لقي 20 مصريا وثلاثة أجانب مصرعهم وأصيب العشرات في التفجيرات التي هزت منتجع مدينة دهب في شبه جزيرة سيناء، في وقت تشهد فيه الحركة السياحية بالمنطقة ذروتها. وتقول وزارة الداخلية المصرية إن مجموع ضحايا الانفجارات التي شهدتها دهب أمس الاثنين وصل إلى 23 قتيلا و62 جريحا بينهم 42 مصريا. وأشار بيان للوزارة أن من بين القتلى الأجانب الثلاثة طفلا ألمانيا، وأن من بين المصابين الأجانب ثلاثة دانماركيين وثلاثة بريطانيين ومواطنين اثنين من كل من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. وتحدثت مصادر إعلامية إسرائيلية عن إصابة ثلاثة إسرائيليين، في التفجيرات التي وقعت قبل يوم من احتفال المصريين بذكرى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. وتعرضت مدينة دهب لثلاثة تفجيرات بالقنابل نفذت عن بعد وبشكل شبه متزامن ووقعت في شارع تجاري وطالت مطعمين ومتجرا، في وقت تستقطب المنطقة آلاف السياح الراغبين في الاحتفال بالأعياد المسيحية السنوية في مصر وقضاء إجازة شم النسيم. وإثر ذلك قامت أجهزة الأمن بتطويق جميع مداخل ومخارج المنطقة مع إقامة حواجز أمنية في الطرق الرئيسية. وقال مراسل الجزيرة في مصر إن قوات الأمن بدأت في استجواب بعض المشتبه فيهم. وتستعين قوات الأمن ببدو المنطقة لتعقب من يشتبه في وقوفهم وراء التفجيرات. وأفاد مراسل الجزيرة بأن مصر تشهد حالة تأهب أمني قصوى خاصة في المطارات والفنادق الكبرى، وقد توجه عدد من المسؤولين المصريين إلى مكان التفجيرات للوقوف على ملابساتها. وقد توالت الإدانات الدولية والعربية للتفجيرات. فقد دان الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة كوفي أنان "العمل الإرهابي الذي استهدف أشخاصا أبرياء". ومن جانبه ندد الرئيس الأميركي جورج بوش بشدة بالهجمات واعتبرها عملا "ينم عن كراهية". وقدم المتحدث باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي في تصريح للجزيرة تعازي بلاده لشعب وحكومة مصر. كما دانت بريطانيا بشدة على لسان وزير خارجيتها جاك سترو تلك التفجيرات. وبدورها قامت كل من فرنسا وكندا بإدانة الحادث. وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف إيهود أولمرت اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري حسني مبارك لتعزيته. عربيا أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن تضامنه مع مصر في مواجهة ما سماه الإرهاب، كما أكد الملك الأردني عبد الله الثاني وقوف بلاده وتضامنها مع القاهرة في هذه الظروف الصعبة. وبدوره عبر الزعيم الليبي معمر القذافي عن تضامنه مع مصر في معركتها ضد الإرهاب، كما أعربت دولة قطر في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة خارجيتها عن إدانتها واستنكارها للتفجيرات الإرهابية. ومن جانبه وعد الرئيس المصري بملاحقة وعقاب المسؤولين عن التفجيرات التي وصفها ب "العمل الإرهابي الآثم". وقال حسني مبارك إن المسؤولين عنها سينالون جزاءهم بقوة القانون. وأكد "تصميم شعب مصر على ملاحقة قوى الإرهاب التي تهدد أبناءه في أرواحهم وأرزاقهم وتستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن". وقد أدانت جماعة الإخوان المسلمين المصرية بشدة الهجمات واستنكرت استهداف المدنيين الأبرياء من سائحين ومصريين. وقال عضو مكتب الإرشاد عبد المنعم أبو الفتوح للجزيرة إن مثل هذه العمليات قد تكون ردا على الاعتقالات وممارسات أجهزة الأمن. كما تحدث أبو الفتوح عن إمكانية وجود تورط إسرائيلي في مثل هذه الهجمات في محاولة لزعزعة الاستقرار في بلاده. ولم تتبن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الانفجارات. وقلل محافظ جنوبسيناء اللواء محمد هاني متولي من حجم التفجيرات ورجح أن تكون أعمالا فردية، مستبعدا أن تكون لها علاقة بسلسلة التفجيرات التي هزت فندق طابا عام 2004 وشرم الشيخ العام الماضي. لكن خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية رأوا تشابها بين تفجيرات دهب وتفجيرات طابا وشرم الشيخ. وتأتي أحداث دهب بعد أيام من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على نحو 22 شخصا بتهمة تشكيل خلية تدعى "الطائفة المنصورة". واتهمت السلطات عناصر هذه المجموعة بالتخطيط لسلسلة تفجيرات ضد منشآت سياحية. ويرجح المراقبون أيضا تورط تنظيمات خارجية مثل القاعدة في تدبير هذه الهجمات، بتجنيد عناصر في مصر يمكنها صناعة المتفجرات بالحصول على المعلومات من شبكة الإنترنت. المصدر : وكالات