في غمرة مباهج أفراح شعبنا بأعراس أعياد ثورته الخالدة ال48 لثورة 26سبتمبر وال47 لثورة 14 اكتوبر والذكرى ال43 للاستقلال المجيد ال30 من نوفمبر، تحتفل اليوم مؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن بتخرج عدد من الدفع من الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والأمنية التي حصلت على تدريب وتأهيل في مختلف التخصصات التي تتطلبها عملية البناء العسكري النوعي لكافة صنوف تشكيلات وحدات قواتنا المسلحة والأمن. ليكون هؤلاء الخريجون رافداً جديداً يلبي مقتضيات انجاز المهام والواجبات المقدسة الملقاة على عاتق هذه المؤسسة التي حملت على عاتقها مسؤولية الخلاص من عهود الكهنوت الإمامي الظلامي وطغيانه واستبداده وإنهاء الأوضاع البائسة المتخلفة التي كان اليمانيون يرسغون تحت وطأة جورها بين قطبي رحى الإمام وحكمه المستمد شرعيته من الخرافة التي تعود لازمنة غابرة لم يعد لها وجود وبين ويلات الفقر والجهل والمرض التي أوجدها ذلك النظام القادم من مجاهيل التاريخ .. ومهمة تحرير الارض اليمنية الواقعة تحت جبروت الاحتلال الاستعماري الذي وجد في النظام الإمامي غايته للحفاظ على وجوده..ووجد الاثنان مصلحتهما في تعميق الفرقة والتجزئة للوطن والتمزيق للشعب للإبقاء على وجودهما.. ولكن ماكان لابناء اليمن أن يستكينوا لذلك القهر والإذلال والجهل والفاقة والحرمان وكان نضالهم وكفاحهم الذي لم ينتصر إلاَّ بعد ان تصدر منتسبو القوات المسلحة والأمن الحركة الوطنية وكانوا بشجاعتهم واقدامهم وتضحياتهم صناع مجد اليمن المعاصر.لقد كانت المؤسسة العسكرية الدفاعية والأمنية بوعي ويقظة ابطالها الميامين التجسيد الحي القادر على تحويل أحلام وآمال وتطلعات هذا الشعب إلى واقع كونهم المعبرين عن الوحدة الوطنية في أرقى معانيها لهذا كانوا دوماً يحاطون بالتفافات شعبهم حولهم بمنحهم الثقة ملتحمين في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في مقارعة ومنازلة الاستعمار وكان التلاحم الذي حقق الاستقلال الناجز ورسخ النظام الجمهوري.. وفتح آفاق النضال صوب انجاز الهدف الأسمى لشعبنا المتمثل في استعادة وحدته أرضاً وإنساناً.. في هذا السياق يأتي حديث الزعامة الوطنية لليمن المعاصر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح من واقع الخبرة والتجربة في اللقاء الموسع لقادة القوات المسلحة والأمن عن الارادة ونكران الذات والاستعداد للتضحية والاستشهاد في سبيل بلوغ غاية انتصار الثورة اليمنية في مواجهة جحافل تفوق القوات المدافعة عن الثورة عدة وعتاداً وامكانات الى حد لايوجد مجالاً للمقارنة ولكن الايمان بعدالة القضية التي كانوا يقاتلون من أجلها خلقت الارادة وولدت الشجاعة.. ولأن الحرب لم تكن بالنسبة لهم سعياً وراء مطمع دنيوي انتصروا وواصلوا هذه المسيرة حتى استعاد الوطن وحدته في 22 مايو العظيم وهم مواصلون هذه المسيرة في الحاضر والمستقبل يواجهون التحديات ويتصدون للأخطار ويذودون عن حياض الوطن ويدافعون عن سيادته واستقلاله وصون أمنه واستقراره ويحمون مكاسب وانجازات ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته انهم الحراس الأمناء لهذا الوطن المؤتمنين على النهج الديمقراطي التعددي وفي هذا نتبين ضرورة موجبات المضي قدماً في بناء هذه المؤسسة على أسس عصرية حديثة.. وهو مانشهده اليوم في تخرج هذه الدفع التي يتجدد بها شباب هذه المؤسسة على نحو مواكب بكل استحقاق للمهام الأمنية والعسكرية الماثلة في هذه الفترة التاريخية التي يمر بها الوطن لتبقى هذه المؤسسة صمام أمان الثورة والوحدة والغد المشرق الوضاء لأجيال اليمن القادمة.