاثاء 15/3/2011 م)في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري أصدرت السلطات اليمنية اليوم قرارات تقضي بتغيير مدراء الأمن في ثلاث محافظات. وقضت التعيينات بتولي العميد غازي أحمد علي محسن إدارة الأمن في محافظة عدن خلفا للعميد عبد الله عبده قيران الذي عين مديرا لأمن محافظة إب فيما عين العميد علي العمري -مساعد مدير أمن تعز الأسبق- مديرا لأمن محافظة الضالع خلفا للعميد غازي. ولاقت هذه التغييرات استياء واسعا في المحافظات الثلاث، نظرا لأنها لم تلب طلبات المعتصمين في تلك المحافظات الذين أعلنوا أنهم لن يقبلوا بحلول ترقيعية وأن مطلبهم واضح، وهو إسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح
4- إعلان حالة الطوارئ (الجمعة 18/3/2011 م)في تطور سريع لأحداث "جمعة الإنذار"، أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مؤتمر صحفي حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر، وذلك بعد أن قتلت قوات أمن ومسلحون 43 شخصا على الأقل بإطلاق نار على المتظاهرين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. وقال الرئيس أن مجلس الدفاع الوطني أعلن حالة الطوارئ, مضيفا أن هذا القرار يحظر على المواطنين حمل السلاح. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إعلان حالة الطوارئ في اليمن خلال أقل من عقدين حيث كانت المرة الأولى منتصف مايو/أيار 1994 م عندما اندلعت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب
5- إقالة الحكومة (الأحد 20/3/2011 م)أقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء يوم الأحد 20/3/2011 م الحكومة المكونة من 32 وزيرا إثر تقديم عدد من الوزراء استقالاتهم احتجاجا على استخدام العنف ضد المعتصمين بجامعة صنعاء. كما قرر الرئيس تكليف الحكومة المقالة بتصريف الشؤون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي رد على قرار الإقالة، قال الناطق الرسمي باسم المعارضة محمد الصبري أن الإقالة جاءت في الوقت الضائع، والشعب هو من يقرر مصير البلاد والحكومة التي ستتولى تمثيله. وأضاف أنه كان من الأولى أن يقدم صالح استقالته هو لكي ينجو من محاكمة الشعب.
وتوالت استقالات كبار المسؤولين منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط صالح، بينهم ثلاثة وزراء وعشرات من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وانسحاب نحو 20 برلمانيا من كتلة الحزب الحاكم في البرلمان.[290
ردود الفعل الدولية:[دول الولايات المتحدة:
اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا بالرئيس اليمني الأربعاء في الثاني من فبراير/شباط 2011 م "للإشادة بالإصلاحات المهمة التي أعلنها الرئيس صالح في اليوم نفسه، وليطلب منه الإيفاء بوعوده وهو يتخذ الإجراءات الملموسة".
اعتبر الرئيس اليمني في كلمة له يوم الثلاثاء 1/3/2011 م أن ما يجري من ثورات في المنطقة العربية ليس إلا "مجرد ثورة إعلامية تديرها الولايات المتحدة من غرفة في تل أبيب". وفي نفس اليوم دعت الولايات المتحدة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للاستجابة لطموحات شعبه، ونفت أن يكون للاضطرابات التي تشهدها بلاده أي عامل خارجي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في رسالة عبر موقع تويتر "الاحتجاجات في اليمن ليست نتاج مؤامرات خارجية. الرئيس صالح يعرف ذلك جيدا. شعبه يستحق استجابة أفضل". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني في مؤتمر صحفي أن البحث عن كبش فداء ليس الرد على تطلعات الشعب اليمني المشروعة، بل التركيز على إصلاحات سياسية
منظمات عالمية منظمة العفو الدولية: نددت منظمة العفو الدولية بطريقة تعامل قوات الأمن اليمنية مع المتظاهرين. وأدانت قيام الشرطة بضرب المتظاهرين بالهراوات والعصي الكهربائية
جامعة الدول العربية: 20/2/2011 م: دعت جامعة الدول العربية إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف وعدم استخدام القوة ضد المظاهرات السلمية في الدول العربية التي تشهد مظاهرات احتجاجية للمطالبة بإصلاحات سياسية. وأعربت عن مشاعر الحزن والأسى الشديدين لسقوط الضحايا الأبرياء الذين تناقلت وسائل الإعلام أنباءهم في كل من ليبيا والبحرين واليمن
منظمة صحفيات بلا قيود: 23/2/2011 م: استنكرت منظمة صحفيات بلا قيود ما أسمته الهجوم الوحشي من أنصار النظام بحق الشباب العزل المعتصمين بساحة جامعة صنعاء، واعتبرت أن "ما يقوم به الجهاز الأمني من تخاذل في حماية المعتصمين واستخدام أعضاء الحزب الحاكم الأعمال الإرهابية والقوة ضد الشباب العزل جرائم تستوجب العقاب ولا تسقط بالتقادم
مراقبة حقوق الإنسان: 23/2/2011 م: قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم أن الشرطة اليمنية سمحت لجماعات مسلحة موالية للحكومة بمهاجمة متظاهرين سلميين في العاصمة اليمنية صنعاء ليلة 22 فبراير/شباط 2011 م، وقتلت متظاهرا معارضا للحكومة وأصابت 38 آخرين. وطالبت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة سارة ليا ويتسن بمحاسبة عناصر الشرطة التي أكدت أنها وقفت جانبا وتركت الآخرين يؤدون عملها القذر نيابة عنها.
المنظمة العربية لحقوق الإنسان: 9/3/2011 م: أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان لها عن عميق قلقها لما سمته توسع السلطات الأمنية اليمنية في استخدام العنف المفرط بحق المتظاهرين العُزل، معتبرة أن ذلك يشكل "جريمة ضد الإنسانية" لا يجوز التسامح إزاءها. وقالت أن العنف المفرط، وخاصة استخدام الرصاص الحي، جرى استخدامه بشكل سافر يوم الثلاثاء 9/3/2011 م ضد المعتصمين في ميدان التغيير وسط صنعاء. وأضافت أن ذلك "يضفي على الظاهرة طابعاً نمطياً ومنهجياً ويشكل جريمة ضد الإنسانية لا يجوز التسامح إزاءها.

ويكيبيديا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.