قال مسؤولون اسرائيليون ان ايهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي بالنيابة يخطط للانسحاب من طرف واحد من بعض مستوطنات الضفة الغربية اذا ما فاز في الانتخابات العامة في 28 مارس اذار. وتقضي خطة السنوات الأربع التي سيقترحها اولمرت على الولاياتالمتحدة بنقل المستوطنين الى كتل استيطانية كبرى ولكن اسرائيل لن تسحب قواتها من المناطق التي سيتم إخلاؤها كما فعلت العام الماضي في قطاع غزة. ومع شروع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة يأمل اولمرت في الحصول على دعم الولاياتالمتحدة لخطته الاحادية. وتقول اسرائيل والولاياتالمتحدة انهما لن تتفاوضا مع حماس التي يدعو ميثاقها الى تدمير اسرائيل. وقال افي ديختر وهو مستشار أمني لاولمرت ينظر اليه على انه قد يكون وزير الدفاع القادم "بغير شريك فلسطيني ستضطر اسرائيل الى اتخاذ المبادرة بنفسها." وسترسخ هذه الخطوة سيطرة اسرائيل على المستوطنات الأكثر سكانا على اراضي الضفة الغربية حيث تقيم اسرائيل جدارا تصفه بانه وسيلة لمنع المهاجمين الانتحاريين لكن الفلسطينيين يصفونه بانه استيلاء على الارض. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان الخطة لن تزيد الامر الا تعقيدا ووصفها بانها تعني املاءات وليس مفاوضات. وقال اسماعيل هنية الذي اختارته حماس ليكون رئيسا للوزراء "فلينسحبوا". واضاف ان حماس ستجعل السلطة الفلسطينية اكثر قوة على كل شبر من الاراضي المحررة علما بان حدود وحقوق الشعب الفلسطيني معروفة ولن تتغير. وتريد حماس إقامة دولة اسلامية محل دولة اسرائيل الحالية بما فيها الاراضي المحتلة. وقال ديختر ان اولمرت سيبدأ فور اجراء الانتخابات باتخاذ خطوات لنقل بعض المستوطنات المعزولة من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان الانسحاب سيشمل على الاقل 17 مستوطنة معزولة يعيش في بعضها متطرفون يهود. وسيتم استيعاب هؤلاء المستوطنون في أكبر مستوطنتين يهوديتين وهما معاليه ادوميم وارييل وأيضا كتلة جوش عتصيون في جنوبالقدس. وقال اولمرت ايضا انه لن يتخلى عن وادي الاردن الواقع الى الشرق لاسباب استراتيجية. وطالما روج اولمرت لفكرة الانسحاب من الضفة الغربية واقامة حدود دائمة للدولة اليهودية لكن الخطة التي ظهرت الى السطح يوم الاحد اعطت تفاصيل أكثر من ذي قبل. وتظهر استطلاعات الرأي ان غالبية الاسرائيليين يحبذون مثل ذلك الانسحاب ويمكن ان يؤدي الكشف عن التفاصيل الى تعزيز موقف حزب كديما الذي يقوده اولمرت بعدما فقد بعضا من تقدمه في استطلاعات الرأي. لكن القوميين اليهود يشعرون بالغضب الشديد من فكرة التخلي عن أرض الضفة الغربية التي ينظرون اليها على انها حق توراتي. وتقول محكمة العدل الدولية ان جميع المستوطنات التي اقامتها اسرائيل على اراض محتلة غير مشروعة. وتجادل اسرائيل في ذلك. واتهم المجلس الرئيسي للمستوطنين والمعروف باسم "ييشع" اولمرت بالخنوع لزعماء حماس. وقال المجلس في بيان "اولمرت سيؤدي العمل نيابة عنهم ويتخلص من اليهود." وقال ديختر لراديو اسرائيل انه على عكس الانسحاب من غزة "لن يكون فك الارتباط عسكريا." وتابع "كل هذه الاراضي..هذه المستوطنات الاسرائيلية.. ستظل في ايدي قوات الدفاع الاسرائيلية والاجهزة الامنية." وقال ديختر ان القوات الاسرائيلية ستظل في هذه المناطق "الى ان تصبح السلطة الفلسطينية شريكا" يمكن لاسرائيل ان تتفاوض معه. وينظر مسؤولون اسرائيليون الى انتصار حركة حماس الاسلامية في الانتخابات الفلسطينية في يناير كانون الثاني على انه يعزز الحاجة الى اتخاذ إجراء أحادي الجانب ويضعف الآمال بشأن خطة "خارطة الطريق" للسلام المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي تطالب الجانبين باتخاذ خطوات للتوصل الى تسوية عن طريق التفاوض. ولكن لم يتضح ما اذا كان اي تحرك فردي آخر سيحظى بتأييد ادارة بوش التي تحجم عن الاعتراف بأن خارطة الطريق ماتت تقريبا على ما يبدو. ولم يف أي من الجانبين بالتزاماته بموجب الخطة. والتزمت حماس التي نفذت نحو 60 تفجيرا انتحاريا منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000 بهدنة استمرت نحو عام. (رويترز):