ربما تكون الخطوط الجوية اليمنية هي شركة الطيران الوطنية الوحيدة في المنطقة التي لا تجد الانصاف الذي تستحقه باعتبارها الناقل الوطني لليمن. ليس المقصود ما تتعرض له الشركة احياناً من اتهامات أو نقد مباشر من هذه الصحيفة او تلك؟ فهذا امر مشروع كما يقول الكابتن عبدالخالق القاضي رئيس مجلس الادارة. خاصة اذا كان النقد بناء وهادف ويساعد بالفعل على اصلاح اية سلبيات في اداء الشركة، لكنه بالمقابل سيكون مرفوضاً ان كان يرمي الى غير ذلك. غير ان المؤسف ان البعض يطلقون الاتهامات دون ان تكون لديهم اية خلفية عما يتحدثون عنه، وعن ما يمكن ان يتسببون فيه من اضرار بشركة وطنية تحمل اسم اليمن الى كل عواصم العالم وهي في هذه الحالة تكون بحاجة اكثر لدعم الجميع ومساندتهم بالطريقة التي يستطيعون. فليس سعر تذاكر السفر هو كل شيء كما يعتقد البعض، فقد يجد الشخص سعراً اقل من اسعار اليمنية لدى شركة طيران اخرى حتى وان كان الفارق لا يذكر، ولكن هل سأل هذا الشخص نفسه لماذا وكيف يحدث هذا؟ ربما لا يعرف الكثيرون ان بعض هذه الشركات تحظى بدعم ورعاية لا متناهية من الدولة او الحكومة التي تتبعها مما يوفر عليها الكثير من الاعباء والالتزامات المالية التي تنعكس بالتالي على خدمات الشركة واسعارها وغير ذلك. فهل تحظى «اليمنية» بهذا الدعم أكان من الحكومة أو من مسؤوليها ومن مواطنيها؟! أعتقد ان الشخص الذي يتمتع بولاء لهذا الوطن اذا سال نفسه هذا السؤال سيجد الاجابة الشافية عليه. ولعل ما يدعو الى الحيرة والتساؤل هو ان بعض المسؤولين- وهنا المصيبة- وعند سفرهم وخاصة في مهمات رسمية ينسون او يتناسون ان لديهم شركة نقل وطنية يفترض ان تكون لها الاولوية ان كانوا يؤمنون فعلاً بان «اليمن اولاً» ليس مجرد شعار يرفعونه في المناسبات وانما حقيقة يجب ان يجسدونها في الواقع من خلال الايمان والولاء المطلق.. وللتذكير فقط، فقد كان مجلس الوزراء اصدر قبل سنوات قراراً يلزم المسؤولين اليمنيين بالسفر على طيران اليمنية، فهل وجد هذا القرار من يحترمه؟!.. وبالرغم من كل ذلك.. قد لا يعرف الكثيرون ان «اليمنية» وبامكاناتها المتواضعة مقارنة بالعديد من شركات الطيران في المنطقة استطاعت ان تحقق الكثير من النجاحات والانجازات التي جعلتها محل اشادة وتقدير عالميين. وقد يندهش البعض عندما يعرفون ان عدداً من الطيارين اليمنيين يعملون في عدد من شركات الطيران خارج اليمن ومنها السعودية ، القطرية ، الاردنية، الهندية. ليس ذلك فحسب، فهناك الان نحو 40 طياراً يتدربون في مقر الشركة بصنعاء للحصول على الاجازة بعد ان اكملوا تدريباتهم كطيارين تجاريين. اليس في ذلك ما يدعونا الى الشعور بالفخر والاعتزاز. ربما تكون هناك هفوات صغيرة وهذا طبيعي، ولا يمكن اعتبارها مبرراً كافياً لما تتعرض له «اليمنية» من حملات من حين الى اخر.. صحيح اننا نعيش في أجواء ومناخات ديمقراطية يتمتع فيها المواطن بحرية التعبير والجهر برأيه كيفما شاء، لكن هذا لا يعني باي حال من الاحوال ان يكون رأيه سبباً في الحاق الاذى بالاخرين. وفي الاخير، لا بد من الاشارة الى ان فكرة هذا المقال جاءت خلال زيارة قصيرة لمقر شركة الخطوط الجوية اليمنية شاهدت فيها شباب في قاعة التدريب يتقدون حيوية ويتاهبون لليوم الذي يجلسون فيه خلف مقعد قيادة الطائرة، وخلال الزيارة استمعت الى الكثير عن تدريب الطيارين وتأهيلهم وجهود اليمنية في هذا الجانب، وهو ما سأتناوله في العدد المقبل بتوسع اكثر بإذن الله.