منذ اتفاق السويد عمل تحالف العدوان الأمريكى السعودي على بث الرماد على العيون بضخ سيل من الشائعات والدعايات المغرضة، كما هو دأبه من بداية عدوانه الظالم والجائر على اليمن أرضا وإنسانا، بهدف إفشال تفاهمات السويد وتضليل الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي عن حقيقة مبادرة في اليمن وما يعترض عملية السلام من عراقيل وتحديات جمة من قبل مرتزقة العدوان الذين لم يلتزموا بما تم التفاهم عليه وبلغت خروقاتهم ذروتها في ظل صمت المجتمع الدولي عليها رغم قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بتأييد تشكيل فريق أممى لمراقبة وقف اطلاق النار في الساحل الغربي. وبما أن تحالف الشر ومرتزقته كعادتهم لا ميثاق لهم فقد هربوا إلى تفسير تفاهمات السويد حسب أهوائهم وأهدافهم وكثفوا وبشكل مفرط من شائعاتهم ودعاياتهم المغرضة عبر وسائلهم التي وجدت بتفاهمات السويد مادة دسمة لها لترويج سمومها القاتلة، اذ اكتظت وسائل الاعلام التابعة للعدوان ومرتزقته بالتحليلات والتفسيرات والتصريحات القاصرة والمجافية للواقع، وتم اختلاق كماً هائلاً من القضايا الهامشية التي جعلوا منها منطلقا لتفخيخ الأجواء أمام مشاورات قادمة يسعى إليها المبعوث الأممى لحلحلة الملف اليمنى وإنهاء المأساة الكارثية الإنسانية التي حلت بالشعب اليمنى جراء الحرب العبثية لتحالف الإرهاب الأمريكي الصهيوني. سيل من الشائعات .. طالعتنا وسائل إعلام تحالف العدوان على اليمن خلال الأيام الماضية بسيل من الشائعات المقززة المعروفة الهدف والغاية.. فتارة تروج لعدم التزام الجيش واللجان بما تم الاتفاق عليه في السويد بشان ميناء الحديدة وملف الأسرى وتارة تزعم بأنه ما تم فى الحديدة انه ليس المطلوب وان هناك التفافاً على ماتم الاتفاق عليه وان هناك استهدافاً لفريق مراقبة وقف إطلاق النار وفريق لجنة المراقبة التابع لحكومة الرياض، وتارة تخرج عن إطار الحديدة لتروج لخلافات حادة تسود المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ وتارة أخرى تذهب نحو الجانب الإنساني وتتهم حكومة الوفاق الوطني بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها وانه يتم نهبها وحرمان الشعب اليمنى منها، في الوقت الذي يعرف فيه العالم أجمع من هو الطرف الذي التزم بما تم الاتفاق عليه ومن هو الطرف الذي يعمل على إفشال كل الجهود الدولية بممارسة الاستفزازات وارتكاب الخروقات بصورة على ارض الوقع .. بوعينا تفشل شائعات العدوان .. لاشك ان ابناء شعبنا قد شبوا عن الطوق و أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا بأهداف ووسائل شائعات و دعايات العدوان المختلفة.. فمنذ أربعة أعوام من الصمود والثبات اثبتوا للعالم كله أنهم فعلا شعب حضاري وعريق قادرون على هضم كل التحديات والصعوبات التي تعتري طريقهم او تعترض مسيرة حريتهم واستقلالهم، فثقافة أربعة أعوام مضت من الصمود والتحدي والمواجهة جعلت من الشعب اليمنى أقوي واقوى على تخطي كل القيود المفروضة عليه من قبل تحالف العدوان الامريكى السعودي الصهيوني، فقد بات أكثر نضجا ووعيا ولم تعد تخدعه تلك الكلمات البراقة او العبارات والشعارات الجذابة التي تحاول وسائل تحالف الإرهاب الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي الترويح لها هذه الأيام بشكل مستمر ومتواصل. فثقافة الصمود والإيمان والانتصار لإرادته ومظلوميته قد تجذرت في أعماقه وقد اثبت ذلك من خلال توجه شبابه الى ميادين العزة والشرف والتضحية والفداء، فكل يوم نرى قوافل الدعم والإسناد تتحرك صوب مواقع البطولة لمواجهة المعتدين ومرتزقتهم غير مبالين بكل ما ينشره إعلام العدو الذي أصبح بنظر أبناء شعبنا محتلا غازيا وهمجياً مجرما ويتم صرف النظر عن كل ما يقوله وما يروج له إعلامه من دجل وكذب وتزييف.. ولا يستحق التعاطي معه بأي حال من الأحوال كونه يعمل على تهديد سيادة الوطن ومصالح الشعب العليا وتمزيق وحدة الصف اليمني من خلال زرع الفتن وتأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد. الإشاعة.. نوع من الحرب النفسية كثيراً ما تؤدي الإثارات الصغيرة إلى ظهور أشياء كبيرة تعقبها سلبا وايجابا، وضمن سياق هذا الاستنتاج الصحيح الملموس جراء التجارب والوقائع. فيما يتعلق بأسيجة مواجهة الشائعات، فمهما امتازت تلك الاسيجة من قابلية الصد، فإن الشائعة المناوئة المطلقة بتوقيت سايكولوجي مدروس تستطيع عملياً اختراق تلك الاسيجة، بحيث تصل إلى حدود الاسماع. إن الإشاعة في هذه الحالة تعتبر نوعاً من الحرب النفسية، سواء مرت سريعاً أو بقيت متداولة اجتماعياً لفترة قصرت أم طالت مع التناهي أن الإشاعة لا تتناقل إلا في وسط اجتماعي يعاني أفراده من تخلخل في درجة الوعي الفكري والاستيعاب السياسي، خصوصاً إذا ما علم بأن مسودة ديباجة قرار الإشاعة، عادة ما يخضع لدراسة سيكولوجية ليس لمعرفة مستوى الآخر، بل وطريقة تفكيره أيضا. وفي هذا المجال يمكن التذكير بأن سياسة( فرّق تسد )الاستعمارية غالباً ما تستند في خلفيات إثاراتها إلى تشكيلات الإشاعة وأنواعها. فالشائعات تطلق بقصد الترهيب وبالذات أثناء اندلاع الحروب والأحداث الانقلابية الجسام، وحتى تكون الإشاعة المعينة قد أضحت متداولة على الألسن، تكون قد دخلت حيز النجاح المؤقت أو المطوّل، وتدل حقائق التاريخ أن عمر الإشاعة مهما طال، فإن العد العكسي يشملها حتى تضمحل وتتلاشى عن التداول لدى الناس، ثم يستنكرها المجتمع على ما كان قد تحقق من مقاصدها الضدّية. الظروف المساعدة لانتشار الإشاعة تأتي.. الإشاعة دوماً كتحدٍ سلبي خلافاً لقواعد السلوك الإعلامي، وتواجه الإشاعة فشلها الذريع متى ما امتنع الناس عن تصديق أكذوبتها أو رفضوا تردديها، بسبب هشاشة موضوع إثارتها. ومن هذه النقطة يمكن أن تبدأ عملية مقاومة الإشاعة، الآخذة أحيانا منحنيات عدة ومجالات واسعة.. فبالوعي المستقرء لفكر الآخر، يستطيع المرء معرفة ملامح تشويش الإشاعة المعينة، وبالتالي سيساهم في إلغاء فعلها عن طريق تجاهلها. إنّ الإشاعة التي غالباً ما تأتي مفاجئة للعقول، تسندها مقدمات ظروف وتهيئات مناخ يساعدان على ترسيخ بعض الاعتقاد بالإشاعة، وعلى وجه الخصوص حين تراعي شيئاً من المنطق المحبوك فمن يستطيع أن ينسى التحرشات الإعلامية للغرب بعدالة ثوار وأحرار مخلصين لشعوبهم، قادوا ثورات تحررية عظمى في بلدانهم، ولعل اختراق الإشاعة للرأي الاجتماعي العام، لا يتطلب تحييد ردة الفعل اتجاه ذلك الاختراق، بل ينبغي مواجهته بسلاح الوعي والتواعي بين الناس.