وفي وقت سابق دعت وزارة الخارجية السودانية الأطراف المتنازعة في تشاد لحل المشاكل عبر الحوار والاساليب السلمية ونبذ العنف. وأوضحت خلال بيان اصدرته، اليوم الجمعة، أنها تتابع بقلق ما يجري في الجارة تشاد من أحداث عنف وصراع دامي حول السلطة. وأكد البيان التزام الحكومة السودانية بمواثيق حسن الجوار وميثاق الاتحاد الأفريقي واتفاقية طرابلس بعدم التدخل في الشأن الداخلي لتشاد.. وأنها ستظل تتابع الأمور عن كثب حتى يعود الهدوء والاستقرار إليها. ومن جانب آخر أعلنت سلطات ولاية غرب دارفور المتاخمة لتشاد عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين التشاديين وعودة عكسية للاجئين السودانيين من داخل الأراضي التشادية، اليوم الجمعة، نتيجة للمعارك التي تدور بين قوات الحكومة التشادية والانقلابيين. وصرح رئيس المجلس التشريعى للولاية السلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين بأنه طالب مفوض اللاجئين المتواجد بمدينة الجنينة القريبة من الحدود مع تشاد بالتوجه نحو المناطق التى افاد اللاجئون القادمون منها بأن الاطفال والنساء والشيوخ فيها يعيشون اوضاعا متدهورة. وحول توقعاته لتطورات الاوضاع الامنية جراء الموقف فى تشاد توقع ازدياد حجم المعاناة لمواطنى المنطقة خاصة بالمناطق الحدودية. وفي سياق متصل أعلن الرئيس التشادي ادريس ديبي، اليوم الجمعة، قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والسودان بعد هجمات للمتمردين على بلاده يتهم الخرطوم بدعمها. وعرضت حكومة تشاد اليوم متمردين قالت إن السودان جندهم بينما عادت العاصمة نجامينا الى حالتها السابقة بعد هجوم مفاجيء شنه مسلحون يقاتلون الرئيس ادريس ديبي. وتم عرض 160 اسيراً وهم يجلسون على الارض أمام الصحفيين وكبار الشخصيات في ميدان الاستقلال في اجتماع حاشد استهدف تعزيز الدعم الشعبي لديبي. وكان يوجد شخص واحد على الاقل مصابا بجروح وذراعه ينزف على الأرض بينما اغشي على شخص آخر. وتم عرض الاسرى مع 14 عربة عسكرية بعضها لحقت بها اضرار قالت الحكومة إنها استولت عليها اثناء صد هجوم المتمردين أمس. وبعض العربات نصب عليها اسلحة الية ومنصات اطلاق صواريخ. وكان الهجوم على نجامينا هو أجرأ هجوم حتى الان من جانب المتمردين الذين توعدوا بانهاء حكم ديبي المستمر منذ نحو 16 عاما وعرقلة انتخابات الرئاسة التي ستجري في الثالث من مايو والمرشح فيها لتولي فترة ولاية اخرى. وادى الهجوم المفاجيء على العاصمة الى اعلان حالة التأهب القصوى بين قوة عسكرية فرنسية قوامها 1200 جندي في تشاد. وحلقت طائرات حربية فرنسية في جوالات استطلاع لرصد طوابير المسلحين وفي مرة اطلقت الطائرات طلقات تحذيرية. وقال الجنرال محمد علي عبد الله نصر وزير ادارة الاراضي للصحفيين "من تشاهدونهم هنا هم مرتزقة جندتهم حكومة السودان من بين إلي ذلك، أعلن وزير الدفاع التشادي بشارة عيسى جاد الله اليوم الجمعة ان الجيش التشادي ارغم متمردين من الجبهة الموحدة للتغيير على التراجع داخل السودان المجاور بعد معارك دارت الخميس في مدينة ادريه (شرق) اسفرت عن سقوط 150 قتيلا، بينما اعلن وزير تشادى لم يذكر اسمه عن مقتل 350 فى هجمات للمتمردين. وقال الوزيرفي تصريح لاذاعة فرنسية الدولية "في ادريه (القريبة من الحدود مع السودان) حصلت هجمات وتم صد المهاجمين الى داخل السودان. ووقع 150 قتيلا". اما بالنسبة لهجوم المتمردين على العاصمة نجامينا الذي صده الجيش التشادي قال جاد الله "وقع اكثر من 200 جريح وعدة قتلى وتم اسر 200 شخص وانتهى الامر". وأوضح أن "المتمردين باتوا الآن في السودان". وقد أدان مجلس الأمن الدولي هجوم المتمردين التشاديين على نجامينا الهادف للإطاحة بالرئيس إدريس ديبي، ودعا تشاد والسودان المجاور لها من جهة الشرق إلى الامتناع عن التصعيد. وقال رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر السفير الصيني وانغ غوانغا بعد جلسة مشاورات مغلقة، إن أعضاء المجلس الخمسة عشر "يدينون أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة ويدعون المتمردين إلى وقف أعمال العنف والمشاركة في العملية الديمقراطية". ودعا أعضاء المجلس أيضاً حسب تصريحات السفير الحكومتين التشادية والسودانية إلي احترام اتفاقات طرابلس في الثامن من فبراير التي تعهد بموجبها البلدان بالامتناع عن دعم المتمردين في أراضي كل منهما أو القيام بأعمال عدائية ضد الآخر. كما يذكر أن الرئيس التشادي الذي ينحدر من قبيلة الزغاوة التي ينتمي إليها قادة أحد فصيلي التمرد في دارفور يتهم الحكومة السودانية بدعم وتسليح متمردي تشاد الذين يتمركزون في معسكرات على الحدود بين البلدين. ويخشى أعضاء مجلس الأمن أن تؤدي حدة القتال في تشاد إلى تقويض الجهود الرامية للتوصل إلي اتفاق سلمي في إقليم دارفور المجاور، وهو ما دعاهم إلي حث أطراف الصراع في دارفور على الإسراع بالاتفاق خلال محادثاتهم الجارية في العاصمة النيجيرية. وفي أديس أبابا أدان مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي اليوم "بشدة" هجمات حركات التمرد التشادية، وقال في بيان بعد اجتماع طارئ إن الهجمات "تشكل محاولة غير مقبولة لإسقاط الحكومة الحالية بوسائل تتنافى مع الدستور". من جهتها أدانت المفوضية الأوروبية أمس العنف في تشاد ودعت إلي وقف المعارك المستمرة منذ أيام بين الجيش والمتمردين. وأعرب المفوض الأوروبي للتنمية لوي ميشال عن قلقه "للعواقب التي يمكن أن تتسبب فيها الأحداث في تشاد على الاستقرار الإقليمي.