جاء لقاء العاشر من رمضان المبارك تلبية لدعوة من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لحكماء وعلماء وعقلاء اليمن ومكوناته السياسية والاجتماعية وامتثالا لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) صدق الله العظيم.. كما جاءت نتائج لقاء حكماء وعقلاء اليمن لتجسد في مضامينها وأبعادها ودلالاتها عظمة الحكمة اليمانية الوحدوية المعززة لروح الإخاء ووحدة الصف والمضي في خطوات عملية جادة ومسؤولة وعلى مختلف الأصعدة للتصدي للعدوان الغاشم وذلك دفاعا عن ديننا وأرضنا وعرضنا كيمنيين مدركين ومستوعبين لموجبات الحاضر والمستقبل في سبيل عزة ومجد الوطن ليبقى حرا كريما شامخا منتصرا لإرادته في العيش الكريم على تراب أرضه الطاهرة. ولعل أبرز الثمار الايجابية التي أجمع عليها اليمانيون الذين قدموا من مختلف محافظات الجمهورية إلى العاصمة صنعاء هو التأكيد على سيادة واستقلال ووحدة اليمن وثوابته الوطنية ورفض كل أشكال الوصاية الخارجية وكل محاولات التجزئة والتقسيم لليمن، والاستمرار في التصدي للعدوان الهمجي كخيار استراتيجي لكافة أبناء اليمن بمختلف شرائحهم ومكوناتهم وفئاتهم السياسية والثقافية والاجتماعية حتى يتم تطهير الوطن من دنس قوى الغزو والاحتلال باعتبار ذلك خيارا عظيما ومقدسا وثابتا راسخا من الثوابت الوطنية التي لا تراجع عنها أو تفريط بها مهما كانت التضحيات ومهما بلغت كلفتها لأن في ذلك يكمن قدر ومصير شعبنا وأجياله القادمة. إن مجمل مقررات حكماء وعلماء وعقلاء اليمن كانت بكل مضامينها ومحتوياتها وأهدافها نابعة من الحرص الكبير على اليمن وسيادته ووحدته واستقلاله ومن أجل تمتين وتعزيز الشراكة الوطنية بين مختلف القوى السياسية المناهضة للعدوان الظالم الوحشي الإرهابي الأرعن الذي فشلت كل مخططاته التآمرية الخبيثة وتحطمت أوهامه وعنجهيته وغطرسته على صخرة صمود شعبنا اليمني العظيم وشجاعة وإخلاص منتسبي جيشه ولجانه الشعبية الأبطال الذين ألحقوا الهزائم المريرة بالعدو ومرتزقته وركائزه العملية في مختلف ساحات وجبهات وميادين المواجهة.. صانعين لشعبهم ووطنهم انتصارات مجيدة سوف يسطرها التاريخ اليمني المعاصر بحروف من نور في صفحاته المشرقة لتبقى دوما ذاكرة لليمنيين ولكل أحرار العالم. وفي هذا المنحى وأمام انتصار الحكمة اليمانية التي أرست بقراراتها انطلاقة وطنية راسخة من الثبات والصمود نشهد والعالم من حولنا ما وصل إليه حال تحالف العدوان، وما يعصف بأنظمته العملية للصهيوأمريكية من صراعات تتوسع فجوتها يوما بعد يوم وبما يصب في خدمة واشنطن وتل أبيب ومن ورائهم الصهيونية العالمية التي تعمل على إشعال نيران الفتن وتمزيق الأمة الإسلامية بشتى الوسائل ومختلف الأساليب وبما يخدم أهدافها العدوانية في المنطقة.. وها هي اليوم أدواتها العميلة في الرياض ودويلات الخليج-قطر والإمارات- تدفع ثمن ارتمائها في أحضان طغاة العالم باهظا.. ومثل هذه النتيجة الوخيمة وما سيليها على المدى القريب والمتوسط والبعيد من مخاطر لا تستهدف فقط ثرواتها النفطية فحسب، بل اقتلاع أنظمتها العميلة برمتها -كما أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في محاضرته يوم أمس الأول بأن النظام السعودي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى أن يكون هو عمود الخيمة في المنطقة وشرطي أمريكا في الصف العربي وان يصادر على كل الأنظمة العربية الأخرى حق اتخاذ القرار، ولذلك فإن أمام دولة قطر خيارين، إما الإذعان والخضوع للزعامة السعودية وإما التماسك والاستفادة من طبيعة التناقضات القائمة في المنطقة.. ولذلك كله نقول بأن اليمن بحكمائها وعلمائها وعقلائها ومختلف مكوناتها تنتصر ضد قوى الشر والعدوان، رغم كل التحديات الماثلة أمام وطننا وشعبنا، وهذا الأمر يؤكد لليمنيين جميعا بأن الإرادة الإلهية تقف مع مظلومية شعبنا، وتعصف بعاصفة العدوان الغاشم الذي مصيره الهزيمة المنكرة عما قريب بإذن الله تعالى القائل في محكم كتابه العزيز (قاتلوهم يُعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) صدق الله العظيم.