إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً{19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً{20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{21} لا ندري لماذا يحب الإنسان أن يأخذ، ولا يعطي؟ نعلم أن الإنسان بطبعه وفطرته التي فطره الله عليها هو إنسان هلوع ، وجزوع يحب أن يمتلك كل شيء فحب التملك هي غريزة في نفس الإنسان ولكن هذا الحب وهذه الأنانية التي يتصف بها الإنسان تقل عند بعض الشعوب وتكبر عند بعضها الأخر ، والوطن اليمني ابتلي بالصنف الثاني من البشر ممن تمتلكهم المادة وتسيطر على جميع حواسهم فينسون ربهم وأنفسهم وأمتهم.فأصيبوا بعمى الألوان فلا ينظروا إلى الأوضاع من حولهم كيف تسير وكيف تسير فهم ينظرون إلى الأوضاع في اليمن الحبيب من منظور خاص بهم وهو منظار الربح والخسارة {كم تربح وكم تخسر؟؟} الأشياء عندهم لا تقاس بمقياس وطني بل بمقياس تجاري بحت والولاء الوطني يخضع عند هم إلى نظرية الربح والخسارة ولا شيء إسمه وطنية فوطنيتهم تقاس بمقياس الرصيد المالي وتعادل الاحتياطي في البنوك بمعنى إذا كان الوطن لا يدر عليهم الملايين من الدولارات فلا يعتبر وطن يسكن فيه أو يركن عليه.وهذا هو حال تجارنا الأحباء الذين رضعوا من خيرات الوطن اليمني أكثر مما رضعوا من أمهاتهم في طفولتهم أخذوا منه الكثير ولم يعطوا حتى شيء من قليل يمتصون الوطن ويكتنزون ثرواتهم في البنوك الأجنبية وإذا سمعوا يوماً نداء الوطن هرولوا مسرعين إلى جبل يحميهم من النداء بنوا جدران من الخرسانة تحول بينهم وبين العطاء للوطن ،فطوال السنون التي عاشوها يجنون عسل مُّصَفًّى متربعين فوق هرم الوطن الكبير فكانوا يتشدقون بالوطنية وحب الوطن عندما كان الوطن يعطيهم بدون مقابل وعندما يحتاج لهم الوطن نراهم يتحولون إلى فئران مختبئة في جحورها تعلموا نذالتهم من اللوبي الصهيوني في تعاملاتهم مع الوطن اليمني الحبيب، فتحالفوا مع الشياطين {شياطين الإنس} في أحزاب تولد كل يوم حزب جديد إنها أحزاب المعارضة التي تحالفت مع تجارنا الكرام في حربهم ضد المواطن اليمني المغلوب على أمره، فبدأت هذه الأحزاب تسوق الفكرة الجهنمية لتجارنا الكرام والتي تقول: أن الضرائب هي السبب في ارتفاع الأسعار وحالة الفوضى والارتباك التي تعيشها البلاد ومعظم المؤسسات والمصالح الحكومية حتى مرافق التعليم لم تسلم من هذا الارتباك الواضح في الحياة اليومية اليمنية . ماذا تريد المعارضة ؟ وماذا يريدون الحُلَفاء من التجار الأعزاء؟ الوطن اليمني أعطائهم فهل من يعطي للوطن؟ ؟؟ إلى تجارنا الكرام مع التحية:- هل تعلموا أن الله سبحانه وتعالى وضع هذه الأموال أمانة في أعناقكم؟ وهل تعلموا أن الوطن اليمني ما هو إلا أباً لكم؟ وهل تعلموا أن المواطن اليمني ماهو إلا أخاً أو ابنا لكم ؟ فمن حق الوطن وأبناءه عليكم أن تكونوا رحماء عليهم وان تعطفوا عليهم وتخففوا جوركم وجور الزمن وظلم الأشقاء على هذا الوطن. إلى متى أيها التجار الأحباء ستبقون المواطن اليمني في أزمته ومعاناته في هذه الحياة؟ والى متى سيظل يكابد نكد العيش وتعاسة الحياة؟ ماذا يريد منكم الوطن، وماذا تريد منكم المعارضة؟ يريدُ منكم الوطن أن تكونوا مواطنين صالحين تشعرون بما يعاني منه إخوانكم وأبنائكم من أذى كنتم السبب بوقوعه عليهم نريد منكم وقفة صادقة مع الوطن لا ضده.نريد رفعاً لظلم الأسعار عن الفقراء والمعدمين في هذا الوطن الذي كرمكم وينتظر كرمكم لإخوانكم.نريد منكم الاستثمار الحقيقي لأموالكم في الوطن .نريد منكم مستشفيات ومدارس وأباراً للمياه ومساجد وطرق. نطلب منكم تحديد للأسعار وان تكونوا عند مستوى المواطنة الحقة.هذا ما يريده الوطن والمواطن من تجارنا الأحباء.إذاً ماذا تريد المعارضة من التجار؟ إنها تريدهم أن يكونوا مأجورين ينفذون لها مؤامراتها ضد الوطن. تريد منهم أن يجتهدون على تجويع الشعب اليمني. تريد منهم جرا البلاد إلى فتنة. فيكونون التجار هم كبش الفداء. فهل يظنون تجارنا أن المعارضة تتمنى لهم الخير؟ كلا وألف كلا فهي تتمنى زوال النعمة التي ينعموا بها في ظل هذا الوطن الكريم، فهلا: فهم تجارنا واستدركوا أمرهم؟ وهل عرفوا انه عندما يقتنع الشعب, وتقتنع الأمة يصبح الحلم واقعاً؟ [email protected]