اُعلن عن وفاة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش بسجنه في لاهاي. وكان ميلوسيفيتش يُحاكم في لاهاي كأول رئيس دولة يحاكم أمام القضاء الدولي، بتهمة المسؤولية عن جرائم إبادة جماعية، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية خلال حروب البوسنة وكرواتيا في الفترة ما بين عام 1991 و1995. هذا وقد أمرت محكمة جرائم الحرب الدولية فى لاهاى بفتح تحقيق حول ظروف وملابسات وفاة ميلوسيفيتش فى سجنه ، بينما اكد وزير الخارجية الصربى ان وفاته كانت طبيعية. ويحاكم ميلوشيفيتش منذ خمس سنوات بعد اعتقاله في صربيا، وايداعه السجن المركزي في بلجراد لمدة شهر، ومن ثم تسليمه إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي، حيث يقبع داخل السجن. وكانت "محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة" أصدرت في تاريخ 27 مايو 1999، قراراً يتهم ميلوسوفيتش بصفته رئيس يوغسلافيا الفدرالية وأربعة آخرين من كبار قيادات حكومته وجيشه، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاك قوانين الحرب بشأن المدنيين. وهؤلاء الأربعة هم ميلان ميلتينوفيتش رئيس صربيا، ونيكولا سينوفيتش نائب رئيس الوزراء في يوغسلافيا الاتحادية، ودراغولجوب أوجدانيتش رئيس هيئة أركان جيش يوغسلافيا الاتحادية، وفالجكو ستوجلكوفيتش وزير الداخلية الصربي. وقد تضمن قرار الاتهام الموجه إليهم إصدار أوامر إلي الجيش اليوغسلافي تقضي بقتل مدنيين ألبان في كوسوفو، وتعذيب آخرين وتدمير ممتلكاتهم وتشريدهم من قراهم ومدنهم تحت قوة السلاح. وقد أصدرت المحكمة أمرا وجهته إلي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة وكذلك إلي قوات الناتو العاملة تحت راية المنظمة الأممية في كوسوفو وصربيا، يقضي باعتقال المتهمين من أجل مثولهم أمام العدالة. وكان يتوقع أن تنتهي محاكمته منتصف العام الحالي،رغم توقفها عدة مرات بسبب الحالة الصحية للرئيس اليوغسلافى السابق، مع الحكم عليه بالسجن مدى الحياة . يذكرأن اعتقال ميلوشيفيتش تم في 1 أبريل 2001 ، وتم تسليمه إلى محكمة لاهاي في 29 يونيو من نفس السنة، حيث وجهت له في 1 فبراير 2002 اتهامات بارتكاب جرائم حرب في البوسنة وكوسوفو وكرواتيا، وفي 12 فبراير بدأت رسميا جلسات محالكمته. وفي 11 يونيو 2001 تم تقديم الادلة على ارتكابه جرائم حرب في كوسوفو، وفي 26 سبتمبر من نفس العام تم تقديم الادلة على تورطه في كرواتيا، وكانت البوسنة الملف الاكبر في قضية ميلوشيفيتش حيث استمر تقديم الادلة حتى فبراير 2004 . ووجهت لميلوشيفيتش 66 تهمة تتعلق بجرائم الحرب وجرائم الابادة والتهجير القسري وخرق اتفاقية جنيف حول وضع المدنيين أثناء الحرب، والمساعدة على ذلك. وفى وقت سابق اعلنت محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة انها رفضت طلبا من سلوبودان ميلوسيفيتش للافراج عنه افراجا مشروطا من حيث يحتجز في هولندا ليسافر الى روسيا للعلاج. ويعاني ميلوسيفيتش من مشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدم ،ويعتقد الادعاء ان زوجة ميلوسيفيتش وابنه يعيشان في العاصمة الروسية موسكو وعارض الافراج عنه رغم تعهد موسكو باعادته خوفا من ان يتعلل ميلوسيفيتش "64 عاما" ويقول ان حالته الصحية تمنعه من العودة الى لاهاي مقر المحكمة. ويأتى الاعلان عن وفاة سلوبودان ميلو سيفيتش بعد انتحار الزعيم الكرواتي الصربي السابق ميلان بابيتش الشهر الماضى في زنزانته في لاهاي . وكان بابيتش، 50 عاما، يقضي عقوبة 13 سنة في السجن بتهمة جرائم ضد الانسانية، بعدما اعترف باضطهاد سكان منطقة كرايينا من غير الصرب. وقد عثر علي بابيتش ميتا ، حسب بيان للمحكمة الاممية. وقالت السلطات الهولندية انها اجرت تحقيقا وخلصت الى انه انتحر فعلا، لكنها لم توضح الطريقة التي انتحر بها. كما فتح احد قضاة المحكمة تحقيقا منفصلا في اسباب الوفاة. وهذه المرة الثانية التي ينتحر فيها سجين بلاهاي. وكان الاول ايضا زعيما كرواتيا صربيا، سلافكو داكمانوفيتش، الذي انهى ايامه في 1998. وكان بابيتش رئيس جمهورية كرايينا الصربية الانفصالية، والتي اعلنت استقلالها من جانب واحد، وذلك بعدما اعلنت كرواتيا استقلالها عن يوغوسلافيا في 1991. وسجن بابيتش، وهو طبيب اسنان، عام 2004 بتهمة اقتراف جرائم ضد الانسانية خلال الحرب التي دارت رحاها ما بين 1991 و1995. واسقط الادعاء تهما من بينها القتل العمد، مقابل اعترافه. وكان ميلان بابيتش قد نقل الى الخارج بعدما رفض القضاة طلب استئناف تقدم به. واعيد ثانية الى لاهاي الشهر الماضي ليدلي بشهادته في قضية ميلان مارتيتش، وهو زعيم صربي آخر. وكان من قبل من اهم الشهود في محاكمة سلوبودان ميلوسفتش. وقد عبر عن ندم وخجل شديدين مما قام به في كرايينا.