غباء النظام السعودي وتهوره في اتخاذ قرارات متسرعة تتحول في النهاية الى سهام تخترق صدره وتسبب له المزيد من الهزائم كما حدث معه في سوريا والعراق واليمن وقطر هو ماجعله يتخبط في كل خطواته والتي كانت آخرها محاولته اليائسه ايهام الآخرين بأن القرار اليمني يصنع في طهران حيث قام بارسال مبعوث الأممالمتحدة اسماعيل ولد الشيخ الى ايران ظنا منه انه سينجح في مسعاه ولم يكن يتوقع هذا النظام السعودي الأرعن بأن الرد سيأتي سريعا من اليمن والذي أثبت ان القرار السياسي اليمني يصنع في صنعاء الأبية والعصية على اعدائها وليس في الرياض او طهران..وما زيارة رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ صالح الصماد ومعه رئيس حكومة الانقاذ الوطني الأخ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور الى صعدة وحضورهما حفل تخرج دفعات جديدة من ابناء الجيش واللجان الشعبية بالإضافة الى تصعيد العمليات العسكرية في جبهات ماوراء الحدود تزامنا مع زيارة ولد الشيخ الى طهران الا دليل الى استقلالية القرار اليمني وفي نفس الوقت ردا على محاولة النظام السعودي تضليل الآخرين عبر وسائل اعلامه المختلفة التي ينفق عليها مئات الملايين من الدولارات شهريا.. وعليه نقول لاسماعيل ولد الشيخ ولسيده محمد بن سلمان الذي يتحكم في مساراته ويوجهه بالريموت كنترول كيفما يشاء: ان انهاء العدوان والانتصار عليه مهمة ليست مستحيلة سيحققها على ارض الواقع رجال الرجال من ابناء الجيش واللجان الشعبية وليس من خلال المفاوضات واللقاءات التي تتم هنا وهناك وتنتهي في محصلتها الى لا شيء . لقد وقع اليَمَنيون ممثّلين فيمن كانت تختارهم قياداتهم المتعاقبة اتفاقات كثيرة خلال الخمسين عاماً الماضية فِي كُلّ من اركويت فِي السودان وفي القاهرة وطرابلس الغرب بليبيا وبيروت وجدة والعاصمة الأردنيةعمان وغيرها من العواصم العربية الأُخْرَى، ولكن ما الذي تنفذ منها على أرض الواقع حتى نستطيع القول إن نقل الحوار من صنعاء إلَى الخارج سيأتي بنتائج مفيدة.. بل إن أعظم اتفاق ممثلاً فِي وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت عليها فِي عمانبالأردن مختلف القوى السياسية اليَمَنية برعاية عربية وتعهدات بالتنفيذ لم يمض عليها سوى ساعات حتى فوجئ اليَمَنيون أن بعضَ الأطراف الرئيسية الموقعة على هذه الاتفاقية قد غادرت عمان إلَى عواصم عربية قبل عودتها إلَى اليَمَن لتتلقى منها التوجيهات لحبك المؤامرة يومها على الوحدة اليَمَنية وفي الطليعة الطرف المهم علي سالم البيض الذي ذهب من الأردن إلَى السعودية ولم تكد تمضي فترة قصيرة بعد التوقيع حتى تفجرت الحرب بين اليَمَنيين وحبر التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق لم يجف بعد.. ومع ذلك نريد أن نكرر اليوم نفس التجربة ونفس السيناريو حينما طالبت بعض الأطراف التحاور لما وجدت نفسها امام طريق مسدود وان تحالف العدوان لن ينتصر لها ولايحقق اهدافها التي استعانت به من اجلها بل وطالبت بنقل الحوار إلَى الخارج تحت ذرائع وحجج واهية وهي تعلم جيدا أنه سيتم إذكاء الخلافات بين اليَمَنيين ثم يعودون إلَى اليَمَن بعد التوقيع على أي اتفاق ليفجروا الحرب كما حدث عام 1994م.. مع ان الخارج هذه المرة هو من فجّر الحرب نيابةً عمن أرادوا لها ان تندلع وجعل منهم حُجَّة لتدخله.. وعليه لا يجب أبداً أن نراهن على الخارج مهما افترضنا سلامة نية هذا الخارج وإن كنا نعتقد جازمين أن لا أحد يحب لنا الخير كما نحبه لأنفسنا وإن كُلّ طرف خارجي يريد تمرير مصالحه فِي اليَمَن حتى لو أدَّى ذلك إلَى تطاحن اليَمَنيين فيما بينهم بل وإلى تدمير وطنهم نهائياً. لكن من يُقنع لنا تلك الأطراف التي لا تزال متمسكة بالخارج وتجعل منه كُلّ شيء وتعتقد أن اليَمَنيين بدون هذا الخارج الذي نصب نفسه وصيا عليهم وكأنهم بعد لم يشبوا عن الطوق سيموتون من الجوع بدونه بل وينظرون إلَى أَبْنَاء الشعب اليَمَني وكأنهم لم يبلغوا رشدهم بعدُ، ولم يصبحوا رجالاً يعتمدون على أنفسهم ليحلوا مشاكلهم داخل بلدهم بأنفسهم بعيداً عن وصايتهم مع ان أهل مكة أدرى بشعابها.. والدليل ان التوقيع على المبادئ لماعرف باتفاقية مسقط التي تبنتها امريكا ممثلة في وزير خارجيتها السابق جون كيري لم يكد الاعلام يعلن عنها حتى تفجرت الحرب في مختلف الجبهات بوتيرة أشد وهذا كافيا ليجعلنا اكثر حذرا من ذي قبل ومطبقين في نفس الوقت للحديث الشريف : لايلدغ المؤمن من جحر مرتين . ان مايقوم به النظام السعودي اليوم من ارتكاب جرائم حرب في اليمن ضد الأبرياء يندى لها جبين الانسانية ليست جديدة عليه وانما هي مرتبطة أساسا بتكوينه كنظام دموي وتاريخه الأسود بل وجزء منه.. ومن يقرأ تاريخ هذا النظام الذي اوجدته بريطانيا ممثلا فيما يعرف منذ خمسة وثمانين عاما بالمملكة العربية السعودية ووضعت على رأسها أسرة بني سعود الخبيثة لتتحكم في مقدرات ابناء نجد والحجاز ثم تقوم بما تمتلكه من أموال لتصدير الفتن والحروب الى الدول العربية والاسلامية لتتقاتل شعوبها مع بعضها.. ولأن حكام مملكة قرن الشيطان قد تعودوا على الكذب الذي ارتبط بهم كمبدأ ثابت من مبادئهم كما هو حال اليهود والمنافقين الذين يلتقون معهم في الأصل والفعل فانهم يضللون الرأي العالمي بكذبهم وينسبون الى اليمنيين زورا وبهتانا ما لايعقل حدوثه كقولهم ان اليمنيين يريدون قصف مكةالمكرمة.. لكن العرب والمسلمين الذين يعرفون بني سعود جيدا لا يصدقونهم وهناك من الساسة والكتاب العرب من انبرى للدفاع عن اليمنيين ومايتمتعون به من اخلاق اسلامية وشهامة عربية أصيلة تمنعهم من استهداف المنشآت المدنية فضلا عن المقدسات الدينية مستنكرين ما الصق بهم اعلام بني سعود من تهمة شنيعة لا يصدقها عقل ولايستسيغها منطق وان من حق اليمنيين الذين يتعرضون لعدوان غادر للعام الثالث على التوالي ان يدافعوا عن أنفسهم وعن وطنهم وسيخرجون من هذه الحرب اللعينة منتصرين بإذن الله مهما تكالب عليهم عالم الاجرام .