كشفت دراسة حديثة ان قضاء الاطفال والمراهقين ثلاث ساعات واكثر يوميا في التعامل مع الأجهزة اللاكترونية يترك اثار سلبية عليهم. وبينت الدراسة ان ابرز تلك الاثار يتمثل في العزلة الاجتماعية وصعوبة إدارة العلاقات وتدني تقدير الذات واضطرابات الأكل وضعف النشاط البدني ومشكلات التشتت وعدم الانتباه والصمم وضعف البصر. وقد أكدت الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرًا أن ارتفاع حالات البدانة في معظم دول العالم يعود إلى تمضية فترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية. وتبين في الدراسة التي اعدها باحثون على أكثر من الفي طالب تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و18 سنة، أن معدلات أوزان الأطفال ازدادت من 54 كيلوغرامًا إلى 60 كيلوغرامًا. وفيما يخص الانخفاض الحاد في اللياقة البدنية، فعند مقارنة نتائج دراسة سابقة اجريت على الأطفال من ذوي 10سنوات في عام 1985 كانوا قادرين على الركض لمسافة 1.6 كيلومتر لمدة زمنية لا تتجاوز 8.14 دقيقة، في حين كشفت الدراسة الحالية ان أطفال اليوم يركضون المسافة نفسها ولكن في عشر دقائق أو أكثر. وقد أظهرت الدراسة أن الاجهزة الالكترونية لها أضرار كبيرة على عقلية الطفل، منها الإعاقة العقلية والاجتماعية إذا أصبح مدمنًا عليها. وبينت أن الطفل الذي يعتاد النمط السريع في التكنولوجيا والاجهزة الالكترونية قد يواجه صعوبة كبيرة في اعتياد الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير مما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي سواء في المدرسة أو في المنزل. ويشير الأطباء أنها تسبب أوجاعا فى الرأس وتعبا العين، وضعف البصر والضبابية وهي عدم الوضوح فى الرؤية مع العلم أن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة بضعف البصر من الكبار، كما تسبب جفاف في العين والشعور بعدم الراحة، وآلما ودموعا فى العين يصاحبها التهاب وحكة فى جفن العين خاصة عند القراءة أو المذاكرة، بالاضافة الى الصمم المبكر الذي ينتج من الموسيقى الصاخبة وفقدان السمع مع الوقت لان أذن الطفل رقيقة. وحتى يتمكن الآباء والأمهات من ضبط علاقة أطفالهم بالأجهزة والمواد الالكترونية، ينصح بعض الخبراء بالحرص على إنشاء علاقات قوية مع أطفالهم، وتلبية احتياجاتهم النفسية والعاطفية والتعبير عن الحب والاهتمام، والتواصل الجسدي، والإجابة عن التساؤلات، والاستماع المنفتح لأفكار الأطفال والمراهقين، والحوادث اليومية في حياتهم. ويلجأ الكثير من الأطفال والمراهقين إلى الأجهزة الالكترونية كنوع من التعبير عن احتياجاتهم النفسية والعاطفية والجسدية غير الملبّاة، بالاضافة الى تحديد أوقات يومية، وجلسة أسبوعية للجلوس مع الأطفال والاستماع إليهم، وعدم تركهم وحدهم طوال الوقت، أو مع أصدقائهم، حتى لا يبحثوا عن ملء أوقات فراغهم في الأجهزة والألعاب الالكترونية. كما ينصح الخبراء بتحديد وقت معين يقضيه الطفل أو المراهق في استخدام هذه الأجهزة، يتم تقليله أو زيادته تدريجيا، وتشجيع الابن في حال التزامه بهذه الأوقات والثناء عليه، ومشاركة الأطفال في أنشطة بدنية واجتماعية وترفيهية تقليدية كالسباحة وكرة القدم والرياضات المختلفة، ومجموعات العمل التطوعي، وتعزيز الطفل أو المراهق عند مشاركته فيها بالثناء والهدايا. وينصح بعدم اللجوء إلى العنف أو العقاب والحرمان في التعامل مع حالة ارتباط الطفل بهذه الأجهزة، واستبدال ذلك بالحوار الهادئ، والتعاقد السلوكي البسيط، والتحفيز والاهتمام. فكما أن الاجهزة الالكترونية فيها سلبيات فإنها لا تخلو من الإيجابيات، ولو كان للأجهزة الإلكترونية ضوابط رقابية يتم الحرص على تنفيذها بموجب تراخيص نظامية وبإشراف تربوي لكان لها بعض الإيجابيات بحيث يستطيع الطفل أن يقضي فيها جزءًا من وقت فراغه دون خوف أو قلق عليه فيمارس ألعابًا شيقة كالألعاب الرياضية وألعاب الذاكرة وتنشيط الفكر وألعاب التفكير الإبداعي. وتتميز الاجهزة الالكترونية بسمات إيجابية في تنمية مهارات الدقة والمتابعة والتركيز.