كالمعتاد في أي مشاورات تجري هنا وهناك, تكون نتائجها كما هو معلوم غير مجدية كونها لم تلب تطلعات وآمال شعبنا اليمني خصوصاً في إنهاء معاناته التي تزايدت بشكل كبير مؤخراً جراء إدخال الورقة الاقتصادية والعملة الوطنية في إطار الحرب الاجرامية البشعة والشاملة التي يقوم بها تحالف الشر والإرهاب, فرغم التنازلات الكبيرة التي قدمها الوفد الوطني مؤخراً في مشاورات السويد ورغم التفاعل الإيجابي والهم الوطني العالي الذي حمله معه إلى السويد والهادف الى إيجاد بعض الحلول الهادفة للتخفيف من معاناة ومأساة شعب بأكمله على مدى أربعة أعوام إلا أن التعنت والعناد والشعور بعدم المسؤولية الوطنية والإحساس بالإنسانية وبمعاناة شعب يأبى الضيم, من قبل وفد الرياض كان واضحاً في كل تصرفاتهم وأحاديثهم أثناء المشاورات, إذ أثبت ذلك الوفد انه لا يمثل اليمن وشعبه العظيم بقدر ما كان كل همه هو الدفاع عن المعتدين أمام الرأي العام الإقليمي والدولي في مشاورات السويد التي تمخضت عنها بعض التفاهمات في الجانب الإنساني تحديداً وقضت على الشرعية المزعومة من خلال التأكيد على سحب قوات المرتزقة من الساحل الغربي إلى أطراف مدينة الحديدة وتجريدها من ممارسة أدنى سلطة لها كما كانت تطمح في مدينة الحديدة وموانئها واعتبارها طرفاً من أطراف الصراع ليس إلاّ , وارغامها على القبول بمبادرة وفد صنعاء الأبية القاضية بتسليم موانئ الحديدة لفريق أممي للإشراف الفني فقط مع الإبقاء على ادارة المحافظة والميناء للسلطة القائمة هناك وهي لسلطة لوفد صنعاء. ورغم هذا كله ومع الحديث عن هدنة إنسانية في الساحل الغربي والدعوة الأممية لوقف العمليات العسكرية للدخول في مفاوضات سياسية قادمة والحديث عن تفاهمات تعز وتفاهمات أخرى لتبادل الاسرى والمعتقلين وقبول حكومة الرياض مرغمة بذلك في إطار اجراءات بناء الثقة, إلاّ أن قبول وفد الرياض بكل ذلك كان من باب الحيل المخادعة التي يتبعها أسيادهم للانقضاض على مقاتلي الجيش واللجان الشعبية في معظم جبهات العزة والبطولة والشرف, الأمر الذي أنكشف جلياً في جبهات نهم والبقع وحرض وما وراء الحدود والجوف وغيرها من الجبهات التي صعد فيها العدوان من غاراته الجوية والمرتزقة من زحوفاتهم الفاشلة كما هي العادة, فما كان لهم الاّ الهزائم النكراء والانتكاسات المؤلمة أمام رجال اليمن الأشداء في الجيش واللجان الذين كانوا في حالة استعداد وتأهب قتالي ونفسي ومعنوي عالٍ لمواجهة وإفشال أي هجوم أو خروقات لمرتزقة تحالف العدوان السعودي الأمريكي, كما هو حاصل في جبهتي نهم وصرواح اللذين سطرا فيها مقاتلونا الشجعان أروع ملاحم الصمود والثبات والشجاعة والإباء وتصدوا بقوة وحنكة لكل محاولات الزحف الفاشلة بل وتمكنوا من الانقضاض على مرتزقة العدوان في عدة مواقع واستعادوا كثيراً من المواقع التي كانوا قد خسروها خلال العامين الماضيين إذ أصبحوا اليوم على مشارف محافظة مأرب مجدداً وفي انتظار تعليمات قياداتهم العسكرية لشن هجوم موسع على مواقع المرتزقة في المحافظة وإعادتها الى حضن الوطن, إن تحالف العدوان الأمريكي السعودي, لا يزال يمارس سياسة الخداع والدجل والتضليل وتزييف الحقائق والوقائع الميدانية, فاعلان قبوله بمخرجات المشاورات الجديدة على شاشاته الاعلامية أمام الرأي العام الدولي والعالمي لم يكن إلاَ من باب التلاعب بمشاعر الآخرين والضحك على ذقونهم خصوصاً البسطاء منهم والعاديين الذين لا يزالون يؤمنون بشرعية الغاب المدمرة وبتحالفها الإجرامي, فالجرائم وحجم الدمار والخراب الذي ارتكبته طائرات العدوان وقذائف مرتزقته خلال مشاورات السويد ومن بعد إعلانه بقبول مخرجات مشاورات السويد وبالهدنة الإنسانية في الحديدة, فاقت التصورات إذ لم تسلم منها البهائم والاشجار والمصانع ومزارع المواطنين, فالشهداء والجرحى بالمئات, ومع هذا تراهم يعلنون التزامهم بما تم الإعلان عنه, ويتهمون الآخرين بممارسة الخروقات وبعدم التزامهم بما تم التفاهم عليه, بطريقة مجردة من مشاعر الإنسانية وبأسلوب ينم على خفاياهم السيئة وأهدافهم الخبيثة في مواصلة منهجية القتل والخراب والدمار للوطن الارض والإنسان, وتكشف على عدم رغبتهم بالسلام وإنهاء الحرب المدمرة التي يتعرض لها شعبنا اليمني الصامد والصابر. لقد انكشفت جلياً نوايا واهداف تحالف العدوان ومرتزقتهم مؤخراً في مشاورات السويد وانكشفت معها صدق وطنية وفدنا الوطني الذي ظهر بمظهر القوة والحق المدافع عن كرامة وعزة وحرية واستقلال وسيادة وطنه, والذي ذهب وعاد وهو رافع هاماته للسماء وحاملاً معه هموم وتطلعات شعباً يأبى الخضوع والانكسار، شعب يريد السلام ولن يقبل بالاستسلام.. فتبا لكم أيها الغزاة والمرتزقة فكل حيلكم اليوم أصبحت مكشوفة للجميع وستواجه بوعي وصمود مجتمعي وشعبي مرتفع وواسع وبيقظة رجال الرجال في كل جبهات العزة والشموخ..